زفر طويلًا وهو ينظر لأشعة الشمس التي على وشك الغروب ولا يعلم كم مضى على جلوسه بصمت منفصلًا عن العالم من حوله، تعجب من نفسه للحظات وهو يتذكر كلمات جده الراحل"أنا بشد عليك ياحمزة عشان تبقي راجل، كتر الدلع يعلم الخيابه..زي ابوك كدا.! "
يعلم أن والده كان مدلل للغاية وهذا ما جعله غير متحمل لمسؤلية زواجه أو طفله وترك والدته بمنزل جده وذهب لأحضان امرأة آخري تاركًا كافة أموره لجده الذي تولى تربية حمزة كليًا.
واجه نفسه بجميع الأخطاء التي إرتكبها، بداية من تفضيل ياسمين على اشقائها بنسبة كبيرة وكان يرى أن هذا هو المناسب لتربية الفتيات، لم يلحظ شوكة الأنانية والإستهتار التي بدأت بالنمو بداخلها، مادام أبي موجود لا يهم.!
لم يضع حدًا لجلوسها وحدها دون رقابة، ولم يأخذ موقف حازم يشأن حديثها الفج مع شذي وكأنها ليست والدتها او لها الحق بمحاسبتها.
شذي الذي كان حديثها صحيحًا عندما انفجرت بوجهة ذات يوم صارخة:
"حرام عليك تفرق بين عيالك، بنتي لو ضاعت هيبقي بسبب دلعك الأوڤر ليها.!"
وضع يده بين رأسه بيأس وضعف، لم يكن يتوقع منها ذلك، لم يكن متوقعًا تحطيم ثقته بها بذلك الحد البشع، تذكر مرارة شعوره عندما سخر حاتم منه:
"بنتك جاتلي برجليها ومحدش ضربها على إيدها، مره لما غفلتكوا وجاتلي البيت والتانيه كانت النهارده."
مشاعر متضاربة تفوق عليها الغضب عندما لاح بعقله الصورة المركبة التي شاهدها لإبنته على هاتف حاتم.
يشعر بأن علقه مُقيد ولا يجد مخرجًا للهروب من أفكاره، لو كان مقصرًا بحنانه ودلاله لها لكان حاول جعل ذلك عذرًا لأفعالها لكنه..لكنه كان يفضل رغبتها على حديث شذي أحيانًا.!
نهض عندما أستمع صوت طرق الباب معلنًا عن مجئ البواب بالأغراض التي طُلبت منه، أخرج الأموال من جيب بنطاله وفتح الباب ليتفجأ بوجود عليّ أمامه يبتسم، هم بإغلاق الباب كأنه لم يراه لكن دفع عليّ الباب واحتضنه بأصرار متمتمًا:
_حقك عليا يابوب، وحياة الغالية عندك ماتزعل منى، مكنش قصدي أخبي عليك بس حاولت أحل الموضوع بهداوه الأول.
أبعده حمزة عنه ولم يتفوه بحرف وعاود الدلوف للشرفة من جديد، أغلق عليّ الباب ودلف يتفحص المنزل المرتب بتصاميمه والوانه المتناسقه والمبهجة وهو يتحدث بصوت مرتفع:
_بس المدام ذوقها جامد برضوا، لما اجي أجوز هخليها هى اللى تختار معايا ألوان البيت.
لم تأتيه إجابة لكنه لم ييأس ولحق بحمزة يحاوط عنقة بأبتسامة وقبله مره آخرى على وجنته متابعًا:
_شوف بتعاملني معاملة الكلاب، مع إنك بتعامل كلابك أحسن منى بس بحبك والله ومقدرش على زعلك منى، فكها بقي يرضيك مراتك الغلبانه اللى تعبت أكتر.؟
كان يعلم أنها نقطة ضعفه لذلك أجاد إستخدامها جيدًا وظهر تأثير حديثه على وجه حمزة الذي نظر نحوه وتسأل بنبرة قلقه:
_هى مبتاخدش العلاج.!
ضم عليّ شفتيه بأسف يحرك رأسه بالنفي يجيبه بحزن حقيقي:
_من يوم ما انتَ مشيت وهى مبتعملش حاجه غير العياط، حتى العلاج رفضاه طول ما انتَ مش موجود، حاولت اكلمك كتير ودورت عليك أكتر بس مكنتش عارف اوصلك، هى اللى بعتتني ليك هنا كان آخر أمل ليها إني الاقيك فى شقة إسكندرية، والحمدلله إني لقيتك.
مرر حمزة يده على وجهة ببعض العنف مرورًا بخصلات شعره، هو أراد فقط الإبتعاد ليتعافى ليس لتسوء حالتها أكثر.!
ربت عليّ على ذراعه برفق يحدثه بهدوء:
_كلنا عارفين انتَ بالنسبة لشذي أي وانتَ أكتر واحد عارف، مش متعودين منك تختفي وتسيبنا لوحدينا يابوب الاقي مين يراقبني فى الكاميرات ويقولي شايفك ياحيوان.!!
أنهي حديثه بمزاح طفيف محاولًا التهوين عليه، تعمد ألا يذكر ياسمين بأي شكل حتى ينجح بأقناعه بالعودة معه
زفر بتروى وألتفت يدلف للغرفه الرئيسية يخرج ملابسه استعدادًا للعودة عازمًا على بعض الأشياء الذي سينفذها ليخرج بأقل الخسائر من تلك الزيجة التي حدثت.
_يافضحتي، ما تختشي ياعمو مش كدا أنا عليّ آه بس راجل اوي.!
نطق بها عليّ الذي لحق به ووجد حمزة نزع التيشيرت المنزلي الخاص به وهم بأرتداء القميص، إنحني عليّ متفاديًا التيشيرت الذي كان على وشك الإصتدام بوجه وسارع بإغلاق باب الغرفة عليّ حمزة يتفحص باقي المنزل، لأول مره يرى ذلك المنزل من الداخل لأن لا أحد كان يأتي هنا سوى حمزة وشذي فقط.
التقط إحدى ثمار الفاكهة يأكلها وقد لاحت على وجهة أبتسامة صغيرة عندما تذكر ما فعله قبل ثلاثة سنوات من الآن، تصنع حمزة وجود أمر هام بالعمل يستدعي السفر لأسوان وتولى على ظاهريًا توصيل الثلاث اشقاء للمدرسة، لكن فعليًا أخذهم لقضاء اليوم بمحافظة الأسكندرية ومعه والده ووالدته مستغلًا عدم وجود حمزة الشاذلي وإذا به يتفاجئ بدخول حمزة وشذي للمطعم المتواجدين به.!!
_بتضحك لمين يالا.!
قالها حمزة عندما أنتهي من تبديل ملابسة واخذ متعلقاته وخرج يبحث عن ذلك المعتوه الذي أتي إليه، أعتدل عليّ بوقفته يحرك رأسه بالنفي يجيبه:
_افتكرت حاجه كدا، يلا عشان منتأخرش.
« _____ »
رفعت يدها تمسح تلك الدمعه التي أنسابت من أعينها وهى تطالع أثاث الغرفة بشرود، لا تدرك أين الصواب واين الخطأ وماذا فعل هو وماذا حصدت هى، حصدت اللوم وكلام قاسي عن عدم مسؤليتها وأخر ساخر عن أنها كانت مثل أبنتها فى الماضي، تعترف بذلك لكن بعد تقدمها بالعمر أدركت اخطائها وكانت تتمني ان لا تكرر أبنتها أفعالها..
flash bak...
هتفت شذي وهى تخرج ملابس نضيفة من غرفة الملابس:
_ مش شايف إنك بتشد علي ياسين وأحمد شوية رغم أنهم دايمًا بيداروا علي غلط ياسمين ومع أول غلط ليهم تيجي عليهم.
فتح باب المرحاض يأخذ الملابس منها قائل:
_هما ولاد لازم يتشد عليهم.
عقدت يدها بأستنكار قائلة:
_تشد علي الولاد وتدلع البنت تخليها دايمًا شايفة إنها مش غلط.
وقف يصفف خصلاته الذي غزاها الشيب قائل:
_دلعي ليها عشان وحيدة ولا عندها صحاب ولا أخوات بنات وبعدين ما انتِ كنتِ دلوعة هشام ولا نسيتي.
ضحكت ببعض الأستهزا قائلة:
_منستش ولا حاجه بس دلع بابا ليا كان بحدود كان بيعرف أصغر تفاصيل يومي نوع السندوتش اللي اكلته وهو مش معايا انما ياسمين أنا معرفش عنها أي شئ دايمًا ف اوضتها تلفونها مش بينزل من علي ودنها واجي أمسك تلفونها من غير قصد أصلا ابقي بشك فيها مجرد ماحد من اخواتها بيقولها كلمة مش علي هواها بتقلب الدنيا وتخليك تعاقبهم رغم أنهم أي شئ هيعملوا هيكون ف مصلحتها، دي معظم كلامي مش بتسمعه بسبب دلعك ليها مش شايف برضوا ده إنه دلع بايخ وسخيف.
التفت قائل بهدوء شديد وثقة تامه:
_لا مش شايف ده شايف أن أي بنت ف سنها بتكون كده وبعدين ياسمين استحالة تعمل حاجة غلط.
سخرت شذي بنفسها قائلة:
_اللي ف عادة عمرة مهيبطلها دايمًا شايف نفسه مبيغلطش أبداً.
the end..
أستفاقت على صوت منخفض ظهر به التردد خشية من عدم القبول الذي ستتلقاه:
_مامــا.
أدارت شذي رأسها للخلف وأعتدلت رغمًا عن ألمها الجسدي تطالع تلك الواقفه تفرك يديها بقلق وتوتر، التمعت أعين ياسمين بدموع التحسر وهى لاتجد إجابة، كانت شذي هى طوق النجاة الوحيد لها من أفكارها السوداويه لكن الطوق قد تحطم.
التفتت ياسمين لمغادرة الغرفة ليوقفها صوت شذي الذي خرج سريعًا ملهوفًا وقد تغلب عليها قلبها:
_تعالي متمشيش.
صدرت شهقة مكتومه من ياسمين والتفتت ليظهر وجهها الذي تدفقت الدماء به واعينها التي فاضت بالدموع، ألمها شذي قلبها وهى تجد وحيدتها باكية ظاهرًا عليها الضياع والإنكسار ولا إراديًا وجدت نفسها تفتح ذراعيه دعوة منها لإبنتها لعناق حنون.
أستلقت ياسمين بجوارها تحتضنها بقوة تزيد من ضم جسدها لجسد شذي وكأنها تريد الإختباء بداخل أحضانها للأبد تتحدث بكلمات متقطعه من بين بكائها:
_سامحيني، كنت حاسه أكني كفيفه وماشيه بخبط فى كل حيطه تقابلني من غير ما أحاول أستجيب لمساعدة حد ومن غير ما الجأ ليكِ، بابا أكيد مش راضي يرجع عشان مش عاوز يشوفني، أنا بكره نفسي أوي علشان زعلته، أنا آسفه وعارفه إن آسفي مش هيرجع ثقته اللى ضاعت فيا ولا هيعرف يخفف حزنكم من اللى حصل، لو أن مو.تي هو الحاجة اللى ممكن تريحكم هعملها عشان اريحكم.
ضمتها شذي بأحتواء تربت على رأسها بلطف تحاول تهدئتها:
_بس متقوليش كدا، الحمدلله أنها عدت على خير وانك اتعلمتي من غلطاتك وندمانه عليها، وبابا محتاج شوية وقت عشان يعرف يسامحك، بس فى النهاية هيسامحك هو واخواتك لأنهم بيحبوكِ.
أزداد بكاء ياسمين وهى تترجاها بضعف:
_ساعديني ياماما، أنا مبقاش ليا غيرك دلوقتي.
ضمتها شذي تقبل رأسها تطمئنها بوجودها معها حتى شعرت بغفوة ياسمين بين أحضانها من فرط بكائها، زفرت ببطئ وارجعت ظهرها للخلف ومازالت تحتضن ياسمين التى غفت بعمق.
لفت نظرها علامة تورم بسيطة بذراع ياسمين وتذكرت أمساك حمزة لها وصفعاته القاسية، أغمضت اعينها بألم وقد لاحت بعقلها ذكرى سوداء لم تنمحي من عقلها.
بعد وفاة والدها هشام ذهبت برفقة أصدقائها لإحدى الملاهي الليلية لحضور حفل أحد أصدقائها وأثناء عودتها توقفوا بأحد إشارات المرور ولسوء حظها وجدت حمزة الذي رأها، تتذكر نظراتة وتعبيرات وجه القاتمة وضربه العنيف لها.
رغم تحسن علاقتهم وانه لم يكررها مجددًا لكنها لم تكن تشاء ان تتعرض أبنتها لألم جسدي، شئ بداخلها يدافع عن ياسمين ويعطيها عذر حب المراهقة الناتج عن مشاعر لم تختبرها بعد وأعجبت بحديث معسول لشاب وسيم أستدرجها كالذئب الذي يريد الوقوع بـليلي.
فتحت أعينها عندما شعرت بفتح باب الغرفة، تأملت ملامح ياسين الذي ظهر على وجهة الضيق وهو يجد شقيقته مستلقاه بأحضان والدته، أشارت له شذي بالإقتراب حتى جلس بجوارها على طرف الفراش، بسطت كف يدها على وجه ياسين برفق تحادثة بصوت منخفض:
_كلنا عارفين انها غلطت، بدل ما نقاطعها نوعييها يابنى.
سخر ياسين وهو ينظر لوجه ياسمين الغافيه:
_فكرك معملتش كدا.؟
روحت المدرسة لقيت كل الناس بتجيب فى سيرتها بعد ما راحت للكلب دا بيته يوم الحفلة اللى عملها، رغم إني كنت مش طايقها بس مقدرتش أقسي عليها وقولت يمكن بالهداوه تعقل، وعدتني وخانت الوعد واستغلت نومنا ونزلت تقابله.
رتبت على ذراعه بلطف تجيبه برجاء:
_لو ليا خاطر عندك متبقاش انتَ وابوك عليها، ساعدني نغيرها للأحسن بدل ما تفضل غرقانه فى الغلط.!
زفر بتروى وأمتنع عن الإجابة ونهض يجيبها:
_مستر الماث جاي لأحمد، هروح اشوفه جهز ولا لسه.
وتركها يغادر الغرفه بهدوء، تعلقت أعينها بسقف الغرفه دون شئ محدد للتفكير، تفكر بالحبيب الغائب، ماحدث وماسيحدث.!!
« _____ »
هبطت بعدما أستدعاها حمزة أثناء جلوسها مع ياسمين بغرفتها بعدما رفضت ياسمين الهبوط منذ أن علمت بعودة والدها، وجدته جالسًا بمنتصف الأريكه يحاوط ذراعي شذي ورأسها يستند على كتفه ومن الناحيه الأخري تجلس سيلين وعلى الأريكه المقابلة يجلس عليّ وياسين وأحمد.
مازحها عليّ فور هبوطها يتحدث بصوت مرتفع:
_اهلًا اهلًا بعروستنا.
أبتسمت تيا بهدوء وجلست على مقعد منفرد توجه حديثها لحمزة بأحترام:
_حمدالله على سلامتك ياعمو، أحمد قالى أن حضرتك عاوزني.
أبتسم حمزة بهدوء وهو ينظر لها:
_انتِ طبعًا عارفه معزتك عندي وإني اتمنالك الأفضل دايمًا وانك اخت لولادي.
اومأت تيا بأبتسامة هادئه وقد غزاها الشك من حديثه المريب من وجهة نظرها وما مناسبة ذلك الحديث من الأساس، تعلقت أعين ياسين عليها بتدقيق، وزع نظراته بينها وبين والده وسأل عليّ بصوت منخفض شاعرًا بوجود شئ ما:
_هو فى أي.؟
أجابة عليّ بصوت منخفض:
_هتعرف دلوقتي.
أبتسمت شذي وهى تنظر نحو سهير والدة تيا واحدى الخادمات تقوم بمعاونتها على السير لتشاركهم الجلوس بناء على رغبة حمزة، شعرت تيا بأرتباك أكثر ولا أراديًا تلاقت أعينها بأعين ياسين بقلق أجاد قرأته جيدًا.
أستعادت أنتباهها نحو حمزة الذي أكمل حديثه بأبتسامه:
_عبد العزيز أبن محاسب فرع الشركة اللى فـ اسوان شافك فى صورة عائلية لينا أتنشرت من فترة واعجب بيكِ وطلب إيدك منى النهاردة لما رجعت، قولت لمامتك قالت إن ميهمهاش غير رأيك، وأنا من وجهة نظرى أنه شاب كويس والقرار الأخير ليكِ هو كل اللى طالبه يقابلك قبل ما تقولى قرارك.
يعلم أنها مازالت صغيرة لكنه لم يشاء الرفض من تلقاء نفسه دون أن يخبرها بالأمر، جميع الأعين مُسلطه على تيا التي بدت وكأنها بكماء، عدا ياسين الذي شعر بثوران الدماء داخله، هى أكبر منه بعام وبضعة أشهر وكان هذا سبب كافى ليحتفظ بمشاعره لنفسه داخل صندوق مغلق بالأغلال ينتظر تخرجه من الكلية الذي سيلتحق بها بفارغ الصبر حتى لا يستطيع أحد معارضته وبكل بساطه يتقدم أخر لأخذها منه.؟
لا لا بالتأكيد سترفض تيا لقد أخبرته سابقًا انها تؤجل أنر الزواج لحين حصولها على شهادتها الجامعية وأن مازال الوقت باكرًا بشأن هذا الأمر.
بينما تيا تضاربت مشاعرها بقوة وهربت ببصرها بعيدًا عنهم، تذكر نفسها دومًا بأن يجب عليها السعي للحصول على وظيفة جيده حتى تتمكن من الاستقلال هى ووالدتها يكفى عبئهما على حمزة طوال السنوات الماضية، لا تريد خداع نفسها بوجود مشاعر من ياسين نحوها لأن هذا شئ مرفوض تمامًا وهى بمثابة شقيقته الكبرى لذلك أخذت نفس عميق تجيب بأندفاع:
_موافقه أقابله.
_دا أنا ممكن اخليكِ تقابلي وجه كريم قبل ما النهار يطلع عليكِ انتِ اتهبلتي يابت.!!
خرج حديثه بتهور وغضب شديد وأنتفض كـ من لدغه عقرب صارخًا بوجهها مما جعلها تتراجع للخلف بتفاجؤ وقلق من مظهره وصراخه عليها.
*****************************************
بقلم....شهد السيد
ايه رايكم فى الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
توقعاتكم 😉
يتبع💖💖💖
لقراءة البارت 40 كامل من رواية أسيرة عشقه كاملة اضغط هنا
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق