الجزء 51
في منزل عائلة يونس
كانت سميه تجلس في شرفة غرفتها فلم يزور عينيها النوم طوال الليل وبدأت معدتها تؤلمها بعدم اطمئنان فقد المها قلبها كثيرا عندما علمت ان والدها راقدا في المستشفى لا حول له ولا قوه بسببها... حقا يا الله ان ابي يصارع الموت بسببي ام بسبب اخي العاق او بسبب ظلم اولاد ادم... زفرت بضيق عندما وجدت تلك الازعه تدلف للغرفه وهي تتغندر مرتديه ثوب قصير كالعاده من اللون الاحمر القاتم وتضع الكثير من مستحضرات التجميل وبالطبع لن تفوت اي فرصه في ان تثير غضبها.... دلفت ووقفت امامها وهي تضع يدها على خصرها وتبتسم بطريقه مثيره للأشمئزاز وسميه تناظرها ببرود وهدوء تام فما بها اذا ظهر الان ستحرق وجهها وجسدها التي تتباهى به
ناهد بخبث: اي يا سميه😞 مالك زعلانه كده لي ولا هتعملي فيها البنت الصالحه منتي بعتيهم كلهم علشان الفلوس ولا ناسيه مش دا كان اختيارك وكنتي بتقولي عليا انا رخيصه بصي لنفسك مفيش فرق بينا... ثم اكملت بنبره غليظه يملئها الحقد: احنا الاتنين اتساوينا يا سميه شفتي بقا
لم يرف لها جفن واحد حتى بل ظلت تنظر لها بنفس البرود ومن ثم ابتسمت بهدوء: انت غلطانه يا ناهد... انا وانت مش زي بعض انا مبعتش جسمي للرجاله علشان شوية فلوس مليش حق فيها ولا خونت جوزي ولا عمري حاولت اقتل حد... ثم اكملت بعيون قويه وتمثيل: عمرك ما سألتي نفسك لو ضاحي اخويا بعد الشر حصله حاجه انت هيبقى مصيرك اي طب انا واخته ليا حق في الورث انا وامي وابويا وهما مش هيبقلوا ياخدوا حاجه فا كل دا هيبقى بأسمي انا.. عن اذنك هاخد دش اغسل الزباله اللي حلت عليا وعلى الاوضه..... ثم اكملت بنبره خبيثه: باي مؤقتا يا رخيصه
حديثها وقع على اذانها وكأنه صاعقه من السماء فعلى الرغم من دهائها وذكائها إلا انها لم تحسب حساب لهذا اليوم الذي يرحل فيه ضاحي عن الدنيا فسميه لديها كل الحق فهو حتى الان يتهرب من فكرة زواجهم بكثير من الحجج غضبت كثيرا وغَلت الد-ماء في عروقها وهي تتوعد في سرها لسميه التي اخذت بعض الملابس ودلفت للمرحاض دون ان تعطيها اي اهتمام.... همت ناهد بالذهاب ولكن لفت نظرها ذلك العقد الذهبي جميل المنظر وغالي الثمن بشده فإبتسمت بخبث واخذته وخرجت سريعا قبل ان تلاحظها سميه........
**********
داخل المرحاض
كانت المياه الساخنه تنهمر فوق جسدها بإنسيابيه وهي تضع يدها في خصلاتها الكثيفه وترجعها للخلف بإرهاق والم وتمسد باليد الاخرى على معدتها المنتفخه تطمئن ولدها في نفسها
سميه بثقه: قربت اوي يا حبيبي.. جدو هيقوم بالسلامه وتيتا هتسامحنا... ثم اكملت بصدق: وهنروح لبابا وحشني اوي وانا عارفه انه وحشك انت كمان بس خلاص فات كتير وباقي قليل...
**********************************
في منزل الاخوه
قد استيقظ مصطفي بفزع بسبب احد الكوابيس التي كانت تطارده في الوقت القليل الذي خلد فيه للنوم😲 استغفر ربه واستعاذ من الشيطان ومن ثم توضئ وادى فرضه وقرر صنع كوبًا من القهوه وان ينتظر اخيه حتى يستيقظ.... كان يجلس على الاريكه في منتصف صالة المنزل الصغيره يحتسي قهوته وهو يفكر بزوجته وحبيبته فحتى الان لا يقدر على طلاقها لا يقدر ابدا على الرغم من طلبها بكل صراحه انها تريد الطلاق يحاول دائما اقناع نفسه انها من
اختارت البُعد هي من تركته في اكثر الاوقات التي كان يحتاج لحبها احقا نسيت حبهم لا يعقل ان تكوني هذه عي الفتاه التي عشقتني منذ الصغر.... قاطع شروده يونس والذي خرج من غرفة الاطفال يحك عنقه بألم ويبدو عليه الارق قوس مصطفي حاجبيه بتعجب ترى ماذا كان يفعل هذا هنا في هذا الوقت المبكر... اطلق صوت الصفير من فمه فألتفت له يونس وزفر بإزعاج
مصطفي بتلاعب: صباح الخير يا يويو😀😜 انت اي اللي منيمك في الاوضه دي مش عيب عليك دا السرير قد دراعك نمت عليه ازاي
يونس بغيظ: بقلك اي انا مش ناقصك... وانت اي اللي مقعدك هما من امتى بتصحى بدري دا انت بعد موضوع امبارح دا تنام يومين... ثم اكمل بضحك مفرط حتى ادمعت عيناه: بصراحه المعلم حسن دا معلم صحيح شفت كان معلقك ازاي بجد كنت مسخره
مصطفي بغيظ: دا انت رخم بجد... ثم اكمل بمرح: ما خلاص بقا وبعدين اتكاتروا عليا
يونس بضحك: ايوه ايوه
قاطع حديثهم خروج زهره وهي تبستم بتلاعب ليونس فهي تعلم انه غاضب منها كثيرا ولكنها تقدمت نحوهم بتصنع ومن ثم القت تحية الصباح عليهم وكالعاده ابتسامتها تزين وجهها
مصطفي بتلاعب: صباح الزهر يا زهره
يونس بغيظ: شكلك عاوز تتعلق تاني صح
زهره بضحك: انا هروح احضر الفطار علشان يدوب انزل امتحاني
هربت من امامه فلم تستطع كتمان ضحكاتها امامه... اما هو فنظر نحو مصطفي بغيظ وغيره فمصطفى يعلم مداخله ويعلم الطرق ليثير غيظه
مصطفي بتلاعب: بس متقتليش برضو اي اللي نيمك في اوضة الاطفال
يونس بغيظ: صبرك عليا.....
تركه واتجه خلفها وهو مستمع بصوت ضحكاته فأبتسم وهو يهز رأسه بيأس فأنه يشعر به ويعلم حق العلم قدر الالم الذي يحمله بداخله ومع ذلك انه لا يُظهر هذا ابدا اخيه الصغير وابنه الروحي يتألم وخو لا يستطيع ان يفعل اي شيء فقط يجلس في دور المتفرج فقط....
**********************************
في المطبخ
كانت تُعد طعام الافطار بالحب كالعاده وهي تستمع لأحدى التسجيلات الصوتيه الخاصه بأحدى بمادة امتحان اليوم فهذه عادتها تستمع لتسجيل المحاضرات حتى تستذكر دروسها ترفع يدها تضع الاطباق فلفت نظرها خاتما الفضي دا القلب الاحمر والذي ما ان رأته ابتسمت وقبلته بحب فهذا الهديه قريبه لقبلها بشكل لا يوصف باتت طوال الليل تحتضن يدها بحب... قاطعها ذلك الذي احتضنها من الخلف فاجأه مما اصابها بالفزع
زهره بفزع: يونس... اي اللي بتعمله دا انت ناسي ان مصطفي موجود معانا
يونس بعبث: يعني انت بس اللي تعملي اللي على كيفك ولا اي... ثم اكمل وهو يمثل طريقتها: والله بقا دا اللي عندي
زهره بخجل:يونس بجد اوعى والله هعيط لو دخل علينا وانت مقرب مني كده
قدر ذلك فهو يعلم قدر خجلها والتي لا تتحكم بها ابدا.... ظل ينظر لها بحب وهي كالعاده تبتسم بخجل
زهره بوجنتين محمرتين: انت هتفضل باصص كده... يلا علشان متأخرش على الامتحان
يونس بإيماء: ماشي.... ومن ثم اكمل بغمزه: الحساب يجمع بعد الامتحان
هرولت من امامه بسرعه للخارج وهو ظل ينظر في طيفها بهيام كبير وعلى وجهه ابتسامه جذابه تظهر محاور وجهه......... تجمعوا سويا على مائدة الافطار بعدها ساعدها يونس ومصطفى في وضع الاطباق تحت نظرات العبث والغزل من يونس وظل مصطفي يشرح لهم ما حدث امس بطريقته التي جعلت زهره كادت ان تصرخ من فرط الضحك
يونس بيأس: يا بني انا قلت الواد هيجي خايف ومش هيقدر ينزل الحاره تاني... انت عمال تهزر
مصطفي بضحك: كنت مرعوب والله قلت لنفسي دا مجنون ويخلص عليا عادي.... بس والله الموضوع يضحك اصلك مشفتش الترله اللي شغال عنده دا وهو شايلني زي اللي شايل عروسه لعبه
زهره بضحك مفرط: ااه بطني لا خلاص مش قادره
يونس بغيره: ضحتك اوي
زهره بعبث: اوي يا يونس
يونس بمرح: ماشي هعديها علشان مبسوطه بس
امسكت ذراعه تحتضنه بحركه لاإراديه منها بحب مما جعل مصطفي ينظر لهم بحب داعيا في نفسه ان يرزقهم الله اضعاف حبهم لبعضهم ويعطيهم كل ما هو افضل.... هبوا واقفين بعدما دق هاتف زهره برقم احد بنات الحاره والتي تعرفت عليها من وقت قريب فهي طالبه معها في نفس الجامعه
يونس: مش انا قلتلك متصاحبيش حد يا زهره وانا هوديكي واجيبك
زهره بإلحاح: والله يا يونس منى دي طيبه خالص وكمان دي بنت المعلم حسن وانت عارفه وعارفهم كلهم وهي بتحبني اوي والله
مصطفي بنظرات ذات مغزى: خلاص يا يونس وكده كده المعلم حسن حبيبنا من زمان وكان اعز صاحب لأبونا الله يرحمه
كان يحاول ان يثبت اخاه من حالة الخوف والغيره التي بدأه ان تزيد على يونس كثيرا منذ وفاة والديهم حتى الان... فهو يخشى ان تمل زهره من هءه التحكمات المبالغ بها حيث يريد ان تبقى علاقتهم قويه وسليمه.. امأ يونس بإستسلام لهم مما جعل زهره تبستم بسعاده وهي تتمسك بيده حتى يهبطوا للأسفل سويا....
**********************************
في ورشة يونس
قد فتح بابها بمساعده من مصطفي وادخل زهره وانزل لها احدى الكراسي ينظفها بإستخدام يده من الاتربه التي كانت تغطيه ومن ثم اشار لها ان تجلس عليه... نظرت له بحب كبير ومن ثم جلست وامسكت يده التي نظف بها الكرسي بيديها الاثنين وكأنها تضمها... دائما ما تغمره بطريقتها اللطيفه والمحببه لقلبه
مصطفي بعبث: يا عم الحبيب... هنروح نزور الواد احمد ولا اي
نظر له دون ان يترك يدها: اه اكيد هنروح.... نخلص بس الشغل وناخد زياره نروح امه زمانها اتخضت عليه جامد الله يصبرها
مصطفي: خير ان شاء الله..... الحمد لاه انها عدت على كده الا قلي صحيح هو المعلم حسن كان عاوزك في اي
يونس: وعدني انه في المناسب لو لقاه يستحق بنته هيحوزهاله.... علشان انت عارف هما الاتنين صغيرين اصل البنت اللي احمد بيتكلم عنها دي فاتن الصغيره عندنا 15 سنه صغيره اوي على الجواز واحمد كمان هو صحيح بميت راجل وجدع بس برضو صغير
مصطفي بتأييد: معاك حق... ان شاء الله تكون من نصيبه شكله رايدها في الخير
قاطعهم فتاه في نفس سن زهره بملامح هادئه وبشره خمريه وملابس محتشمه مما جعل يونس يطمأن قليلا.... تلوح لزهره بيدها فإبتسمت لها
زهره: دي منى يا يونس... انا هروح بقا علشان هنتأخر
يونس بإبتسامه: اول ما تخلصي تتطمنيني عليكي... لا اله الا الله
زهره: محمد رسول الله... ومن ثم نظرت لمصطفى بضحك الذي كان يراقبهم وهو يقوس فمه بطريقه مضحكه: يارب مجيش الاقيك متعلق من رجلك المره دي
نظر لها بغيظ ولأخيه الذي كان يضحك عليهم بشده...
**********************************
في منزل عائلة يونس
حيث كان يجلس ضاحي في المكتب الكبير ويدقق النظر في بعض الاوراق يدرسها بدقه.... ولكن قاكع انشغاله دلوف هذه الشمطاء وهي تحاول ان تُغريه بملابسها الفاضحه وخبرتها
ناهد بصوت ناعم: بقلك اي يا حبيبي
ضاحي بعدم تأثير فقد اعتاد عليها: نعم يا روحي
ناهد بدلال: هو انت هتكتب عليا امتى
ضاحب بتمثيل الغباء: يعني اي...
ناهد بدلال اكبر: يعني هنتجوز امتى....
**********************************
الجزء 52
استيقظ تحرك جسدها بكسل ليقع نظرها عليه وهو يجلس بجوارها ينظر لها نظرات لم تكن واضحه كثيرا لها فكان صامتًا شاردا ويبتسم بخفوت ادرقت ريقها بتوتر
هبه: في حاجه يا حسام
حسام يإبتسامه: كنت مستنيكي تصحي😍😍 النهارده انا عازمك بره عاوز نقضي اليوم كلو مع بعض
هبه بسعاده: بجد يا حسام!.... بس اي المناسبه
حسام بتفكير: اني عاوز كده... وكمان انا اجازه ولا نسيتي ودي مش بتحصل كتير
هبه بضحكه خافته: صح... هلبس بسرعه
هرولت سريعا تأخذ ملابس من دولابها ودلفت للمرحاض لكي ترتدي سريعا... فمثل هذه الفتاه لم تلقى الاهتمام او الحب من اي شخص بعد وفاة والدتها وهي لم تجد سوى بطش والدها وقسوته فبالنسبه اليها حسام مخزون الحب والامان حتى لو لم يعترف بهذا.........
**********************************
في ورشة الميكانيكه
كان يونس يُصلح احدى السيارات والتي طال تصليحها فأستمر لساعات وكان مصطفي يرتب بعض المعدات فطلب منه يونس صُنع كوبين من الشاي امأ له بهدوء وبعد غليان المياء وعند سكبها في الاكواب بدلا من سكب الماء في الاكواب سكبها على يده فصرخ من الالم مما جعل يونس ينطفض من اسفل السياره ويركض نحوه
يونس بفزع: في اي يا مصطفى.... وريني ايدك
مصطفي بتمثيل القوه: مفيش حاجه يا يونس... روح كمل الشغل
جذب يونس يده بحده وفزع عندما وجد يده معظمها اصابها الاحمرار.... نظر له بعتاب وزفر بضيق ومن ثم جلب علبه الاسعافات الاوليه وجلب منها احدى المراهم الطبيه المخصصه للحروق ودهنها على يده برفق ومن ثم اجلسه وجذب احدى الكراسي وجلس بحواره ونظر له بنفاء صبر وقد عزم امره على افاقته من هذه التيهه التي هو بها
يونس بحده: وبعدين معاك يا مصطفى.... هتفضل نايم كده كتير
مصطفي بهدوء: معلش هبقى اخد بالي بعد كده
يونس بزفر: مقصدش ايدك اقصدك انت.... ثم اكمل بحزن: وحشتك؟
مصطفي بتوتر: هي اي دي اللي وحشتني
يونس: سميه
مصطفي بتصنع: انا شلتها من حياتي خلاص... متفتحش الموضوع دا يا يونس
يونس بسخريه: والله شلتها من حياتك😕 بتكذب يا مصطفى انت لو كذبت على الدنيا كلها حتى لو كذبت نفسك عمرك ما هتعرف تخبي او تكذب على يونس دا انت ابني مش اخويا.... ثم اكمل بعقلانيه: مش عيب ان الواحد يزعل على مراته وام ابنه مهما كان اللي حصل وخصوصا انها حب حياتك اللي عملته سميه دي مش حاجه بسيطه بس على رأي زهره سميه دي تربيتنا وطول عمرها بتحبنا كلنا وواقفه معانا اكيد الموضوع دا فيه حاجه بس حتى لو كده انت لازم تجمد يا مصطفى وتفوق لنفسك شويه احنا دلوقتي لازم نشتغل ونقويِ بعض ونقوىَ ببعض علشان نعرف نرجع حقنا ونريح ابونا وامنا في تربتهم لكن اللي انت بتعمله دا هيحل اي
مصطفي بضيق وحزن: مكنش في سبب يخليها تعمل كده يا يونس💔💔 انا عملت كل حاجه علشان اسعدها وانت شاهد على كده ومكنتش مخليها محتاجه حاجه صحيح مش زي المستوى اللي كنا عايشين فيه ولكن كنا مرتاحين ومش ناقصنا حاجه مكنتش مجوعها ولا مخليها بتشحت يعني علشان تسيبني في الظروف اللي احنا فيها دي ياريتها كانت راحت لأمها وابوها مكنتش هزعل كده بس دي راحت للكلب اللي اسمه ضاحي راحت اترمت في حضن عدونا يا يونس.... قفل على السيره دي بقا ولو خلصت خلينا نروح نزور الواد احمد وحشني وقلقان عليه واهو بالمره نفرحه بالكلام اللي قاله ليك المعلم حسن هيفرح اوي
نظر له يونس بحزن فلديه كل الحق مجرد فكرة ان التخيل ان تتركه زهره مثلما فعلت سمية تغلى الد-ماء في عروقه ويتوقف عقله عن التفكير وتتصلب روحه😡😔 ااه يا اخي ان لديك قلب كبير ليكون بك كل هذا الهم والغم وتضحك وتمرح معنا بل وانك تحمل همنا وتركز على سعادتنا وفرحنا.... نظر له بحب وابتسم بحنان وهو يربت على كتفه: حاضر هخلص العربيه دي واغير ونروح... قوم انت غير ودخل العده لحد ما اخلص
امأ له في هدوء وذهب ليفعل ما املاه عليه اخاه...
**********************************
في قصر عائلة يونس
عندما طلبت منه هذا الطلب صُور له امامه انه يسفك دما-ئها الرخيصه ويتخلص منها ولكن ابتسم ابتسامه ماكره وخبيره وهو يحرك يديه الغليظتين على جسدها بخشونه يعلم انها تحبها.. وظل ينظر لها من اعلاها لأسفلها نظرات شهوانيه هذه المعتوهه تعتقد انها نظرات حب واعجاب وماشابه
ضاحي بتلاعب: لي بس يا حلوه... هو اخنا ناقصين جواز ما احنا متجوزين من زمان
ناهد بدلال: منتى عارف يا حبيبي ان الورقه العرفي اللي احنا كاتبينها دي ملهاش لازمه ولا بتودي ولا بتجيب دي مجرد ورقه بنحلل بيها علاقتنا مع بعض ( ربنا يحفظنا من معصيته).... انا عاوزه ابقى مراتك قدام الناس كلها علشان يبقى ليا حق فيك بدل ما انا عامله زي اللي ماسكه في حبال دايبه كده
ضاحي بعبث: هو انت مش واثقه فيا يا نونه ولا اي... دا انا ضاحي يا بت ولا نسيتي انا الحب كلو يا حب انت
ناهد بضحكه رقيعه ودلال: واثقه وفاكره طبعا كل حاجه... بس برضو عاوزه نفضل مع بعض على طول وبعدين منتى جربتني سنين وعارف ان لو الدنيا كلها اتخلت عنك انا ابيع الدنيا كلها علشانك ولا ناسي منا اللي بعتهم زمان علشانك
ضاحي بهدوء ولا زالت ابتسامته الخبيثه على وجهه: خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي نتجوز... بس انت دلوقتي هربانه من حكم ولا نسيتي نخلص مدة الحكم بتاعتك وانا كمان اخلص كام عمليه فاضله ليا وبعدها نتجوز.... ثم اكمل بمكر: وانت طبعا هتساعديني زي منا ساعدتك ولا اي
ابتسمت بأنتصار ظنا منها انها الان حققت مرادها وسوف تتبختر امام اي احد يشكك في قدرتها او شرفها... لا تعلم ان الشرف يضيع مع اول قطرة مياه تُوضع عليه ولا تعلم ايضا ماذا ينتظرها
قالت بسعاده وغمزه: امتى عاوزني
ضاحي بمكر: اجهزي دلوقتي هتروحي اول مشوار... وطبعا انت عارفه هتعملي اي
ضحكت بصخب ومن ثم تحدثت بغنج ودلال: عارفه يا نن عيني
ومن ثم انقضت على شفتيه دون حياء تقبله بنهم ومن ثم هبت من على قدميه تسير بدلال نحو الخارج قائله: هروح اجهز يا بيبي علشان متأخرش هتوحشني لحد ما اجي
ضاحي بتصنع: وانت كمان يا نونه.....
اختفت من امامه فزفر بضيق وهو يمسح شفتيه بتقزز قائلا بسخريه وصوت منخفض: قال اتجوزها قال.... يعني اللي باعت جوزها وولي نعمها اللي لمها من الشوارع وعملها هانم مش هتبيعني انا....
**********************************
كانوا يجلسون على احدى الطاولات الصغيره بجانب احدى العربات المتنقله لصنع المأكولات المصرية الشعبيه وهي الفول والفلافل... كانت تضحك وتأكل بسعاده وخو يطالعها بتأمل فكانت ترتدى ملابس رياضيه باللون الاسود وحجاب من نفس اللون وهو يشاركها نفس الشيء
هبه بإبتسامه: اي هتفضل باصصلي كده... من الصبح وانت بتبصلي بصات غريبه مش ملاحظ انك من الصبح مركز معايا زياده
حسام بغمزه: يعني ورايا اي غيرك اركز معاه.... حاول تغيير الحديث حتى لا يخجلها: بس مكنتش اعرف انك هتبقى مبسوطه لما اكلك على عربية فول بس خلي بالك دا مش اي فول دا فول عمك مدني راجل من العصور الوسطى ما شاء الله عمره سنه انا مخدتهاش في المدرسه ولا في الشرطه
ضحكت بصخب حتى ادمعت عينيها وهو يتابعها بشعور جديد نوعا ما عليه ولكن لم يهتم فهو سعيد وهذا ما يهم.... قاطع لحظتهم رجل كبير السن ونحيل كثيرا يمشي محني الظهر وابتسم لهم فظهرت اسنانه الغير موجوده حيث كان فاقد لمعظم اسنانه وكان الكلام منه غير مفهوم بسبب هذا
العم مدني بحديث لم تفهمه هبه ولكن حسام بالطبع يعلمه: نورتنا يا باشا كل دا تغيب عننا.... موحشكش عم مدني
حسام بحب وهو يأخذ منه اكواب الشاي: والله وحشني واكلك وحشني وضحكتك الحلوه دي وحشاني خالص..... اي اخبار الجماعه عندك
مدني بحب: عايشين من خيرك وعلى حسك يا بني ربنا ما يحرمني منك..... انا لو حصلي حاجه هبقى مطمن اني سايب ليهم راجل لو كان عندي ولد مكنتش هحبه وامنه كده والله
هب حسام واقفا واخذه بين احضانه بحب صادق وفرق الجسد والطول بينهم واضح جدا.... ظل يربت علي ظهره بهدوء والرجل مستكين بين احضانه براحه وكأنه ولده حقا وكان غائب عنه ووجده
حسام بمرح: اي يا مدني هتلقبها نكد ولا اي... وبعدين انا كنت بقول الجماعه عاملين اي اقصد عاملين غداء اي وحشني اكل الست ام سلوى وحشني الشاي بتاع سلوى وعرفته البت الصغيره خديجه دي مشكله
مدني بضحك: بس كده دا انت تشرف وتأنس هيفرحوا بيك اوي وخصوصا لما يعرفوا انك اتجوزت دي الحاجه ام سلوى كانت لسه بتقلي ندورلك على عروسه
حسام بمرح وهو ينظر نحو هبه: وهي الجوازه هتدوم طالما انت دخلت فيها يا مدني هتبوظ
ضحك العجوز من قلبه وهو يربت على ظهر حسام بحب: ربنا يخليهم لبعض يا بني ويجعلها فتحة خير عليك يارب... يلا اقعد مع مراتك ولما تعوز حاجه ناديلي وانا هكلم ام سلوى دلوقتي تعمل تحسابها
رجع حسام يجلس مكانه وكل هذا وهبه تتابع ما يحدث بحب وتعجب من شخصيته التي تحمل الكثير هي لا تعلمه ومن الاساس لا يظهر عليه
حسام بإبتسامه: اي مالك
هبه: مستغرباك
حسام وهو يحتسي الشاي: لي مالي
هبه بصراحه: يعني الظباط بالعاده بيبقوا صعبين اوي .... وكمان بصراحه مش بيبان عليك انك ما شاء الله محبوب كده انت عرفت الناس دي كلها ازاي طول ما احنا ماشيين والناس تجري عليك تسلم وباين عليهم الحب مش مصالح يعني
حسام بإبتسامه اذابت قلبها: بصي يا هبه.... انا كنت ظابط مجتهد يعني زي ما تقولي كده مكنتش محتاج ناس مش تمام علشان اعرف اكمل واخد شهره ورتب يعني انا طبعي كده كنت بحب اخلص شغل وانزل وسط الناس نقعد ونتكلم واللي محتاج حاجه جوه الشغل وبره الشغل انا رقبتي سداده طبعا طول ما الحاجه دي حاجه في اليمين ولله ومش حاجه غلط او حرام.... بس من وقتها بقا وانا لقيت نفسي بعدين عاوف ناس كتير ومحبوب منهم ودي طبعا نعمه من ربنا... بس عم مدني غالي عليا انا بشكل خاص شويه من اول ما شافني وهو مكنش يعرف اني في كلية الشرطه ولا اي حاجة..... ثم اكمل بضحك: سألني انت سبت اهلك وبتعمل اي هنا وكده فا كنت بهزر معاه قلتله انا في كلية فنون جميله انت مش فاهمه كان فرحان ازاي بيقلي انا من زمان نفسي اشوف حد في الكليه دي علشان بنتي عاوزه تدخلها وعاوز اعرف بيطلعوا منها اي ولا بيعملوا اي وقعدت اشرحله عن الكليه وكام مبسوط اوي وكلم بنته وقلها انه موافق انها تدخلها.... انت مش متخيله يا هبه وهو بيقلها ابوكي في ظهرك يا سلوى اللي انت عوزاه يا حبيبتي المهم تكوني مبسوطه الراجل دا جميل وبسيط بشكل لدرجة انه يدخل قلبك بجد من غير حاجه وكنت كل ما اجي عنده ميرضاش ياخد مني فلوس وبعدها قلتله اني في كلية الشرطه واني كنت بهزر معاه بس لما لقيته فرحان مرضتش اك-سر فرحته اتفهم جدا.... وانا كنت ساكن في الشارع دا وقتها وبقيت بساعده كتير لما الحي يجي يشيل العربيه ومثلا في تقديم كلية ولاده وكده كنت بحسه طيب وفي حنيه كده زي بابا ومراته ست مفيش حد في طيبتها هتحبيها اوي يا هبه..... انا هقوم اساعده علشان نخلص ونروح اكل ام سلوى وحشني
هب من مكانه وهو يرتشف اخر محتويات كوب الشاي وحمل باقي طعامهم وتوجه ليغسل الاطباق ويقدم الطلبات مع العم مدني وهو يقدمه للناس بفخر ان هذا الشاب الصالح مثل ولده وحسام يقول بصدق وهو يقبل رأسه ان هذا لشرف كبير له.. وهبه تتابع هذا بتعجب وحب كبير لهذا الحسام فهي مع كل دقيقه معه تتقين تماما انها باتت تحبه لطالما حاولت ان تتهرب من هذا الاحساس بسبب وسواسها انه فقط اشفق عليها وساعدها مثلها مثل هؤلاء الناس ولا تفرق عنهم شيء ولكن قلبها يأبى هذا ويؤكد لها كم يحبه ويريده ويرتاح تماما في وجوده..... يضع الإطباق امام الناس وينظر لها ويبتسم ويغمز لها بتسليه لتضحك من قلبها بسعاده.....
**********************************
وسط سوق الحاره
كان مصطفي وكالعاده يتأفف من حمل المشتريات ويونس يهز رأسه بملل منه وهم يسيرون في اتجاه منزل احمد
مصطفي بنبره طفوليه: انا تعبت يا يونس... كفايا كده انت جيت السوق كله دي زياره ولا معونة الشتاء
يونس بنظره حاده: اتلم يا مصطفي هو انت عيل صغير..... وبعدين دا اقل واجب الواد تعبان وهيفضل مده في البيت لازم نعمل الواجب
مصطفي بتأييد: ماشي معاك حق... بس انا تعبت يا عم كفايا بقا
يونس بزفر: حاضر امشي انجر قدامي...
ساروا سويا في اتجاه منزل احمد والذي كان منزل بسيط ويبدو عليه القِدم دلفوا لمدخل المنزل المتهالك ومن ثم وقفوا امام الباب الصغير يدقعون عليه بخفه لتمر عليهم دقائق وتفتح لهم الباب سيده ليست بالكبيره كثيرا في العمر ويبدو عليه ملامح الطيبه فأبتسمت لهم بحب تأذن لهم بالدخول... دخلوا وهم وحنون رأسهم بإحترام ويسيرون خلفخا نحو الغرفه التي بها احمد وضعوا المشتريات جانبا ونظروا له ليجدوه يغطي نفسه بغطاء سميك ويغلق عينيه بإرهاق ويبدو عليه الاعياء.....
ام احمد: لي كده يا بني تتعبوا نفسكم.... خيركم سابق ومغرقنا
يونس بإحترام: دا خير احمد يا حجه... من اول ما اشتغل معايا وهو راجل وسداد واصيل دا خيره وشغله
مصطفي بصدق: الورشه من غيره وحشه... يريح كده ويرجع ينورها وسطنا
ام احمد بحب: يارب يا بني... ربنا يسمع منك لأحسن دا واجع قلبي عليه كان لازمته الحب والبهدله اللي جاتلنا من تحت راس الحب.... قلتله ياما يا بني مسمعش كلامي
قاطعها صوت السعال القوي من ابنها وهو يقول بملل: وبعدين معاكي يما بقا.... روحي اعملي للمعلمين حاجه يشربوها
نظرت له بيأس ومن ثم ضر-بت كف على كف وهي تسير نحو المطبخ وهم يلاحظون هذا بحزن عليه
مصطفي بمرح: اي يا عم احمد.... انت ناوي تريح في البيت ولا اي
احمد بسعال وهو يبتسم: يومين بس الحكه تهدى وانا هنزل على طول.... ثم اكمل بعبوث: انا مبحبش قعدة البيت دي اصلا بزهق وكمان امي مستلماني بقا
يونس بتفهم: امك وخايفه عليك وما حقها... ثم اني عندي ليك خبر هيفرحك
نظر له احمد بترقب ومن ثم اخبره بيونس بوعد المعلم حسن له مما جعل احمد يقفز من سريره وغو يصرخ فرحا وكان مصطفي ويونس ينظرون له بصدمه اهذا ما كان يرقد نائما امامنا الان
احمد بسعاده وهو يحتضن يونس بحب: ربنا يخليك ليا يا معلم.... ربنا يخليك مش عارف اقلك اي
مصطفي بمرح: طب وانا اللي اتعلقت علشان خاطرك مفيش حاجه ليا ولا اي
احتضنه هو الاخر بحب وجلسوا معه قليلا يحتسون الشاي ويضحكون سويا ومن ثم استأذنوت بأدب بعدما وعدهم احمد ان يصون تلك الفتاه ويعمل جاهدا من اجل ان يتمم زيجته بها....... يسيرون في الشارع في اتجاه الورشه من جديد فقرر يونس ان يتصل بزهره ولكن عندما ردت كان يبدو عليها التوتر الشديد
يونس بقلق: زهره حبيبتي في حاجه؟
زهره بتوتر: لا لا يا يونس متقلقش انا خلصت وجايه اهو... يلا سلام
ولكن قبل ان تغلق سمع صوت غليظ قريب منها يقول: فكرك انا هسيبك.... انت النهارده بتاعتي غلبتيني معاكي بس تستاهلي زي القمر يخربيتك
************************************
رأيكم ؟
توقعاتكم ؟
يتبع💖💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق