_دي جامعة محترمة هنا فى إلتزام وانضباط مش كافية أشواق ياحضرات.!!
صاح بها مدير الجامعة بحده بالغة لتعترض ياسمين بتبرير:
_والله يا دكتور ما كنت أعرف أنه جاي أنا اصلًا معرفش جاي لمين.
سخر عليّ ناظرًا لها بتهكم:
_هكون عامل كدا لدكتور شكري يعني من حبي فيه.؟
أنهي حديثه ينظر لدكتور شكري الذي دلف عليهم بقاعة المحاضرات ولم يصمت إلا بعدما جلبهما لمكتب المعيد، نظرت له ياسمين بأستياء وتمتمت بصوت منخفض:
_يخربيتك بابا مش هيكفيه يؤدنى.
وجه المعيد حديثه لياسمين بلوم:
_مكنتش اتوقع منك كدا يا ياسمين انتِ من البنات المتفوقة ووالدك راجل محترم.
أجابته بنفاذ صبر وصدق تلمسه بنبرتها:
_والله ما كنت أعرف أنه هيعمل كدا ودا أبن عمي اصلًا يعني ولا هو خطيبي ولا اعرفه.!
ضغط عليّ على أسنانه بحده يشير لها بالصبر حتى تلقى جزاء ما تفوهت به، وبعد ما يقارب ثلث ساعة كان كلاهما يخرجان من مكتب المعيد بعدما نجح عليّ بجعله يتراجع عن الإتصال بحمزة، أقترب منها بخطورة رافعًا يده على هيئة لكمة يضغط على شفته السفلية بأغتياظ:
_ولا تعرفيني هاه.!
تراجعت ياسمين للخلف بحذر تجيبه بهديد واهي:
_ولاا أعقل كدا بدل والله أنا اللى هتصل على بابا
نظرت خلفها بتوتر عندما وجدت نفسها قاربت على الإلتصاق بالحائط ونظرت حولها بضيق وتوتر تحاول مجاراته حتي يرحل:
_طب انتَ عاوز اي طيب.
وجدته يميل قليلًا يحدثها بهمس:
_والله انتِ اللى عاوزه ودا مش كلامي دا كلام دفتر مذكراتك.
أنهي حديثه وأرتسمت على وجهة ابتسامة لعوبه يتابع تعبيرات وجهها التي تشنجت دفعة واحده وأتسعت أعينها تحاول عدم تصديق ما سمعته، بحثت عن كلماتها الهاربة وقد جف حلقها ودمعت أعينها لمجرد تذكرها ما كتبته عنه يومًا منذ سنوات حتى الآن، كانت تبوح بكافة مشاعرها لأوراق صماء تستمع ولا تجيب، قبضت على أصابع يدها المرتعشة تنظر له بغضب مُحمل باللوم وتركته تسير نحو الخارج بخطوات شبة راكضة متجاهلة محاولاته لإيقافها تجفف دموعها قبل أن تخونها وتهبط.
توقفت أمام أحدى الطاولات الموجودة بحديقة الجامعة تجذب حقيبتها والدفاتر الخاصة بها متجاهلة تسأول الفتيات عن ما بها و غادرت سريعًا لتجده يعترض طريقها فجأة ممسكًا بذراعها يحدثها بحدة طفيفه:
_سيلين اللى جابته عشان كانت فاكره فيه حواديت من الرسومات اللى عليه وأخدته منها عشان متبوظهوش بس شوفت اللى كتباه، ليه مقولتليش ليه يا ياسمين.!
أبتسمت بتهكم تبعد يده عنها تسأله ساخره:
_كنت عاوزني أعرض نفسي عليك.؟
واهو منها ابقي شقطت واحد من برا المدرسة ونوعت،
ولا كنت اجي أقولك عشان ابقي فى نظرك عندي نقص تربية أكتر، مش دا كلامك ليا يا عليّ.؟
نظر حوله للناس الذين يتابعون ما يحدث بأهتمام خاصة وقد بدأت دموعها بالتساقط وأختنقت نبرتها ليجذبها برفق نحو سيارته دون أعتراض منها وتولى هو القيادة لأقرب مكان هادئ.
« _____ »
أخرجت هاتفها من الحقيبة المُعلقة أعلى كتفها الأيسر ورفعت عينها لتقع عليه وهو يقف بالحديقة وأمامه طاولة يوجد عليها بعض الأوراق ولجواره حمزة ممسكًا بيده عدة أوراق يقم بتوضيح بعض النقاط له ببساطة وهدوء وبعدما أنتهي أعطى لياسين الأوراق يربت فوق ظهره بتشجيع ورفق.
تقدم ياسين من الطاولة ليجلس عليها من جديد يحتمي من أشاعة الشمس أسفل تلك المظلة الضخمة الموضوعة فوق المقاعد الموجودة لتحجب إشاعة الشمس الحاره ليلمحها تقف على بُعد ليس بالكبير منهم، نظر لها نظرة عابرة وإنشغل بما بين يديه يجب عليه الحصول على علامة مرتفعة بـ الأمتحان الشهري_ميد ترم_له بجامعة الأقتصاد والعلوم السياسية وقد وضع كامل تركيزه بدراسته وفقط وكلما رأها دعى لها بصلاح الحال بنفس راضية.
تقدمت تيا من حمزة تودعه وتخبره بقرب مجئ عزيز ليصتحبها لأختيار قطع أثاث هامة لمنزلهم المستقبلي، وافق حمزة بأبتسامة بسيطة يعطيها ظرف ورقي مُغلق قد جهزه صباحًا عندما أخبره عزيز بقدومه لأصتحابها رغم حصولها منه على كارت نقدي إلا أنه يُصر على إعطاها أموال لتبقي معها دائمًا فى حال إحتاجت لشئ ولم يكن بالقرب منها آلة سحب نقود.
ودعته بأبتسامة لطيفه بعدما حضر عزيز وصافحة وسار بجانبها للخارج متحدثًا بصوت منخفض غامزًا بعبث:
_أحمد مش خارج معانا يبقي أنا وانتِ والشيطان تالتنا.
وضعت تيا يدها فوق فمها تمنع ضحكاتها من الصعود تشير لأحمد الجالس بالمقعد الأمامي بكامل أناقته:
_قصدك وأحمد تالتنا.
أتسعت أعين عزيز وتوقف عن السير يتسأل بغضب مكتوم:
_جه منين دا إن شاء الله وبعدين انتِ خلاص بقيتي مراتي ملوش لزوم الأخ دا يفضل لازقلي كل ما أشوفك يا شيخه دا كرهني أجي عندكم.
رتبت تيا فوق ذراعه بلطف تحاول تهدئته وجعل اليوم يمر بسلام ليصمت على مضض وبداخله يتمني أن يقم بحر.ق أحمد الآن والتخلص منه، يشعر أنه يتعمد إغضابه حتى يفقد السيطرة على أعصابة ويقم بقتـ.ـله بأحد المرات.!
« _____ »
زفر بتروى وهو ينظر نحوها وهى تعقد يديها بصمت ليحدثها بتصميم وهو ينظر لها تاره وللطريق أمامه تاره:
_ممكن تسمعيني.؟
صاحت ياسمين بوجهة بنفاذ صبر:
_علـــــيّ خلاص كأنك مشوفتش حاجة انسي اللى شوفته وشيلني من دماغك والأفضل تسوق وانتَ ساكت.
نظر لها بحده قبل أن يجيبها بهدوء أثار ريبتها:
_تمام.
عم الصمت لدقائق قبل أن تنظر حولها بأرتباك تتسأل:
_أحنا رايحين فين دا مش طريق البيت.
لم يجيبها لتخرج هاتفها بأنفعال تتصل بوالدها وللعجب لم يحاول منعها.!!
أتاها صوت حمزة الهادئ لتجيبه بضيق:
_بابي عليّ واخدني غصب عني ورايح بيا مكان معرفهوش ومبيردش عليا كمان.
ضغط حمزة على أسنانه بنفاذ صبر يجيبها بأقتضاب:
_أديهولي.
قامت بتفعيل مكبر الصوت ليخرج صوت حمزة الذي حاول جعله هادئ قدر الإمكان:
_عليّ..نص ساعة والاقي ياسمين قدامي بطل شغل العيال دا.
جذب الهاتف من يدها يغلق مكبر الصوت ويقود بيده الأخري يجيب حمزة بأنفعال أستعجبت ياسمين له:
_مش هرجعها أنا جيتلك وانتَ قولتلي أنها مش هتوافق يبقي خلاص أنا هخليها توافق بطريقتي بقى.
لم يستطع حمزة السيطرة على أعصابه أكثر من ذلك وصاح بصوت جهوري حاد:
_اوعا تكون فاكر إني معرفش اوصلك تعالا رجعها بالأدب يا عليّ عشان مقلبش عليك.
صمت عليّ لبرهة قبل أن يجيبه بتصميم:
_اللى عندي قولته، سلام.
أنهي حديثه يغلق المكالمة ووضع الهاتف بجيب سترته من الناحية الأخري لتحاول ياسمين أستعادة هاتفها صارخه:
_هات التليفون ومتبقاش متخلف هوافق عليك بالعافيه أنا مبحبكش ياعم!
أبعدها بيده للخلف بقوة حتى لا تعيق رؤيته للطريق وأجابها:
_مش هنلف وندور على بعض مفيش سبب لرفضك انتِ بتحبيني وأنا حبيتك خلاص خلصنا.!
حاولت أخذ هاتفها مرة أخرى تجيبه بعناد وتصميم:
_لأ وهات تليفوني ونزلني هنا بدل ما أصوت والم عليك الناس.
لم يعيرها أهتمام بل قام برفع أصوات الموسيقي يردد معها بلامبالاة:
_شايف فى عنيك نظرة حنين بتحن لمين ولا مين.
صرخت بنفاذ صبر تضربه بقوة وهو يحاول دفعها بعيدًا عنه من ثم توقف بمنطقة صحراويه مرتفعة وامسك بيديها بحده يحركها بعنف نوعًا ما:
_هتلمي نفسك ولا ادفنك هنا ومحدش يعرفلك طريق.؟
تنفست بحده ولم تجيبه، وجهها محتقن وانفاسها تتلاحق وأعينها تبعث له نظرات نارية بحق، حتى حجاب رأسها كان منمق بالبداية لكنه الآن غير منظم بل تعقده بعشوائية، رغم ذلك كانت رائعة.!!
طالت نظراتهم لبعضهم البعض قبل أن يقطعها أرتفاع رنين هاتف عليّ، ترك يدها برفق واخرج هاتفه ليجد المتصل حسن، أغلق المكالمة والهاتف كليًا ووضعه بجوار هاتفها وقام بتعطيل المحرك يفتح باب السيارة ليجدها هبطت تقف أمامه تحدثه بنبرة رقيقة عكس شراستها منذ ثواني:
_طب أنا راضية ذمتك..
نظر صوب أعينها بعمق أربكها وهو يعقد يديه يستند على السيارة من خلفه:
_عقبال ما تبقي عليها.
هربت الكلمات من فمها وتوترت نظرات أعينها تنسحب بعيدًا عنه تجلس فوق الحافة تنظر للأرتفاع الشاهق أسفلها، غيمة من البكاء شوهت رؤيتها لترجع رأسها للخلف تغمض أعينها برفق، رغم عدم علمها بمكانهم وأخذه لهاتفها إلا أنها.. مطمئنة.!!
قلبها يعلم أنه لن يقوم بشئ قد يؤذيها هو فقط..غاضب منها قليلًا وسيعيدها.
إلتقط لها صورة بهاتفه يرسلها لحمزة مُرفقة برسالة نصية"متخافش عليها طول ما هى معايا، أنا واثق أنها هتوافق"
بعدما تأكد من أرسالهم أغلق هاتفه من جديد يلقيه بالسيارة وتقدم منها يمد يده بأطعمة مُغلفة وعُلبة عصير، فتحت أعينها تنظر لما بيده لتجيبه بسخرية:
_قد اي انتَ واطي وحنين.
صفعها على وجهها برفق وتحذير:
_لمى لسانك بدل ما أحدفك من هنا يا حلوة.
نظرت له بأستخفاف وأمسكت ما بيده تأكل بصمت مستمتعة بالهدوء السائد قبل أن تقطعه تنظر نحوه لتجدها ينظر لها بتدقيق وكأن لا يوجد بالكون سواها ليتابعها بكل هذا الإهتمام، تقاسيم وجهة اللطيفة وأعينه الداكنة ذات النظرات العميقة، خصلاته الغير منظمه بالمره وبشرة ذات اللون البرونْزيّ، تلك الغمازة البسيطة التي بذقنه الحليقة والمُسماه بـ"طابع الحُسن" وهو بالفعل شديد الحُسن.!
لحظات من السلام والتأمل قبل ان تسأله بنبرة ناعمة:
_انتَ عاوز تتجوزني ليه.؟
-شوفتك لأول مره بطريقة صح، أخدت بالي من شخص مينفعش أسيبه من إيدي، شخص كنت مغفل ومش شايف حبه ليا، شخص لما فتحت وشوفته مبقتش عاوز إلا هو، انسي اي حاجه فاتت وتعالى نبدأ من جديد..
أتسعت أعينها دفعة واحده وأنطلقت من فمها صرخة مدوية بالفراغ المحيط بهم واندفعت للخلف بعنف، توالت صرخاتها تشير لقدمها لينظر حيث تشير وإذا به يتفاجئ بثعبان قام بلدغها بقدمها.!
أمسك بحجارة كبيرة يضر.ب لها الثعبان بعنف حتى تأكد من موته وجلس بجانبها على ركبتيه يكشف عن قدمها وأقترب بشفيته من قدمها لتصرخ به برفض:
_لا لا وديني المستشفى ممكن يكون سام.
-اتنيلي اسكتي دلوقتي.
نطق بها بنفاذ صبر واقترب يمتص الدماء التي تلوثت يبصقها جانبًا وما إن أنتهي جذب يدها ينزع قطعة القماش المزخرفة التي تعدها حول يديها كأنها أسوار لتصرخ بأعتراض:
_لا لا دي غالية.
لم يبالي بها وعقدها حول الجرح وهو يتمتم بسخط:
_هتموت مسمومه وكل تفكيرها فى حتة قماشة مطبخ.
أستقام بجلسته يحملها برفق يتجه بها نحو السيارة متسائلًا:
_انتِ كام كيلو يابت.؟
للحظات تناست ألمها وبعدما وضعها بالمقعد ردت بتوجس:
_ستين إلا عشره جرام.
صعد لجانبها يدير المحرك ينطلق سريعًا نحو أقرب وحده صحيه:
_مم كويس.
« _____ »
رتبت فوق ظهره برفق تحاول تهدئته:
_اهدى ياحمزة شويه وهتلاقيهم جايين والله.
ضغط بكف يده فوق الكف الأخر يحاول كبح غضبه لأقصي المراحل يتمتم بتوعد:
_أما عرفته ازاي يقفل فى وشي وياخد بنتي غصب عنها مبقاش حمزة وديني لأربيه.
رتبت شذي فوق ظهره وصمتت بيأس لا جدوى من الحديث سيقوم بتنفيذ وعوده بكل تأكيد، وزعت نظراتها فوق حسن الجالس بجوار ريناد بعدما يأس من محاولة الوصول لمكان وجود عليّ.
حاولت تيا تهدئة الأوضاع قائلة:
_هو أكيد بيهزر شويه وهيرجعوا زي ما طنط شذي قالت..
إنقطع حديثها عندما استمعوا لصوت سيارة تقف بالخارج، نهض حمزة مسرعًا نحو الخارج ليجد ياسمين ممسكه بيده تستند عليه، أقترب منها بلهفة يتسأل:
_مالك يا حبيبتي!!
أمسكت بيد والدها تبتسم بهدوء تجيبه بضيق مصتنع:
_أستخبيت من الواد دا وفضل يدور عليا ولقيت فجأة تعبان قرصني بس الحمدلله مش سام مجرد كدمة بسيطه مكان القرصه والدكتور اداني علاج.
أمسك ياسين بيدها يسحبها نحو الداخل بينما أقترب حمزة ممسكًا بعليّ الذي ظل صامتًا يستقبل حديثه الحاد بثبات وتماسك قبل أن ينهي حمزة حديثه قائلًا:
_واخيرًا دى عشان قفلت فى وشي.
فور ما نطق جملته ألتحمت يده بوجه عليّ بلكمة قوية جعلت عليّ يترنح للخلف بألم على أثرها ولكنه ظل صامت ولم يعلق بحرف واحد، أقترب حسن يتفقد فكه بقلق ليبعده عليّ وهو يمرر يده فوق موضع ألمه يحاول تخفيفه وعاد للوقوف أمام حمزة يحادثه بتماسك يحسد عليه:
_كنت دايمًا بسمع منك قد أي انتَ كنت مُتمسك بشذي رغم رفض أهلك ليها ورفض تيتا برضو لجوازك منها وانها أخدتها منك قبل كدا وسافروا، ودلوقتي انتَ اللى ممانع جوازي من ياسمين ورغم دا أنا مُتمسك بيها مهما عملت معايا ومهما فضلت أسباب رفضك ليا مجهولة يا..باشا.
أنهي حديثه بنبرة تخللتها السخرية بعض الشئ وهو يطالع هيئة حمزة المُهيبه والشامخة وتقدم نحو سيارته مغادرًا كما عاد، نظر حمزة للأعلي ليجد صغيرته تقف باكيه ولجوارها شذي تحاول تهدئتها.
زفر بعنف وتقدم للداخل بخطوات غاضبة لينظر أحمد لياسين يحادثه بجديه:
_بصراحه بعيدًا عن إني بحب عليّ أنا موافق، اللى يستحمل عمايل أبوك ويفضل مُتمسك بـ بنته للدرجه دى أعرف أنه شارى وبقلب جامد.
نظر ياسين حوله بضيق بعدما أستشف من حديث ريناد وحسن الغير مسموع غضب ريناد مما يحدث مع ولدها، أشار لأحمد باللحاق به قائلًا:
_تعالا نشوف أختك الأول عشان نعرف هنتدخل ازاي.
تتبعه أحمد للأعلي ودلفوا لغرفة ياسمين ليجدوها تجلس فوق الفراش باكية تحدث شذي:
_بابا قال لعليّ أنه كان حاسس بحاجة ما بينا عشان كده لو عليّ آخر إنسان مش هيوافق اننا نكون مع بعض، ليه بيعمل كدا ليه.
صمتت شذي بقلة حيله تحتضنها تحاول تهدئتها تحدثها بلين:
_اهدى ياحبيبتي وأنا هكلمه وإن شاء الله ربنا هيهديه ويوافق هو ممكن يكون واخد الموضوع عناد فى عليّ.
عم الصمت فور ان أنفتح باب الغرفة وظهر حمزة يحدثهم بأمر:
_سيبونا مع بعض شوية.
أعترضت شذي بأصرار وأعينها مُثبته صوب أعينه وتحدثت بنبرة هادئة:
_لا ياحمزة مش هسيبكم، أنا أمها وليا رأي وقرار ودول أخواتها ورجاله وليهم رأي وقرار برضو، ومحدش فينا فاهم سبب رفضك فـ انتَ هتوضح لينا كلنا أسبابك دلوقتي.
أحتدت نبرته وأرتفع صوته قليلًا يجيبها بحديث جارح لياسمين:
_عشان ميجيش فى يوم يعاير بنتك باللى عملته وساعتها مش هعمل حساب لحد وهحطه تحت رجلي عرفتوا بقى رافضه ليه.
أنسابت الدموع من أعين ياسمين بصمت بالغ تحاول مدارة مرارة كلماته على روحها المجروحة وأجابته بنبرة متألمة خافته:
_اللى حضرتك تشوفه يابابا.
تبادل النظرات هو السائد قبل أن يغادر حمزة الغرفة لتنهض شذي بعزم محدثه ياسين:
_خليك مع اختك.
وغادرت نحو غرفتهم لتجده يخرج الحبوب الخاصة لها يحدثها بهدوء:
_معاد علاجك...
تفاجئ بالحبوب تتطاير من يده أثر دفعها القوي ليده قائلة بأصرار وحده أكتسبتهم منه:
_لازمتها اي الراحه وأنا عيالي بيتعذبوا.!
تيا وقولنا منقدرش نجبرها وهى اللى اختارت عزيز بإرادتها بس..ياسمين.!!
ياسمين اللى انتَ لحد دلوقتى مش صافيلها ومية مره اقولك عيله وغلطت وربنا غفور رحيم وهداها انتَ مين عشان متسامحهاش لحد دلوقتى وربك بيسامح ياحمزة!!
وعليّ..عليّ اللى متربي بينا وعارف أخلاقه كويس تقولها هيعايرك لأ يا حمزة لأ وألف لأ كله إلا عيالي انتَ كنت ومازلت بتقف قدام اي حد عشان راحتك وأنا برضو هقف قصاد اي حد عشان راحتهم أنا أمهم ومن حقي أقرر اي ينفع واي لأ، سيبها تختار هبقى ولا أنا ولا هى.؟
أنهت حديثها بأنفعال جعل كامل جسدها يهتز وأعينها مُتسعه قليلًا بنظرات حاده شرسة رافضة للصمت وبدأ الندم يهدئ من أنتفاض جسدها وهى تعيد برأسها نهاية حديثها بينما هو صامت لا يبدي ردة فعل.
تستطيع قراءة نظراته الصارخة وعتابه الصامت، تقدمت الخطوات الفاصلة بينهم تجذبه برفق ليستقر بأحضانها تطبع قبلة رقيقه فوق خصلات شعره تحدثه بندم ونبرة هادئه:
_مش قصدى أنا بس ياحمزة..عاوزاها تقرر اللى يريحها عشان متشيلش ذنب إنك بعدتها عن شخص هى عاوزاه، انتَ عارف قد اي أنا بحبك، حبي ليك كبير بس سعادتهم برضو مهمة، فكر فى نفسيتهم ورغباتهم الأول عليّ متربي على ايدك وأستحاله فـ يوم يقول حاجة زي دي، وافق لو ليا خاطر عندك.
أنهت حديثها تحيط وجهة بين يديها ترجوه بنظراتها وتحاول مراضاته:
_وافق ومتزعلش منى، انتَ بتقول دايمًا إني بنتك الأولي قبل ما هما يبقوا عيالك لو أنا بنتك بجد متزعلش منى أنا مش عارفه قولت كدا ازاي حقك عليا.
شبه أبتسامة ظهرت على وجهة وأحاط بها يضمها لصدره وهى ساكنة تمامًا ومُتمسكة به، كلاهما لا يكتمل دون وجود الآخر، وقت الضلالة هى نوره وعونه، رغم شعوره القاتل بكل مره تُذكره بها أن زواجهم لم يكن برغبة منها لكنه..يحبها.!
« _____ »
وضع الكارت الخاص بدخول الجامعة بالحافظة ومن ثم وضعها بجيب بنطاله الخلفي ليتفاجئ بشئ يصتدم به بقوة، تراجع للخلف ينظر لتلك الفتاة ذات النظرات الطبية المستديرة والبشرة البيضاء وحجابها المعقود حول وجهها الصغير وشردت من أسفله خصلات شعرها الأسود وعلى وجهها يرتسم تعبير غاضب غير مناسب تمامًا لرقة ملامحها، أنحني ياسين يلتقط أوراقها وأستقام يمد يده بها كـ نوع من الإحترام ليجدها تصيح بوجه بتوبيخ:
_مش تفتح ياعم انتَ اي ماشي فى صالة بيتكم كنت هتكسرلي النضارة، أشكل تجيب الغم على الصبح هلاقيها من اي ولا من اي.
أرتفع حاجبه الأيسر بحدة وإعتراض على طريقة حديثها
وبحركة غير متوقعه قام بإسقاط الأوراق من جديد عن عمد وأكمل نحو المدرج الخاص به لتصيح هى بصوت مرتفع ألتفت على أثرة الكثير:
_انتَ بنى أدم عديم الإحترام وامك معرفتش تربيك، غلطان وكمان مش عاجبك فى ستين داهيه.
لم يلتفت لها حتى وأكمل سيره كأن الحديث غير موجه له لتنحني هى تجمع أوراقها بضيق تقم بضبط وضعية نظارتها تسبه بصوت منخفض وأستقامت تتجه لأقرب طاولة تضع فوقها الأوراق وتستند بوجهها فوق كف يدها تزفر بضيق، معيد أحمق وجامعة بلهاء فليذهبوا جميعًا للجحيم، كل هذا وهى لم تكمل يومين بالجامعة ماذا ستفعل بالسنوات القادمة إذن.؟
أخرجت مِحرمة ورقية تقم بتنظيف زجاج نظاراتها وأعادت أرتدائها على مضض تفتح الدفتر الكبير الذي أمامها تنظر للأشياء المدونة بعجز وضيق لتلمح بطرف أعينها دفتر غريب عن متعلقاتها، أمسكته تنظر للأسم المدون فوقه بخط منمق"ياسين حمزة الشاذلي".
بالتأكيد هو خاص بذلك الوغد الذي أصتدم بها، فتحته بعشوائية لتجد الأختبارات مُجاب عنها بطريقة منظمة ومبسطة للغاية، نظرت للموجودة بدفترها والتي كانت منذ ثوانٍ من المستحيل الإجابة عنها وكانت تحمل عبئ حزن والدها منها إذا لم تحصل على علامة الأختبار الشهري كاملة.
_يا..أنسة.
جائها النداء من خلفها لتلتفت بنصفها العلوي لتجده واقفًا خلفها ببضع خطوات يسألها على مضض:
_هو مجاش فى حاجتك دفتر زيادة.؟
نظرت لدفتره الذي بيدها وللمسائل التي من المفترض أن تكون أنتهت من الإجابة عنها بعدما أعطاهم المعيد مهلة ثلاث أيام وعدلت من وضع نظاراتها تزفر ببطئ تغلقه وتمد يدها به قائلة بصوت منخفض ونبرة هادئة:
_أعتقد أنه بتاعك.
أمسكه من يدها يتنفس براحة بعدما ظن بأنه فقد مجهود الأيام الماضية بتحضير ذلك الدفتر وهم بالمغادرة لكنه توقف عندما عادت تضع يدها فوق وجنتها تنظر لدفترها الخاص بصمت وحزن ظاهرًا على وجهها، نظر لها للحظات قبل أن يحمحم يجذب إنتباهها متسائلًا:
_انتِ قسم إقتصاد.؟
نظرت له تحرك رأسها بالإيجاب لتجده يمد يده بالدفتر الخاص به من جديد قائلًا:
_دكتور نائل مجاش النهارده أعتقد ممكن بكرا يبدأ يحط الدرجات لو فى حاجه واقفه معاكِ ممكن تشوفي طريقة حلها.
أشرق وجهها بعدم تصديق ولم تستطيع منع أبتسامتها عن الظهور فوق وجهها المستدير تتسأل:
_بجد.!
ظهرت على وجهه شبه أبتسامة بسيطة يحرك رأسه بالإيجاب وأعطاه لها وهم بالمغادرة لكنه توقف وتسأل:
_أسمك أي عشان أدور عليكِ واخده منك بكرا.
رفعت نظرها عن الدفتر تجيبه بإبتسامة لطيفة:
_يمني رمضان هتلاقيني مستنياك هنا، شكرًا يا أستاذ ياسين.
الم يكن من قليل وجهه يجلب الغم.؟
الآن أصبح أستاذ ويحظي على ابتسامة لطيفة منها عكس نبرتها المرتفعة منذ قليل.؟
_الشكر لله.
تفوه بها وغادر متجهًا نحو بعض الشباب الذي يعرفهم هنا بينما جمعت هى اشيائها وأسرعت بالمغادرة لإعادة كتابة الدفتر من جديد بــيوم واحد بدلًا من ثلاثة أيام.
« _____ »
صعد الدرج بخطوات بطيئة ممسكًا بسترته أعلي كتفه الأيسر يشعر بحاجته الشديدة للفراش، ذلك الحمزة الذي أصبح يناقره كـ الأطفال فقط لأنه حظي بأبنته وتزوجها الم يكيفه تسعة أشهر من الخطبة جعله بهم على حافة الجنون بسبب أتباعه العِناد الشديد مع كل تصرفات عليّ معها متحججًا بأنها
"اللى بينك وبينها دبلة هرميها فى وشك لو ملمتش نفسك"
والآن ومنذ مرور خمسة أشهر على زواجه من ياسمين مازال شجارهم لم ينتهي، عجبًا أنه يتزايد فقط لأن شذي تقف بصفه وتنهي الشجار جاعله حمزة يتركه لكى يعود للمنزل وإلا لن تأخذ الدواء وبالتالي ستمرض وهو الذي سيكون سببًا بمرضها.
أدار الصك بـ باب المنزل لتقابلة الظلمة الحالكة ليزفر بتباطئ وقد أدرك أن ياسمين قد نامت بالتأكيد، محقه هو بالفعل تأخر عن الوقت المعتاد تلك الليلة بالذات لم تدخل بها شذي وتركته بصحبة حمزة بالشركة.
أغلق الباب من خلفه وفور أن أضاء الأنوار شعر بيدين تحتضنه من الخلف وصوت ناعم رقيق يهمس:
_وحشتني يا لولي.
أبتسم فور سماعه صوتها وشعوره بلمستها ورفع كف يدها يقبله قبل أن يستدير قائلًا:
_قلب لولي.
ألتفت ليتفاجئ من هيئتها التي كانت أكثر من مذهلة، ثوب زهرى اللون يلتصق بجسدها مظهرًا تفاصيله بوضوح دون أكمام يصل لما بعد عنقها لتظهر شماتها الرائعة التي تنتشر على عنقها وما بعده، زينة وجه مُتقنة وأرتدت سلسال ذهبي تدلي منه نجومًا قد جلبه لها بخطبتهم، خصلات شعرها مصففة بعناية فائقة، كل هذا جعلها أجمل ما رأت عيناه يومًا ويتسأل بنفسه ماذا فعلت لأحظى بمثلها.!
أبتسمت ياسمين حتى ظهرت أسنانها وأحتضنته بشدة، رغم رغبتها بعودة بوقت متأخر عن عمد وتم ذلك عن بالإتفاق مع والدتها ووالدها إلا أنها أشتاقت له، طوال فترة تواجده بالمنزل تظل ملتصقة به ترفض الإبتعاد عنه، ضمها لأحضانة يقبل رأسها ونظر حوله ليجد كعكة شهية مدون عليها تاريخ اليوم وكأسين من العصير وطعام رائحته نفاذة ليتسأل بأبتسامة:
_لإيه كل دا.؟
أبتعدت عنه قليلًا تعقد يدها وقد أختفت أبتسامتها بعض الشئ تشيح بنظرها بعيدًا عنه قائلة بنبرة أظهرت فيها الحزن ببراعة:
_بس عشان أنا شايله منك.
زفر بتمهل يقبل يدها بأعتزار ونبرة حانية يجيبها:
_غصب عني كان فيه شغل كتير أوي النهارده ومكنش ينفع أجي بدري.
نظرت له لثواني قبل أن تعود أبتسامتها من جديد وهى تمسك بكف يده تضعه فوق معدتها المسطحة تجيبه ضاحكة:
_أنا شايله منك بجد.
أستغرق دقائق حتى يستوعب ما ألقي على مسامعه ونظر لمعدتها وعاد ينظر حوله ومن ثم لها مستفهمًا:
_شايله منى أزاي يعني.؟
أنطلقت منها ضحكة سعيدة مرتفعة تلقى بنفسها داخل أحضانه تتعلق بعنقه قائلة بنبرة مفعمة بالحب والسعادة:
_أنا حامل ياعليّ.
أحاطها خاشيًا سقوطها وأبتهج وجهة بسعادة يعتصرها بين أحضانه معبرًا عن سعادته بكلمات كثيرة غير مترابطة من أرتباكه يسألها إن كان هناك شئ يؤلمها أو أنها تريد أكل شئ محدد، لا يعلموا كم مر من الوقت وحديثهما لم يتوقف قبل أن تطفئ الأنوار وتجذبة نحو الكعكة تشعل الشموع التي فوقها تجيبه بحماس:
_بابا قال نسميه حمزة.
-لــــــــأ
صرخ بها معترضًا بشدة لتختفي أبتسامتها ليكمل هو برفض قاطع:
_لأ حمزة تاني لأ كفاية عليا واحد هيجبلي جلطة من عمايله عاوزة تخلي الواد كمان يطلع..استغفر الله العظيم.
ضحكت رغمًا عنها مدركة حجم الشجارات بينه وبين والدها والسبب يعود لها، وفور اطفائه للشموع عم الظلام المنزل معلنًا عن أن نور الحب هو السائد الآن ويجب علينا الإنسحاب.
« _____ »
أغلق الكتاب الذي بيده فور أن جلس أحمد وياسين على جانبية فوق الأريكه ليجذب أحمد وجه حمزة نحوه بأبتسامة مستعة متحدثّا بحماس:
_بابا عاوز أتدرب كاراتيه.
لم يعطيه ياسين الفرصة وقام بجذب وجه حمزة نحوه هو وأبتسم بحماس مرددًا:
_بابا عاوز أخطب، أخطبلي يمني.
دلفت شذي دفعة واحده تصيح فجأة:
_حمزة عاوزه أغير لون شعري.
نهض يضع الكتاب جانبًا ونظر لياسين يحدثه بنبرة حازمة:
_انتَ مفيش خطوبة ليك غير ما تثبت نفسك فى الشغل واشوف إنك تستحق.
ونظر للجهة الأخري لأحمد مكملًا:
_وانتَ كفايه عليك تدريبات الكورة وركز فى مذاكرتك ولم نفسك انتَ واميرة اللى جاية تذاكر معاك كل يومين دي.
انهي حديثه لهما ونظر لشذي بنفاذ صبر يجيبها بحزم:
_وانتِ لو مبطلتيش لعب فى شعرك كل شويه هتبقي شبه حسونه، كفايه بقي كل شويه حمزة حمزة بابا بابا اللى بعمله فى عليّ هيطلع عليا ولا اي.
انهي حديثه بنوع من التذمر وغادر نحو غرفته لينفجر ثلاثتهم ضاحكين ناظرين بأثره، وتقدمت شذي لتجلس بمكانه تحتضن ولديها بقوة تقبل كل منهما بسعادة لرؤيتهم مبتسمين لا يشكون همًا ولا سوء، وما أعظم ذلك شعور.
************************************
بقلم....شهد السيد
أنتهت رحلتنا معاهم إلي هذه الحد اتمني أن تكونوا استمتعوا معاهم وشاركتوهم كل تفاصيل حياتهم 💖ايه رايكم فى الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
تمت بحمد الله💖💖💖
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق