وضع كف يده برفق على وجنتها ومن ثم عنقها متحسسًا حرارتها التي بدأت فـ الأنخفاض عن قبل، عدل من وضعية الغطاء فوقها لشعورها الشديد بالبرد ومال طابعًا قبلة رقيقة فوق رأسها، هم بالتحرك لتفتح أعينها عندما شعرت بمغادرتة وتحدثت بصوت مبحوح ظاهرًا به المرض:
_خليك..متسبنيش.
عاد للجلوس جوارها مجددًا يحتوي كف يدها بين يديه يقبلة وتحدث بأبتسامة هادئة:
_لو أعرف أني أول ما أتحرك هتصحي كنت أتحركت من بدري، عمومًا أنا كنت هخليهم يجهزولك الغدا واجي بسرعة مكنتش هخرج.
ظهر على وجهها شبة أبتسامة مرهقة بينما هو تأملها للحظات وشعورًا من الندم بدأ بالتداخل وسط مشاعره، جاعلًا ذكريات الماضي تتدفق بعقله، بالسابق هو معترفًا بأنه فشل بأحتوائها بالقدر الكافي التي كانت تحتاجة، وترك غيرتة تقودة وأنفعالاته المعتادة مع الجميع تظهر لها، أستغل خوفها من الكلاب جاعلًا منه عقابًا لها، وهي كانت تحتاج لأحتواء وتفهم ليس عقابًا.!
عاود تقبيل يدها لكن هذه المره بأسف وندم، أستمعت شذي لصوت سيارة بالأسفل لتحمحم لأستعادة صوتها وتحدثت:
_الولاد جم.
وصدق حديثها بالفعل عندما أنتشرت الجلبة والصياح بالأسفل واصوات الأقدام تقترب، تسابق أحمد وياسين على الصعود أولًا ليقابلوا العامله وهي تقف أمام غرفة والديهم تهم بالطرق وعربة الطعام مملؤه بالطعام والفاكهة ليتقدم أحمد منها متسائلًا:
_هما هيتغدوا هنا.؟
أجابته العاملة بتوضيح:
_دا أكل لمدام شذي عشان تعبانه شوية وحمزة بيه قال أن محدش منكم يعمل دوشة عشان تستريح.
نظر أحمد لياسين وهم كلاهما بالتقدم لكنها أكملت:
_وقال برضوا محدش فيكم يدخل عشان محدش يتعدىِ ويتعب.
تخطاها أحمد وطرق مرة واحده ولم ينتظر أذن والده وفتح الباب ودلف متحدثًا بمشاغبة وصوت مرتفع:
_دي أمي ثم أمي سلامتك ياشيذو انشالله أنا وانتِ لأ ياحبيبتي، دا أنا سايبك أمبارح صحتك حديد.
ضحكت شذي رغمًا عنها لكن تحول ضحكها لسعال مُستمر ليعاونها حمزة على الإعتدال وامسك بكوب المياه يقربه منها، أرتشفت القليل وأبعدته ونظرت نحو أحمد متحدثة بأبتسامه:
_بعد الشر عليك، وحشتني بس خليك بعيد.
القي بحقيبتة أرضًا واسرع مرتميًا على الفراش وهو يمسك بوجنتها يحركها بخفة ولطف كأنها طفلة صغيرة متحدثًا:
_دا ولا الكورونا تبعدني عنك ياقمر انتَ، فـ حد حلو كدا وهو تعبان.؟
نفذ صبره وزمجر بحده جعلت الأخر يبعد يده:
_ولا.!!
عاد أحمد يبتسم ببلاهه وتقدم يجلس أمام والده على ركبتية وارتمي بأحضانة مشددًا على أحتضانة بقوة وتحدث بمشاكسة:
_طبعًا أنا لو حلفتلك إنك وحشتني مش هتصدق.
دفعه حمزة بقوة واجابة بغيظ:
_اوعي بعيد عني جتك القرف ريحتك وحشة!!
تماسك أحمد قبل أن يسقط من فوق الفراش وهو يتزمر معترضًا:
_أنا كل ما اجي احضنك تقولي ريحتك وحشة، حد قالك عليا واكل فسيخ.؟
دي معاملة أب لابنه أخر العنقود دي.؟
وبعدين انتَ مروحتش الشغل ليه.؟
فضل حمزة أن يتجاهلة ونظر نحو ياسين الجالس أمام شذي يتفقد حرارتها وامسك يدها يقبلها وتسأل:
_ياسمين فين.!
رمقة أحمد بطرف عينة متمتمًا:
_آه ما انتَ مجبتش غير ياسمين، جاتها وكسة توكسها أكتر ماهي موكوسة عيلة غلسة.!
نظر حمزة بجانبة عن شئ يضربة به ليفر أحمد نحو باب الغرفة والتفت لشذي غامزًا:
_هروح أنضف واجيلك ياقلبي.
وفر نحو غرفتة قبل أن يمسكة والده، أبتسم ياسين على شقيقة المشاغب ونظر لشذي:
_هروح أغير هدومي، انتِ بقي كُلي واخدي العلاج وناميلك شوية عشان تصحي كويسة.
أومأت بالإيجاب بأبتسامه هادئة لينهض مقبلًا رأسها وودعها وودع والده مغادرًا الغرفة وفور أن أغلق الباب وجد ياسمين تخرج من غرفتها بعدما ابدلت ملابسها ليتقدم نحوها متحدثًا:
_ماما تعبانه ادخلي أطمني عليها قبل ما تنعزلي عننا فى اوضتك كـالعادة.
نظرت له ياسمين بضيق وهي تجيبة:
_كنت رايحة على فكرة بس كنت مستنياكم تبطلوا دوشة وتخرجوا من عندها.
أومأ ياسين على مضض وداخله ممتلئ بقلة الحيلة من تصرفات شقيقتة المدللة، تخطاها دالفًا لغرفتة يغلق الباب خلفه بهدوء.
ذهبت ياسمين صوب غرفة والديها وطرقت الباب وعندما أتاها صوت والدها سامحًا بالدخول فتحت الباب تبتسم بأتساع لتجده يجلس على طرف الفراش أمام والدتها ممسكًا بصحن الحساء يطعمه لوالدتها بحنان وعناية بالغة، تقلصت أبتسامتها قليلًا وهي تقترب منهم تنحني طابعة قبلة رقيقة على وجنة حمزة:
_عامل أي يا بابي، وحشتني.
أبتسم حمزة بهدوء وحنان يجيبها:
_وانتِ كمان يا سيما.
أبتسمت بخفة لشذي ومالت تقبل وجنتها هامسة:
_سلامتك يا مامي.
أبتسمت شذي بحنو ولطف رغم شحوبها وهي تربت على كف يد ياسمين متحدثة بصوت مبحوح بعض الشئ:
_الله يسلمك ياحبيبتي.
جلست ياسمين على المقعد الموجود بجانب الفراش وحمحمت من ثم تحدثت وهي تنظر لوالدها برقتها المعهودة:
_بابي كنت عاوزة أغير الرول سكيت بتاعي.
أبتسم حمزة بهدوء ونظر لها مجيبًا قبل أن يعاود أطعام شذي:
_حاضر ياسيما.
أبتلعت شذي ما بفمها متحدثة بأستغراب واعتراض طفيف:
_ليه يا ياسمين.؟
ما انتِ معاكِ واحد مشترياه مكملش شهر.!!
تأفئفت ياسمين من أعتراض شذي مجيبة بضيق وهي تعقد يديها:
_شوفت واحد جديد وعجبني أكتر من اللى معايا.
رغم تعود شذي منها على التأفئف والمعارضة إلا انها كـكل مره صمتت وحل الهدوء على ملامحها وهي تعاود أكمال الحساء بغير رضاء عن تصرفات أبنتها وموافقة حمزة.!
أكملت ياسمين حديثها ناظرة لحمزة:
_وعاوزة أنزل أعمل شوبينج.
أجابها حمزة وهو يضع الصحن الفارغ على الطاولة المتحركة التي بجانبة:
_لما مامي تخف أنزلي انتِ وهي وتيا.
ظهر الأمتعاض المختلط بالرفض على وجه ياسمين متحدثة:
_تيا.!!
نظر لها حمزة بأستفهام لتتحدث شذي بأندفاع:
_ايوة تيا، فيها أي يعني ما دايمًا زي ما بنجبلك بنجبلها.
نهضت ياسمين بأعتراض شديد وغيرة عمياء وقد أرتفع صوتها:
_تيا تيا تيا، كل شوية تقارنيها بيا مكانتش واحده بنشفق عليها عشان تتعاملي معاها كدا وتحبيها أكتر مني أنا اللى بنتك مش هي ليه دايمًا بتفضليها عليا.
همت شذي بالرد عليها غضبًا من تصرفاتها وحديثها الوقح لكن سبقها حمزة وتحدث بصوت قوي حاد:
_ياســــمين.!!
تحدثت شذي وهي ترمق ياسمين بنظرة جعلتها تتمني أن تنشق الأرض وتبتلعها، نظرة مُحملة بلوم وعتاب وحزن دفين ونبرة متحشرجة وقد غلفت أعينها طبقة رقيقة من الدموع:
_سيبها ياحمزة كالعادة هتطلعني ظالمة ليها مش عارفة أمتي السواد اللى على عنيها دا هيتشال عشان تقدر تشوف صح وتعرف إني عمري ما هفضل حد عليها.
لم تنتظر ياسمين ثواني أخري بل أندفعت نحو الباب مغادرة الغرفة، تحتمي بجدران غرفتها مغلقة الباب بالمفتاح من خلفها.
جلست على الفراش بثقل شديد يحتل أنفاسها وقلبها، أصبحت تمقت الخروج من غرفتها ومخالطتهم، دائمًا يتم مقارنتها بـ تيا وتفضيل تيا عليها، أي شئ يكون معاها يجب عليهم جلب أخر شبيه لما معها لتيا.
أستلقت فوق الفراش تجذب الغطاء الثقيل فوق جسدها تكتم شهقتها من الخروج ومدت يدها تمسح أعينها من الدموع التي فرت منهم، لم يتبقي سوي القليل وتترك لهم البلد بأكملها وتذهب لأحد الدول الغربية لتكمل تعليمها وتستقر هناك بعيدًا عنهم، لأ تريد منهم سوي والدها وفقط.
« _____ »
توقف بدراجته الناريه أمام بوابة المنزل الداخلية وقبل أن يهم بطرق الباب لفت نظرة تيا الجالسة على طاولة جانبية بالحديقة منشغلة بـ كُتب دراستها كـعادتها، أقترب منها مازحًا:
_تيا متولي الخولي، يابت عمري ما شوفتك مره غير وانتِ حاطه بوزك فى الكتاب، اي الإجتهاد دا.!
أبتسمت تيا بلطافه ترفع وجهها عن الكتاب تعدل من وضعية غطاء الرأس الملازم للجاكيت الذي ترتديه:
_الامتحانات قربت، عامل أي.
مسد على رأسها برفق يضع قالب من حلوى الشوكلاته أمامها:
_الحمدلله، أتسلي فى دي وانتِ بتذاكري.
أتسعت أبتسامتها بأمتنان تجيبه:
_شكرًا ياعلى.
تركها وتقدم يطرق فوق باب المنزل بقوة بعض الشئ ليسمع صوت قدم تركض نحو الباب وبلحظات فُتح الباب ووجد جسد يرتمي بين يدية يتعلق بعنقه صائحًا:
_وحشتني ياسطا.
تقدم ياسين من خلفه يتحدث مازحًا:
_يسلام لو ابوك سمع ياسطا دي، البهجة هتنزل على قفاك من حيث لا تحتسب.
وقف أحمد على قدميه يهندم ملابسه يجيبة بسخريه وتهكم:
_يضرب أحمد باشا الشاذلي.!!
_مين اللى جه يازفت ياصغير.
جاء صوت حمزة من أعلي الدرج وسرعان ما انفجر ياسين وعلى ضاحكين على تعبيرات أحمد المغتاظه من والده، تقدم على للداخل يصافح حمزة الذي تسأل:
_مشيت ليه قبل ما تدريبك يخلص بنص ساعه؟
جلس على فوق أقرب مقعد قابله يريح عضلات ظهره المتألمه يجيبه بأرهاق وهو يغمض أعينه:
_مطبق بقالي يومين ومقدرتش اكمل كنت حاسس لو فضلت دقيقتين كمان هنام فى حضن أستاذ نشأت.
فتح أعينه ينظر لحمزة ساخرًا:
_هو حمزة باشا ناوي يعفو عني أمتي، دا أنا لو بتدرب ابقي جسوس فى إسرائيل مش هيفضلوا يدربوا فيا سنتين.!!
وقف أحمد خلف مقعد على يقوم بتدليك كتفية ببعض العنف، جلس حمزة على المقعد المقابل يضع قدم فوق الأخري يزفر دخان سيجارته بتروي يجيبة:
_مش لازم ابقي متأكد من كفائة اللى هأمنه على فلوس الشركة والموظفين، محدش قالك عليا بشغل عيال مش عاجبك ومش قادر تستحمل شوفلك شغلانه تانية.
رفع على رأسه يحادث أحمد بصوت منخفض بعض الشئ:
_ابوك فاكرني حديد الشاذلي هستحمل كل المرمطه دي.
هبطت شذي من الأعلي تتهادي فى خطواتها ترتدي عبائة سوداء مزينة بمشغولات ذهبية ورغم تقدم عمرها إلا أنه لم يظهر عليها سوي بعض التجاعيد البسيطة للغاية ومازالت محتفظة بجمالها الناعم.
تقدمت تجلس جوار حمزة ليرفع على حاجبة الأيسر بتهكم:
_داخله ولا سلام ولا كلام وامبارح تكلميني..
صمت يقلد نبرة صوتها ساخرًا:
_حبيبي يا على، دا انتَ أول فرحتي واغلي الغاليين.
حاولت شذي كتم ضحكها على طريقته لتسعل بقوة، أعطاها حمزة كوب مياه حتي هدئ سعالها وابتسمت وظلت صامته ليوجه لها على الحديث:
_خلي جوزك يخف عليا شويه دا انتوا عندكم عيال ولاد حتي.
سخر ياسين الجالس جواره:
_على أساس مش ناوي يعمل كدا فينا.!
دا أنا من دلوقتي مخطط أدخل أي كليه بعيده كل البعد عن مجال شغل ابويا.
وافقه أحمد الرأي، قطع على الحديث الدائر متسائلًا:
_أمال فين ياسمين؟
نهضت شذي تجيبه بصوت مبحوح بعض الشئ:
_تلاقيها نايمه، هطلع اصحيها عشان تتغدي معانا.
تركتهم وصعدت لغرفة ياسمين تطرق الباب متحدثة بهدوء:
_ياسمين أنا ماما ياحبيبتي افتحيلي.
دقائق ونهضت ياسمين تفتح الباب وعاودت للإستلقاء على الفراش تجذب الغطاء فوق جسدها حتي بلغ رأسها، دلفت شذي واغلقت الباب من خلفها تجلس على حافة الفراش تمرر يدها بحنو فوق خصلات شعر صغيرتها:
_يلا ياحبيبتي عشان تتغدي معانا.
أتاها صوت ياسمين المنخفض:
_مش عاوزة.
زفرت شذي بتروي، لا يهون عليها حزن أحد أطفالها
أمسكت بيد ياسمين تقبلها بلطف وهى تحادثها:
_ياحبيبتي أنا عمري ما أحب حد أكتر منك دا انتِ أختي قبل ماتبقي بنتي يا ياسمين، استهدي بالله وقومي انزلي اقعدي معانا دا القاعده بتبقي حلوه بيكِ أوي وتيا والله بتحبك أوي دا انتِ أختها....
صاحت ياسمين بوجهها برفض قاطع:
_دي مش أختي وأنا عمري ماهحبها.
حركت شذي رأسها بيأس وقلة حيلة تحاول مجاراتها:
_طيب، قومي يلا ياحبيبتي.
أعتدلت ياسمين تبعد خصلات شعرها خلف اذنها وقد وجدت أسهل طريقة لإقناع والدها:
_مامي ممكن اطلب منك طلب وتنفذيهولي.
أبتسمت شذي بحنو تجيبها بتأكيد:
_لو عاوزة عنيا ميغلوش عليكِ.
أقتربت ياسمين تجلس جوار شذي تحتضنها:
_عاوزة أروح حفلة عيد ميلاد واحده صاحبتي النهارده.
أبتسمت شذي تربت على ذراع ياسمين:
_خدي ياسين او أحمد وروحي.
أبتعدت ياسمين بتزمر ورفض شديد:
_يا مامي أنا مش صغيرة عشان كل مكان اروحه يكون معايا أحمد وياسين فيها أي لو روحت لوحدي من غير رقابة ولا انتوا مش واثقين فيا.!!
همت شذي بأن تجيبها لتكمل ياسمين هجومها:
_ما انتِ كنتِ بتخرجي براحتك وانتِ فى سني وجدو هشام مكنش بيقيد حريتك زي ما بتعملوا معايا.
شبة أبتسامة بسيطة ظهرت على وجه شذي عندما ذُكر أسم والدها الراحل وهي تجيب أبنتها:
_حبيبتي أنا ظروفي كانت غيرك، أنا لو كان..لو كان عندي أم وأنا فى سنك كنت هتمني انها تروح معايا كل مكان أو يكون عندي أخ أو أخت يشاركوني أي حاجه فى حياتي، أبويا الله يرحمه على ما قد ما كان بيقدر عوضني ولو شربت نقطه مايه برا البيت كنت بعرفه شربتها من ازازة ولا كوباية، كون إن حد من اخواتك يروح معاكِ دي مش خنقة ولا رقابة واكيد احنا واثقين فى تربيتنا ليكِ، متفكريش فيها من الإتجاه دا، لأنها حماية ليكِ واطمئنان عليكِ.
ظلت ياسمين صامته تستمع لوالدتها بمشاعر مشتته لأ تعلم ماذا عليها أن تفعل بعدما أستمعت لهذا الحديث، قطع الصمت الذي طغي صوت رنين هاتفها الذي صدح، التفتت سريعًا ليظهر التوتر بوضوح على وجهها.
لكزتها شذي بخفه تشير للهاتف المضئ:
_يابنتي ردي على صاحبتك.
تداركت ياسمين نفسها تنهي المكالمه وتعاود الإستلقاء تجيب بحزن أجادته إتقانه:
_ملوش لزوم ارد هي أكيد هتسألني مجتش ليه، هبقي اقولها إني تعبت ومقدرتش اجي.
نهضت شذي بأبتسامه هادئة تبعد الغطاء عنها:
_لأ ياحبيبتي قومي ردي عليها وقوليلها إنك جايه وأنا هنزل اقول لحمزة.
أتسعت أعين ياسمين بحماس وأنتفضت تحتضن والدتها بقوة صائحه بسعاده:
_أنا بحبك أوي.
ضمتها شذي لأحضانها بحنان بالغ تستمتع بهذة اللحظة الفريده، هى لا تتذكر متي آخر عناق حصلت عليه من أبنتها، عندما تطلب منها المجئ لتتفقدها بعد غيابها طيلة النهار بالمدرسة تتعلل ياسمين بأنها متعبه وتصعد لغرفتها، تمنت أن لا ينتهي هذا العناق لكن..ليس كل ما نتمناه يمكن تحقيقه.
أبتعدت ياسمين تدفع شذي نحو الباب:
_يلا بسرعه قولي لبابي وأنا هلبس عشان متأخرش.
زفرت شذي بتهمل تحرك رأسها بالإيجاب بإبتسامة بسيطه وغادرت الغرفة لتسرع ياسمين بتبديل ملابسها.
« _____ »
عقد يديه برفض قاطع يجيبها ببعض الحده:
_من امتي وانتِ ممكن توافقي على حاجه زي دي ياشذي.
وضعت شذي يدها على وجهها بقلة حيلة بالغه تجيبه:
_أعمل اي.!
اسيبها حاسه إني دايمًا ضدها لحد ما تبعد عني أكتر ماهي بعيده، دا انتَ كنت من شوية لسه بتأنب فيا وتقولي براحه عليها واراعي غيرتها من تيا ومخنقهاش واضغط عليها، انتوا عاوزين أي.!!
صمت لدقيقة قبل أن يعاود أكمال حديثة بنبرة أهدأ وهو ينظر لأعينها الذي ظهر عليهم الإنهاك:
_حبيبتي أنا مش قصدي، أنا بتكلم فى إنه غلط تروح حفلة فى بيت ولوحدها كمان.
مررت يدها فوق وجهها تحاول محاربة الألم الذي يكاد يفتك برأسها:
_ابعت سواق معاها، هي ساعه وهترجع.
اومأ بالموافقه على مضض واخرج هاتفه من جيب بنطاله يغادر المطبخ بأكمله، وضعت يدها على جانبها الأيمن وهى تتأوه بصمت، أستندت بيدها الأخري على أحد المقاعد الموضوعه تتحرك خطوتين تحاول التحامل والذهاب للمرحاض لكنها شعرت برجفه بقدميها جعلتها تكاد تسقط لولا تلك اليدين الصغيرتين اللتان سارعوا بمساعدتها:
_طنط شذي انتِ لسه تعبانه أي اللى خلاكِ تتحركِ.
لم تقدر شذي على الحديث بل أشارت نحو باب المرحاض، عاونتها تيا للذهاب نحو باب المرحاض الموجود بالقرب من المطبخ لتسارع شذي بالتقئ بشكل عنيف والم غير محتمل يكاد يفتك بجسدها خاصة جانبها الأيمن.
نظرت لها تيا بصدمه وهي تربت على ظهرها تحاول تهدئتها والتخفيف عنها، ابتعدت تيا عنها تتحدث بشفقة على حالتها:
_هنده أبيه حمزة.
امسكت شذي بها تمنع ذهابها تجيبها بصوت متعب يكاد يسمع:
_استني..دا برد..ا انا كويسه.
نظرت تيا لوجه شذي الشاحب وهي لا تقدر على الوقوف تجيبها بعدم تصديق:
_كويسه ازاى انتِ مش شايفه نفسك.!
حاولت تأكيد انا بخير لتنفلت منها صرخة متألمة وقد اصبح الألم فوق طاقة تحملها.
« _____ »
خرجت من المرحاض الموجود بأحد المقاهي القريبة من المنزل المقام به الحفل بعدما ابدلت ملابسها لثوب أسود ذو اكمام ضيق على جسدها يصل لقبل ركبتيها، رتبت خصلات شعرها واخرجت ادوات الزينة من حقيبتها وسارعت بوضع القليل منها لتبرز ملامح وجهها الفاتنه.
لملمت ملابسها التي نزعتها بحقيبة ظهرها وادوات التجميل وارتدت معطف أسود ثقيل طويل تُغلقة حتي لا يخبر السائق والدها بما فعلته وخرجت سريعًا تصعد للسيارة، تحدث السائق وهو ينظر لها بمرأة السيارة الأمامية:
_بقيتي أحسن يا آنسه ياسمين.؟
أومأت سريعًا وهي تضع حقيبة الظهر خاصتها جانبًا:
_ايوة ياعمو رضا، بسرعه بقي عشان الحفله بدأت بقالها كتير.
شعر بتغيير بعض الشئ بملامحها لكنه لم يعقب وزاد سرعته بعض الشئ.
« _____ »
بحث عن صديقه حتي وجده يقترب منه وسط الحشود المتجمعه واغلبيتهم مراهقين من سن شقيق صديقه المقام له هذا الحفل الضخم لأجل عيد مولده.
ظهر على زواية فمه شبه أبتسامه ساخره، لايجده شيئًا هام للأحتفال به، أقترب صديقه منه يحتضنه مهللًا:
_أي يامعلم مستنيك من بدري.
شبه أبتسامه هادئة ظهرت فوق وجه على وهو يعطيه عُلبه قيمة:
_كل سنه وحاتم طيب، أنا مليش فى حوار الهدايا دا يا رأفت بس علي قد ما عرفت.
أخذها رأفت يعطيها لأحد العاملين الذين يوزعوا المشروبات ووضع يده حول عنق على يتحدث بإبتسامة لعوبة:
_الحفله مليانه بنات خدلك اتنين وانتَ ماشي.
أبعد يد رأفت عن عنقه بإبتسامة مقتضبه يجيبه:
_لأ أنا ماشي دلوقتي أصلًا عشان عندي شغل بكرا بدري.
نظر له رأفت بأستخفاف وهو يتجرع ما بيده دفعه واحده:
_يادي الشغل بتاعك دا يابني انتَ مش عارف جوز أمك دا يبقي من عيلة مين.؟
ظهر الضيق فوق وجه على يجيبة:
_أنا مليش دعوه بفلوس حد يا رأفت، عن أذنك عشان متأخرش.
جذبه رأفت نحو الداخل بتصميم:
_حاتم يطفي الشمع وامشي تعالا بس متبقاش خنيق.
زفر على بضيق وذهب معه يقف وسط الجموع الكبيرة
بملل يوزع نظراته علي المتواجدين بفتور، أقصي ما يريدة هو العودة للمنزل والأستلقاء علي فراشه.
بحث بأعينه عن هذا الفتي اللعوب الذي سمع عنه كثيرًا ليجده واقفًا يلتقط بعض الصور الفوتغرافية مع الفتيان والفتيات، أبعد نظرة عنه بأشمئزاز من أفعاله الهوجاء ولم يمر سوي دقيقتين وكان يقف على رأس الطاولة الموضوع عليها كعكة كبيرة تتوسطها صورته، نظر نحوه ليجد ماجعل أعينه تتسع صدمة، ياسمين هنا.!!
ازداد توسع أعينه عندما رفع ذلك الحاتم يده يحيط ذراعيها يقربها منه يقترب منها هامسًا ببعض الكلمات التي جعلتها تبتسم.
وفجأه ودون سابق إنذار وجدت ياسمين حاتم يُسحب من جوارها، التفتت سريعًا لتصرخ بتفاجؤ وتراجعت تضع يدها فوق فمها بصدمه لجمتها وهي تجد على يمسك بحاتم يلكمه بعنف ويلقيه أرضًا وينظر نحوها بنظرة مشتعله تكاد تحرقها وهي واقفة.!
***********************************
بقلم....شهد السيد
ايه رايكم فى الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
توقعاتكم 😉
يتبع💖💖💖
لقراءة البارت 35 كامل من رواية أسيرة عشقه كاملة اضغط هنا
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق