سورة الفاتحة مكية، عدد آياتها سبع آيات وهي خامس سورة من حيث التنزيل يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد الصحابة {لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن} فقال: وماهي يارسول الله؟ فقرأ -عليه الصلاة والسلام- {الحمدلله ربّ العالمين، الرّحمن الرّحيم....} إلى آخر السورة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: {والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا الفرقان مثلها...إنها السبع المثاني} رواه الإمام أحمد.
و تعد سورة الفاتحة من أكثر السور التي نتعرض لها في حياتنا ودعائنا،
وصلواتنا، نظرًا لفرضها في كل الصلوات المكتوبة، وقرائتها في كل ركعة،
فيقرأها المسلم سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى، وأكثر من
ضعف ذلك إذا هو صلى السنن، ولا تقوم صلاة بغير هذه السورة.
وسورة الفاتحة هي أول سور القرآن ترتيبًا لا تنزيلاً. وهي سورة مكية، كما
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنها نزلت مرة بمكة حين فُرضت الصلاة،
وبالمدينة أخرى حين حُوِّلت القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام.
عدد آياتها سبع مع البسلمة، وقد نزلت بعد سورة المدثر، وتبدأ بالحمد
والثناء، ولم يذكر لفظ الجلالة الله إلا مرة واحدة في الآية الأولى.
-أسماء سورة الفاتحة:
قال العلماء إن سورة الفاتحة لها عدة أسماء، ومنها:
1- الصلاة
للحديث القدسي: قال الله تعالى: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي
ما سأل فإذا قال العبد: الحمد الله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني
عبدي….” رواه مسلم.
2- الحمد
وذلك لذكر الحمد فيها.
3- فاتحة الكتاب
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “هي أمُّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب.
4 -وهي السَّبع المثاني”.
5- أم الكتاب وأم القرآن.
6- القرآن العظيم.
7- الشافية والكافية.
وسورة الفاتحة قد اشتملت على هذه المحاور الثلاثة:
1- ففي محور العقيدة نقرأ قوله -تعالى-:{ الحمدلله ربّ العالمين*الرّحمن الرّحيم*ملك يوم الدّين} فالتوحيد والإيمان بالله رب العالمين واليوم الآخر هما أساس عقيدة المسلم.
2- وفي محور العبادة تقرأ:{ إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} فالعبادة كلها ومجملها لله وحده.
3- وفي منهج حياة المسلم نقرأ:{اهدنا الصّراط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضّآلين} فهذا هو هدف المسلم ونهجه في حياته.
وعليه نجد القرآن كله بعد سورة الفاتحة إما أن يكون مبينا للعقائد أو مبينا كيف نعبد الله -تعالى- أو يخبر عن المناهج في الأرض وطرق الظالمين والهالكين وطرق الناجين.
وعليه فسورة الفاتحة جمعت وشملت واختصرت محاور القرآن الثلاثة -سبحان الله
- الأدب مع الله :
إن هذه السورة تعلّم العبد الأدب مع ربّه، فهي مقسّمة إلى نصفين ؛ النّصف الأول ثناء على الله والنّصف الثاني دعاء إليه...فالثناء على الله يتجلى في الآيات {الحمدلله ربّ العالمين * الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين * إيّاك نعبد وإياك نستعين} ثم يتجلى الدعاء في {اهدنا الصرّاط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّآلين} فالسورة تعلّم المرء كيف يتعامل مع الله، فإن أراد الدعاء فيُستحب له أن يثني على الله أوّلا (فيبدأ بحمد الله وتمجيده ثم الصلاة على رسوله -صلّى الله عليه وسلم-) وبعد ذلك يدعو بما يشاء فإن دعاءَه يستجاب بإذن الله الحوار مع الله
إن تلاوة سورة الفاتحة تفتح لك أعظم أبواب الشرف وهو الحوار مع الله -تبارك وتعالى- ولهذا جاء في الحديث القدسي: { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، فإذا قال العبد "الحمدلله ربّ العالمين" قال الله "حمدني عبدي"، فإذا قال العبد "الرّحمن الرّحيم" قال الله "أثنى عليَّ عبدي"، فإذا قال العبد "مالك يوم الدّين" قال الله "مجّدني عبدي"، فإذا قال العبد "إيّاك نعبد وإياك نستعين" قال الله "هذا بيني وبين عبدي"، فإذا قال العبد "اهدنا الصّراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّآلين"، قال الله "هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"} فتستشعر أنك كلما تقرأ سورة الفاتحة فإن الله -تعالى- يجيبك.. أي شرف هذا في حوار يكرر ربّ العزة ذكرك فيه ويكافؤك بالإجابة مع أنك لم تأت بجديد ولم تتفضل بشيء من عندك فهو سبحانه أهل للثناء كما تقول وخير مما تقول. هذه هي سورة الفاتحة (بعض من جوانبها العظيمة) بطاقتك الشخصية أيها المسلم وجواز سفرك لفهم القرآن العظيم.
-سبب نزول سورة الفاتحة:
يعود سبب نزول سورة الفاتحة إلى ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ففي حادثة وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل، يقول فيها أبو ميسرة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد فقال: لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال: قل: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب.
-مقاصد سورة الفاتحة:
وذكر ابن القيم في مقدمة كتابه “مدارج السالكين” أن هذه السورة اشتملت على الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، كما بينت منازل السائرين، ومقامات العارفين وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها؛ ولذلك لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل مثلها.
-فضل سورة الفاتحة:
ورد في فضل سورة الفاتحة بعض الأحاديث، منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “قُسّمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،
ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى:
حمدني عبدي وإذا قال : الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي وإذا
قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي فإذا قال:
إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا
قال: اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم
ولا الضالين قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل”.
روى البخاري عن سعيد بن المعلى، قوله صلى الله عليه وسلم: “لأعلمنك سورة هي
أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد” ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن
يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن.؟ قال: “الحمد
لله رب العالمين” هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مسير له فنزل، ونزل رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال: “ألا أخبرك بأفضل القرآن؟”، فتلا عليه: “الحمد لله رب العالمين “.
- من أسرار سورة الفاتحة لقضاء الحوائج: ما قيل عن الشيخ البهائي : من نوى نية الحاجة في ثلاثة أيام وقرأ سورة الحمد المباركة مع سورة الاخلاص كلاهما 100 مرة ويقرأ بعدها هذا الدعاء 100 مرة ): يا قاضي الحاجات يا كافي المهمات يا رافع الدرجات يا دافع البليات يا مفتح الأبواب يا شافي العلل يا حلال المشاكل يا مسبب الاسباب يا مجيب الدعوات يا ارحم الراحمين (تقضى حاجته إن شاء الله. ويفضل قراءة ذلك أيام الاثنين أو الخميس بعد صلاة العصر.
-فضل سورة الفاتحة 100 مرة:
كما قيل في فضل قراءة الفاتحة 100 مرة : من قرأ فاتحة الكتاب بهذا النحو (مائة مرة) قضى الله تعالى جميع حوائجه الكلية والجزئية منها ، حيث يكررها.
حيث تقرأ الفاتحة كل يوم 100 مرة نبدأها يوم الخميس وتذكر حاجتك في مكانين أحهما في “الرحمن الرحيم” والأخرى في “إياك نعبد وإياك نستعين” بعد صلاة الصبح 21 مرة، وبعد صلاة الظهر 22 مرة، وبعد صلاة العصر 23 مرة، وبعد صلاة المغرب 24 مرة وبعد صلاة العشاء 10 مرات ليصبح المجموع 100 مرة، وإذا لم تقضى حاجتك في أول أسبوع، كرر ذلك في الأسبوع الثاني وستقضى حاجتك بإذن الله.
21 مرة بعد صلاة الصبح .
22 مرة بعد صلاة الظهر .
23 مرة بعد صلاة العصر .
24 مرة بعد صلاة المغرب .
10 مرات بعد صلاة العشاء .وهذا مجرب.
جزاك الله خير
ردحذفاللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم