بعد جدال طويل جدا ومرهق استطاع يونس اقناع ملك بالذهاب معهم لبيتهم كى تريح اعصابها بعد اصرارها الشديد على العودة إلى منزلها في بلدتهم ووجد مجنونته تصر على الذهاب معها. فهى لابد وأن تكون معها تأزرها فى محنتها. وهو اصبح لا يستطيع المكوث بدونها.
توقف بسيارته الفخمه امام الفيلا فتقابل مع عز الذى كان خارج بسيارته من منزله هو الآخر فوقفوا قبالة بعضهم. اغمض يونس عينيه وتمتم داخليا:يعني حبقت نتقابل وهى معايا... بس الصراحة هو راجل محترم ومجبر اعامله كويس.
وجد عز يترجل من سيارته ففعل هو الاخر. صافحه عز باحترام :مساء الخير يا يونس بيه.
يونس:مساء النور.
وقفوا للحديث قليلا قالتقطت عين غز مع ذات النقاب ولكن انتقل نظره تلقائياً الى وجه باكى حزين عيون حمراء ولكن لم تذهب جمالها. لم تنظر اليه يبدوا انها غارقه في بحر الهموم. تسأل قلبه من هذه الجميله.
عقد يونس حاجبيه بضيق وهو يراه ينظر إلى حيث سيارته. ويلا لك اتنظر إلى فاتنتى.
يونس بغضب :عز بيه... انت شكلك مش معايا خالص.
عز:ها.. اه.. هى مين المدام اللى فى عربيتك دى.
يونس بغضب أكبر :عز بيه... الزم حدودك... دى مراتى... شهد يونس العامرى.
شعو عز بفهم يونس الخاطئ له وأسرع مصححا وهو يقدر غيرته على اهل بيته:لا خالص... مانا شوفت مدام شهد معاك في الفرح امبارح.. انا اقصد إلى معاها.
يونس بغضب واقتضاب :دى اخت المدام.. عنئذنك.
تركه ورحل دون انتظار للرد وغيرته بدت كالنيران ستلتهم اى شئ. رأته شهد وهو بهذه الحالة فأثرت الصمت الان فحالته غير مطمئنه ولا تسمح بالكلام.
اما عز فقاد سيارته من جديد وأحيانا تأتي صوره صاحبه الوجه الاحمر امام عينيه وهى متكئه على نافذة السياره غارقه في احزانها.
استفاق عز على نفسه وقال :انت عبيط يا عز.. ماتنشف كده.
عاد عز لجموده من جديد. عز الفيومى الرجل الوقور ذو الهيبة والطله التى تذهب العقول ببشرته السمراء وملامحه الصارمه وجسده العريض.
دلفت ملك بخطى بطيئه مع شهد التى تمسك على يدها تحسها على السير وتشجعها. استقبلتهم عزيزه بترحاب شديد.
جلست ملك على استحياء فهى رغم شخصيتها القويه والعنيده إلا أن الخيانه امر مؤلم جداً. اكثر الأشياء كسره للمرأة وخصوصاً المرأة التي كل حياتها ودنيتها أسرتها وملك كانت نعم الزوجه ولكن ذلك المنير لا يستحق.
كان يونس قد أمر الخدم بتجهيز غرفه لملك لتسريح بها. طلبت منها شهد الذهاب لتستريح قليلاً.
شهد :تعالى يالا يا ملك تطلعى اوضتك.
ملك بخفوت:تمام.
ذهب الاثنان وأثناء صعودهم السلم كانت مروه تهبط الدرج ونظرت لهم بحقد واندفعت ناحية يونس وقالت :انا عايزه اعرف الفلاحة دى بتعمل ايه هى كمان... مش كفاية واحده... انت هتجمعلى الفلاحين فى بيتى ولا ايه.
توقفت قدمى شهد وملك وتسمرتا بالسلم. واحتدت أعين يونس واتجه إليها ولوى ذراعها خلفها وقال:انتى اتجننتى ايه اللي بتقوليه ده.
مروه بغضب :انت بتمد ايدك عليا عشان البتاعه دى.
يونس بصوت جهورى واعين حمراء :الزمى حدودك واعتذريلها حالا.
مروه بصراخ:انا اعتذر لدى... مش كفاية سامحلها تعيش في بيتى.
يونس:تتكلمى عنها كويس.. وهى اللى معيشاكى ومعيشاكوا كلكوا فى بيتها.
مروه بجنون:نعم.
ونس بصوت دوى فى كل الأرجاء :البيت ده مكتوب باسم شهد.. من قبل ماننقل فيه كمان.
شهق الجميع بتفاجئ واولهم شهد. اما مروه فكانت الصدمه اكبر من استيعابها فاتسعت عيونها بغضب وزهول وقالت :ايه... كاتبلها فيلا بكل الملايين دى باسمها.. وسايبنا ننقل ونيجى نعيش هنا واحنا ساكنين عندها... بقى البتاعه د.... قطع حديثها صوت صفعه قويه من يونس على وجهها وقال :قولتلك الزمى حدودك... واعتذريلها حالا.
مروه بغضب وحقد:اعتذر... اعتذر لمين.. انت فاكر لما تكتبلها فيلا باسمها وتلبسها ماركات هتبقى هانم لا فوق هى هتفضل الفلاحة الى جت من الفلاحين وانا هفضل مروه هانم بنت السفير.
يونس بغضب:مش هسمح بكلمه كمان عليها انتى سامعه.. انا سكتلك كتير وعديتلك تجاوزات فى حقها كتير وانا بحاول اراعى مشاعرك.. بس يا تعتذريلها يا تخرجى من بيتها حالا.
كان مالك قد تجمع كالباقين على صوت الشجار فتدخل قائلاً باعتراض :بابا.
يونس بغضب:مالك.. ماتتدخلش انت دلوقتي.
مالك:بس دى امى.
يونس:مالك.. قولت ماتتدخلش.
نظر لها بقوه قائلاً :اتعذرى حالا.
نظرت له بتحدى وغضب وقالت:مش هيحصل ابدا... انا ماشيه وانت اللى هترجعلى زى ما حصل قبل كده.
اتجهت لأعلى بغضب شديد بعد أن رمقت ملك وشهد بنظرات ناريه.
نظر مالك لوالده بغضب واتجه الى غرفته بينما صعد يونس الدرج وقال:انا اسف يا ملك.
مسد على ذراع شهد بحنو وقال:انا اسف يا حبيبتي.. حقك عليا انا.
لم تنطق هى فكل الاحداث تجمعت فى وقت واحد ويوم واحد.
اتجهت بملك الى غرفتها ثم تركتها تستريح قليلاً وذهبت هى أيضاً كى تبدل ملابسها وتتحدث مع يونس.
دلفت للغرفة وجدته يجلس بشرود على احد الارائك فقالت بخفوت:يونس.
انتبه لها فقال:ايه يا حبيبتي... لسه زعلانه مش كده.. انا عارف انها هانتك اوى.. بس اللى حصل ده مش هعديه بالساهل.
شهد بحزن:انا اتحملت منها كتير ومش مسامحاها على الى هى بتعملوا ده... وكمان المره دى فى وجود اختى الى هى اصلا عندها مصيبه وفيها الى مكفيها.
يونس بحنان :مش عايزك تضايقى نفسك يا روحى.. حقك عليا.
تنهدت قائله:بس ايه الكلام اللي قولته تحت ده... انت كنت بتضايقها بس مش كده.
ابتسم بحب وقال:لا يا حبيبتي مش كلام... انا فعلاً كتبت البيت ده بأسمك ومن قبل مانبدا ننقل فيه.
شهد بزهول :معقول.. بس... بس ليه.. وو.
صمتت وهى مازالت لا تقتنع
بأن امواله هى اموالها بل لا زالت على نهج حياتها القديمه يونس زوج مروه
ووالد مالك امواله لمروه وابنه وهى لا علاقة لها انما هى زوجة اخيه.
يونس باستفتار:وايه.. كملى.
شهد
:الفلوس دى من حق ابنك و... قاطعها وقال :لسه.. لسه بعد كل اللى حصل بينا
ده مش معتبره نفسك مراتى... مش معتبره فلوسي فلوسك... معتبره انها حق لمالك
ومروه بس... احب اقولك إنك مراتى.. مراتى يا هانم... ده أنا لسه مهزء ام
ابنى عشانك وانتى بتقولى كده... مش ممكن بجد.
استدار بغضب منها فهو ورغم كل مايفعله مازالت بعيده.
شعرت هى
بخطئها فهو يفعل من اجلها الكثير حبه وعشقه حتى غيرته التى تشعرها بأنها
جوهره رغم ضيقها الا انها باتت تستلذ بها. كيف لا واى انثى تعشق من يغار
عليها بجنون ويفتعل المصائب بسبب غيرته. تتذكر حالتها وهو يدافع عنها امام
مروه واحساسها بأن لها ظهر يحميها. كانت تقف بشموخ رغم كلمات مروه التى
كسرتها واشعرتها بالحرج الا ان انفعال يونس بهذه الطريقة وطرده لها جعلها
تهدأ كثيراً وتشعر ببعض العزة بعد الكثير من المهانه التى تعرضت لها.
اقتربت منه بخطوات صغيره حتى التصقت به وهو رغم غضبه الشديد منها إلا انه اغمض عينيه وقد اقشعر بدنه وزادت ضدقات قلبه من ملامستها له. ابتلع ريقه بصعوبة وهو يشعر بصدرها الطرى مقابل ظهره فى اول مبادرة للاقتراب منها. رغم ضيقه من حديثها الأخير الا انه نسيه تماما واخذ يستمتع بأول اقتراب من ناحيتها.
دفنت راسها بظهره فطولها لم يساعدها لدفنه بعنقه ووضعت كفيها على صدره من الامام وقالت بصوت ضعيف :يونس... انا اسفه... ماكنتش اقصد.
أين يونس... ضاع يونس.. نعم ضاع من حركتها هاته. اغمض عينيه وضغط بشفتيه على بعضهم من هوج مشاعره وهو يشعر بيديها الصغيره على عضلات صدره الضخمة.
بعدم اجابته عليها بسبب ضياعه اعتقدت انه مازال غاضب فتشجعت قليلا واستدارات هى له وجدته مغمض العين فقالت:يونس... حقك عليا انا خلاص مش هقول كده تانى ولا هفكر كده تانى... يونس.
لم يجيب لانه ببساطة تائه فى تلك دوامة احساسيه والمشتعله بها.
اقتربت ببطئ وهى تحاول أن تشجع نفسها اكثر فهى من اغضبته وهى من يجب أن
تنسيه وتراضيه.
وببطى شديد ونعومه مهلكه وضعت شفتيها على شفتيه لأول مرة منها.
فتح عينيه على وسعهما من هول المفاجئه. قبلته قبله صغيره ناعمه وقالت :اسفه يا يونس.
لم يجيب من الصدمه من الزهول من حالة التيه التى هو عليها. فظنته لم يسامح بعد لذا اقتربت أكثر واستندت على ظهره ووقفت على قدميه من الامام فقصر قامتها لم يسعفها أبدا وكم هزت هذه الحركه الذيذه قلبه. ولكن الاكثر كان هى وهى تقبله بنعومه شديده. شهد تقبله.. هى المبادره.. لاول مرة تقبله حتى فى اوقاتهم السابقه حينما يكونوا معا وهو يقبلها كانت تستقبل بخجل فقط لكن لم تكن تبادله بعد وهو كان يعذر خجلها وأنها لم تعتاده بعض خصوصا انه كان منذ أشهر شقيق زوجها. أما الآن فهى المبارده.. هى من تقبله بطريقه عفويه خجوله اطاحت بعقله مع الريح.
كان صدره يعلو ويهبط بجنون من ماتفعله فاتنته به. يود الذهاب وشكر مروه على هذه المشاجرة التى انتهت بمبادره شهده بأول قبله لها معه.
وهى كانت تقبله لا تنكر ابدا انها كانت مستمتعه وتريد ارضاؤه أيضاً. ابتعدت لحظة وهى تظنه لم يصفح عنها بعد.
نظرت
له بيأس وهو نظر لها وصدره يعلو ويهبط بشدة وقد تضايق بشده من ابتعادها
فقبض هو على عنقها وقربها منه بجنون مع شهقة فزع منها وظل يقبلها بجوع وعنف
ناتج عن عاصفة من المشاعر ولدتها هى بيديها من حب ورغبه ونشوه واحتياج.
ظلت تتلوى بين يديه من فرط عنفه تناديه بين كل قبله ان يقلل من عنفه قليلاً لكنه لم يستمع لها من الأساس وفى ثوانى كان بها على فراشهم معها. يعلمها كيف يكون العشق مختطلطا بالعنف صانعا مزيج هايل لأول مرة تتذوقه هى على يديه.
فى صباح اليوم التالي
استيقظ هو على صوت المنبه فوجدها نائمه على صدره وشعرها الجميل مفرود
على ظهره. شفتيها حمراء بشده ومنتفخه عليها أثر عنفه المتواصل والمتكرر
طوال الليل. ازاح الغطاء قليلا ببطئ كى لا تستيقظ وشاهد جسدها العارى وهو
يحمل علاماته فى كل جزء منها فابتسم بفخر وزفر.
شهقه قويه مع سحب الغطاء
بسرعه وخجل صدرت منها فقهقه هو عالياً. بينما هى نظرت له بشراسة وهى تحاول
ستر جسدها منه وقالت:بتبص على ايه.
يونس بوقاحه:وانتى مالك واحد وبيبص على املاكه انتى ايه دخلك انتى.
شهد بشراسه:يوووونس.
مال عليها يقترب بخبث وهى تبتعد وقال:يا عيوون يونس الى جننتيه خالص.
شهد:بس بقى انا ماكنتش مفكراك كده ابدا.
يونس:كدة اللي هو ازاى.
شهد :اصلك كنت تبان وقور كده وهيبه. بس اللي شوفته غير كده خالص بصراحه... طلعت مسخرررره.
انفجر ضاحكا بشدة :ههههههههه... مش ممكن.. هههههه. من زمان ماضحكتش
كده. انا مسخره.. الله يسامحك..هههههههه.وضمها لاحضانه بحب وهو مازال يضحك
باستمتاع فقالت:بتبلى عليك يعنى.. ده انت بتعمل حاجات ما... صمتت بخجل ولم
تسطيع الاكمال فغمز بعبث وقال:بعمل ايه... قولى.
شهد وهى تضربه بيديها الاثنين فى هجوم علية لمداراة خجلها:بس بس خلاص.
قهقه
هو عليا وشد على حضنها معه وهى كانت تضحك أيضاً إلى أن صمتت وهى تنام على
صدره فاستغرب من سكوتها المفاجئ وقال بحنان وهو يمسح على شعرها وجلد ظهرها
:مالك ياروحي.. سكتى مرة واحدة ليه.
شهد وهى مازالت على وضعها وتداعب شعيرات صدره :متضايقه من نفسى.. نايمه فى حضنك وعمال أضحك واهزر واختى اطلقت من جوزها وعندها مصيبه.
ابتسم بحب لها وصمت يضمها أكثر فقالت:انت اتضايقت.
يونس بحب:لأ بس افتكرت حاجة حصلت امبارح.
رفعت عيونها له قائلة :حاجه ايه.
يونس
بسخرية :بعض مشكلتى مع مروه لاقيت غادة اختها وجوزها بيكلمونى وعمالين
يحوروا ويجروا ناعم اكتر يعني عايزين من الاخر يقولولى ان البزنس إلى بنا
مالوش اى علاقة وهما شايفين مروه غلطانة وزودتها.
شهد :معقول.
يونس :معقول اه.
شهد :طب وانت هتعمل ايه مع مروه.
تنهد قائلا :مش عارف.. بس هى زودتها اوى. لكن برضه مالك مش هيرضى انى اعمل اى حاجة اكتر.
تنهدت هى الاخرى لا تعرف بماذا تجيب ولكنها حقاً أصبحت لا تطيق التواجد مع مروه بمكان واحد لكن لن تفصح أكثر كى لا تفهم خطأ.
صوت دقات عالية على الباب اخرجتهم من شرودهم. نظر إليها وضمها اكثر وهو يجيب بصوت جهورى:مين.
مالك:انا مالك يا بابا... حضرتك ناسى أن النهاردة اول يوم مدرسة... وجورى لازم تلبس عشان نلحق الباص.
شهقت شهد بقوه وانتفضت من حضن يونس الذى جذبها اليه مجددا وقال بعبوس وصوت منخفض كى لا يسمع مالك :قومتى من حضنى ليه.
شهد بغضب وصوت خافت:ازاى انسى ان النهاردة اول يوم مدرسة.. اوعى اوعى.. نستنى بنتى.
جذبها اليه من جديد بوقاحه وقال:مش هتقومى النهاردة من حضنى او على الاقل مش دلوقتي... لسه ماشبعتش منك.
قاطعهم صوت مالك من الخارج :بابا لو سمحت عايز اتكلم معاك.
نظرت شهد ليونس وقالت:يالا قوم بقا.
يونس بعبث:سيبك منهم.. خلينا كده مع بعض.
شهد
:طيب نجهزهم ويروحوا المدرسه وبعدين نفضى لبعض.كمان عشان اشوف ملك انت
ناسى انها ضيفه هنا وعندها مصيبه وانا سيباها من امبارح بدرى ومعاك هنا
فكر قليلاً وقال:امممم.. ماشى.. بس ماتتاخريش عليا.. لاحسن اولع فى الدنيا تحت.
قال الأخيرة بوقاحه وخبث فابتعدت ضاحكه وقالت:لأ لأ بلاش تحت.. انا بقيت اتوقع منك اى حاجة فى اى وقت.
ثم فرت هاربه للمرحاض فقال هو وهو يضع يديه تحت رأسه فخر:تحبى اساعدك.
اغلقت الباب فى وجهه بقوه فضحك باستمتاع وتمتم بسعادة :جننتينى يا شهد... ياريتك كنتى ليا من زمان.
جلس قبالة ابنه الذى يجلس بنفس الوضعيه وكأنه نسخه مصغره منه فقال مالك :بابا... ايه اللي حضرتك عملته مع ماما ده.
يونس:مالك انت مش فاهم حاجة... مش هتفهم دلوقتي... لكن لما تكبر
وتتجوز هتعرف وتفهم ان ماينفعش حد يهين مراتك اللى فى عصمتك وانت واقف
ومايبقاش ليك اى رد فعل.
مالك:بس ماما ماهنتش شهد.
يونس :انت جيت فى الآخر.. امال انا كنت بطلب منها اعتذار ليه من الباب للطاق كجه.. اكيد فى سبب.
مالك :هو صحيح يا بابا ان البيت ده بإسم شهد.
اغمض عينيه وتنهد قائلاً :ايوه.
مالك:بس اللى اعرفه ان البيت ده سعره غالى جدا وماما بتقول انه بملايين.
صمت يونس ولم يدرى ماذا يقول لابنه فهو رغم كبر عقله ونضوجه ألا ان هناك امور لا تفهم الا بالتجربه والمعايشه. قطع حديثهم جورى التى قالت :مالك.. تيتا بتقولك يالا عشان تفطر.
نطر لوالده ثم لها وهو متأكد ان حبه لشهد هو السبب فى كل شئ.
فى غرفة الضيوف التى تقتنها ملك جلست معها شهد قائله :مش هتمشى يا ملك.
ملك :يابنتى افهمى.. المدارس بدأت وكريم عنده مدرسه لازم ابقى معاه.
شهد :ياملك الله يهديكى مش لسه مكلمين مرات اخوكى وقالت انه معاها وأنها واخده بالها منه وطمنتك.
مللك ياستى كتر خيرها بس مش عايزه اتقل عليها. وكمان مش عايزة أقصر مع كريم ويتبهدل.
شهد:ولا
بتتقلى ولا حاجة ماحنا ياما شلناها لما ولدت هى زى اختنا واكتر ولو على
كريم ماتقلقيش هو بيحب خاله ومرات خاله وعيالهم وبينه وبين المدرسه
خطوتين... اقعدى انتى معايا هنا بعيد عن العلتين لحد ماتهدى وتاخدى قرار
نهائي.
ملك:شهد انا واخده قرارى... وانا اصلاً اتطلقت منه خلاص... مش انا اللي هعرف انه بيخونى واعمل نفسى مش واخده بالى عشان اعيش واربى ابنى لأ.. انا لو قصرت معاه فى حاجة كنت مش هيبقى ليا عين لكن انا ماقصرتش واستحملته واستحملت ظروفوا لكن هو الى زباله اول ما القرش جرى في أيدوا بدل ما يقول اعوض الست إلى استحملتنى على المره قبل الحلوه راح يسرف ويبعزق على ستات شمال... اسكتى اسكتى والنبى يا شهد عشان انا على اخرى.
شهد :طب اهدى اهدى وماتفكريش فى حاجه.
ابتسمت ملك قائله:بس يونس بيه شكله واقع فيكى بالجامد اووى... شوفتى عمل ايه فى مروه... شكلك جننتيه يا شوشو.
شهد بخجل:وولا جنننته ولا حاجة.
ملك بعبث:يابت. عليا.
وقفت شهد مصطنعة الحدة تدارى خجلها :يووو... انتى فى ايه ولا فى ايه.
ضحكت ملك بصخب وعبث وهى ترى اختها تفر هاربه من الغرفه بارتباك متمنيه لها صلاح الحال.
بعد مرور يومين في الجامعة كانت محاضره الدكتور ماجد قد انتهت وخرج هو وخلفه الجميع. توقف بغضب وهو يرى تلك الرقيقه تجلس بفستان بمبى رقيق محتشم مع حجاب اوف وايت مظهرا نعومة بشرتها البيضاء الخاليه من الميك اب وبجانبها احد الشباب يشرح لها شئ ويبدو أنه قد ألقى أحد المزحات فابتسمت هى بنعومه عليه.
توقف امامها قائلا بانزعاج :انتى يا انسه.
رنا بحرج من اسلوبه الفظ:مانا جيت متأخرة.
ماجد بحده:ايوه مادخلتيش ليه برضه.
رنا باحراج:ما حضرتك المحاضره الى فاتت قولت الى هيدخل بعدك مش هندخله وهتحرجه.
ماجد :وانتى كنتى جيتى... لو كنت جيتى كنت دخلتك.
تمتمت هى داخلها :ياسلام.
وصلت شهد فى نفس اللحظة ورأت غضب صديقتها ومعيدهم فنظرت لهم بتساؤل
ماجد بحزم وهو مسبط نظره على ذلك الطالب الذى مازال واقفاً :خمس دقايق وتكونى عندى المكتب.
قال ما قاله وانصرف بغضب فنظرت رنا لشهد بغضب قائله:هو ازاى يكلمني كده وباى حق وازاى انا اسكتله اصلاً.
شهد بجهل:اهدى بس.. هو فى ايه انا مش فاهمه حاجه.
قصت لها رنا
ماحدث فنظرت شهد حولها بزهول وقالت :ياسلام بس وانا جايه قابلت نص الدفعة
تحت وقالوا إنهم محضروش وفى منهم واقفين اهو.. اشمعنى انتى يعني.
رنا:مش طايقنى... مش عارفه كنت قتلتلوا قتيل انا ولا اكنش مرات ابوه.
شهد بخبث:طب روحيله شوفيه عايز ايه.
رنا بغضب اكبر:انتى فاكره أن نقابك ده مدارى ضحكتك المستفزة دى.. ده أنا حفطاكى يابت.
شهد بضحك :لأ لمى لسانك انا بقولك اهو ويالا روحيله... بس سيبى الباب مفتوح فاهمة.
اخذت رنا شهيقا عالياً وقالت :ماشى... ربنا يستر واعرف امسك نفسى ومافتحلوش نفوخوا ويضيع مستقبلي.
شهد :ههههههه... امسك اعصابك يا فخرى.
نظرة لها رنا بشراسة وهى تذهب قائلة :خفة دمك بقت فى ازدياد اليومين دول... نقصاكى انا.
وذهبت سريعاً فجلست شهد وفتحت إحدى قطع الشوكولا مبتسمة تتذكر يونس الذى أهداهم لها وهو يوصلها منذ قليل.
كانت مغمضه عينيها تستمتع بمذاق الشوكولا فشعرت بأحد يجلس لجوارها
نظرت بجانبها فتفاجئ وجدت رنا قد جلست وهى فاتحه فمها ببلاهه وزوهول فقالت
وهى تهزها برفق:بت... رنا... مالك.
مالت على اذنها مؤذنه :الله أكبر الله أكبر.. هو ضربك بحاجة على دماغك ولا ايه.
نظرت رنا باتجاها بنفس الحاله وعاودت النظر إلى أمامها من جديد فقالت شهد :مالك يابت... انتى ضاربة حاجه.
رنا ببلاهه :دكتور ماجد كلم بابا من يومين وحدد معاه معاد وجاى النهاردة يخطبنى.
شهد ببلاهه :ها.
بادلتها رنا ببلاهه مضحكه ولم تتحدث وإنما ظل فمها وعيونها متسعين.
.استفاقت شهد وقالت :انا كنت بقول كده والله كان باين اوووى من الترم الأول... هييييه صاحبتى عروسه.
نظرت رنا وهى مازالت على حالتها فهزتها شهد قائلة :يابت فوقى... هههههه هتبقى عروسه.
رنا بزهول :اصلى بصراحة كنت فكراه معجب بيكى انتى.
شهد
باستياء:انتى عبيطه يابت.. معجب بواحدة ماشفهاش وكمان متجوزه انتى بس
تلاقيكى كنتى ملغبطه هو عينه رايحه فين عشان احنا على طول لازقين فى بعض
كان ينظر عليهم من بعيد مبتسماً بحب لا ينكر انه في البداية قد انجذب لذات العيون الزرقاء او الرصاصى لا يعرف بالتحديد ولكن بعد مده بدأ ينتقل نظره واعجابه الى ذات الوجه المستدير والغمازه الشقيه بعيونها المكحله بالكحل العربى. خطة مدحت الحقيره لم تكن صعبه إطلاقا إنما نفذها اتقاءا لشر مدحت وتهديده وأيضاً قد استساغ الأمر واراد التقرب وهو الآن عاشق متيم يريدها زوجه له. وسيحدث بإذن الله.
دلف مدحت باشتياق الى الجامعة وصعد الى مكتب ماجد لم يجده فهبط مسرعاً وهو يرى شهد التى يعرفها جيدا والاكثر معها رنا صديقتها الوحيدة تتجه الى احد المقاعد البلاستيكية ومعها كوب نسكافيه فوقف امامها قائلاً :مداد شهد... صدفه غريبة.
شهد بارتباك :ازى حضرتك يا حضرة الظابط.
مدحت :لا من غير ألقاب.. مدحت بس يا شهد.
شهد بانزعاج :لا ماظنش هينفع.. الأدب حلو.. انا مدام شهد وحضرتك حضرة الظابط.
تهجم وجه مدحت ولكنه صبر نفسه قائلاً :احمم.. زى ماتحبى.. عامله ايه وجورى عاملة اية.
شهد بحرج :الحمدلله.. عنئذنك عندنا سكشن مهم.
وانصرفت امامه بضيق مع صديقتها سريعاً اما هو نظر لاثرهم قائلاً :الصبر.. الصبر يا شهد... واكيد هاخدك ليا.
بعد مرور يومين لا اكثر كانت رنا تجلس وشهد تضع لها الميك اب النهائى قائلة :مبروك يا عروسه.
رنا :شهد هو كل ده حصل بسرعه ازاى وليه.
شهد بحب وفرحه:باين عليه بيحبك اوى يا رنوشه.
رنا:تفتكرى.
شهد:امال واخدك تخليص حق.. فوقى معانا كده ياخالتى لا يضيع من ايدك... أنا هطلع اشوف يونس جه ولا لا عشان وصلنى وراح مشوار وجاى.
وقف مدحت وقد نفد صبره وقرر ان يواجهها بعشقه اليوم.
وجدها خرجت للشرفه فذهب خلفها واوقفها قائلاً تزامنا مع دلوف يونس إلى بيت رنا :شهد عايز اتكلم معاكي.
لم يلاحظ احد منهم دلوف يونس متجهم الوجه فقالت هى بغضب:قولت لحضرتك اسمى مدام شهد.
قاطعها هو بحده:لأ اسمك شهد.. حب حياتي إلى خطفها منى سعد ومن بعده يونس وانا لازم اتجوزك.
استمع يونس لكل حرف وداخله يغلى بقوه ولكنة استمع لما أثلج قلبه حين قالت هى بكل تاكيد وقوة :انا بتاعت يونس العامرى ياحضرة الظابط.......
*****************************
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
بقلم....سوما العربى
ايه رايكم فى الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
توقعاتكم 😉
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق