Subscribe in a reader رواية فرحة صالح البارت 7 كامل - daahsha"دهشة"

daahsha"دهشة"

مدونة شبابية لكل أسرة عصرية تعرض كل ما يخص الامور الدينية و كل الوصفات الطبية الطبيعية والمعلومات العامه المفيدة للعنايه بالشعر والبشره وكل وظائف الجسم المختلفة . وكل معلومات عن النباتات والحيوانات. وكل ما يخص الموضة والديكور وفن الطهى والتكولوجيا و فن التصوير والرسم ومعلومات عامة وألغاز...

آخر المواضيع

2/28/2024

رواية فرحة صالح البارت 7 كامل

Translator

رواية,رواية روسية,روايات صوتية,رواية مسموعة,رواية رعب,روايات,رواية ارض زيكولا,رواية كاملة,روايات مسموعة,رواية أرض زيكولا,رواية موسيقية,فن الرواية,كيف تؤلف رواية,رواية وادي الذئاب المنسية,عالم الرواية,سلسلة الرواية,كتابة الرواية,حكاية,كيف اكتب رواية ناجحة,فن كتابة الرواية,رواية غموض,تعلم كتابة الرواية,روايات صوتية قصيرة,روايات صوتية كاملة

 

فى منزل صالح💖💖

مر عليها الوقت وهى ومازالت حبيسة تلك الغرفة تخشى الخروج منها مرة اخرى تحارب احباطها والالمها بعد رؤيتها لأسوء مخاوفها فى هذا الزواج تتحقق امام عينيها برؤيتها ضعفه وحنينه لزوجته الاولى وهرعه دون لحظة تردد واحدة للحديث معها فى ليلة زفافهم ومحاولة تهدئتها بصوته الحنون المراعى نبذاً خلفه عروسه المصدومة وقد ملأتها خيبة الامل والانكسار

لتظل مكانها تشعر بالاختناق يحكم قبضته فوق صدرها فلأول مرة ومنذ دخولها تلك الغرفة اخذ يلح عقلها عليها بسؤال قاسى طعنها بوحشية وهى تتطلع فيما حولها ..هل كانت هذه غرفته مع زوجته الاولى ..هل ستقضى ليلتها فوق فراش شاركته غيرها فيه يوماً...

تغلغل الالم صدرها وقد ارتفعت غصة البكاء فى حلقها تخنقها لكنها لم تستطيع التمتع برفاهية البكاء الان تلعن نفسها لقبولها بهذا الوضع وقد اغشى عشقها له عيونها وجعلها تتنازل عن ابسط حق لها فى هذه الزيجة

تنهدت بألم وعينيها تدور فوق اثاث الغرفة كأنها تحاول انكار ما ادركته الان هامسة بصوت موجوع

:ده مهنش عليه يغير الاوضه علشانى حتى .. معقولة لدرجة انا قليلة عنده ..

جلست فوق احدى المقاعد بجسد هامد مهزوم تتطلع امامها بعيون مصدومة تملأها الدموع للحظات كانت كالدهر عليها ثم فجأة تبدل حالا فورا تجذب نفس عميق داخل صدرها وهى تنهض واقفة تهتف بعزم وكبرياء برغم دموع الاهانة التى تلتمع بها عيونها

:لا وحياة غلاوته عندى مايحصل ولا هيمس منى شعرة لو اللى فى دماغى ده صحيح .. انا مش قليلة ولا عمرى هكون ولازم يفهم ده كويس

توجهت نحو الباب يحركها شعورها بالغضب والاهانة😡💔 وتجاهله لوجودها تفتحه ثم تتجه خارجه بخطوات صامتة سريعة تبحث عنه بعينيها فى ارجاء المكان وهى تحارب دموعها الخائنة المطالبة بالتحرر تتوقف بعتة مكانها بتجمد حين وجدته يجلس فوق احدى المقاعد يستند بمرفقيه فوق ساقيه محنى الرأس وكتفيه متهدلين بشدة كانه تحت وطأة ثقل هم شديد لا تعلم لما زادت رؤيته بهذا الشكل من وهج غضبها وطعم الخسارة بحلقها كالعلقم تعميها غيرتها بعد ان ادركت من المسئول عن حالته تلك ولماذا....

لذا هتفت به دون مقدمات بحدة وعنف

:شوف بقى انا استحالة هنام فى الاوضة دى .. واعرف كمان انك مش هتمس منى شعرة طول ما الاوضة دى موجودة

مرت لحظة صمت قاتلة بعد حديثها المندفع هذا له وقفت خلالها تتململ فى وقفتها وهى تهيئ نفسها لاستقبال ردة فعله مهما كانت على ما قالته تطول بهم لحظات الصمت حتى اتسعت عينيها برهبة واضطراب بعدما رفع اخيرا عينيه ببطء اليها دون ان تتحرك فى جسده عضلة اخرى يحدق بها بنظرات ثابتة جعلت البرودة تسرى فى عروقها تجمد الدماء بها وهى تتابع مرتجفة نهوضه البطىء من مكانه متقدما نحوها بثبات لتزدرد لعابها بصعوبة وهو ينحنى عليها تتقابل نظراته بعينيها دون ادنى تعبير بهما ووجهه ثابت كأنه مصنوع من حجر هامسا بصوت جليدى

:الشقة عندك واسعة ..والمكان اللى يريحك نامى فيه ..تصبحى على خير

ثم غادر فورا تاركاً لها خلفه شاحبة مترنحة تشعر بالدوار يلفها وقد تلقت للتو اعنف ضربة لكبريائها الانوثى فرده البارد اللامبالى هذا كان اشد ايلام وقسوة عليها من اجابته لاتصال طلقيته منذ قليل😡💔

**********************

لم يغمض لها جفن منذ ان تركها تجلس فوق احدى المقاعد بجسد مرهق وعيون تتساقط دموعها بغزارة تغرق وجنتيها حتى غلبها الارهاق والنعاس اخيرا تسقط نائمة مكانها دون حراك حتى الصباح وبعدما اخترقت تحركات واصوات قربها غيمة نومها تبددها لتنهض تتأوه بألم وهى تحاول ان تمسد باناملها عضلات عنقها المتيبسة بشدة تتأوة بألم لكن أتى صوته الحازم مناديا لها من خلفها فتوقفت حركاتها تلتفت اليه سريعا ليكمل وقد وقف بكامل ملابسه امامها يمسك بعلاقة مفاتيحه قائلا

:انا نازل .. و عندك الفطار جاهز فى المطبخ ..

ثم تحرك متوجها ناحية الباب يكمل بصوته البارد غير المبالى

:وبعد كده ابقى نامى فى اوضة...الاطفال

تحشرج صوته وتابطأ فى كلمته الاخيرة لكنها لم تنبه وهى تسرع ناهضة تجرى خلفه تسأله بلهفة وارتباك

:انت رايح فين الصبح كده؟!

التفت لها بوجه خالى من التعبير

:نازل الشغل ..فى طلبية هتوصل المخازن ولازم اكون موجود هناك حالا

انتهت قدرتها على التحمل والتظاهر بالقوة واللامبالاة تسأله بصوت مرتجف حزين

:صالح احنا اتجوزنا امبارح بس..مفكرتش شكلى هيبقى ايه لما الناس تشوفك نازل كده الصبح بدرى يوم الصباحية؟!😣😭

زفر بحدة هاتفا بنزق وخشونة

:يقولوا اللى يقولوه محدش ليه حاجة عندى..

بعدين مش المفروض اقعد جنبك فى البيت علشان كلام الناس وانا ورايا شغل

اومأت له بوجه شاحب حاكى وجوه الموتى تضم جسدها بذراعيها تتراجع للخلف خطوة هامسة

:عندك حق شغلك برضه اهم ..مع السلامة💔😔

تركته فورا تهرع من امامه بعد ان تتعالى شهقات بكائها بصوت كان غمد سكين بصدره تلحقها قدميه فورا ودون لحظة تردد منه بخطوات سريعة متجاهلا نداء عقله له الا يفعل فقربه منها كالخطر جسيم يلغى كل ما اتخذه من قرارات ليلة امس تمسكها يده من خصرها يلفها له بقوة ثم يجذبها الى صدره لتدفن وجهها به تبكى بشدة وانهيار يرتج جسدها من عنف شهقاتها فتوتر جسده بشدة يلعن نفسه من بين انفاسه يهمس لها بعدها بكلمات مهدئة معتذرة وانامله تربت فوق خصلات شعرها بحنان حتى هدئت شهقاتها اخيرا ليسألها بخفوت وبصوت اجش وهو يزيد من ضمها اليه

:احسن دلوقت ؟

هزت رأسها بالايجاب ووجهها مازال مدفون فى صدره واناملها تتشبث بقميصه من الخلف ليحدثها بصوت رقيق هادىء شعرت معه كأنها طفلة مشاغبة يحاول تهدئتها

:طيب تعالى اغسلى وشك ..وافطرى

تجمد جسدها مبتعدة عنه بأنف محمر وعيون منتفخة يتلطخ وجهها بأثار دموعها تهتف به بغضب وتذمر😡💔

:مش هغسل حاجة ..ومش هفطر ..وبطل تعاملنى على انى عيلة صغيرة ادامك

التوت شفتى صالح قائلا بسخرية متهكما من نفسه

:ماهو لو كنت شايفك غير كده كانت امور كتير اتحلت ما بينا ..اولهم جوازتنا دى

اتسعت عينيها متألمة تتطلع اليه مشدوهة هامسة

:عندك حق ..ماهو مفيش واحدة كبيرة وعاقلة ترضى بجوازة عارفة من اولها انها كانت غلط ..حتى ابسط حقوقها فيها محصتلش..

ضغطت شفتيها معا تمنع ارتعاشتهم تكمل

:بس وايه يعنى.. ماهى برضه عيلة غلبانة وهتفرح بجوازة وشقة مكنتش تحلم بيهم حتى لو مش ليها من الاساس

اتسعت عينيه ذهولا من اساءتها لفهم كلماته واشارتها مرة اخرى وتوبيخها الخفى له عن اهماله تغير غرفة نومهم قبل زواجه بها كأنه تعمد فعل هذا يهم لشرح حقيقة الامر لها لكن اتى صوت جرس الباب قاطعا اى حديث بينهم ليزفر صالح بنفاذ صبر وحدة يلتفت ناحية الباب قائلا

:مين اللى هيجيلنا بدرى على الصبح كده..

ثم التفت اليها عينيه تدور فوق ملامحها الحزينة للحظات قبل ان يتحدث اليها بهدوء

:ادخلى اغسلى وشك وغيرى هدومك عما اشوف مين..بلاش حد يشوفك كده

التمعت عيونها بالتحدى ترميه بنفس كلماته منذ قليل

: اللى يشوف يشوف محدش ليه حاجة عندى..

جز صالح فوق اسنانه ينحنى عليها قائلا من بينهم ببطء وتحذير جعلها تتراجع للخلف عنه تتسع عينيها بخشية وخوف

:لو مش عوزانى اعاملك زى العيلة الصغيرة زى ما بتقولى ..يبقى تنجرى تسمعى الكلام وتدخلى الاوضة ومتخرجيش منها الا لما اندهلك ..فاهمة

اسرعت بهز رأسها بالايجاب تفر من امامه تختفى داخل غرفة النوم فى لمح البصر ليقف هو يتابعها يهز رأسه بأبتسامة صغيرة مرحة حتى اختفت عن انظاره ثم ذهب فى اتجاه الباب لفتحه تتسع عينيه بذهول لمرأى اخيه وزوجته يقفان امامه قبل ان تدوى من سمر زغرودة طويلة قائلة بفرحة لم تصل لعينيها

:مبروووك ياصالح مبروك ياخويا..

افسح لهم صالح الطريق للدخول بوجه متجهم مرحبا بهم بجمود لتسرع سمر قائلة بعد دخولهم وعينيها تدور بحثا فى المكان😏

:اومال العروسة فين علشان نبارك لها..

اجابها صالح وهو يوجهم لغرفة الاستقبال قائلا

: اتفضلوا ..ثوانى وجاية حالا .. ازيك ياحسن وحشنى يا راجل

قالها صالح بتهكم موجها الحديث شقيقه الصامت منذ لحظة دخوله ليجيبه حسن بضيق قائلا😒

: الحمد لله بخير ...مبروك يا صالح

اسرعت سمر تعتدل فى جلستها قائلا بحزم

: انا عارفة انك زعلان منى انا وحسن ..بس وحياتك عندى ياخويا..احنا والله فرحانين لك من قلوبنا.. وربنا يجعلها جوازة الهنا عليك ..ومتطلعش زى اللى قبلها ابدا يارب

نكزها حسن بمرفقه بقوة لتشهق ضاغطة فوق شفتيها باحراج تنظر ناحية صالح متظاهرة بالاسف والخجل لكن تطلع نحوها صالح بهدوء لكن ظلمة ووحشية عينيه جعلتها تشحب بشدة تسرع قائلة بمرح مصطنع فى محاولة لتدارك الامر

سمر:جرى ايه ياخويا انت مش هتنده العروسة نسلم عليها ولا ايه

نهض صالح من مقعده قائلا

:هقوم اندها تسلموا عليها علشان عاوز انزل ورايا شغل

شهقت سمر مستنكرة بحدة قائلة

:شغل ؟! شغل ايه اللى عاوز تنزله يوم صباحيتك ده..انت عاوز الناس تتكلم ولا ايه

توقف صالح يلتفت ببطء تتطلع عينيه نحو شقيقه بخيبة امل واسف للحظات فأحنى حسن رأسه حتى كادت تلامس ذقنه صدره من شدة خجله وارتباكه قبل ان يغادر صالح المكان مسرعا دون الرد عليها لتهتف سمر بحسن بعدها قائلة وابتسامة شامتة فوق شفتيها

:جدع انك قلتله انك تعبان ومش هتنزل الشغل الفترة الجاية ..

حسن ونظراته تتبع شقيقه بحزن وتذمر

:تعبان فين بقى ..وانا طابب عليه زى القضا المستعجل الصبح كده ..يعنى خلاص لازم نطلع ليهم فى وقت زى ده

سمر وهى تنكزه بحدة😑

:اسكت انت مش فاهم حاجة..مانا كان لازم اطلع واشوف بعنيا عروسة الهنا عملت ايه بعد مكالمة امانى امبارح لاخوك

حسن بنزق وهو يعتدل جالسا

:وده هتعرفيه ازى بقى..

ابتسمت سمر بخبث هامسة

:لا مانا هعرف يعنى هعرف ..ويارب تكون امانى عرفت تطينها صح على دماغهم ليلة امبارح😒😈

*******************

:انت مش بترد على تلفوناتى ليه ياعادل من امبارح

زفر عادل بقوة يرجع للخلف الى ظهر مقعده قائلا

:علشان لو كنت رديت عليكى كنت هقولك كلام مش هيعجبك منى يا ياسمين

جلست ياسمين فى فراشها تصرخ به بعصبية 😡عاقدة حاجبيها بعبوس

:ليه ..علشان ايه كل ده ..علشان قلتلك مش عاوزة اسكن فى شقة فى الحارة

صرخ عادل بها هو الاخر عينيه تطلق شرار الغضب😡

:لاا مش علشان كده يا ياسمين ..وانت عارفة كويس انتى عملتى ايه

تنهدت ياسمين تقلب عينيها بملل قائلة

:طب خلاص يا سيدى متزعلش ..بس انت عارف انا مبحبش حد يقولى لا على حاجة عوزاها

عقد عادل حاحبيه يسألها ببطء وهدوء ما قبل العاصفة

:يعنى ايه بقى كلامك ده مش فاهم؟!

ياسمين وهى تتطلع الى اظافرها تهز كتفها بلا مبالاة قائلة

:يعنى انا متعودتش حد يرفض ليا طلب ..واظن انا من حقى احدد هعيش فين ومع مين يا عادل

عادل بصوت بارد

: طيب ولو قلت لا يا ياسمين مش هعمل اللى طلبتيه ..ولا هسيب بيت اهلى ابدا ؟

احتقن وجهها من رده البارد عليها لكنها اجابته بغرور وثقة من يملك الورقة الرابحة

:يبقى ساعتها اقولك كل شيئ قسمة ونصيب ..وتعال علشان تقعد مع باباه وتنهى كل حاجة معاه

ساد الصمت من طرفه فترة طويلة ليدب الخوف فى قلبها تختفى ثقتها وهى تناديه بعدم يقين ليأتى صوته بعدها قائلا

:خلاص يا ياسمين اللى تشوفيه..وماشى كلامك

ارتفعت نظرة غرور فى عينيها تنشق شفتيها ببسمة انتصار و لكن سرعان ما اختفت فور ان سمعته يكمل ببرودة شديدة وحسم

: بلغى عم منصور انى جاى بعد المغرب ..وزى ما قلتى كل شيئ قسمة ونصيب

اغلقت المكالمة من طرفه بعد حديثه فورا فاخذت تتطلع الى الهاتف بعيون مصدومة وفم مفتوح ذهولا

فلم تكن تتخيل ان يكون رده عليها حاسم وبهذه السرعة فما قالته لم يكن سوى تهديد فارغ منها فى الهواء لم تريد به سوى الضغط عليه حتى يرضخ لتنفيذ طلبها ترتجف رعبا مما هو اتى وهى تفكر كيف ستبلغ ابيها وصالح بما حدث الان فلو قتلوها بعد علمهم بما فعلته وقالته سيكون قليلا عليها من وجهة نظرهم

**********************

دلف الى داخل الغرفة تتسمر قدميه حين وجدها تقف امام المرآة تحاول وضع القليل من الزينة على وجهها ليهتف بها بحدة

:انتى بتعملى ايه ...متحطيش اى هباب من ده على وشك

رمت القلم من يدها بحدة فوق طاولة الزينة تلتفت له هاتفة بغضب ومازال الارهاق والاحمرار ظاهر فى عينيها

: يعنى عاوزنى اطلع لضيوفك بوشى عامل كده

اقترب منها ببطء وفوق شفتيه ابتسامة اذابتها رغما عنها ونظراته المحدقة بها والتى تنبض بالحياة اذابت قلبها تتقاذف نبضاته بشدة فى صدرها حين انحنى عليها يهمس برقة ونعومة اذابت الباقى منها

:ومالك كده..مانت زى القمر اهو ..

اغمضت عينيها ترتجف بقوة وهى تشعر بشفتيه تلامس وجنتيها برقة ثم يعتدل ببطء عينيه تتطلع فى عينيها بشغف لم يستطع السيطرة عليه هامسا

:ده يمكن حتى انتى احلى منه كمان..

شعرت كأنها تمسك النجوم وتطفو فوق غيمة وردية صنعتها كلماته لها لكن سرعان ما اختفت بعد ان نهرت نفسها لسقوطها تحت تأثير سحره عليها يحل بدلا عنها اخرى عاصفة محملة بالصواعق فقد سئمت تلاعبه بها وتقلبه الدائم معها من البارد الى الساخن والعكس لذا دفعت بكفيها فى صدره تدفعه بقسوة تبعده عنها هاتفة بغضب وعصبية

:طب ابعد كده علشان انا خلاص قربت اجيب اخرى

تحركت ناحية الباب بخطوات غاضبة لكن اوقفها صوت المتسائل بجدية رغم الابتسامة على شفتيه

:وايه هو اخرك بالظبط يا فرح ؟!

اجابته بهدوء دون ان تلتفت له ويدها فوق مقبض الباب تمسكه بقوة

: صدقنى انا نفسى مش عرفاه ..بس متأكدة انه لو حصل ساعتها مش هيعجبك ولا هيعجبنى

*****************

جلس انور ومعه ثلاثة من الرجال مفتولى العضلات فى احدى المقاهى يهتف بهم بتحذير وحدة

:عاوز ضرب موت مش عاوز فى جسمه حتة سليمة ولو ممكن كمان خبطة مطوة تجيب اجله يبقى حلو اووى

هز احدى الرجال رأسه برفض قائلا بصوت اجش غليظ

:لاا يا معلم ضرب المطاوى ده ملناش فيه ...عاوزة علقة موت مااشى لكن نزفر ادينا لااا

انور بغلظة هو الاخر ووجه مستنكر

:لاا راجل ياض..ده على اساس دمه اللى هيسيح من الضرب ميبقاش تنزفير ..

نفخ من انفه بغيظ واحباط يكمل بعدها موافقا على مضض

:ضرب ضرب ..المهم يتعجن فيها وعلى القليل يقعد فيها سنة فى الفرشة مدغدغ ..مين عارف مش يمكن يخلص فى اديكم وهتبقى جت من عند ربنا

همهم الرجالة له بالموافقة ليدخل انور يده داخل جيب بنطاله يخرج منه رزمة من الاوراق المالية يدفعها ناحيتهم اختطفوها منه بعيون جشعة وايدى متلهفة فيهتف لهم بحزم

:مش هواصيكم عاوزة علقة موت ..مش عاوز امه نفسها تعرفه من كتر الضرب اللى هياخده

التمعت عينيه بالغل يكمل هامسا بحقد وغيرة يتأكلاه

:وتبقى تفرح بنت ال**** بجوازة الهنا وعريس الغفلة وهو راجع لها مفيش فى جسمه حتة سليمة

**********************

خرجت يتبعها هو الاخر فى اتجاه غرفة الاستقبال لتنهض سمر فور رؤيتها تهتف بترحاب وابتسامة سعيدة مبالغ فيها فوق شفتيها

:اهلا بالعروسة القمر ...مبروك يافرح الف مبروك ياحبيبتى

همست لها فرح بالشكر تتقبل منها قبلاتها على وجنتيها قبل ان تمد يدها الى حسن بالمصافحة وهى تتلقى منه تهنئة مرتبكة يعاودا الجلوس مرة اخرى فتسألهم فرح بحرج وتلعثم

:تحبوا تشربوا ايه؟

اسرعت سمر تهتف بلهفة تقاطع رد حسن الرافض قائلة

:اى حاجة من ايدك ياحبيبتى تبقى حلوة

هزت فرح رأسها مغادرة الى المطبخ لتهتف سمر من ورائها تنهض عن مقعدها للحاق بها

:استنى اجى معاكى علشان اساعد......

اوقفها صالح بحزم يشير لها بالجلوس مرة اخرى قائلا بأقتضاب

:خليكى انتى يا سمر متتعبيش نفسك ...انا هروح اساعدها

جلست سمر مكانها بأحباط تتطلع له تلوى شفتيها بغل بعد مغادرته وهى تتحدث الى حسن الجالس على جمر من شدة احراجه

:اخوك عاوز يروح يساعدها ...شوفت العز والهنا اللى فيه بنت لبيبة

اقترب منها حسن هامسا بأرتباك واحراج

:قومى ياسمر بينا نمشى شكلنا بقى زفت متزودهاش اكتر من كده

نكزته بقوة تهتف به بحدة من بين اسنانها

:اقعد مكانك متتحركش..استنى نشوف عرسان الهنا عاملين ايه مع بعض يمكن نارى تهدى شوية

فى اثناء ذلك كانت فرح تقف فى المطبخ تنظر حولها بأرتباك وتخبط ليقترب منها صالح مشيرا ناحية الخزانة قائلا بهدوء

:الكاسات موجودة عندك فى الضلفة دى..والعصاير فى التلاجة ..ولو عاوزة تعملى شاى...

اخذ يشير لها على اماكن الاشياء تتبع هى اشاراته بأرتباك وتوتر قبل ان تتحرك ناحية احدى الخزائن تفتحها تتطلع بداخلها بتركيز ثم وقفت على اطراف اصابعها حتى تستطيع ان تطال الاشياء بداخلها لكنها فشلت لتزفر بأحباط اتبعها شهقة فزع حين شعرت به خلفها ملتصقا بها هامساً فى اذنها بنعومة شديدة

:تحبى اشيلك ارفعلك علشان تعرفى تطولى الرف؟

اغمضت عينيها تهز رأسها بقوة رافضة فيتنهد اسفا قائلا

خسارة ..من زمان معملتهاش وقلت يمكن يعنى....

قطع كلماته حين التفتت اليه بحدة تدفعه بقوة قائلة برفض ووجه ممتعض

:شكرا ..قلت مش عاوزة

تراجع للخلف يرفع بكفيه امامه بحماية وقلق مصطنع قائلا بصوت ممازح

:خلاص اسف... وهسكت واقف اتفرج وانا مؤدب خالص اهو

اقتربت منه تفح من بين اسنانها غيظا خشية ان يسمعها ضيوفهم بالخارج

:هتقف تتفرج على ايه؟! ايه مش هعرف اعمل عصير لضيوفك...اتفضل اخرج اقعد معاهم ..مش عاوز حد معايا هنا

اتسعت بسمته وعينيه تلتمع بشدة وهو يمرر نظراته فوقها ببطء شديد استقبلته هى ببرود مصطنع قبل ان يهز رأسه موافقا يتحرك من مكانه مغادرا لتزفر براحة تلتقط انفاسها بعد خروجه تتطلع الى الخزينة مرة اخرى باهتمام وتركيز

خرجت بعد حين تحمل صنية التقديم وفوقها الكؤوس ليسرع واقفا يحملها من بين يديها قائلا بتلقائية وبصوت حنون

:تسلم ايدك ياحبيبتى

رقص قلبها بسعادة من تأثير كلمته والتى شعرت بها نابعة من قلبه وهى تخرج منه بين شفتيه بتلك العفوية

تمر الزيارة بعد ذلك سريعا بعد عدة محاولات من زوجة اخيه لفتح عدة مواضيع لحديث اغلقها صالح بحزم لتنهض بعصبية يتبعها حسن زوجها بعد مرور عدة دقائق مرت على فرح عصيبة وهى تحاول رسم ابتسامة سعيدة فرحة فوق شفتيها تنهض معهم لتودعهم حتى باب الخروج بعد ان اعلن صالح عن خروجه معهم هو الاخر يلتفت لها تحت مراقبة وعيون سمر الحاقدة يضع كفه خلف رأسها يجذبها اليه تحدق به بذهول وهو ينحنى على جبهتها يقبلها برقة يودعها ويتطلع الى عينيها بحنان بعدها قائلا

:سلام يافرح..خلى بالك من نفسك ولو احتاجتى حاجة كلمينى..وانا ان شاء الله هرجع على ميعاد الغدا علشان نتغدى سوا

هزت رأسها موافقة وهى ماتزال متسعة العيون لكن هذه المرة بفرحة وسعادة رغما عنها فيبتسم لها برقة وحنان قبل ان يغادر تغلق خلفه الباب تستند عليه بانفاس متلاحقة سريعة هامسة

:هتجننى معاك يابن انصاف ..وهاجى فى مرة وقلبى هيوقف من لعبك بيا وعمايلك دى معايا

*********************

انهت محادثتها تلقى بالهاتف ثم اخذت سمر تجوب ارض المكان وهى تفرك كفيها بغل وغضب صارخة فى زوجها الممسك بهاتفه يتطلع اليه غير مبالى بثورة غضبها وهى تهتف

:عجبك اخوك وقلة ذوقه ..ايه خايف على ست الحسن مننا احسن هناكلها

دمدم حسن بصوت هامس متذمر

:اهى هتيجى على دماغى زى كل مرة ..وهتطلع غلها عليا

لم تنبه له سمر تكمل والغيرة تتأكلها

:ولا شوفت وهو بيبوسها ادمنا ولا كأننا واقفين ...الا عمرى ما شوفته عملها مع امانى ..هى البت هبلته ولا ايه ..قال وانا اللى طالعة اشوف مكالمة امانى نيلت ايه معاهم ليلة امبارح

التوت شفتى حسن بسخرية يتراجع للخلف فى مقعده قائلا

:واضح انها ولا كان ليها اى تأثير ..انتى مش شوفتى كانوا عاملين ازى ادمنا

التفتت اليه تتسع عينيها محدقة به كما المجنونة تضغط شفتيها غيظا ليسرع لاصلاح كلماته قائلا بأضطراب وقلق

:بس لو انتى شايفة حاجة تانية غير كده ..انا معنديش مانع

تجاهلته تجلس فوق المقعد عاقدة بين حاجبيها بتفكير للحظات قائلة بعدها

:لاا بس سيبك من اللى كان ادمنا واللى قلته دلوقت لامانى ..البت فرح شكلها مش مظبوط كانها معيطة وقلبى بيقولى ان مكالمة امانى قامت معاهم بالواجب امبارح

توترت ملامح حسن هامسا بارتباك خشية منها ومن رد فعلها على ما سيقوله

:بقولك ايه يا سمر ..ما تخلينا فى حالنا ..وهما فى حالهم ونسيب الدنيا وزى ما تيجى تيجى

تطلعت ناحيته بشراسة وقد تملكت منها الغيرة يعميها حقدها وهى تصرخ به

:اه عوزنى اقعد واحط ايدى على خدى زى جنابك ما بتقول واسيب اخوك يتجوز ويتهنى وكل حاجة تضيع مننا ياسى حسن..تصدق انا غلطانة اصلا انى بفكر فيك وفى مصلحتك

هتف بها هو الاخر بعصبية وقد تملك منه الغضب لاصرارها الغريب هذا على تخريب حياة شقيقه

:مصلحة ايه اللى بتتكلمى عنها بس..فى الاول والاخر صالح ليه حق زيه زيى فى ورث ابويا سوا خلف ولا مخلفش

حدقت سمر به ذهولا فلاول مرة ترى منه هذا الجانب واندفاعه الغاضب دافعا عن شقيقه لذا اسرعت لتدير الدفعة للجانب الاخر والذى نادرا ما يخطىء معه تبتسم له بحب وهى تخاطبه بهوادة ولطف كما لو كان طفلا صغيرا

:ياحسن ياحبيبى افهمنى .. انا بعمل كل ده علشانك انت وعلشان بحبك وعوزاك احسن راجل فى الدنيا...اخوك لو عدت السنة دى عليه من غير علاج زى ما الدكتور فهمنا انسى انه يخلف ولا يبقى ليه وريث يعنى كل حاجة عنده بعد عمرين طوال هتبقى ليك ولولادنا

تنهد حسن يظهر على وجهه الرفض وعدم اقتناعه بحديثها لتسرع بالنهوض من مكانها تجلس بجواره مقتربة منه ببطء بحركات مثيرة لعوب تعلم تأثيرها جيدا عليه قائلة بصوت مغرِ

:يعنى ياقلب سمر وعيونها من جوا تهدى كده ونفكر مع بعض هنعمل ايه فى اللى جاى سوا

ازدرد حسن لعابه بصعوبة وعينيه معلقة فوق شفتيها وقد مررت طرف لسانها فوقها ببطء قائلا بصوت متحشرج

: بس صالح...

وضعت سبابتها فوق شفتيه تنهى الباقى من كلماته هامسة ببطء واقناع

:هو احنا هنعمل فيه حاجة لقدر الله..داحنا هنشيله فى عنينا وولادنا هيبقوا ولاده... ولا ايه ياحبيبى

هز حسن رأسه لها موافقا كالمغيب وهو لايدرى عن اى شيىء اتت موافقته تلك لبتسم سمر بأنتصار هامسة له بهدوء مؤكدة عليه

:يبقى تسيب مراتك حبيبتك تلعبها صح ..وهو شهر واحد بس وهتلاقى فرح خارجة هى كمان من هنا بتعيط جنب اختها امانى

*********************

وقف يتابع سير العمل بعيون شاردة وعقل مغيب لا يشغل تفكيره سوى ضحكتها ولمعة عيونها الذائب عشقاً بهما ترتفع زاوية شفتيه بابتسامة صغيرة عندما تذكر عيونها المتسعة ذهولا حين انحنى عليها يقبل جبينها برقة يحدثها بعدها غير عابئ بنظرات شقيقه ولا زوجته المراقبة له لا يهتم بشيىء سواها هى فقط وقد صدرت عنه حركته تلك كبادرة اعتذار منه لها فليس من ذنبها ما يحدث معه من تذبذب فى مشاعره تقلبه من الساخن الى البارد فى تعامله معها تؤلمه رؤيته تعاسة ودموع عينيها كما يؤلمه اكثر ان يكون هو المسئول عن تلك الدموع

لكن مابيده حيلة فهو لا يستطيع اطلاق العنان لمشاعره سامحاً لها بالتحرر من قيدها فتكون كسيف مسلط الى عنقه حين تعلم ما يخفيه عنها يخاف بل يرتعب من ردة فعلها عند معرفتها بحقيقة تجاهلها قلبه عمداً حين خشى خسارتها مرة اخرى اوان تصبح لغيره يوما...يعلم بأنانية فعلته ولكن اليس كل عاشق بأنانى وهو عاشق لها حتى النخاع وسيظل دائما وابدا يهواها بكل جوارحه

تنهد بحرارة يرفع سيجارته الى شفتيه ينفث بها عن نيران صدره لكن توقفت حركته فى منتصف طريقها عاقدا حاجبيه بشدة مراقبا وقد توقفت سيارة امام المحل مباشراً يخرج منها خمسة اشخاص مفتولى العضلات ويرتسم على وجوهم الشر والاجرام يقترب احداهم من احدى العمال لديه يسأله شيئا اشار بعدها العامل ناحيته ليعتدل فى وقفته منتبهاً وهو يرى اقترابهم منه يسأله احدهم بصوت جهورى خشن

:انت صالح الرفاعى ؟!

هز صالح رأسه له بالايجاب يجيبه بصوت هادىء ليقترب منه هذا الشخص يهتف بغلظة

:عندى ليك رسالة من حد عزيز وبيحبك..بيقولك مبروك عليك جوازة الهنا يا عريس ..وده بقى نقوطه ليك

وفجأ اندفع هذا الشخص بجسده الهائل رافعا قبضته مزمجرا ناحية صالح والذى ادرك نيته فورا ليسرع بتخطى ضربته مائلا الى الجانب الاخر مبتعدا عن قبضة هذا الضخم والذى اسرع وهو وشخص اخر بتطويقه من الجانبين ثم يأتى ثالثهم من امامه ويقوم بلكمه فى معدته بقوة وعنف تأوه لها صالح بشدة لكن لم يمهله الرجل الوقت وهو يعاجله بضربة تلو الاخرى يسود المكان حالة من الهرج والمرج وقد حاول العاملون لدى صالح التدخل لكن قام الباقى من الرجال بأشهار اسلحة بيضاء فى وجوهم لمنعهم من ذلك وفى تلك الاثناء كان صالح حاول الفكاك من قبضة المعتدين عليه ليرتكز بمرفقيه على الرجلين المطوقين له من الجانب رافعا قدميه معا ويدفعهم بعنف فى صدر من يقوم بضربه من الامام فيسقط مرتطما بالارض بعنف ثم يلتفت الى الشخص على يمينه ناطحا له براسه بضربة عنيفة تراجع لها هذا الشخص الى خلف هو الاخر تنحل قبضته من حول ذراع صالح الممسك به ثم يلتفت الى الاخر يعاجله بلكمة قوية تدور بينهم معركة طاحنة تدخل بها الجميع تتطاير معها الواح الخشب والكراسى وقد تجمع العديد من اهل الحارة فى محاولة لمساندة صالح وقد صارت الامور لصالحه حتى عاجله احدى البلطجية بضربة من سيف عملاق ممسك به حاول صالح اقافها قبل ان تصل لرأسه معترضا طريقها بساعده ليشق نصل السيف طريقه فى لحمه بضربة قاسية صرخ لها صالح متألما تنبثق الدم منه بغزارة ثم عاجله بضربة اخرى فى اسفل ساقه سقط لها صالح ارضا فيهرع اهل الحارة ناحيته فى محاولة لانقاذه استغلها الاخرون وهرعوا من المكان فورا هاربين

*****************

:انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك بالظبط يابت انتى

صرخت بها سماح بحدة وعنف فى شقيقتها الباكية وقد انهمرت دموعها فوق وجنتيها وملامحها الحزينة لكن لم يوقف هذا سماح بل اكملت بغضب

:بقى فى واحدة عاقلة تقول لجوزها كده ليلة دخلتهم

رفعت فرح وجهها البائس بعيونها الحمراء وانفها التورم من اثر بكائها تهتف هى الاخرى بصوت مرير محطم

:كنتى عوزانى اعمل ايه بعد ما اسمعه بودنى وهو بيكلمها بحنينة ويقولها معلش متزعليش.. ولما اعرف انه حتى مهنش عليه يغير اوضة النوم .. ..هاا كنتى عوزانى اعمل ايه ردى عليا

صرخت بكلماتها الاخيرة بأنهيار وألم جعل قلب سماح يرق لها لتجذبها الى صدرها تحتضنها بحنان قائلة برفق

:لو انا مكانك ..كنت هكلمه وسأله واعرف منه كل حاجة..مش اروح ارمى دبشة اطربق بيها الليلة على دماغى ودماغه

فرح بصوت مختنق تقاطعه شهقات بكائها

:مقدرتش يا سماح ..نار وقادت فى قلبى لما سمعته بيكلمها ..انا بموت يا سماح ..ياريته كان فضل حلم بعيد ولانى اعيش معاه وهو قلبه مع غيرى

انهارت تبكى شاهقة بحرقة يهتز جسدها كله بين احضان شقيقتها لتتنهد سماح قائلة بصوت متعقل هادئ حاولت به تهدئتها

:يابت بطلى عبط ...وهو لو قلبه معاها كان طلقها من الاول ليه ..ولو عاوز يرجعها ماكان ادامه بدل الفرصة عشرة..وبعدين ليه متقوليش انه اضطر يرد عليها

رفعت فرح رأسها ببطء تمسح دموعها بكفيها تتطلع الى شقيقتها تنصت للباقى من حديثها بأهتمام تتطلع اليها بأمل يهفو له قلبها لتهز سماح رأسها بتأكيد تكمل

:ايوه صدقينى.. وهو لما لقى واحدة رخمة بترن عليه فى وقت زى ده اكيد قلق ورد عليها علشان يعرف عوزة ايه.. وطبعا زمانها عملت الشويتين بتوعها خلوها تصعب عليه وكده ..عادى يعنى فرح

التمعت عينى فرح بأشراقة املها تتوقف دموعها فورا لكن سرعان ما غيمت سحابة من الحزن عليهم مرة اخرى تسألها بخفوت

:طب واوضة النوم .. صعبت عليه يغيرها هى كمان؟!

مدت سماح طرف اصبعها تزيح الباقى من دموعها قائلة بحزم تغلفه الرقة

:فرح ..افتكرى جوزكم تم ازى وفى وقت أد ايه .. ده حتى احنا نفسنا ملحقناش نجبلك كام هدمة تدخلى بيهم ..عوزاه هو يغير اوضة نوم فى يوم و ليلة

ابتسمت فى وجهها تربت فوق كفها تكمل بحنان

:استهدى بالله يافرح ..ومتخربيش على نفسك وفكرى قبل ما تتكلمى وبلاش شغل الدبش بتاعك اللى هيوديكى فى داهية ده

التمعت عينى فرح تنطق بعشقه الذائب قلبها به قبل لسانها هامسة

:بحبه يا سماح بحبه ..وهو مش راسى معايا على حال شوية يرفعنى لسابع سما وشوية يرمينى لسابع ارض لما هيجننى معاه

تنهدت سماح تهز رأسها صامتة للحظات قبل ان تسألها بهدوء

: طيب كمليلى بقى عملتى ايه بعد ما سابك بعدها

تنهدت فرح بحزن تقص عليها ماحدث بعدها تستمع اليها سماح بعيون متسعة متحمسة وبأبتسامة بلهاء تزين ثعرها حتى اتت على ذكر خروجها لاستقبال شقيقه وزوجته لتلتوى شفتى سماح بامتعاض

:انا عمرى ما حبيت اللى اسمها سمر دى ولا برتاح لها

اومأت لها فرح هى الاخرى برأسها مؤكدة على كلماتها قائلة بنفور

:ولا انا كمان بحبها ولا برتاح لها فاكرة كانت بتعمل ايه معانا لما كنا بنيجى هنا مع امك

هزت سماح رأسها بالايجاب تهتف بعدها بحدة ووجسد متحفز

:اوعى تكون كلمتك وحش ولا عملت معاكى حاجة ضايقتك بنت ال**** دى

فرح بأبتسامة ونظرة عاشقة فخورة

:وهى تقدر وصالح واقف ..ده مخلهاش عارفة تفتح بوقها بكلمة طول القاعدة لحد ما قامت هى وجوزها وهو كمان نزل معاهم على طول بعدها

احنت رأسها هامسة بخجل وارتباك

:بس باس راسى ادمهم قبل ما يمشى وقالى انه هيرجع على الغدا علشان نتغدى سوا

ضحكت سماح بفرحة وسعادة تنكزها ممازحة

:طيب عاوزة ايه ابقى ..ما الراجل بيصالحك اهو

ابتسمت فرح بسعادة خجلة شاردة لوهلة قبل ان تهتف بنبرة مستنكرة

:ده بيعمل كده ياختى علشان كانوا واقفين ..هو فى عريس ينزل يوم صباحيته

صرخت سماح بنفاذ صبر تنهض من مكانها صارخة بأستياء

:لاااا دانتى ملكيش حل .انا هقوم قبل ما يجرلى حاجة بسببك..الله يكون فى عونه صالح

امسكتها فرح بلهفة توقفها قائلة برجاء

:خليكى معايا شوية متسبنيش لوحدى ..لحد ما صالح يرجع ونتغدى سوا

هزت سماح رأسها رافضة تنهض وتنهضها معها قائلة

:لاا كفاية عليكى كده ..انا هنزل علشان الحق الشغل وهبقى اجيب مرات خالك والعيال ونجيلك تانى

تحركوا معا ناحية الباب الخارجى قبل ان تتوقف سماح غامزة بمرح خبيث

:وابقى جربى تلبسى القميص اللى جيباه معايا النهاردة يمكن عقدتكم تتفك ..واعقلى يام مخ صغير وافرحى وفرحى جوزك

حضنتها فرح بقوة وحب بادلتها اياه سماح هى الاخرى قبل ان تمد يدها تفتح الباب تهم بالخروج لكن سمرتهم مكانهم صرخات الحاجة انصاف تأتى من ناحية الدرج وهى تصرخ بلوعة وخوف

:ابنى ...ياحسن... الحق اخوك ياحسن هيموتوه ولاد الكلب

قفز قلب فرح ذعرا داخل صدرها حين ادركت من المعنى بصراخها تندفع فورا من الباب تتخبط بخطواتها على الدرج وهى تهرول فوقه الى اسفل تتبعها سماح وانصاف وفى لمح البصر كانت بالخارج تتجه قدميها كالمغيبة ناحية محل عمله لتتوقف مصدومة ترتعش رعبا حين طالعها المشهد من حولها

فقد جلس صالح ارضا مغمض عينيه بقوة من الشدة الالم يشعر كما لو قد شقت ساقه و ساعده لنصفين يتفصد جبينه عرقا حين ساعدوه الاهالى على النهوض حتى يتوجهوا به الى المشفى لا يفهم من الحديث الدائر بينهم شيئاً فقد كان مغيبا عنه من شدة الالم حتى شقت صرختها الملتاعة الهاتفة بأسمه وصرخات والدته اجواء الحارة فتعيد له الانتباه يتوقف مكانه ملتفتا خلفه ببطء فيراها تهرع اليه بملابس المنزل ولا يغطى شعرها شيئا وخلفها والدته وسماح ليهتف بها بحدة رغم الضعف والالم بصوته مشيرا لها بيده

:ارجعى على البيت ...امشى اطلعى على فوق حالا

تسمرت مكانها من الحدة فى امره وعيونها تتطلع اليه برجاء ان يدعها تطمن عليه بينما تهتف والدته بجزع وهى تهرع له باكية بحرقة وعيونها فوق جروحه بصدمة تحتضنه بشدة ليطمئنها بصوت حنون هادىء ثم يلتفت اليها يبتسم بضعف لها يطمئنها هى الاخرى بصوت ثقيل مرتجف وقد وقفت تبكى بأنهيار امامه قبل ان يطلب منها العودة الى المنزل مرة اخرى بحزم وعينيه تدور فوقها ولكن حين وجدها مازالت تتطلع اليه وهى على حالتها من الصدمة والانهيار التفت الى سماح الواقفة خلفها مصدومة هى الاخرى يهتف بها

:خديهم يا سماح واطلعوا .. انا كويس مفيش فيا حاجة..اطلعوا بلاش واقفة الشارع دى

هزت سماح رأسها تمسك بفرح المنهارة من البكاء وعنييها معلقة عليه تحاول اعادتها معها الى المنزل لكن شهقت فرح بالبكاء بحرقة وهى تناديه مرة اخرى بتضرع وخوف فحاول رسم ابتسامة اخرى ضعيفة هامسا لها بطمأنينة وعينيه ترق فى نظراتها لها

:اطلعى يافرح معاها انا كويس متقلقيش ..وكلها دقايق وهكون هنا ..اطلعى يلا واسمعى الكلام

انهى حديثه يرفض رافضا قاطعا توسل والدته بالذهاب معه ثم يدخل بعدها بصعوبة الى السيارة التى احضرها احدى الاهالى لنقله للمشفى تتابعه هى تنهمر من عينيها الدموع بغزارة وقد سحق قلبها الهلع عليه تيسطر عليها حالة من اللاوعى والصدمة فلم تقاوم سماح وهى توجهها ناحية المنزل تسير معها بجسد غادرته الروح بعد ان هرعت خلفه ولن ترد لها الا بعودته اليها سليما

************************

مر عليهم الوقت كأنه دهرا كاملا حتى حانت اخيرا لحظة عودته من المشفى فى وقت متأخر من الليلة يصحبه والده وعادل وشقيقه حسن بعد ان هرعوا خلفه فور علمهم بما حدث

وها هى تجلس بجواره فوق الفراش بعد ذهاب الجميع وتركه حتى يخلد للراحة بعد سقوطه فورا فى النوم رغماً عنه من تأثير الادوية المسكنة لجراحه قبل مغادرتهم حتى

اما هى لم تستطع النوم تظل فى مكانها مراقبة له بقلق خوفا ان يحدث له شيئ اثناء نومها برغم طمأنة الجميع لها بان اصابته لم تكن بتلك الخطورة الظاهرة عليها لكنها لم تستمع سوى لحديث قلبها تظل جواره حتى تطمئن من سلامته بنفسها.....

تمرر اناملها بنعومة فى خصلات شعره تنحنى ببطء عليه تقبل جبهته بنعومة هامسة بأرتجاف تخنقها عبراتها

:بقى كده يا صالح تعمل فيا كده وترعبنى عليك ..ان شالله كنت انا ولا انى اشوفك كده ادامى.. ويارب مايتوجع قلبى عليك ابدا

نزلت بشفتيها تلثم وجنته برقة تهطل دموعها فوقها رغماً عنها فتمد يدها ببطء حتى تزيحها برفق ورقة لكن شهقت بذهول حين قبضت اصابع يده السليمة فوقها يجذبها الى شفتيه يضغطها فوقهم بقوة يقبلها ثم يفتح عينيه ببطء هامسا بتحشرج والرقة فى ملامحه

: بعد الشر عليكى.. وعلى قلبك

ارتجفت بتوتر تحاول الابتعاد عنه بأرتباك وقد اشتعلت وجنتيها خجلا وحرجا لكنه اسرع يوقفها بدس كفه خلف رأسها يتمسك بخصلات شعرها يجذبها اليه دون ان يمهلها الفرصة لاعتراض يقبلها بلهفة ونفاذ صبر فلم تستطيع مقاومته تسلم له بجميع حواسها للحظات مرت كالنعيم عليهم حتى ابتعدا اخيرا ببطء عن بعضهم بأنفاس ثقيلة حادة يحدق بها بعيون مظلمة من شدة عصف المشاعر به زافرا بعمق وهو يلف ذراعه السليمة حولها يجذبها لصدره يضمها اليه هامسا برجاء مرتجف

: خليكى جنبى يافرح...خليكى فى حضنى علشان خاطرى الليلة ومتسبنيش

هزها طلبه بشدة وصوته يتسلل الى كيانها يزيح اى اعتراض لديها لتضم جسدها اليه ترفع وجهها نحوه مبتسمة بخجل تهز رأسها له ببطء موافقة ليزيد من ضمها اليه يغمض عينيه براحة واسترخاء كمن وجد سكينته فى قربه منها يستسلم مرة اخرى للنوم استسلمت له هى الاخرى بعد لحظات قضتها فى تأمله والتشبع من احساسها بوجودها بين ذراعيه

***************

فى المحل الخاص بأنور ظاظا امسك هاتفه متحدثا بصوت حاول السيطرة عليه هامسا بقلق وتوجس

:يعنى ايه مش انتم ..اومال مين اللى عمل كده

صرخ هذه المرة بشدة غير عابىء ان يصل صوت للأهالى بالخارج

:انت مش قلت هتنفذ النهاردة ... بقى مين دول لو مش تبعكم

اغمض عينيه بنفاذ صبر قائلا بعصبية

:متعرفش مين .. طيب متقدرش تعرف لى مين اللى عملها

هتف بنفاذ صبر واستهجان

لا برضه..طب اقفل ..اقفل بدل ما اطلع قرفى عليك

اغلق الهاتف عاقدا حاجبيه بتفكير وتوتر

: لما مش هما اللى عملوها ..اومال مين ..مليجى مثلا

اصدر من فمه صوت يدل على النفى يكمل بتأكيد

:لا مليجى ملوش غير فى ضرب النسوان ..مهما كان اللى عملها فى ده قلبه ميت ومغلول اووى من صالح وانا بقى مش هرتاح الا لما اعرف هو مين😕😠

********************

ايه رايكم الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها

توقعاتكم

يتبع💖💖💖 

 الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمرحبا، أسمي نانا أحمد وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع المنوعة فى الصحة والحياة الأسرية والتكولوجياوالطبخ والفنون والموضة
المزيد عني →

التصنيفات

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *