في صباح يوم جديد يحمل الكثير من الاحداث...
في قصر غسان
تململت في نومها بثقل كبير.. ثم فتحت عينيها لتجد غسان يختضنها ويضع يده على معدتها وكأنه يختضن طفلهم فخطف قلبها بشده....... ظلت شارده به حتى افاق ونظر لها مبتسمًا ثم عبث من جديد لتذكره الحقيقه المؤلمه.....
نجاة بإبتسامه: مالك....
غسان بحزن: انا بس افتكرت اننا هنسيب بيتنا وهبهدل امي وابويا وابهدلك انتِ كمان معايا
نجاة بمقاطعه: تاني يا غسان وبعدين معاك بقا مش احنا اتفقنا خلاص... يلا قوم خد دش كده وانا هلم كل الحاجات في الشنط وهنزل اشوف ماما وبابا لحد ما تنزل تمام يا حبيبي
غسان بإبتسامه: حاضر....... نجاة
نجاة بإنتباه: نعم!
غسان بصدق: انت اغلا حاجه عيني شافتها بعد امي وابويا
نجاة بإبتسامه: هتعدي صدقني... كلنا راضيين نبقى جمبك بأقل حاجه
اكتفى بإبتسامه ودلف للمرحاض لعلى المياه البارده تخفف تعبه قليلًا.... وبالفعل عبئت نجاة كل شيء تقريبا الثياب وغيرها وارتدت عبائه من اللون القرمزي (بنفسجي او موف) ومعها حجاب باللون الابيض ودلفت للأسفل..........
************************************
في الاسفل
كانت سميه واسماعيل يجلسون والرضا ملازم وجههم ولكن يوجد ايضًا بعض الحزن من اجل ابنهم الوحيد.... اما تغريد كانت تعبث في هاتفها وتغيرت تقسمات وجهها بسبب تلك الرساله
.... :لو مرجعتيش تاني يا حلوه لحضني زي ما انا عاوز... صدقيني هقول لغسان كل حاجه وخليه يعرف من السبب في موت اخوه الوحيد وابن عم مراته كمان....
تغريد: اجيلك فين يا مجنون انت.... انت مش شايف اللي انا فيه خلاص عرف اني عايشه مستحيل يسبني إلا بالطلاق.... انت يعني فكرني مبسوطه وانا دلوقتي مستنياه ينزل علشان نترمي في الشارع....
...... :امال اي اللي مقعدك عندك... بتصيفي ولا اي
تغريد بغيظ: هي ناقصه هزار انت كمان....... اللي مخليني قاعده اني بس حاسه ان في حوار في موضوع انه خسر كل حاجه دا مش داخل دماغي اصلا..... اصبر شويه
الرجل بإستفزاز: مش هصبر يا مزه مش هصبر وانت عارفه اخرك معايا اسبوع لو محتليش اللي عندك وجيتي تاني تترمي تحت رجلي زي الكلب ودا مكانك الطبيعي ساعتها انا اللي هسلمك لملك الموت بإيدي.... فاهمه
تغريد بخوف: انت عاوز مني اي منتى عندك كتير زيي😠
الرجل بثقه: بس انا قلتلك قبل كده مش برمي حاجه انا لسه مزهتش منها.... وانت لسه مزهقتش منك..... خلصينا بقا هو اسبوع مفيش غيره
تنهدت بضيق وظلت شارده وتفكر بكيف تخرج من هذا المأزق فهو رجل غني للغايه ولديه الكثير من النفوذ وإن اراد قتلها للتو سيفعلها بكل سهوله..... من الاساس قد تعرفت عليه من اجل ماله ونفوذه فقط ولكن الأن قد انقلبت اللعبه عليها..........
قاطع هذا الصمت نزول نجاة ومعها الصغير سلمان تميزهم ابتسامه ملفته
نجاة بحب: صباح الخير يا بابا... وماما
سميه واسماعيل: صباح النور يا بتي
سلمان بطفوله: متزعليش يا ستي.... امي قالت ان ابوي هيودينا مكان جميل نقعد فيه شويه وننبسط مع بعض
سميه بحنان:اي حته ابوك بيخطي فيها بتبقى الجنه بالنسبالي يا ابن الغالي.....
قاطعهم هذا الوسيم: دا انا محظوظ اوي.... اكده هتخليني اتغر يما
سميه: ومين يليق عليه الغرور غيرك
اسماعيل بإبتسامه:التواضع اهم حاجه في الدنيا....
نجاة بمرح: يلا يا غسان قول الفكره بتاعتنا لبابا وماما
نظر لها وابستم بحب كبير على هذه الداعمه له... ثم تنهد وقص عليهم الفكره الذي نالت اعجابهم بشده
اسماعيل بأقتناع: والله يا ولدي تفكير سليم.....
سميه: فعلا وهنعيش مرتاحين.... كفايا اننا مع بعض
تغريد بغيظ: وناكل من الارض بالمره عادي
غسان بخبث:بتقولي حاجه يا تغريد
تغريد بخوف: لا لا هقول اي يعني
غسان: طيب دلوقتي هروح ابيع الحاجات دي لحد ما نجاة تكلم اهلها وبعدين نتحرك عندنا حاجات كتير لازم نعملها بسرعه........
بالفعل قد ذهب لأحدى متاجر الاجهزه الذكيه وقام ببيع الاب توب الخاص به حيث اخيره العامل ان الاب توب الخاص بنجاة لديه بعض العيوب فإن باعه سيكون بثمن قليل...... وقام ببيع الذهب والساعات وبالفعل قد جمع مبلغ لا بأس به من المال......
اما نجاة فقد أخبرت والديها بما حدث واختبرته عن فكرتها فرحبوا بالفكره بشده ولم يوافقوا على اخذ المال ولكن اصرت عليهم نجاة حتى لا يشعر غسان بالإيهانه او الاحتياج.........
************************************
عند صالح
اتى عليه الصباح وكأن الليل كانت مائة عام لم يستطيع النوم مطلقا بسبب التفكير بما حدث لسيده غسان فصالح يحب غسان بشده فطالما كان غسان يعامل الناس بحب وموده بالغيين...... فعزم امره ان يذهب له ويسانده في ازمته هذه............
اما نعمه كانت تشعر بنفس الحزن تقريبًا فهي لا تعرف غسان شخصيًا ولكن قد اثبت جداره كبيره عندما اتى مع صالح لطلب يدها وكان بمثابة اخ واب لحبيبها صالح..... وايضًا عائلته ودودين وطيبين للغايه....... فقررت ان تذهب هي ايضا لكي تود هذه العائله وخصوصًا نجاة
************************************
في ارض صبحي
كانوا قد وصلوا لمكان المنزل... كان منزل بسيط للغايه مدهون من الخارج باللون الرمادي الهادئ ومن الداخل كان مكون من ثلاث غرف للنوم وغرفه للضيوف بها بعض الاثاث البسيط ومطبخ كبير ومرخاض متوسط.... وفي مكان في خلف المنزل يوجد جراش صغير للغايه فهذا مناسب حدا لفكرة البقاله او المشروع المنزلي الذي ارادته نجاة
صباح بمواساه: اي رأيك يا ام غسان؟
سميه براحه: رضا يا ام نجاة😧 المكان جميل ربنا يبارك
غسان بهدوء: ان شاء الله. يبقى فتحة خير وانا اوعدكم هعوضكم عن اللي فات
نجاة بحب: كفايا انك معانا يا حبيبي
صبحي بمرح: اباااه اتحشمي يا بت انتِ.... احنا واقفين
غسان بضحك: دايمًا اكده يا عمي فضحاني
نجاة بغضب: بقا كده يا غسان ماااشي
غسان بمرح: عمي روحني معاك بنتك هتموتني
ضحك الجميع عليهم واستأذن صبحي وصباح بعدما سلموهم مفاتيح كل شيء واعطوهم الأرض بعقد ايجار هي والمنزل واخذوا الايجار بعض محايلات كثيره من غسان........
سميه: بقول اي يا حج.... انا سمعت ان في محل هنا لبيع الخضار ولوازم البيت اي رأيك نروح نجيب حاجات للبيت
اسماعيل بإيماء: تعالي يلا وكمان ولدك مش راضي يشغلني وياه في الأرض اكني راقد يعني ولا مريض
سميه بنبره حنونه: ولدك وخايف عليه وبعدين انت عارف ان راسه ناشفه سيبه ويلا نجيب الحاجات
نجاة بمرح:رايحه فين يا سمسم....قليلي بقا عاوزه تستفردي بالراجل صح.... ثم انهت كلامها بغمزه مرحه
سميه بضحك: الله يخط يت مخبوله انت.... يلا يا حج البنيه دي هتجيب اجلي....
اسماعيل بضحك: ابقي فكريني اخدك في الاراضي واجبلك ورد يا سمسم
ضحكت نجاة عليهم بشده ثم توجهت لتكمل تنظيف المنزل وكان سلمان مع والدها يناوله بعض الاداوات😚 وبالطبع هذع الحرباء كانت تجلس في عالم اخر وكأن عقلها لا يريد استيعاب انها الأن بعدما كانت تعيش في قصر ويهاديها زوجها بالذهب والالماس....الأن تجلس في هذا المنزل المليء بالغبار.......
تغريد في نفسها: اااااه😠 انا اكيد بحلم مستحيل يكون خسر كل حاجه فعلا وهو في منتهى البرود كده اكيد دي خطه او حاجه علشان يخلص او علشان داخل صفقه كبيره.... انا مش قادره اصدق حاسه اني هرجع من كميه التراب دا.... ولا العفش القديم اللي كلو مكسر بجد هيجرالي حاجه....
قاطعها صوته الصارم: تغريد
تغريد بشهقه: اي يا غسان اتخضيت في اي؟!
غسان بسخريه: تحبي اعملك عصير لمون تهدي اعصابك يا برنسيس..... ثم اكمل بغضب جامح:ما تقومي تعملي اي حاجه انت مش شايفه البيت كبير على نجاة لوحدها
تغريد بصدمه: اناااااا..... منتى عارف اني مش بعرغ اعمل اي حاجه في البيت متنساش يا غسان انك كنت.....
قاطعها بغضب: مش ناسي اني واخدك مصراويه متدلعه وبتخافي على حالك بزياده😠بس دلوقتي الوضع اتغير على الكل زي ما امي دي عمرها ما نزلت بيتنا ابدًا ولا حصلت مره انها اللي تشتري حاجات البيت ودلوقتي هي في قلب السوق في دُكان بتشتري طلبات البيت هي وابوي اللي هي كان كبير البلد دي من ساعه واحده بس...... قومي يلا
تغريد بخوف فلأول مره تكون نبرته في الكلام بهذه الطريقه: طب..... طب اعمل اي
غسان بهدوء: نجاة
نجاة بسرعه: نعم يا غسان.... سلمان فين؟
غسان بإبتسامه: بيلم الورق الناشف من الارض..... خدي تغريد خليها تعمل اي حاجه معاكي علشان امي راحت تجيب طلبات... عاوزك تعمليلي اي اكله حلوه من بتوعك كده لأحسن ميت من الجوع
نجاة بضحك:حاضر..... بس خلي بالك من سلمان لبسه اي حاجه فوق راسه علشان الشمس
غسان بحب: عنيا يا ام سلمان
تغريد بغضب: مين دي اللي ام......
كادت تغريد ان تعترض ولكن اوقفها غسان بنظره جعلت الخوف يسري بجسدها بشده.....ثم ذهب ليكمل أعمال الارض فعليه تنظيف الارض ووضع فيها بعض الاسمده لكي يتك عملية الزراعه.... وقد اخبره صبحي ببعض انواع المحاصيل التي تلبق لهذه الارض وتتضمن له محصول غزير............
************************************
في منزل رشا
كانت تتناول فطورها وتراجع بعض الاوراق الخاصه بالعمل حتى شرد ذهنها بهذا البلال.... لقد حلمت به الليله الماضيه انه يقترب منها ويتنشلها من حفره عميقه مليئه بالثعابين والنيران..... فلابد ان هذه اشاره..... كانت ترسم ملامحه في رأسها وكأن عقلها يرغمها على عدم نسيانه حتى قاطعتها هذه المتتطفله المسنه
ام رشا بسعاده: ااااه انا النهارده رايقه اوي يا بت يا رشا.... دماغي صافيه واييي زي الفل
رشا بسخريه: خير استر يارب
ام رشا بلامبلاه من تلميحات ابنتها السخيفه: عرفتي اللي حصل
رشا💚💚💚
ام رشا: غسان خسر كل فلوسه بسبب الحريق اللي حصل في المصنع البنك بكره او بعده هينزل يحجز على الاراضي كلها والبيت والمزارع وكل حاجه وهو دلوقتي في حتة بيت اكده قديم.... اقل من بين الفلاحين بشويه كمان.... ومش لاقي حتى العيش الحاف
رشا بصدمه:انت بتقولي اي؟😟😟 انت متأكده من الكلام دا؟
ام رشا بثقه: طبعا امال اي..... دا كل البلد بتحكي في الموضوع دا مفيش على لسانهم غير غسان بيه اللي بقى شغال في ارض حماه بلأجره وبقى حاله اقل من اقل فقير فيهم.... وان حريمه مش هيصبروا على اكده وهيهجروه وبكره يشحت..... اقول اي كلام كتير كتير
حملت رشا الاوراق وذهبت من امام امها البلهاء هذه بسرعه
ام رشا: اباااه مالها البت دي متسربعه اكده لي..... لما اروح ابل الشربات (اما بومه صحيح)
************************************
في ارض رشا
كان يعمل بلال بجد شديد وعقله شارد قليل في هذه السيده التي خطفت قلبه وقلب اخته بحنانها وعطفها عليهم..... حتى قاطعه ندائها له
بلال بركض: خير يا رشا هانم..... في حاجه
رشا بغضب: بلاش هانم دي بدايق منها.... ودلوقتي انت تعرف ارض صبحي حما غسان ابن عمي فين... اللي فيها بيت دي تقريبا.... اوووف مش عارفة
بلال بإبتسامه: الارض القديمه ايوه اعرفها دي جمب البيت بتاعي بالظبط💙 خير في حاجه
رشا بسرعه: طب كويس😳😯خدني ليها بقا
بلال بعدم فهم: ايوه بس
قاطعها وهي تجذبه من يده ليركب السياره سريعًا ولكنها افاقت على حالها فتحنحت بحرج وامرته بأن يقود السياره للمكان.... وكان قلب كل واحد فيهم سيخرج من مكانه من كثرةالدق ولا يعرفون السبب.......
************************************
في المنزل البسيط
كان قد عاد كل من سميه واسماعيل وبدأت نجاك في تحضير الطعام وكانت تغريد تسب وتعلن فا بسبب غسان ونجاة هي الأن ظلت تعمل لأول مره طوال اليوم بين الترتيب والتنظيف😕😠 وايضا ذهب غسان ليستحم💚
امام المنزل كان سلمان يجلس يشاهد الفراشات بسعاده فكانت اللوانها جاذبه وجميله للغايه حتى لفت نظره قط صغير وجميل للغايه يتمسح في بنطاله وكأنه يريد بعض الحنان فحمله سلمان وظل يداعبه بحنان طفولي حتى وجد فتاه صغيره تصرخ بأسم غريب
.... : يا استاذ مشمش.... انت فين..... مشمش... ثم ظلت تبكي بشده
ظل يتبع الصوت بفضول حتي وجدها بالقرب من المنزل
سلمان بقلق: بتبكي لي
..... :كانت تدفس رأسها بين يديها وتبكي..
سلمان: طب تعالي اللعبي معايا شوفي انا لقيت قطه جميله💔😠تعالي يا صغيره نلعب
. رفعت رأسها ببطئ حتي وجدت ان القط الذي يجمله هو قطها مشمش....
الفتاه بغضب: انت اللي سرقت مشمش.😠 انا هوريك يا حرامي
وظلت تركض خلفه وتصرخ بغضب جامح مما جعل منظرهم مضحك للغايه.........
***************************************
في المنزل الجديد
كانت نجاة تضع الطعام على سفره صغيره وبسيطه للغايه وكان الجميع يجلس ويتحدث وتملئ البسمه وجههم مع عدا بالطبع المدعوه ولا داعي لذكر اسمها💜👿 وبعد قليل خرج غسان من المرحاض يرتدي جلباب صعيدي وشعره مبلل ومتناثر فكان شكله جذاب للغايه.... ثم اقترب منها وبدأ في حمل الاطباق
نجاة بإبتسامه: اي اللي انت بتعمله دا.... روح ارتاح يلا
غسان: انا مرتاح.... انا بجد اسف اني تعبتك كده وخصوصًا انك حامل بدل ما اجبلك اللي يخدمك لا انت اللي بتخدمي الكل
نجاة بتذمر: وبعدين معاك بقا.... قلتلك انا مش زعلانه بالعكس البيت دا انا مرتاحه فيه اوي بسيط وبعيد عن المشاكل فيه روح حلوه اوي يا غسان.... ثم اكملت بتنهيد: يا غسان افهم انا بحبك عارف يعني اي... يعني ارميني في النار وانت معايا مش هحس بيها... اعمل فيا اي حاجه اهم حاجه انك معايا مش عاوزه غير كده.... ربنا يخليك ليا حبيبي ونفرح بأبننا اللي جاي..... ثم همست في اذنه: بحبك يا بن اسماعيل
ابستم بعشق ظاهر وكأنه ملك الدنيا بأكملها لمجرد استماعه لهذه الكلمات.....
غسان بحب: طب اعمل فيكي اي دلوقتي... بقلك اي هو ضروري ناكل يعني
نجاة بضحك وخجل: اوعا كده خليني اكمل
كاد ان يقترب منها ولكن قاطعهم صوت ابوه
اسماعيل بغضب مصطنع: ابااااه عليك.... اي اللي موقفك يا واد انت تعالى اهنيه
غسان بأقضاب: جاي يا حج.... ثم همس في اذنها: كده كده هتجيلي يا بنت صبحي صبرك عليا
تركها وذهب لمكان والده وكاد ان يجلس ولكن قاطعه دق الباب.... فذهب وفتح الباب ولكنه صدم عندما رأي رشا ومعها بلال ومن خلفهم صالح ونعمه
غسان بقلق: في اي..... اقصد اتفضلوا...ثم وجه نظره لرشا بغضب: انت اي اللي جابك اهنيه
رشا بخوف: اللي فات مات يا ولد عمي انا اتغيرت وكل البلد شاهده على اكده انا بس جايه اشوفكم.... ربنا بيسامح يا ولد عمي انت مش هتسامح؟.... والله عاوزه اطمن عليكم وعلى نجاة
التمس الصدق في حديثها فقام بإفساح الطريق فدلف الجميع ورحب بهم اسماعيل وسميه ونجاة بحب شديد.... اما عن تغريد فذهبت لغرفتها التي تخصصت لها في المنزل لأنها بالطبع لا تود ان تشارك هذا الحديث الحميم..... فا بالفعل... من كان يحمل ذره واحده من الحقد او الكره لدمر نفسه قبل ان يدمر من حوله.........
صالح: قلقتني عليك يا بيه..... ثم اكمل بحزن: كيف حصل دا؟
غسان بإبتسامه؛ دا امر الله يا صالح وصدقني انا مبسوط ومرتاح وربنا يقدرني واريح اهلي معايا ومحدش فيهم يكون مدايق
سميه براحه: والله يا صالح يا ولدي البيت دا فيه حاجه غريبه من اول ما دخلته وانا قلبي مطمن
اسماعيل بتأكيد: معاكي حق والله....
رشا بصدق: يا ولد عمي انت ليك في ورث ابوي وزمان اتنازلت ليا عنه ودلوقتي انت محتاجه خدو ودا حقك انا متنازله عنه
غسان بهدوء: مش عاوز يا رشا.... انا مبسوط ومبسوط اكتر يتغييرك دا... ان شاء الله. ربنا هيعوضك عن كل حاجه
نجاة بتلقائيه: ويهدي امك العقربه دي
صدم الجميع من جملة هذه المعتوه فهي لا تعقل الكلام بالمره
رشا بضحك مفرط: الله يحظك يا نجاة.... والله معاكي حق دي لسه مدياني طريحه من شويه الله يهديها زي ما هداني
اسماعيل بتساؤل: ويبعتلك راجل يعوضك عن اللي فات.... قلبي حاسس انه هيكون قريب يا بنت اخوي
دق قلب كليهما بشده وتلاقت انظراهم لوقت قصير ولكن نفر كلاهم هذا الشعور وانشغلوا في الحديث مجددًا وتعالت ضحكاتهم وقد اقتربت رشا ونعمه ونجاة من بعضهم كثيرًا حتى انهم تبادلوا ارقام الهواتف...... وبعد قليل سمعوا صوت صراخ بالخارج وكأنه صوت سلمان فركض الجميع لرؤية ما يحدث......
غسان بضحك: بقا دا ولدي الحيله......
انفجر الجميع بالضحك حيث كان سلمان يحمل القط مشمش ويركض بسرعه كبيره ويصرخ وكانت زهره تركض خلفه بغضب كبير وتتهمه بالسرقه... وكانوا يدورون حول المنازل....
زهره بغضب طفولي: هتصل بالحكومه تيجي تاخدك........
غسان بصراخ: والله يا سرقت دا انت مخبوله
زهره بغضب: هقطع ايدك يا حرامي
بلال بسرعه: بس يا زهره خلاص.... في اي اهدوا
توقفت زهره ونظرت لأخيها وكانت ستبكي من كثرة الغضب: الحرامي دا.... سرق مشمش
غسان بخوف وهو ينظر لغسان: والله يا ابوي ما خدت المشمش ولا شفت مشمش.... انا لقتها بتعيط رحت احايلها لقتها بتجري ورايا كيف المخابيل
زهره بغضب: انا مخبوله.... مش هسيبك
حملها بلال بسرعه وحاول تهدأتها
غسان بهدوء وضحك: ممكن تهدوا.... قولي يا بنتي في اي
زهره بطريقه طفوليه ظريفه للغايه: دلوقتي يا عمو... انا كنت بجيب لبن (حليب) لمشمش القط بتاعي وجيت ملقتش مشمش دورت عليه وكمان زهره عيطت كتير لقت الحرامي دا سارق مشمش
غسان بإبتسامه: زهره مين؟
زهره بطفوله؛ انا زهره
بلال بغضب؛ اكيد ميقدش انه يعمل اكده.... تقومي تجري وراه كيف المخابيل وتفرجي علينا الناس دااه ينفع
زهره ببكاء: مشمش بس اللي صاحبي وانت دايما في الشغل.... زعلت فكرته راح عند ربنا زي ماما وبابا
شغر الجميع بغصه في قلبه لحزن هذه الصغيره بشده فأنزلها بلال لتقف على الارض واقترب منها سلمان واعطاها القط ومد يده ليعطيها شوكولاتة صغيره
زهره بفرحه: دي ليا
سلمان بحزن: انا اسف... مكنتش اعرف انه بتاعك هو اللي جه عندي
نجاة بمرح: خلاص كده اتصالحنا يلا ندخل ناكل بقا.... وانت يا قمر يا صغننه تعالي معايا
زهره وهي تنظر لبلال:....
بلال: روحي اخرة صبري
صالح بإبتسامه: زي القمر اختك يا بلال ربنا يخليهالك
بلال: يارب يا صالح انت مش عارف دي عندي اي؟
غسان: طب ما تتجوز .... هاتلها واحده تخلي بالها منها
بلال بحزن: كنت ما اتقدم لواحده وتوافق في الاول... لكن لما تعرف اني عندي مسؤولية عيله صغيره زي زهره تقول لا.... محدش بيحب يشيل هم غيره يا غسان بيه
غسان بإبتسامه: اولا بلاش بيه دي محدش فيكم يقلي بيه.... وبعدين يا عم ما تبص حواليك وتدور كويس يمكن تلاقي اللي تتمنى رضاك
قاطعهم اسماعيل بصياح:يلا يا ولاد علشان الاكل
دلف الجميع للداخل وشرعوا في تناول الطعام بسعاده كبيره.... حتى انقضى اليوم وذهب كل منهم لبيته... وايضا من في المنزل ذهب كل منهم لغرفته فكانوا سعداء للغايه.... من لايراهم لا يظن مطلقًا ان هؤلاء خسروا لتوهم كل ما يملكون......
***********************
في غرفة غسان ونجاة
كانت قد ابدلت ملابسها لمنامه قصيره وارخت جسدها على السرير ثم وجدت على المكتب المجاور للسرير الااب توب الخاص بها فتعجبت كثيرًا
نجاة: غسان..... يا غسان
وجه نظره الليها بعدما كان ينظر من النافذه يتأمل الحقول
غسان بإبتسامه: نعم يا روح غسان
نجاة بخجل: هو مش المفروض تكون بعت الااب توب هو بيعمل اي هنا
اقترب منها وجلس بجاورها واحتضنها بحنان وظل يمسد على شعرها بعشق وحنان بالغ
غسان: لقيته مش هيجيب ثمن لأن محدش بيشتغل في النوع دا في مصر كتير... فقلت نخليه يمكن نستفاد بيه احسن
نجاة بتفهم: تصدق صح..... امك دعياله سونه
غسان بصدمه: امي وسونه.... ثم اكمل في نفسه: دا انا بقيت هفأ والله
نجاة: هااااي... انت معايا
غسان بإبتسام:معاكي يا اختي.... خير
نظرت له وضحكت بشده ثم جلبت الااب توب وظلت تعبث به قليلًا حتى وجدت الكثير من الافلام التي قد قامت بتحميلها مسبقًا....
نجاة بنصر: الحمد لله.... لقيت حبة افلام وكرتون وحاجات اي زي المسك نتفرج عليها يا سنسن يا جامد انت
غسان بذعر: بطلي دلعك الماسخ دا كل دعلك ماسخ اكده مفيش حاجه عدله
نجاة بغضب: مش عاجبك ولا اي؟
غسان بضحك؛ عاجبني والله..... قليلي حبيب بابا عامل اي
نجاة: سلمان نام.... تعب من كتر الجري واللعب
غسان وهو يقترب منها: لا مش دا.... ثم اشار نحو معدتها: اقصد دا
نجاة بإبتسامه: كويس اوي..... ثم اكملت بتوتر بسبب قربه منها: مش هنسمه الفيلم ولا تنام علسان تعبت النهارده
اقترب منها واحتضنها بذراعيه وقبل يدها بحنان ثم اختار احد افلام الخيال العلمي
غسان بحب؛ نتفرج وبعدين ننام يا عمر غسان انت
ظلوا يتابعون الفيلم حتي عفت هذه الجميله على صدره... ابتسم بشده ثم اغلق الجهاز واخذها بين احضانه وغرق في نوم عميق للغايه.... فمن الأن قد اعلت عشقهم الابدي... فحياتنا الروتينيه لا تكشف لما من يحبنا بصدق فقط الشدائد هي ما تجلنا نتأكد ونثق فلا تهجروا شخصًا كان لكم امان (هذه الدنيا ليست غادره ولكن عليك الحذر منها ويكون لك شخصًا يشاركك ايامك.... فتحلوا في عينيك
بقلم: سهيله عاشور)
***********************************
امام منزل نعمه
كان قد وصلوا امام الباب بعدما قضوا يومًا مميزًا سويا فكل يوم يزيد عشقهم اكثر مه الايام...
صالح بحب: كان لازم اليوم يخلص يعني
نعمه بضحك: معلش ان شاء الله. تتكرر تاني
صالح بضحك: لا من الناحيه دي اطمني هتكرر كتير اوي
ودعها بحراره ودخلت منزلها بسعاده كبيره استقبلتها والدتها وبدأت نعمه تقص عليها اليوم... وكانت الام سعيده بشده لسعادة ابنتها......
***********************************
أمام منزل رشا
كانوا قد وصلوا بالسياره وغقت الصغير على قدم رشا.... ظل بلال شارد بملامح رشا كثيرًا فلا ينكر انه يحمل الكثير من الاعجاب لهذه المرأه ولكن يجي عليه خفيه..... فمن هو ليعشق سيدته ومديرة عمله ....
رشا بمقاطعخ لأفكاره؛ اي هنفضل كده كتير اقفل العربيه الماتور هيتحرق...
بلال بإنتباه؛ اه حاضر..... ثم حمل منها الصغير وخرج من السياره: اتفضلي يا هانم تؤمري بحاجه تانيه
رشا بحزن: مش قلقتك بلاش هانم دي انا مش بحب هانم دي اسمي رشا بس ممكن
بلال بحسره: العين متعلاش عن الحاجب يا ست هانم.... انا لازم اللتزم حدودي... انا...
رشا بمقاطعه: انا عارفه اللي انت فيه وحاسه بيك.... مش محتاج تتكلم
بلال بسرعه: انا مفيش فيا حاجه.... انا بس
رشا بحزن؛ دا مش زمبك خالص.... انت مش المفروض عليك انك تتحمل مسؤولية واحده عاق ومش بتخلف او الكل كرهها زيي
تركته وذهبت من امامه.... اما هو فكأن دلو ماء بارد قد انسكب عليه فلا يري اي شيء امامه الا انها تشعر به حقًا فهمته دون ان يتحدث ولكن قد سار الحظ معه بالشكل الخاطئ فكيف تظن انه يراها عاق........حمل اخته الصغيره ورحل الى بيته يفكر بها والحزن يملئ قلبه........
************************
داخل منرل رشا
قد دلفت للمنزل وهي حزينه للغايه تشعر ان الجميع يركهونها ولا يريدوها في هذه الدنيا.... ولكن ما زاد الطينه بلاه ان امها كانت تتابعهم من الشرفه والغل يملئها.....
ام رشا بغضب؛ كنتي فين يا بت انت عماله تتسرمحي مع الفلاحيين اختشي على دمك مش كفايا سيرتك اللي على كل لسان....
لم ترد عليها بل ذهبت لغرفتها وظلت تبكي بحرقه كبيره حتي غفت ولم تشعر بحالها.....
***********************************
في غرفة تغريد
كانت تفكر في كيفية الخلاص من هذا المنزل وهؤلاء الناس.... فبعدما اتضح لها الامر وانهم بالفعل لم يعد لديهم اي مال... فعليها الخلاص ولكن هذا الرجل لا يكف عن التهديد ولا يكف عن اثارتها الخوف بداخلها.... فهو الأن يريد كشف ماضي قد دُفن منذ سنين...
تغريد في نفسها: انا لازم اهرب من هنا..... بس ازاي دا غسان عامل زي ما بكون غفير عليا... اوووف وكمان اللي عاوز يفتح غليا ابواب جهنم دا.... انا لازم اتصرف.....
**************************************
رأيكم؟
توقعاتكم
يتبع💖💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق