تعرفوا على قصة امرأة فرعون آسية بنت مزاحم سيدة من سيدات أهل الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت اسية بنت مزاحم متواضعة على
الرغم من انها كانت من اغنى نساء عصرها بل وكانت شخصية مرموقة ليس لان
زوجها فرعون مصر فحسب ، بل لأن جد جدها كان ايضاً فرعون مصر
كانت شخصية تحب الخير كثيراً وتتصدق عليهم كثيراً بينما كان زوجها فرعون يقطع رأس كل من يؤمن بآلهه غيره .
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(11)} التحريم
لما غلب موسى السحرة آمنت امرأة فرعون آسية بنت مزاحم , كانت تسأل من غلب ؟ فيقال: غلب موسى وهارون , فتقول: آمنت برب موسى وهارون , وكان إيمان امرأة فرعون قبل إيمان امرأة خازن فرعون ماشطة أبنته , وعندما أسمع الله آسية كلام روح ابن امرأة خازن فرعون يبشر أمه بما أعده الله لها في الجنة لتصبر على الأذى وقبض الله روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون , فازدادت إيماناً ويقيناً وتصديقاً
فأطلع الله فرعون على إيمانها فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم ؟ فأثنوا عليها فقال لهم: إنها تعبد رباً غيري , فقالوا له: اقتلها , فأوتد لها أوتاداً فشد يديها ورجليها سمر يديها ورجليها وألقاها في الشمس , وذلك عندما تبين لفرعون إسلامها , فكانت امرأة
فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وإذا
أذاها حر الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها
وأرسل إليها فرعون فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها , فإن مضت على قولها فألقوها عليها , وإن رجعت عن قولها فهي امرأتي
فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء , وقالت { رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ } التحريم اختارت الجار قبل الدار , { وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ(11) } التحريم خلصني منه وما يصدر عنه من أعمال الشر{وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(11) } التحريم فأبصرت بيتها في الجنة , فمضت على قولها , وعندما دعت آسية ربها , وافق ذلك أن حضرها فرعون , فضحكت حين رأت بيتها في الجنة , فقال فرعون : ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك , فقبض الله روحها رضي الله عنها , انتزعت روحها وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح ولم تجد ألما
كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم فو الله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها
فإخبار الله لنا بامرأة فرعون ليتبين بقصتها هذه أن المرء معصية غيره لا تضره إذا كان مطيعا , فقد جعل الله حال امرأة فرعون مثالا لحال المؤمنين ترغيباً لهم في الثبات على الطاعة والتمسك بالدين والصبر في الشدة ، وأن صولة الكفر لا تضرهم كما لم تضر امرأة فرعون ، وقد كانت تحت أكفر الكافرين وصارت بإيمانها بالله في جنات النعيم
فمن كان واقعاً في معاصي وليس في استطاعته هجر المكان الذي فيه أهل المعاصي كمن كان يتعاطى المخدرات في بيته وفيه أخ له يتعاطى معه أو إخوان يتعاطون معه وغير قادر أن يترك البيت ويعيش في مكان آخر وقد ترك المخدرات وتاب لله ويخشى على نفسه الانتكاسة من وجوده معهم في بيت واحد فهذا عندما يصدق مع الله في توبته وتركه للسوء فإنه لا يضره معصية غيره فإن معصية أكفر الكافرين فرعون لم تضر امرأة فرعون بل زادت ثباتاً
وفي قصة آسية حث للمؤمنين على الصبر في الشدة ، فلا يكون المرء في الصبر عند الشدة اضعف من امرأة فرعون حين صبرت على سوء فرعون
ويحسن الظن في أن الله سوف يعوض صبره خيراً , فقد فارقت امرأة فرعون رجل له أرفع مكانة على وجه الأرض حاكم بلادهم ومالكهم فرعونها لمحاربته لله , فعوضها الله بدلاً منه أفضل الخلق أجمعين محمد رسول الله صاحب أرفع مكانة في الآخرة المقام المرفوع في جنات النعيم
وعوضها عن السيادة في الدنيا مع السوء بأن تكون من أفضل سيدات الجنة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران :فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون } [2]
{أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرها في القرآن قالت { رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا } التحريم }[3]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}[4]
المصادر ..
[1] الشوكاني في فتح القدير 5/253 عزاه للطبراني وابن مردويه
[2] الطبراني 1279 , صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 4/13
[3] أحمد 1/293 وصحح إسناده أحمد شاكر 2668والحاكم 2/497 وصححه , صححه الألباني في صحيح الجامع 1129
[4] البخاري 3411
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق