عقد حاجبيه بقلق وهو يغلق الباب خلفه فلأول مرة لا تقوم اعاصيره بأستقباله بالترحاب ككل ليلة عند عودته ومازاد من قلقه اكثر هو هذا الهدوء والصمت الشديد الذى يسود المكان فلا يسمع لهم صوت على غير العادة ليسرع بوضع ما بيده من اشياء كان يخصهم بها كل ليلة على طاولة الطعام ثم يهم بالتوجه للداخل بحثا عنهم لكن فجأة توقف فى مكانه متسمرا حين اتت صرختها العالية يعقبها هتاف حانق منها جعل من ابتسامته المرحة ترتفع فورا فوق شفتيه وهو يسمعها تهتف قائلة
: هتجننونى يا ولاد صالح معاكم ...واخرتها هجرى ورا عربية الرش حافية بسببكم
بعدها وفورا هلت اعاصيره من بعد كلماتها هذه من الداخل يجرون بأتجاهه فاتسعت عينيه ذهولا وهو يرى حالتهم المشعثة ووجههم الملطخة بالطلاء يحتمى كل واحد منهم خلفه وهو يمسك بساقه ويتطلعون من ورائه لشقيقتهم والتى اتت تهرول خلفهم بخطوات متعثرة وحالتها لا تقل عنهم تشعثا وان لم يكن اكثر فقد لطخت وجهها هى الاخرى بأدوات التجميل ترتدى الكثير والكثير من الحُلى الخاصة بوالدتها فتثقل خطواتها بسببها وهى تحاول الوصول اليه لاحتماء من لحاق والدتها بها فتسرع نحوه وهى ترفع يديها لاعلى اليه مستنجدة به بطريقة جعلته يسرع لنقذتها فورا برغم تعلق شقيقيها بساقيه يرفعها الى كتفيه يحملها فوقهم ثم يقف بثبات فى انتظار عاصفة والدتهم القادمة وقد هلت عليه بثوبها البيتى القصير هذا وشعرها المشعث بطريقة زادتها جمالا فوق جمالها وجعلت عينيه تجرى فوقها مشتعلة بالأشتياق ومعها ابتسامة عابثة يهتف مرحبا بها وهو يناديها بأسم التدليل والذى خصها به منذ ولادة فرح الاخرى بطريقته والتى تجعلها تنسى اى شيئ بسببها لكنها وقفت مكانها هذه المرة وقد ادركت حيلته جيدا تهتف به بأرتباك وحدة
: ايوه اضحك عليا وخليهم يهربوا من العقاب زى كل مرة
صالح وقد اتسعت ابتسامته العابثة يغمزها بخبث قائلا😀😉
: اهدى انت بس يابطل وقولى مين فيهم اللى مزعلك وانا هشوف شغلى معاه
صرخت بحنق تشير نحو تلاثتهم وقد ظلوا كما هم يتابعوا ما يحدث بوجههم الملطخة وتعبيراتهم غير المبالية والتى زادت من حنقها اكثر قائلة
: التلاتة هيجننونى..شايف منظرهم عامل ازى...وكله من السوسة اللى فوق كتفك دى هى السبب فى كل مصيبة بتحصل
واشارت بسبابتها نحو الصغيرة المستقرة براحة فوق كتفه تشاهد ثورة والدتها بهدوء لتجذب الصغيرة شعره فورا لجذب انتباهه اليها قائلة بجدية واستعلاء لا يتناسبا مع سنوات عمرها الاربعة قائلة
: معملتش حاجة...ده حمزة وادم هما اللى عملوه... انا كنت قاعدة مؤدبة
صرخ حمزة وادم فى صوت واحد وهما ينظران لاعلى نحو والدهما
:لا يا بابا فرح هى اللى قالت تعالوا نلعب بحاجات ماما... وهى اللى اخدت كمان الالوان ولونت وشنا
اشار لهم صالح بالصمت ثم رفع ذراعيه ينزل المحرضة الاولى من فوق كتفه لتقف بجوار شقيقيها يهتف بهم بلهجة حازمة اصبحوا على علم بها وهو يشير لهم ان يتقدموه نحو غرفة النوم قائلا
: خلاص مش عاوز اسمع كلام تانى..اتفضلوا ادامى علشان اشوف عملتوا ايه بالظبط..ونتحاسب على اللى حصل ده
نكسوا برؤوسهم ارضا بحزن ثم تحركوا ببطء نحو الداخل يتابعهم هو وفرح بنظراتهم حتى اختفوا لتلتفت اليه فور اختفائهم ترفع سبابتها فى وجهه بتحذير قائلة بحزم
: صالح..مش زى كل مرة..المرة دى لازم يتعاقبوا بجد
هز رأسه لها بطاعة يتقترب منها قائلا بتأكيد وحزم
:حاضر..المرة دى غير كل مرة..ولازم اشوف شغلى معاهم واعاقبهم كويس
لوت فرح شفتيها تهمس مستهزئة
:نفس الكلمتين اللى بتقالوا وبعدها بيضحكوا عليك ولا بتعاقب ولا بتعمل لهم حاجة اصلا
شهقت متألمة حين اعقب انتهاء حديثها بضربة فوق مؤخرتها وهو يهتف بها بتحذير عابث
: بت اتلمى محدش بيعرف يضحك عليا...
ثم لف خصرها بذراعها يقربها منه لا يعير لمحاولتها الابتعاد عنه بالا يكمل وهو ينحنى على عنقها يقبله ببطء هامسا بشوق وانفاسه تشتعل فوق بشرتها
:الا انتى يافرحتى طبعا... اضحكى عليا العمر انا راضى وموافق
ارتفعت ابتسامة سعيدة فوق شفتيها رغما عنها برغم محاولتها التظاهر بالجدية تفرحها كلماته المغازلة والتى اصبحت عاشقة لها وما تسببه لها من خفقان ورجفة لقلبها تهمس له
: طب يلا روح للعيال عما اجهز العشا علشان يتعشوا ويناموا واعرف اضحك عليك كويس بعدها
ابتعد عنها يهتف سريعا وبلهفة
: ثوانى وكله هيبقى تمام...عما تجهزى العشا اكون ظبطت الدنيا
وبالفعل كان فى طرفة عين قد اتجه لغرفة النوم يختفى داخلها تتابعه هى بنظراتها الحنون قبل ان تهز رأسها بأستسلام مبتسمة تتجه هى الاخرى للمطبخ تغيب بداخله للحظات استغرقتها فى اعداد العشاء لهم حتى انتهت اخيرا فتوجهت اليهم تناديهم وهى تدلف لداخل الغرفة بهدوء لكن تسمرت قدميها مكانها تتسع عينيها بذهول فاغرة فاها من هول المشهد امامها
فقد جلس ارضا يستند بظهره الى الفراش عارى الصدر بعد ان قام بخلع قميصه والقى به ارضا يحيط به الصبيان من كل جانب فأدم عن يمينه وقد امسك باحدى اقلام الكحل السوداء الخاصة بها واخذ برسم بها فوق ذراعه برسومات غير مفهومة اما حمزة فلم يكن تقليدى مثل شقيقه بل امسك بقلم طلاء الشفاه بلونه الاحمر الفاقع ينافس شقيقه فى رسوماته السريالية بل وتفوق عليه بعد ان وصل بها الى بداية صدر صالح ولكن لم تكن هذه المشاهد هى سبب صدمتها وذهولها بل كان ما تفعله صغيرتهم بجلوسها فوق الفراشوهى تضع رأسه فوق ساقيها وبيدها احدى امشاط الشعر الصغيرة تمسك به وتقوم بتمشيط خصلة صغيرة من شعره به ثم تعقدها بأحد الاربطة شعرها الملونة الخاصة بها حتى امتلأ شعره كله بتلك الاربطة تولى مهمتها كل اهتمامها وتركيزها اما هو فقد كان مغمض العينين بأستمتاع يجلس بأسترخاء مستلم لكل ما يفعلوا به.. فلم تتمالك نفسها وهى تراه امامها بصورته هذه لتدوى فجأة ضحكتها عالية تتقدم للداخل تهتف بمرح
: ياااسلام على العقاب ياسى صالح وبتقولى مش بيعرفوا يضحكوا عليك
فتح عينيه سريعا يعتدل فى جلسته ترتسم على وجهه امارات الخجل والذنب قبل ان يبتسم لها خجلا قائلا بلهفة
: عاقبتهم والله حتى اساليهم... مش انا عاقبتكم ياعيال
هز اطفالهم روؤسهم له بالايجاب يهتف ادم بحزم دون ان يرفع عينيه عن المهمة التى بيده قائلا نيابة عن اشقائه
: عاقبنا اوى خالص جدا ياماما..
فرح وهى تجلس ارضا بجواره تنظر باهتمام لما تصنعه يده
: لا ماهو واضح العقاب فعلا عليكم ياقلب ماما... انا كنت عارفة انها هترسى فى الاخر على كده..
ثم عقدت حاجبيها بتركيز تتقدم برأسها اكثر حتى تتبين رسوماته هو وشقيقه تسأل بفضول
: ودى مين بقى اللى واقفة وشعرها منكوش بتبرق بعينيها كده
اجابها حمزة فورا ببراءة غير منتبه لنظرات صالح المحذرة او بهزة رأسه الناهية له حتى لا يخبرها
:دى انتى ياماما...وبابا بيقول انها شبهك خالص
اتسعت عينيها ترفع وجهها ببطء عن رسومات نحو صالح والذى ارتبكت وتوترت ملامحه يبتسم بأضطراب لها لتضيق عينيها له بتهديد وشر تغمغم من بين شفتيها بكلمات تهديدية غير مفهومة جعلت حاله يتبدل فورا عينيه تلتمع بشدة وهو يمررها فوقها ببطء واستمتاع فقد كان يعشق هذا الجانب منها ويعشق الطريقة التى يتبعها معها حتى يجعلها تنسى غضبها هذا منه لا يطيق صبرا حتى يشرع فورا فى تنفيذهايبعث لها بنظراته بفكرة صغيرة عما ينتويه معها لاحقا حتى ينول غفرانها لتشتعل وجنتيها من نظراته تلك ترفع انفها عاليا رد عليه برغم الفراشات التى تتراقص بداخلها باستجابة له تنهض واقفة ببطء وعينيها تلتمع فجأة بالخبث والانتصار بطريقة اثارت القلق بداخله وهو يراها تسير نحوه طاولة الزينة تلتقط من فوقها هاتفه وهى تتحدث قائلة ببطء وبنبرة ممطومة تتراقص خبثاً قائلة
:.ايه رأيكم ياعيال لما اخد كام صورة حلوة ليكم مع بابا وهو زى القمر كده
فرح الصغيرة وهى تتراقص فوق الفراش تهتف بحماسة وفرحة
: ايوه ياماما صوريه... علشان نبقى نوريها لاولاد عمو وتالين تعرف انى بعرف اعمل تسريحات حلوة زيها
ابتسمت لصغيرتها تومأ لها بالموافقة توجه كاميرا الهاتف نحوهم متجاهلة ندائه التحذيرى لها ومحاولته النهوض لايقافها عما تنتويه لكن اعاقه عنها تشبث فرح الشديد به من الخلف وجلوس ادم وحمزة فوق ساقيه بوضع استعدادى للتصوير فأسرعت تنهى مهمتها سريعا تلتقط عدة لقطات سريعة له ثم عبثت بالهاتف بعدها وهى تتحدث قائلة بأنتصار وحاجبيها يتراقصين بعبث
: ولا تزعلى نفسك ياقلب ماما انا بعت الصور لتليفونى كمان علشان لما تحبى فى اى وقت توريهم لاولاد عمك او توريهم لتيتة وجدو و عمو حسن يبقى براحت.....
صرخت بخوف تقطع حديثها هى تراه يهجم عليها يحاول الامساك بها بعد ان استطاع اخيرا التخلص من تقيد الاطفال له فتجرى هربا منه لخارج الغرفة تتعالى صرخاتها الصاخبة وهى تدور بفزع فى ارجاء المكان بحثا عن مهرب منه قبل ان تنالها يديه لكن فشلت فى النهاية بعد ان استطاع اخيرا الامساك بها ثم يلقى بها فوق كتفه يثبتها بذراعه بعد ان حاولت التملص والهرب منه يهتف بأطفال قائلا لهم بحزم وشدة وصوت لا يقبل بالمناقشة
: عيال اقعدوا ادام التلفزيون ..هكلم ماما فى حاجة واجيلكم...بس اوعوا تناموا مااشى
هزوا رأسهم له بالموافقة يسرعوا لتنفيذ امره بينما توجه هو بحمله نحو غرفة النوم لتهمس له وهى ترفع رأسها المتدلى على ظهره قائلة بصعوبة وتوسل
: نزلنى ياصالح علشان خاطرى... شكلى بقى زفت ادام العيال...هرسم عليهم نفسى بعد كده ازى
لم تتلقى منه اجابة يدلف بها للداخل ثم يركل الباب بقدمه يغلقه ثم بكل هدوء انزلها عن كتفه يستند بعدها على الباب عاقدا لذراعيه فوق صدره فى وقفة استرخاء مزيفة تعلمها جيدا وتعلم نتائجها لتسرع بمد يدها اليه بالهاتف بطاعة قائلة وهى ترفرف برموشها له بأغراء قائلة
:التليفون اهو ياسى صالح...امسح من عليه الصور بنفسك...وعارف لو سيبتنى اخرج من هنا...هجبلك تليفونى كمان علشان تمسح من....
تقطعت اخر كلماتها حين وجدته يتجاهل يدها الممدودة يعتدل فى وقفته متقدما نحوها ببطء وتهديد جعلها تتراجع للخلف امام تقدمه هذا منها تهتف به بتحذير مهددة وقد تغيرت طريقتها للنقيض تماما
: لا بقولك ايه...انت الغلطان من الاول مش انا..بقى تخلى العيال ترسم قمر زايى منكوشة وعينيها بتبرق وزعلان منى على حتة صورة
شهقت بقوة حين جذبها من يدها نحوه ترتطم بصدره وذراعه تلف خصرها تضمها لجسده ترتفع بسمة عابثة فوق شفتيه قائلا بنبرة مغرية
: ومين قالك انى زعلان يافرحتى ...دانا حتى بفكر تاخديلى كام صورة تانين بالتسريحة اللى على اخر صيحة دى
اتسعت عينيها ترفع حاجبيها تسأله بشك
: ياسلام... والمفروض انى اصدقك
صالح بتأكيد وحزم ومازالت تلك النظرة العابثة فى عينيه
: طبعا... هو انا من امتى قلت كلمة ومطلعتش ادها بس عندى شرط
صاحت صيحة انتصار هاتفة
: كنت عارفة ان الطيبة دى وراها إن و إن كبيرة كمان
ضيق عينيه قائلا بتوسل ورجاء
: إن صغيرة خالص والله...
اسرع يكمل بلهفة حين فتحت شفتيها تهم بالاعتراض
: عاوز تلات توائم كمان...بس المرة دى بقى يكونوا بنتين وولد
اتسعت عينيها بذهول للحظة من طلبه هذا لكن سرعان ما ارتفعت البسمة تنير وجهها ويدها ترتفع لخصلات شعره تنزع اربطة الشعر الملونة عنها قائلة بتمهل تخاطبه بتعقل
: صالح ياحبيبى... دانا لسه بصوت من عيالك وبقولهم انى هجرى ورا عربية الرش حافية بسببهم وانت تقولى تلاتة تانين
اومأ فورا لها برأسه بتأكيد قائلا
: وتلاتة تانين ورا التلاتة التانين.. وتلاتة تانين ورا...
قاطعته بسرعة تهتف برعب مصطنع
: لاااا ده كده يبقى فريق كورة بالاحتياطى بتاعه ياعيون فرح....
انحنى عليها يهمس امام شفتيها برقة اذابتها فورا
: واحلى فريق فى الدنيا... ده كفاية انك هتبقى الكوتش بتاعه ياقمر انت يا قلب صالح من جوه
اغمضت عينيها تتسارع انفاسها تهمس بلهاث وبصوت متحشرج
: ايوه بقى جينا للكلام الحلو اللى معرفش اقولك لا على حاجة بعديه
لثم شفتيها بنعومة يشن هجومه الضارى على حواسها حتى يصل لمبتغاه لتهمس بتعثر من بين قبلاته الشغوفة
: خلااص ياصاااالح... موافقة.... خلااص
فورا ان نطقتها ابتعد عنها تلتمع عينيه بالفرحة يسألها بعدم تصديق
: بجد يافرحتى موافقة...هتجبيلى نونو تانى
اومأت له بالايجاب ليصرخ عاليا بأبتهاج ثم يسرع بأتجاه الباب يفتحه هاتفا بمرح سعادة وهو يتجه للخارج
: ياا عيال...يا عيال ماما هتجيب لينا نونو تانى
اسرع الاطفال يصرخون بسعادة وفرحة بكلامه بينما اتجه هو نحو طاولة الطعام واخذ بتطبيل فوقها يتغنى بكلماته هذه بصوت صاخب سعيد
: ياعيال ياعيال هنجيب نونو تانى ...هنجيب نونو تانى
اخذ الاطفال يتراقصون على انغام هتافه ويغنوا معه تتعالى ضحكاتهم بصخب تقف هى تتابعهم بحنان وحب وابتسامة واسعة سعيدة تزين وجهها وتنيره قبل ان تنضم اليهم تردد معهم هى الاخرى و تشاركهم لحظات المرح والسعادة عينيها تتوهج بالحب لاهم الاشخاص فى حياتها حب قوى حقيقى يزداد يوما بعد يوم
*******************
ايه رايكم الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
تمت💖💖💖 الحمدلله
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق