الجزء49
لم يتوقف ثانيه لتشرح له بل هبط للأسفل راكضا وقد انقطعت انفاسه داخل صدره لمجرد ان اخيه وابنه الروحي قد يصيبه اي مكروه وركض خلفه حسام وهو ينادي بأسمه ليتيرث قليلا ولا يتهور ولكن عقله ليس بمكانه الان فكل ما يراه امامه هو اخيه وفقط وكان الجميع في ريبه مما سمعوه فذهبوا سريعا الشرفه المطله على الشارع فإذا بعيون الفتيات تتسع بصدمه وبقلق عندما رأوا مصطفي معلق من ملابسه على احدى العلاقات الحديديه في مكان بيع اللحوم (الجزاره) الخاص بأشهر اسم في هذا الحي وهو المعلم حسن الجحش.... دق قلب زهره بخوف وبدأت دموعها في الهبوط عندما رأت يونس ومعه حسام يتوجهون نحو المكان وعيون يونس لا تبشر بالخير بالطبع ظلت تناجي ربها بأن يحفظ حبيبها واخيه وصديقهم....
في الاسفل
تعجب كثيرا عندما وجد اخيه في هذه الحاله فكان معلق وكأنه احدى الذبائح وهذا المدعو بالمعلم حسن يجلس بجواره على احدى الكراسي الخشبيه مرتديا جلبابه بني اللون ويتنفس دخان هذه الارجيله وهو يضع قدم فوق الاخرى.... زفر يونس بضيق ولكنه هدأ قليلا فهو يعلم ان حسن يحبه ويقدره ومن الواضح ان اخيه المعتوه اخطأ في احدى الامور تقدم منهم ويبدو عليه القلق
يونس بضيق: في اي يا معلم حسن... اي الشوشره دي ومالك معلق الواد كده لي دا يصح برضو اخويا اما يتعلق في وسط الحاره كده دا العشم اللي بينا برضو يا معلم......😡😡😡
نفخ بعض الدخان الملوث هذا بعضب ووضع الارجيله جانبا ومن ثم هب واقفا في مستوى يونس ولكنه كان اقصر قامتا منه تحدث بطريقه غجريه كالعاده: مهو لو تعرف اللي عمله هتعرف اني مجتش يمه علشانك... انا بس عاملك احترام طول عمرك راجل ومجدع يا ابن الاصول😠
زفر يونس بضيق وحسام يربت على كتفه ان يهدأ: طب قلي يا معلم نورني ولو ليك حق انت عارفني حقك هيجيلك لحد عندك
تحدث مصطفي بضيق وهو معلق من فوقهم: هو انتو هتتكلموا وانا متعلق فوق كده وسط الدبايح متنزلوني الاول
كبت حسام ضحكاته بصعوبه فالموقف لا يتحمل اي سخريه: قلنا يا معلم في اي😕😁
امر حسن احدى رجاله بجلب كراسي من أجلهم مما اضاق بيونس فكل هذا يمر واخيه معلق هكذا... ولكنه انصاغ له حتى لا يعطي للموقف اكثر من حجمه ومن ثم بدأ حسن بأخذ نفس عميق وتحدث بحده واضحه: شوف يا ابن الاكابر من وقت ما حطيت رجلك في المنطقه دي وانت فوق راسنا كلنا انت والجماعه بتوعك صح يا بني ولا انا غلطان
يونس بضيق: صح يا معلم
حسن: ولا عمري فكرت اجي عليك ولا اذيك والشهاده لله من وقت ما اشتريت شقتك هنا وانت ابن حلال وفي حالك.... بس انت صعيدي ودمك حامي وعارف ان كله كوم وحُرمة البيت دي كوم تاني خالص صح يا ابن الاصول
يونس بإيماء: صح يا معلم... بس معلش انا مش فاهم اي دخل حُرمة البيت دلوقتي في موضوع اخويا وضحلي....
حسن بغضب: لما تبقى البت بنتي معديه والاقي اخوك والصبي بتاعك بيبصوا عليها وبيتمهمزوا دا بقا خط احمر عند المعلم حسن الحجش... واول ما جيت قلتلك انت ابني وفوق راسي واكدت عليك كلو الا حريم بيتي
يونس بصدمه مما سمعه: يا معلم اكيد في حاجه غلط... انا اخويا من مش نوع الشباب دول وكمان متجوز يا معلم انت تعرف عننا كده
المعلم حسن بنبره صادقه: الشهاده لله لا... طول عمركم عيله سمعتها النضيفه مسمعه في كل حته بس انا مش هكدب عيني يا معلم يونس واخوك والصبي بتاعك غلطوا وحقي انا باخده بإيدي
حسام بضيق: يا معلم طب مش ليه اهل تعرفهم... وبعدين اكيد في حاجه غلط ميصحش اللي بيحصل دا.... ثم اكمل بنبره خبيره: دا احنا هنا عايشين بحسك وفي حمايتك هنبص لبنتك ازاي بس وبعدين دا احنا اللي نتصدر ليها لو حاجه مستها تقوم تقول بنبص عليها ونتكلم دا كلام المعلمين برضو
مرر يده في شعره الكثيق وهو يزفر بضيق: يا معلم نزله بس وليك عندي مش هنزله الحاره تاني لو دا يرضيك ولو عاوز اخد الجماعه بتوعي ونمشي من هنا بس انا احلفك على مصحف دلوقتي ان اخويا مستحيل يكون عمل كده واللي يرضيك انا تحت امرك انا مقدر شعورك من حقك تخاف على أهل بيتك من عيون الناس
تلمس الصدق في حديثه وبالأخص انه يعرف يونس وعائلته حق المعرفه كما كان مهران والد يونس صديق عزيز للغايه عليه ويعلم بأخلاقهم وما حل بهم ... زفر بحيره وهو ينظر نحو مصطفي تاره ويونس وحسام الجالسين امامه تاره اخرى: انا هسيبه علشان خاطرك يا يونس يا بني ومفيش حاجه اسمها تبيع وتمشي دي انت خلاص واحد من ولادي وانت واخوك وحريمكم في عنيا الاتنين
يونس بإطمئنان: ربنا بخليك يا معلم .... دا العشم برضو
حسن بمقاطعه: بس بشرط واحد
حسام بعدم راحه: خير يا معلم
حسن بحده: يقلي اخوك والصبي بتاعه كانوا بيبصوا عليها لي... ثم اكمل بصدق: انا واثق فيكم وفي حسن نيتكم وعلشان كده انا بديهم فرصه اهو واللي هيقولوه مهما كان انا هصدقه اكراما ليك يا معلم يونس
يونس بتوتر: طيب يا معلم اللي تشوفه.... ثم اكمل بتساؤل: امال فين أحمد يا معلم... الصبي بتاعي
مصطفي بصراخ غاضب ومضحك: حابسه جوه في التلاجه بقاله ساعه... الواد زمان دمه نشف
حسام بفزع: في التلاجه... ازاي دا
حسن بلامبلاه من صدمتهم: طلعوا يا واد منك ليه وهاتوه هنا
امأ له رجاله ومن ثم اتجهوا نحو المبرد الكبير والذي يحتفظ بيه بلحم البقر والماعز من التلف فإذا بأحمد يجلس ارضا منكمش على نفسه وجسده يرتجف بشده وجهه تكسوه الحمره الشديده من شدة البروده... انحنى نحوه الرجال وجذبوه بقوه ومن ثم اتجهو نحو رب عملهم واسندوه واقفا ومن ثم اشار لهد ان ينزلوا مصطفي فأتجه نحوه احدى الرجال والذي كانت بنيته ضخمه للغايه فهو طويل التيله ودا ملامح ضخمه غليظه وكثير الغضلات والملامح الذكوريه فأمسكه بكف يده العريض وانزله ارضا بذراعٍ واحده.... نظر له مصطفي وهو يزدرق ريقه بتوتر😵😱
مصطفي بلسانٍ فالت وكالعاده: انت حقيقي ولا روبوت ما شاء الله جته.... جبته منين دا معلم؟
نظر له جميع الموجودين بغضب فأنكس رأسه ارضا والتزم الصمت.... من ثم وجهوا نظرهم نحو احمد الذي كان يقف بين هؤلاء الرجال يرتجف بدرجه كبيرة حتى اشفق عليه حسن وامر الرجال بأحضار غطاء له وكوبًا من الشاي واجلسه على احدى الكراسي القطنيه فبدأ في استعادة وعيه قليلا
حسن بخشونه: انا بس اكرما للرجاله دي... قال هذا وهو يشير على يونس وحسام الجالسين بإحترام: وخصوصا يونس لانه راجل من ظهر راجل غير كده كنت سيبتك في التلاجه لما روحك تطلع... اتفقت معاهم اني هسيبكم بس تقولولي لي كنتو بتبصوا على بنتي ومركزين معاها كده وكنتو بتقولوا اي... انا عارف انكم مش من شبان اليومين دول واكيد في سبب وانا هصدقه فا قولوا
نظر مصطفي نحو احمد بتوتر وازدرق ريقه بخوف مما سوف يحدث اذا اخبره بالحقيقه بالكل يعرف همجية وقوه هذا المدعو حسن فهو كبير تلك المنطقه ولديه حاشيه من الرجال الوحوش كما يطلقون عليهم
حسن بحده: الااه... جرا اي منك ليه انت هتقعدوا باصين لبعض كده ما تخلصوا وتتكلموا زي الرجاله بدل ما ارجعكوا التلاجه تاني
احمد بسرعه وتوتر: خلاص يا معلم انا هقلك على الحقيقه وربنا عالم بنيتي.......
Flash Back:
عندما انقضوا من تناول فطورهم على احدى السيارات المنتقله الخاصه بصنع طعام الإفطار المصري الشعبي ذهبوا في اتجاه الورشه الخاصه بهم وبدأوا في أداء روتينهم اليومي من اجراء كشف بالمطلوب منهم والتنظيف وغيره فشرد احمد امامه وبدأ يبستم بحب رويدا رويدا وعينيه مسلطه امامه بترقب لاحظه مصطفي فتقدم منه ولزكه في معدته بقوه لكي يتيقن منه
مصطفي بتعجب: في اي يا بني مالك... بقالي ساعه بنادي عليك
احمد بإستدراك: معلش يا معلم محدتش بالي... كنت عايز مني اي
مصطفي بقلق: مالك يا بني في اي متقلقنيش عليك اي اللي شاغل بالك
اشار بعينيه في اتجاه احدى الفتايات الصغيرات والذي عمرها لا يتجاوز الخمسة عشر عاما وقد لاحظ مصطفي انها تنظر لهم خلسةً في خجل... قوس مصطفي حاجبيه دلاله على عدم فهمه لما يحدث فأبستم احمد وتنهد بحب
احمد بصدق: بحبها اوي يا معلم... من اول ما عيني جات عليها من سنه وانا كل يوم بفكر فيها طول الوقت لما بشوفها قلبي بيدق جامد اوي ببقى فرحان بس في نفس الوقت خايف اوي
مصطفي بإستماع: لي اي اللي مخوفك
احمد بضيف: دي تبقى فاتن بنت المعلم حسن الجحش يعني عمره ما هيرضى بيا وكمان انا لسه صغير اخاف لما يجي وقت جوازي تكون اتجوزت....والله يا معلم بشتغل هنا في الورشه وبعد كده دليفري في مطعم بس علشان لما اتقدم اكون جهزت شقتي ومعايا فلوس اجبلها دهب يليق بيها بس تفاكر ابوها هيصدقني وكمان مليش اهل يقفوا جمبي
مصطفى بحب: احنا اهلك... شويه بس كده تكبر شويه وتعقل تظبط حالك وانا هكلم يونس ونيجي معاك نخطبهالك
وما ان انهى تلك الجمله وجد قبضة رجال حسن تمسكهم في تلابيب ملابسهم بقوه.....
Back:
احمد بخوف: بس يا معلم دا اللي حصل... ولو عاوزني احلفلك على مصحف ولو عاوز تجازي حد وتاخد حقك منه انا موجود المعلم مصطفي راجل محترم وعمره ما بص بره بيته والكل يشهد بكده ناس محترمين ومينفعش يتبهدلوا علشاني
ساد الصمت قليلا ومن ثم هب حسن واقفا في هدوء مريب واتجه نحو احمد والذي ما ان رأه فوقف هو الاخر وظل حسن يمشطه بعينيه من اعلاه لأسفله في غموض
حسن بهدوء: اتفضلوا امشوا.... وانتو على راسي وانا اسف ليكم بس دول ولادي يا يونس ومنت عاوز اقرص ودنه شويه
يونس بهدوء واحترام: ولا يهمك يا معلم... انت ابونا وتعمل فينا اللي انت عايزه يلا بعد اذنك
ذهب الجميع الى منازلهم واخرج يونس من جيبه بعض ورقات المال واعطاهم لأحمد وطلب منه ان يرتاح ولكن قبل ان يرحلوا طلب حسن من يونس الحديث معه فأمأ له بهدوء وانصرف الباقون وهم يأخذون انفاسهم بسرعه من روعة الموقف
**********************************
في المنزل
ما ان لاحظوا وقوفهم حتى هرولوا سريعا نحو الباب وفتحوه في انتظارهم وهبه التي اصفر وجهها بشده وبدأت ان تشعر بالدوار وهذا بسبب مرضها المزمن فهذه المواقف ترعبها كثيرا... وزهره التي احمرت عينيها بشده من شده الخوف والبكاء فدلفوا جميعا دون يونس وهذا ما اقلقها كثيرا
زهره بتساؤل: امال يونس فين مجاش لي
حسام بهدوء: اطمني الموضوع اتحل... هو تحت المعلم حسن قال عاوزه في كلمتين يلا احنا يا هبه نطلع نرتاح وتاخدي علاجك قبل ما تتعبي
بالفعل اخذ زوجته الحبيبه وصعدوا لمنزلهم الذي في الطابق العلوي ودلف مصطفي بإرهاق من احداث اليوم لغرفته لكي ينعم ببعض الراحه...... انتظرته ساعه واثنان وتنظر من الشرفه اكثر من مره وظلت تسير في غرفتها ذهابا وايابا من شدة توترها ولكن لم يأتي كادت ان تنفجر من شدة القلق عليه وما كادت ان تخرج من غرفتها قاصده النزول لمكانه الا انه دلف امامه بجوه بكفهر ويبدو عليه الحزن ركضت نحوه تحتضنه وكأنه غاب عنها سنوات وليست ساعات
زهره بخوف: في اي يا يونس... كنت فين يا حبيبي دا قلبي كان هيقف من القلق عمل فيك حاجه رد عليا
نظر له نظرات غريبه حزينه وهي تحاوط وجهه بيديها الصغيرتين الرقيقتين وتهز رأسها بهستيريه: اي يا حبيبي قول
التزن الصمت لدقائق ومن ثم تحدث بكلمه واحده فقط: هتجوز..💔💔💔😟
**********************************
الجزء 50
نظرت له بعيون متسعه وقد تلجم لسانها من اخر كلماته نفضت يدها عنه وهي تستمع حديثه وهو يشرح لها ان المعلم حسن اصر عليه ان يتزوج ابنته كنوع من الحمايه لها مقابل انه سوف يؤمن له الحمايه والرجال وايضا يساعده في اعادة ماله وحقه من هذا المدعو ضاحي وقد تم الاشهار بهذه الزيجه مع القريب والبعيد وكل هذا وهي متسعه العينين وتنظر له فقط..... ولكنها عبثت ما بين عاجبيها عند استيعابها لهذا الحديث فهدرت به بغضب تلكزه في صدره بقوه
زهره بصراخ: حق اي دا اللي يرجع بجوازك من واحده غيري يا يونس....💔💔💔
يونس بهدوء: انا قلتلك ان دا هو الحل الوحيد💥💥 انا مضطر لدا يا زهره.... دا غصب عني مش بمزاجي
زهره بسخريه: والله مش بمزاجك يا يونس.... والفرح الكبير والمصاريف دي كلها وعازم القريب والغريب دا حتى في فرحنا معملتش كده يا يونس وتقلي غصب عنك يا شيخ حرام عليك
يونس بغضب: زهره... انت عارفه اني مش بحب الطريقه دي متعصبنيش
زهره بسخريه: اعصبك!😡😡💔 انت لسه شفت عصبيه يا يونس💔😡 انا معنديش حاجه اخسرها خلاص
يونس بغيظ: زهره😠 متختبريش صبري
زهره بثبات: احنا كده وصلنا لأخر الطريق يا يونس يا انا يا الجوازه دي
يونس بخوف: يعني اي يا زهره
زهره بقوه: يعني اليوم اللي تبقى فيه واحده غيري على ذمتك يا يونس.... دا هيبقى اخر يوم ما بينا
يونس بثبات: تمام يا زهره اللي تشوفيه
زهره بصدمه: يعني اي ؟
يونس بهدوء: يعني انت.....
كانت تنتظر ان ينطق بتلك الكلمه السامه كما وصفتها هي..... الكلمه التي وان نطقها لسانه تقسم انها سوف يتوقف قلبها في الحال فلم تتحمل يوما في بعده ابدا شعرت بهذا الشعور من قبل وتعلم انها لن تتحمل ابدا بدأت دقات قلبها في الارتفاع ووجنتها التي احمرت بشده من الخوف والتوتر... فإذا بالصدمه تعتلي وجهها عندما رأته يضحك بشده حتى ادمعت عينيه ووقع ارضا من فرط الضحك عقدت حاجبيها بتعجب وهي تراقب افعاله اقسمت في داخلها انه قد جُن رسميه زاد غصبها من ضحكاته والتي لأول مره تستفزها بهذه الطريقه فهبت واقفه تنهره بغضب واضح
زهره بغضب: انت بتضحك على اي يا بارد انت😡😞💔 وبعدين مطلقتنيش لي هي كلمة انت طالق بتضحك اوي كده مكنتش اعرف
هب واقفا امامها ينظر لها بحب ونظرات لم تفهمها ومن ثم جذبها اليه فاجأه يحتضنها بحب واحتواء تعجب هي منه كثيرا.... اغمضت عينيها تشتم اكبر قدر من عبيره داخل صدرها ولكنها افاقت على حالها ودفعته بعيدا بقوه وغضب وقد احمر كامل وجهها وعينيها من الغضب ومن ثم توجهت نحو خزانة ملابسها تجذب ملابسها بأهمال تلقيها على السرير وهمت بجذب حقيبة سفرها من فوق دولاب الملابس فإذا بيده تجذبها مجددا ويجلسها على السرير وهو يحاول ان يثبتها مكانها لكي يتحدث تحت مقاومتها وضيقها منه
يونس بتوتر: اسمعي بس يا بت... اهدي واسمعيني والله بهزر معاكي اقسم بالله
هدأت في مكانها فاجأه عندما استمعت لحديثه تنظر له وعينيها قد امتلأت سريعا بالدموع وهي تنظر له بعدم تصديق وعتاب.... نظرتها التي افتكت بقلبه حرفيا فكاد ان يبكي هو الاخر امسك كفيها بحنان وهو يقربهم نحو شفتيه يقلبهم بخب وهو يشتم رائحتهم بحب
يونس بصدق: والله ما اعرف ابص لواحده غيرك حتى لو على مو-تي انا كنت بهزر بجد.... ثم اكمل بجديه: كنت مفكرك مش هتصدقي وهتعرفي اني بهزر مكنتش اعرف انك هتزعلي بجد قلت انكشك شويه يا ستي انا اسف بس علشان خاطري كفايا عياط انا مقدرش اشوف دموعك دي تنزل علشان اي حد حتى لو علشاني انا اسف يا حبيبتي.... خلاص بقا يا ورق العنب مش كده قلبي مش هيستحمل
ابتسمت بخفه على اخر كلماته ولكنه عبثت من جديد سريعا مما جعله يبتسم بحب على طبيعتها والتي تغيرها ابدا😍💖ترك يدها ومد يده في جيبه اخرج منها علبه قطنيه زرقاء راقيه للغايه ومن ثم مده يده اليها فأخذتها منه بتعجب وهو ينظر لها ينتظر ردة فعلها بتوتر كمن ينتظر نتيجة الاختبار.... فتحت العلبه بفضول بعدما مسحت دموعها بأناملها الصغيره فإذا بخاتم باللون الفضي يبرق بطريقه جميله للغايه يتوسطه قلب صغير من الكرستال المقلد ولكنه كان رقيق وجميل للغايه فإذا بها تصرخ عندما قرأت الورقه الصغيره المعلقه به فإذا هي بماركة فضه معروفه وغالية الثمن نوعا ما (pandora)
زهره بصدمه: هو دا بجد ولا تقليد
يونس بإبتسامه جذابه واحراج: كان نفسي اجبهولك الماظ بس انت عارفه الظروف سألت واحد صاحبي بيشتغل في الفضه قلي دي ماركه معروفه وحلوه جدا فا جبته ليكي
زهره بعتاب: بس دي غاليه اوي يا يونس💖 لي بس تجيب حاجه غاليه كده احنا اولى بكل قرش دلوقتي وبعدين انا كنت عاوزه خاتم فضه عادي ب150 او 250 جنيه بالكتير مش 5الاف جنيه
حك مؤخرة رأسه بطريقه فهمتها هي لتتسع عينيها بقلق وهي تسأله: انت اكيد مجبتش اغلى من 5الاف صح يا يونس... اوعا تكون صرفت الفلوس اللي حوشتها من شغل الورشه
يونس بسرعه: لا مش لدرجادي اكيد.... بصي هو طلعلي علبه وبصراحه دا عجبني اوي متخيلتهوش على حد غيرك فا جبته وخلاص بقا المهم عجبك
زهره بضيق وهي تضع يدها في خصرها وتعقد حاجيبها: بكام يا يونس
يونس: 7الاف بس
زهره بصدمه وسرعه: لا لا.... لازم نرجعه حرام انت طالع عينك في الشعل وبتيجي كل يوم مش قادر تتحرك انا مش عاوزه حاجه خلاص يلا خد روح رجعه وهات الفلوس
يونس بحزن: انا بس كان نفسي احس اني اقدر اشتري ليكي حاجه قَيمه وماركه زي زمان
شعرت انها احزنته حقا فأخذت الخاتم اخرى وهي تتفحصه بحب فوجدت انه حفر اسمه عليه باللغه الانجليزيه مما جعلها تبتسم بحب وهي تنظر له ومن ثم رفعة رأسها واشاحت بخصلاتها بعيدا بطريقه مرحه وهي تحتنضن الخاتم بسعاده
زهره بصدق: انا عمري ما كنت بحب الحاجه علشان ماركتها او سعرها انا كنت بحب الحاجه علشان منك انت يا يونس كل يوم بستناك وانت راجع وجايبلي شيبسي واندومي وحلويات وببقى مبسوطه اوي علشان دايما فاكرني وفاكر اللي بحبه وعاوز تفرحني.... وبعدين انت ازاي تقول انك مش قادر تجيبيلي دا انت كل شهر بتنزل تجيبلي لبس وميك اب وجزم وكل حاجه اكتر من الاول كمان وما شاء الله الورشه شغاله زي الفل وبناكل احسن اكل وعايشين في بيت كبير وجميل وكفايا عليا دخلتك عليا كل يوم بضحكتك دي... انا هاخد الخاتم اصلا ومش هديهولك انا كنت برخم عليك..... ثم اكملت بغضب وقد تذكرت ما فعله بها منذ قليل: ولا انت فاكر انك بس اللي بتعرف تضحك وتزعل الناس التانيه
نظر لها بحب يا الله كم هي جميله ورقيقه في كل حالاته غضبها وفرحها وحزنها كأنها اجمل مخلوقه خلقها الله وصورها بأحسن صورها وهذا القلب التي تملكه الذي يحمل حب ودفء الدنيا بأسرها..... اخذ منها العلبه واخرج الخاتم ومن ثم امسك كف يدها وادخله في اصبعها برقه وقبل يدها وهو يغمض عينيه يستمتع بقربها هذا...
يونس بصدق: مهما حصل عاوزك تتأكدي اني عمري ما ابص لغيرك قلبي مش هيسمحلي بدا يا زهره قلبي مش عايز ولا شايف غيرك.... مش بقدر اميل لحد اصلا انت ماليه عليا حيااتي ومالكه روحي بين ايدك انت بالنسبالي اخر واحده في الدنيا.... اخر بنات حواء....... ثم تنهد تنهيده طويله ونظر لها ببريق عينيه العاشق المعتاد: انت بالنسبالي '' اخر نساء العالمين ''
نظرت له بعشق وقد احمر وجهها بخجل وانتفخت خديها بطريقه لطيفه للغايه.... ولكنها صدمته عندما ضمت يدها امام صدرها وهي تلف وجهها في الجهه الاخرى
زهره بغضب مصطنع: بس دا مش معناه انك صالحتني انت زعلتني ولازم اخد حقي منك
تعجب كثيرا من ردت فعلها ولكنه ابستم بتسليه وقد وضع يده اسفل خده ينظر لها بتلاعب: طب هتاخدي حقك ازاي هتحبسيني
نظرت له بتحدي فهو يستخف بها ولكنه لا يعلم ان معشوقته اصبحت خبيره به: لا يا حبيبي... انت هتروح زي الشاطر كده تاخد مصطفي في حضنك وتناموا سوا في اوضة الاطفال ( حيث انه لا يصح ان ينام بغرفة الزوجيه الخاصه بأخوه)
يونس بصدمه وغيظ: زهره متهزريش انا مصدقت انه حل عني من ساعة اخر مره متبقيش رخمه
كتمت ضحكاتها بصعوبه وهي تمثل الغضب: والله بقا دا اللي عندي
نظر لها بضيق ومن ثم اخذ ملابس النوم الخاصه به وتوجه بالفعل في اتجاه غرفة الاطفال وحاءل جاهدا ان لا يراه مصطفي..... اما هي بعدما اغلق الباب ظلت تقبل الخاتم بحب وسعاده كبيره......
**********************************
في منزل هبه وحسام
قد حضرت لهم بعض الشطائر الخفيفه مع كوبا من الشاي وجلسوا على الاريكه الكبيره امام شاشة التلفاز وكان حسام يجري بعض المكالمات الخاصه بالعمل فحتى لو كان في اجازه هذا لا يمنع انه محاط بالكثير من المسؤوليات😉💕نظر نحو هبه التي مانت شارده وتبتسم ابتسامه اذابت قلبه بشده انهى مكاملته ونظر لها وهو يحرك حاجبيه بتلاعب
حسام بمرح: اللي مفرحك كده... ولا تكوني فرحانه فينا دا احنا كنا هنتحط في التلاجه
ضحكت بخفه على حديثه ومن ثم تحدثت بشعور صادق: انا مكنتش اعرف اني هكون مرتاحه وسطهم كده يا حسام طيبين وولاد حلال اوي انا حبيت زهره اوي💗💗 حبها هي ويونس غريب وجميل اوي انت مشفتش كانت قلقانه عليه مع اني كنت مرعوبه بس كنت بحاول اداري بس كالعاده السكر فضحني... بس هي مكنتش عارفه تداري وعماله تعيط وتقول يارب رجعهم كويسين استر يارب.... كانت بتقول الدعوه بالجمع بس انا عارفه انها كانت طالعه من قلبها ليه هو وبس لهفتها عليه جميله اوي
نظر لها بحب فهي رقيقه حتى في وصفها: هما فعلا غراب جدا اتحطوا في مواقف كتير وحشه بس بصراحه زهره دايما واقفه في ظهر يونس
هبه بتعجب: لحد دلوقتي مش عارفه استوعب ازاي كانت الزوجه الثانيه ليه
حسام بإقتناع: ربنا لما بيبعت العوض مش لازم يكون بطريقه مباشره.... يعني يونس في الاول كان بيقول لعمي مهران الله يرحمه لي انا اتجوزها وانا متجوز ومصطفى مش متجوز اهو هو اولى بيها متخيله
هبه بصدمه: بجد.... دا طول محنا قاعدين يشد حجابها يعدله بس علشان شعرتين كانوا طالعين من الجمب دا انا حاسه انه غار عليها لما انا سلمت عليها
حسام بضحك: شفتي بقا.... سبحان مغير الاحوال
هبه بتساؤل: ممتك وباباك عاملين ايه وحشوني اوي
حسام بهدوء: اطمني كويسين ومبسوطين جدا ويسلموا عليكي.... ثم اكمل بغمزه: وبيوصوني عليكي يا ستي الا قليلي هو انا محتاج توصيه
اشاحت بوجهها بعيدا وهي تبتسم بخجل ومن ثم ركضت من امامه متوجه نحو غرفة النوم مما جعله يصرخ ضاحكا: مسيرك تجيلي يا قمر
كان سيذهب خلفها ولكن اوقفه صوت الهاتف وهو يعلن عن وصول احدى الرسائل فقرأها بإهتمام ومن ثم جاوب بجمله عابره '' هنفذ قريب اوي''.... ومن ثم اتجه خلفها وناموا سويا.....
**********************************
في غرفة مصطفي
كان يمدد جسده على السرير وهو ينظر لمجموعه من الصور عن طريق الهاتف والتي تجمعه بحبيبته سميه... فرت دمعه هاربه من عينيه بحزن على فراقها على الرغم من موقفها معه الا انه لا يستطيع نسيانها او كرهها ظل يحارب ذاته حتى قارب النهار على الشروق ومن ثم خلد للنوم بتعب من احداث اليوم
****************
رأيكم؟
توقعاتكم؟
يتبع💖💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق