في غرفة غسان وتغريد
دخل الغرفه بتثاقل فهو يلعن تلك المدعوه بشده..... كيف تحملت ان يرى جسدها شخصان غير زوجها؟!!... كيف تحملت ان تُغضب الله بتلك الطريقه؟!.... كان يكرهها بشده وعندما يراها يكره حياته بأكملها ولكنه لا يريد ان يُغضب الله فيها او ان يخسر حياته وابنائه ومحبوبته نجاة بسببها.... فلو عليه لمزق جسدها اربًا والقاه في البحر.....
تغريد بدلال: غسان حبيبي..... وحشتني اوي
نظر لها بأشمئزاز فكانت ترتدي منامه قصيره للغايه باللون الاحمر الغامق للغايه كما انها كانت تضع الكثير من مستحضرات التجميل الصارخه بشده...
غسان بأقضاب: انا عاوز انام يا تغريد.... تصبحي على خير
تغريد بغيظ: هو اي اللي عاوز تنام..... ثم اكملت وهي تعبث في ثيابه: بقلك وحشتني يا غسان
غسان بغيظ: ايوه يعني عاوزه اي دلوقتي؟
تغريد بجرأه: عوزاك.....
غسان بإشمئزاز: وانا تعبان وعاوز انام..... نامي
ثم تركها وتوجه نحو الفراش وخلد للنوم .... او حاول ان ينام فتوجهت هي نحو واقتربت منه ولفت ذارعها حول خصره بتملك شديد...
تغريد في نفسها: لو مبقتش ليا عمرك ما هتبقى لحد يا غسان.... انت بتاعي انا وبس وانا مش هسكت للبت المفعوصه دي وبكره نشوف انت اللي هتجيلي راكع.... مش انا يا ابو ابني....
************************************
انقضى الليل عليهم وكأنه سنوات.... فمنهم من كان يفكر كيف يتملك الدنيا بأسرها!!...... ومنهم من كان قلبه ممزقًا على فراق الحبيب وغيابه بعيدًا ومنهم من كانت السعاده تغمر قلبه........
***********************************
في صباح اليوم التالي
تململت نجاة في سريرها بتعب وارهاق على صوت هذا الهاتف اللعين الذي لم يكف عن اصدار صوت منذ وقت طويل
نجاة بنعاس: الوو
صباح بلهفه: ايوه يا بتي.... فينك يا نجاة بقالي كتير بتصل بيكي وانت مفيش في اي؟!.... خلجتي قلبي عليكي يا بنتي
نجاة: انا كويسه يا ماما.... بس كنت نايمه... في حاجه؟
صباح بغيظ: في حاجه دا في حاجات..... مين مرت جوزك اللي ظهرت فاجأه اكده وازاي ما تقوليش على حاجه زي دي
نجاة بهدوء:طيب يماما انا هقلك بس وعد متقوليش لحد خالص
صباح بتأكيد: طبعا مش هقول لحد.... قولي
نجاة بتنهيد: بصي يا ستي......
وبدأت في سرد كل شيء لأمها تحت لحظات حزنها على بنتها التي لم يتسم لها الحظ ابدًا.............
صباح بحزن: وبعدين يا بتي؟
نجاة بعدم فهم:وبعدين اي يا ماما منا فهمتك اهو هفضل صابره زي غسان قال لحد ما نشوف هيحصل اي
صباح بغضب:كيف يعني تفضلي صابره.... الاول كنا ساكتين ونقول معلش علشان خاطر جوزك اما دلوقتي يا بتي ان في بطنك عيل ملهوش زنب في كل دا...... افرضي الحيه ضرتك دي حاولت تأذيه
نجاة بهدوء: متعرفش وغسان منبه عليا مبينش قدامها حاجه.... متخافيش انت بس
صباح بقلق: خلي بالك من نفسك يا بتي الست دي باين عليها مش سهله واصل..... دي سمها باين في وشها....اهو رشا ربنا هداها يا بتي والله فرحانه ليها
نجاة بعدم فهم: ازاي مش فاهمه قصدك اي؟
صباح: بقت زينه مع الناس اوي يا بتي ونزلت تدير شغلها بنفسها وعماله توزع خير على الفقره وتساعد الخلق.... واضح ان ربنا هداها... النور ظهر في وشها لو شفتيها دلوقتي متعرفيهاش
نجاة بصدمه: انت بتتكلمي جد؟
صباح بثقه: امال اي.... انا شفتها بعيني وانا بشتري طلبات السوق كانت واقفه تضحك وتهزر مع الناس وتدي العيال الصغيره ورد وحلويات....
نجاة بإبتسامه: طب كويس فرحتلها والله..... الله يهديها ان شاء الله.
صباح بحب: ويعدل حالك يا بتي يارب
نجاة: ان شاء الله..... دلوقتي لازم اقفل علشان انزل تحت عاوزه حاجه
صباح: سلامتك ومن غير ما تقولي هوصل سلامك لأبوكي
ابتسمت نجاة على هذه الام الحنون التي تملكها ولكن قاطعها دق الباب
نجاة: ادخل
سلمان بطفوله: اي يا حبيبتي كل دا نوم..... وحشتيني
نجاة بضحك: دا اي الدلع اللي على الصبح دا..... كنت بكلم تيتا صباح يا عم وخلاص هلبس وننزل تحت مع بعض
سلمان بغضب: ايوه احسن ننزل تحت.... لأحسن الست الرخمه دي تحت وعماله ترخم عليا وانا مش طايقها اصلا
فهمت نجاة مقده لنتظر له بحزن فهي بالأخير والدته وهو يكرهها بهذه الطريقه...... دلفت للمرحاض واستعدت للنزول للأسفل ارتدت عبائه واسعه وواسعه للغايه من اللون السماوي ومعها حجاب ابيض ووضعت بعض ملمع الشفاه والكحل فكانت جميله بحق.......
سلمان بمشاكسه: قمر يما.....انت حلوه اوي
نجاة بضحك: اااه ياني طالع ليه في كل حاجه!!
سلمان بعدم فهم: مين دا يما
نجاة بهيام: حبيبي
...... :طب مش تعرفينا بحبيبك دا.....
نجاة بشهقه: غسان......
غسان بخبث: اه غسان.... انزل يا سلمان الغفير هويديك تلعب مع عيال البلد زي ما وعدك
سلمان بفرحه: هيييه..... ربنا يخليك ليا يا ابوي....هجبلك حاجه حلوه وانا جاي يما
نجاة بحب: ربنا يخليك ليا يا حبيب امك انت
قبلها سلمان من وجنتيها ورحل تحت انظار هذا العاشق الغيور بشده على زوجته.... حتى من طفل صغير
ظل يقترب منها ببطئ وهي ترجع للخلف وتنظر له بتعجب حتي التصقت بالحائط
نجاة بشهقه: اي في اي؟!!
غسان بغيره: وبعدين معاكي يا بنت صبحي!!
نجاة بمرح: مالك يا بن اسماعيل حد زعلك ولا اي.... ثم اكملت بغيظ: لو كانت الرحبايه الصفره اللي تحت دي سيبني عليها بس وانا هاكل مصارينها
لم يستطع كتم ضحكته فأنفجر ضاحكًا تحت نظراتها الهائمه في وسامته الجذابه.....
غسان بخبث: عجبك صح؟..... حلو انا مش كده
نجاة بخجل: انت مغرور اوي على فكره.... اوعا كده خليني انزل تحت
خذبها غسان من جديد حتى التصقت به: مش قبل ما تقولي مين حبيبك دا!
نجاة بخجل وتوتر: منتى عارف..... او اقلك ملكش دعوه احسن
غسان بخبث: اممم... طيب إذا كان كده يبقى هنفضل هنا لحد ما تقولي هو مين دا.......
نجاة بغضب قليل: اوووف.... انت طفل اوي على فكره زمان ممتك شغاله تحت في البيت لوحدها وسع كده خلينب انزل ليها
غسان بتفكير: طب قوليها وانا اسيبك
نجاة بخجل: انت
غسان بمكر: انا اي!......
نجاك بخجل اكثر: انت حبيبي
لم تكمل الكلمه حتى اخذ شفتيها في رحله قصيره يعبر بها عن حبه وانتمائه لهذه النجاة.... التي تعتبر بالنسبه له حبل للنجاة بالفعل يرتاح بقربها بشده يتمنى لو يظل بين احضانها للأبد.........ولكن في النهايه قد ابتعت عنها بسبب حاجتها للهواء........
غسان بغيره: شيلي الكحل دا.... وبلاش تحطي اللي كنتي حطاه على شفايفك دا
نجاة بخجل وغضب: على فكره ما ملمع بس ودا كحل خفيف وكمان انا قاعده في البيت مش طالعه في مكان يعني
غسان بغيره اكبر: والبيت دا مش فيه ابوي والغفر.... البيت كله مليان رجاله وزي ما بتنزلي بحجابك كمان تنزلي وشك خالي من كل حاجه فاهمه
نجاة بدموع: حاضر.......
اقترب منها بسرعه عندما شاهد دموعها فلم يتوقع ان تبكي بسبب حديثه معها
غسان بلهفه:مالك يا حبيبتي..... حاسه بوجع فيكي اي
نجاة ببكاء طفولي: انت بتزعقلي لي..... مش بحب حد يزعقلي
ابتسم رغم عنه على برائة صغيرته هذه واخذها بين احضانه يهدأها ثم جلب بعض المناديل المبلله ومسح الكحل والاثار المتبقيه من مُلمع الشفاه وسحبها خلفه للأسفل..........
************************************
في الاسفل
كانت تجلس تغريد على احدى الكراسي وهي ترتدي بنطال جينز الضيق للغايه ومعه بلوزه من اللون الاصفر فاقع لونها.......
وكان اسماعيل يشاهد الاخبار في التلفاز وسميه تقوم بوضع الافطار وكانت تنظر لهذه التغريد بطريقه فظه للغايه..... فمنذ زمن وهي تكره وجودها بشده.... ولكن قاطع هذا الصمت هبوط الاثنان من الأعلى
نجاة بخجل: عنك يا ماما.... انا اسفه بجد راخت عليا نومه
سميه بحب: ولا يهمك يا ضنايا.... بس اي العبايه الحلوه دي زي القمر بيها ما شاء الله.
غسان يهيام لنفسه: هي قمر بعقل.... دا انا خلاص عقلي هيطير وهتبقى جرس ونوايب....
اسماعيل بنبره حنونه: ما شاء الله عليكي يا بنتي جمال رباني الله يبارك فيكي
تغريد بغيظ: ولا جمال ولا حاجه.... دي لابسه البتاع دا عامل زي الشوار.... ثم اكملت بإستفزاز: وانت سايبه نفسك لحد ما طخنتي كده لي يا حبيبتي بجد جسمك مقرف كدا مليان بزياده وشكله مش لايق على سنك... اصل انا سمعت من ماما وغسان حبيبي انك صغيره في السن يعني..
نظرت لها نجاة وهي تحاول كبت دموعها فعلى الرغم انها في اشهرها الاولى الا ان جسدها كسول للغايه فبدأ بالفعل وزنها يزيد ولكن بطريقه كبيره كما توصف هذه الحرباء......
نجاة بهدوء: والله ولا انت ولا غيرك لي رأي في كده جوزي هو اللي ليه رأي فيا يقولي اطخني او خسي زي ما هو عاوز...... وبعدين هو حاببني كده انت مالك بقااااا.... صح يا غسان؟
غسان بضحك على طريقتها الطفوليه: اااه ااه صح.... يلا نفطر بقا ولا اي؟!
بالفعل تجمع الجميع على طعام من دون غسان. الذي ذهب لملعب البلده حتى يشارك في الالعاب مع اصدقائه........ انقضى الوقت وذهب اسماعيل وغسان للأعمال وبدأت نجاة في تجهيز الغداد وانهاد اعمال المنزل بحب ومنعت سميه من المشاركه في اي شيء.... واما تغريد فكانت تحاول اثارة غضب نجاة بإي طريقه وكما ايضًا انها تحاول دخول مكتب غسان..........
************************************
في منزل بلال
كان قد استيقظ من نومه بفضل هذه الصغيره
زهره بطفوله: بلال.... حبيبي يلا قوم... عندك شغل يا كسلان
بلال بإبتسامه: صباح الخير يا عمري...... انا صحيت اهو
زهره بفرحه: هيييه... اخيرًا
بلال بإنتباه: اي دا؟!.... اي اللي مخليكي لابسه ومتشيكه كده
فكانت ترتدي فستان من اللون الاسود المنقط بالابيض وكان شعرها غير مرتب فمن الواضح انها لم تجيد تمشيطه
زهره بضحك: انت نسيت.... مش احنا اتفقنا امبارح انك هتاخدني معاك عن الست اللي ادتك الورده علشان اشكرها وعلشان اشوف ارض الورد
بلال بإبستامه فهذه الطفله مشاكسه للغايه: حاضر يا ستي.... استنيني وانا جاي نفطر وننزل
زهره بسعاده: بسرعه يا بلال....
بالفعل دلف للمرحاض وارتدى ملابسه وادى فرضه بخشوع فكان ملتزم بصلاته بشده.... وذهب وحضر الافطار هو وصغيرته وبدأ يطعمها بحب كبير وكأنها ابنته وليست اخته..... وبعدها ذهبوا للمزرعه وهو حاملها طوال الطريق... فكانت غاضبه للغايه لأنه لم يجيد تمشيط شعرها
بلال بضحك: هتفضلي زعلانه مني كده كتير
زهره بفم ملتوي:..........
بلال: منتي اللي شعرك بقا طويل ومبقتش عارف اعمله كيف يعني....
زهره بغضب: منا فهمتك.....
بلال بضحك في نفسه: هي اختي ولا مراتي هي بتزعق كده لي!!
بلال: طب خلاص.... هبقي اتعلم واعملك والله.... بصي الارض اهي
زهره بإنتباه:حلوه اوي يا بلال.... ثم قبلته في وجنته بحب: انا بحبك اوي يا احلا بلال
بلال بإبتسامه؛ كل دا علشان جبتك هنا
زهره بنفي: لا بس غلسان طلعنا من البيت الرخم دا.... طول الوقت قاعده لوحدي وخلقي بيضيق انا
بلال بضحك: جبني منين خلقي بيضيق دي
زهره بهمس: من التليفزيون.....
كل هذا وكانت رشا تراقبهم بحب شديد فيبدوا انهم متعلقيين ببعض بشكل كبير للغايه..... فآقتربت منهم لتتعرف على هذه الصغيره التي اثرت قلبها بشده.....
رشا: احم.....صباح الخير
بلال بإنتباه: صباح الخير يا هانم....انا اسف جدا اني جبتها معايا بس شبطت فيا والله هرجعها بسرعه واجي حالا
رشا بسرعه: لا لا..... سبها وهي هتعمل اي يعني وبعدين دي شكلها قموره ومؤدبه صح؟.... بس اي اللي بوظ شعرك كده يا قمر
زهره بإيماء: ايوه انا جميله خالص.... زهره جميله.... ثم اكملت بغضب: مش انا اللي بوظته دا بلال هو اللي مش بيعرف يعمله
رشا بإبتسام: طب اي رأيك اعمله انا ليكي
زهره بفرحه: بتعرفي؟
رشا: جربيني وقولي رأيك
زهره بإيماء: يلا.... يلا
بلال بحرج: ملهوش لزمه تعبك يا هانم انا هبقى اعمله.... بلاش عطله لحضرتك
رشا بإبتسامه: صدقتي انا اللي محتجلها مش هي
واقتربت منه لتحمل الصغير ولكن تلامست ايديهم بالخطأ فشعرت كل منهم بقشعريره تسير في جسده وصوت دق عالي يصدر من قلبهم بشده...... ولكن رشا اخدت الطفله لمنزلها ومشت مسرعه....
************************************
في المساء
في قصر غسان
كانت السيدات ومعهم سلمان جالسون يشاهدون التلفز حتى دخل عليهم غسان وكان وجهه لا يبشر بالخير بتاتًا وكان معه والده اسماعيل
نجاة بقلق: في اي يا غسان انت تعبان؟!!
غسان بحزن:خسرنا كل حاجه
سميه بعدم فهم: يعني اي مش فاهمه؟
اسماعيل: كل املاكنا وكل فلوسنا راحت....معدش لينا اي حاجه حتى البيت دا
نجاة بصدمه وهروت سريعا لزوجها وقامت بأختضانه: فداك يا غسان... كفايا انك بخير....
تغريد بضحك: انتو بتهزروا صح؟!!.... ازاي يعني...
******************************
كانت تعتل وجه الموجدين.... سميه الحزينه على هذا الخبر ونجاة التي تحتضن زوجها وكأنه طفلًا تحاول ان تخفف عنه وتغريد التي لا تصدق ما بحدث من الاساس وتظنه مُزاح لا اكثر........
تغريد بضحك: بس بقا يا غسان كفايا هزار.... هزارك رخم على فكره
غسان بغضب: هزار اي يا مخبوله انت.... مش شايفه اللي احنا فيه.... عاميه اياااك
قد تغيرت ملامح وجهها كليًا يبدو عليه الجد وعدم المزاح اطلاقا: يعني بجد خسرت كل حاجه.... ازاي انا مش فاهمه حاجه بجد.... ازاي كل حاجه يعني؟!
اسماعيل: فهمنا اي حاجه يا ولدي... قلبي هيقف اكده
سميه ببكاء: بعيد الشر عنك يا حج
سلمان بحنان: بتبكي لي يا ستي..... متزعليش
غسان يتنهيد: دلوقتي طبعًا انتو عارفين ان مكنش معايا كل الفلوس اللي تخليني اعمل المصنع وان فلوسه كتير جدا مكنش معايا غير ربع الثمن وبس.... فاضطريت اني اخد قرض كبير جدا من البنك بضمان كل الاملاك اللي نملكها حتى القصر دا.... والنهارده حصلت مشكله في المصنع عملت كوارث واكتر من الالات اتحرقت والبضاعه كمان فا المصنع اتوقف طبعًا لأنه كان بيشكل خطر كبير اوي على الناس علشان المولدات اللي فيه ممكن تنفجر او يحصل مشاكل اكبر... فا حاليا بعد ما البنك عرف دا.....عاوز فلوسه طبعًا فا صدر القرار بالحجز على البيت والاملاك كمان ثلاث ايام
نجاة بحزن:متزعلش نفسك يا غسان.... فداك اي حاجه هتعدي ان شاء الله.
سميه واسماعيل: ولا يهمك ياولدي هتعوضها
تغريد بغضب: يعوض اي وازاي اصلا..... احنا كده هنترمي في الشارع
نجاة بسرعه؛ ولا شارع ولا حاجه..... هنروح عند اهلي البيت يكفينا وزياده عندنا اوض كتير اوي فاضيه والبيت واسع
غسان بحزن: لا انا هتصرف... متشغليش بالك
نجاة ببكاء على حال زوجها: لا طبعًا احنا مفيش فرق بينا بيت اهلي هو كمان بيت اهلك يا غسان.... كلنا عيله وصدقني هنعيش مع بعض مرتاحين وانا...... وانا عندي دهب انت جبتلي دهب كتير وعندي لاب توب وموبيل ولبس جديد هنبيع كلو وتفتح اي مشروع صغير
كان ينظر لها وكأنها ملاك.... تتمسك بيديه بشده وتبكي على حاله وتضحي من أجله بكل ما لديها تقريبًا من هذه الحوريه القادمه من الجنه فقط من اجله............
تغريد بمقاطعه: انت مجنونه.... ازاي هنعيش في بيت اهلك دا... انا اقرف ادخله اصلا
نجاة ببرود: هو انت دخلتيه قبل كده؟!..... علي العموم لو مش عجبك ممكن تروحي للمكان اللي جيتي منه عادي
اسماعيل بغضب:بس.... اكتموا انتو الاتنين هو دا وقتوا شغل الحريم دا لازم نفكر في حل كلنا في مركب واحده...... ثم اكمل وهو ينظر لنجاة: يا بنتي انا مقدر اللي انت فيه كويس بس احنا لو قعدنا عند اهلك النهارده مش هينفع نقعد بكره دي اصول ومحدش يقدر انه يتخطاها ابدًا فهماني...
نجاة بحزن فلديه كل الحق: ايوه يا بابا بس........
اسماعيل بمقاطعه: احسن حل كل واحد فينا يطلع اوضته يلم حاجته ونفكر نروح فين وكمان نلم الفلوس اللي معانا... هنحتاج لكل قرش
صعد كل منهم لغرفته وباله وعقله مغيبين عن الواقع تمام فأختلفت حياتهم
فا سميه واسماعيل كانوا خزناء بشده علي هذا الواقع الشنيع وكانوا يدعون الله ان يساعد ابنهم
اما تغريد فكانت اقل ما يقال عنها انها في ذروة غضبها.... إذًا كل شيء جائت من اجله ذهب الأن لقد تَلفت كل مختطاتها في لحظه.....
اما نجاة فكانت حزينه للغايه وليس لفقدان الثروه بل من اجل زوجها وحبيبها الحزين بشده الأن
بالطبع لم يكن سلمان يفهم الواقع كثيرًا فهو بالأخير طفل...........
************************************
في غرفة غسان ونجاة
كان يجلس على السرير شارد الذهن بما هو فيه الأن فكل شيء تقريبا معقد للغايه فهو لا يملك حتى المال الذي يمكنه من شراء منزل ليعيش فيه هو واسرته.... هو الأن بعدما كان الملك اصبح احد العبيد وايضًا اكثر العبيد فقرًا............
كانت تتابعه بأعين حزينه للغايه فلو عليها كانت اخذت كل حزنه هذا وخبئته في قلبها فقط لترى بسمته........ عزمت امرها واقتربت منه واخذته بين احضانها وظلت تمسد على شعره بحنان
نجاة بحب: على فكره ممكن تتكلم وتفضفض معايا عادي جدا........ ثم قالت بتنهيد: بتفكر فيها كتير لي يا غسان هو انت يعني كنت اتولدت لقيت نفسك كبير البلد انا اللي اعرفه ان بابا اسماعيل كان في الاراضي عامل وكان مرتبه قليل جدا لحد ما عمل مشروع ونجح وبدأ يشتري اراضي كتير ومزارع..... لي منعملش زيه
غسان بحزن: انا معنديش مشكله..... اللي فارق معايا انت وامي وابوي وولدي دا زنبه اي بعد ما كان بيه كل طلباته مجابه دلوقتي حتى مش لقيين بيت
نجاة بإبتسامه؛ متشغلش بالك بسلمان.... سلمان راضي بأي حاجه..... ثم قالت بسرعه وسعاده: جتلي فكره!!
غسان بتعجب: فكرة اي يا مهفوفه انت فزعتيني حد ينط اكده.... وبعدين براحه انت حامل
نجاة بإقضاب: بقا كده طيب مش قايله حاجه
نظر لها وابتسم فعلى الرغم مما هو فيه الأن الا ان هذه المعتوهه تأثر قلبه بشده... فأقترب منه وطبع قبله في مقدمة رأسها وقبل يديها بحنان ومعدتها (مكان الجنين)
غسان بإبتسامه عاشقه: لسه زعلانه يا حبيبتي..... معلش انا بس متعصب وانت شايفه اللي اتا فيه متزعليش مني دا انت اغلا حاجه عندي والله
نجاة بسعاده: وانت حبيبي...... علشان انت قمر كله هقلك علي الفكره وامري لله
غسان بضخك: والله
نجاة بإبتسامه: بص يا سيدي دلوقتي انا الدهب اللي معاها يعما ثمن كويس الحمد لله وكمان عندي لاب توب غالي جدا كان جايلي من بره مصر وهيعمل ثمن كويس اوي اوي..... ونشوف مثلا فلوس معاك مع ماما او بابا وكده ماشي
غسان بهدوء؛ تمام.... وبعدين
نجاة بحماس: احنا عندنا بيت في الارض بتاعة بابا بيت كويس فيه بتاع اربع اوض وحمام ومطبخ واسع ومفروش عاوز بس يتنظف كويس وخلاص..... وقدامه بالظبط ارض فاضيه بابا مش زارع فيها اي حاجه احنا بقا ناخدها ونزرعها اي محصول يناسب الجو وكده ونبيعه للمصانع او حتي في السوق.... وكمان في البيت دا فيه دُكان صغير كده اي رأيك نعمله مشروع برضه
غسان بفخر بهذه الزوجه الصالحه: مشروع اي؟
نجاة بتفكير: اي حاجه.... مثلا نعمله مشروع حاجات بيتي يعني مثلا نعمل مربى او نعمل كيك او حلويات.... وانت اعرف طُرق للحاجات دي مش مُكلفه خالص... وعلشان الكرامه والكلام دا احنا نأجر الحاجات دي من بابا...... ثم اكملت بمرح: ونضحك عليه في السعر
غسان بشرود: انت اي يا شيخه.... يخريبت كده اول مره اشوف واحده اصيله اكده ام ولدي بعتني بدل مره اتنين وتلاته وبنت عمي كل اللي هممها هي وامها الفلوس (اااه لو يعرف انها اتغيرت وبقت حاجه كده امواااه سكره)
انت اللي تعتبري غريبه واقفه معايا لأخر نفس ...
نجاة بصراخ: غسااااان
غسان بإنتباه؛ اي اي
نجاة: ها قلت اي؟
غسان بتردد: هي افكار حلوه جدا.... بس انا ازاي اخليكي تبيعي دهبك... وبعدين انت لما تبيعي الاب توب بتاعك هتكتبي الروايه بتاعتك ازاي؟
ابتسمت لتذكره حلمها واهتمامه به: هكتب على الموبيل
غسان: ايوه بس دا هيكون متعب ليكي (زي ما انا بتعب كده)
نجاة بصدق: انا مرتاحه بجد..... اهم حاجه راحتك يا حبيبي.... وافق يا غسان وانا معاك وعمري ما هسيبك وعلى فكرخ بقا دي مغامره حلوه اوي خلينا نخوض المعركه دي سوا
غسان بإبتسامه: هتقدري يا بنت صبحي؟!!
نجاة بمرح؛ هقدر يا بن اسماعيل....... اروح اكلم ابويا ولا اي؟!
غسان بهدوء؛ بكره بعد ما اعرف الجماعه كلميه.... وانا هروح ابيع دهبك والاب توب بتاعك وبتاعي وعندي كمان كام ساعه غاليين وان شاء الله. تتحل
قفزت بسعاده: هييييه.... ايوه كده امانه عليك يا شيخ اضحك خلي النور يدخل بقاااا
غسان بضحك: تعالي يا مهفوفه نامي يلا..... ثم لدغها في خدها: مش قلت براحه انت حامل يا مهفوفه في عقلك
نجاة بحب: حاضر يا احلا غسان..... بقلك صحيح
غسان: اي؟
نجاة بتساؤل:وتغريد هتعمل فيها اي؟!
غسان بلامبلاه: هتمشي لوحدها.... صدقيني هي مش هماني خالص
نجاة بصدق: بس بصراحه.... انا في احساس جوه قلبي كده بيقول انها مخبيه حاجه كبيره اوي بس مس قادره افكر ممكن تكون اي يعني
غسان: نامي دلوقتي انا مش عاوز افكر في حاجه تانيه اهم حاجه عندي نحل موضوعنا الأول وبعدين كل حاجه سهله
نجاة:معاك حق
اخذها بين احضانه وهو يضع يده على معدتها بحنان وكأنه يحتضن طفله ويطمئنه..........
************************************
في منزل زهره
كانت قد عادت في مننصف النهار وهي تحمل الصغيره زهره بعدما جلبت لها الكثير من الثياب والالعاب والطعام اللذيذ (ملحوظه: هنخلي زهره 4 سنين علشان الكومنتات اللي كانت بتقول ان مفيش بنت 3 سنين بتتكلم كويس مع ان اختي كانت بتتكلم وقرفانا والله)
زهره: هو دا بيتك يا رورو
رشا بإبتسام: اه بيتي.... وحلوه رورو دي عجبتني اوي
زهره بسعاده: انا فرحانه اوي.... انا بحبك علشان انت طيبه معايا.... زهره بتحبك
ضحكت رشا من اعماق قلبها بشده على تلك الطفله الجميله فعلى الرغم من صغر سنها الا انها تدهل القلب بسرعه كبيره وهي بالفعل لطيفه للغايه.... ولكن قاطعهم صوت ام رشا اللعين هذا......
ام رشا بغيظ: ومين دي كمان.... فتحتيها حضانه كمان يا بنت بطني
رشا ببرود: عايزه اي يما.....
ام رشا: مين اللي على كتفك دي؟
رشا: دي زهره.... اخت واحد شغال عندنا في ارض الورد وانا حبتها وجبتها تقعد معايا شويه
ام رشا بغضب: كيف يعني.... شكلك اتهفيتي في مخك والله عال هو دا اللي ناقص تربي عيال الفلاحين كمان.... داهيه لتكوني صرفتي عليه..... ثم وزعت نظرها بينها وبين الاكياس: ولي لا مهو واضح من الكياس اللي في ايدك.... يا اخرتي صبري يا مراري الطافح...مهو انت شكلك اتجنيتي
رشا بغضب: بقلك اي لما ابقى اقلك هاتي فلوس متبقيش تديني.... انا مش بشحت منك ولا انت بجبي عليا في اي حاجه المال دا كلو مالي واكتر من نصه مكتوب بأسمي الله يرحمه ابوي كان حاسس...... يلا يا زهره
ام رشا بغيظ:طبعا منتي فضيتي ولا راجل يلمك ولا عيل يشغلك......
حزنت رشا للغايه ولكنها صعدت لغرفتها في هدوء دون ان تتفوه بإي كلمه
زهره بطفوله:هي لي كانت بتزعق اكده....
رشا بإبتسام؛، هي كل علي طول..... يلا احنا نغير هدومنا علشان اسرحلك شعرك ماشي
امأت لها الطفله وبالفعل ابدلت لها ثيابها الى فستان وردي اللون ومشطت لها شعرها على شكل كعكتين فكانت مثل الملاك
زهره بسعاده:الله زهره حلوه.....
رشا بضحك: زهره قمر.... يلا بقا ناكل علشان نحلق نوديكي لبلال تاني
زهره بإيماء: طب بلال مش هياكل معانا؟
رشا بإبتسام: هياكل مع زمايله في الأرض واحنا ناكل هنا وبعدين نروح عنده
امأت لها الطفله وبدأت تأكل في سعاده كبيره وكانت رشا تُطعمها بحنان وبحب كبير فشعرت معها بشعور مختلف تمامًا.......... انهوا طعامهم وتوجهوا للأرض مره اخرى واعطت رشا زهره كيس كبير مليء بالملابس والشكولاته والالعاب... وما ان رأت الطفله بلال حتى ركضت عليه بسرعه وارتمت بين احضانه وقلبته في وجنتيه بحب
بلال بإبتسامه: وحشتيني يا حبيبتي
زهره بطفوله: وانت كمان..... انا حبيت رورو اوي وجبنا لعب وفستان
بلال بتعجب: رورو مين
زهره بطفوله: رورو دي!..... كانت تنحدث وهي تشير تجاه رشا التي كانت تنظر لهم وهي تبتسم بحب كبير......
بلال بحرج: اي كل دا.... لي حضرتك تتعبي نفسك كده مكنش لي عازه كل دا
رشا: دي هديه لصغننه القمر دي.... ربنا يخليهالك... عن اذنكم
لاحظ في عنينها بعض القلق ولكنه تجاهل هذا واخذ الصغيره وذهبوا للمنزل وكانت طوال الطريق تحكي له عن يومها مع رشا وكم هي لطيفه وكم احبتها بشده واشياء من هذا القبيل.........
************************************
عند نعمه وصالح
كانوا قد تجمعوا معًا عند الصائغ ليشتروا لهم خواتم الخطبه.... فقد اخذت نعمه خاتم من الذهب رقيق للغايه به فصوص لامعه صغيره تعطيه مظهر جذاب..... واخذ صالح خاتم من الفضه لا يوجد به اي رسومات.... وطلبوا من الصائغ حفر اسمائهم عليها.........
صالح بحب: فرحانه؟
نعمه بسعاده: فرحانه جدا يا صالح ربنا يخليك ليا
قاطع لحظتهم رنين هاتف صالح
..... : عرفت اللي حصل يا صالح
صالح: في اي يا عم
... :غسان بيه بقا على الحديد مفيش معاه حق بيت يعيش، فيه هو واهله
صالح بصدمه: انت بتقول اييي؟!.........
***************************
رأيكم؟
توقعاتكم!!!😴
يتبع💖💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق