ثلاثة اشهر مرت وهى تتبع نفس النهج نفس الطريقه ولكن لم تدع له فرصه الاقتراب الخطيرة هذه منذ واقعة المكتب تتذكر جيدا كيف صدمت لا بل صعقت وهى تنتبه لحالها كيف لم تشمئز ولأول مرة من لمساته وقبلاته الجريئة. لا بل والأكثر انها لم تريد ابتعاده. ظلت مغلقه على نفسها ذلك اليوم ولم تجيب على طرقاته البربريه على باب غرفتها وهو لايستطيع كبح جماح رغبته بها بعدما انصرفت مروه بتوعد وندم على تحديها لهذه الخصمه الفتاكه.
طوال الثلاثة أشهر المنسرمه حدث العديد والعديد من التغيرات.
اقترابها منه بهدف الثأر لنفسها ولروحها التى نسوها هم وكل شخص فيهم يسعى لما يريده فقط دون النظر لها ولما تريد. وايضا ثأرا من هذه المروه الحقيره التى اقسمت على اذلالها كما فعلت.
ولكن كان اقتراب أمام زوجته الحقيره فقط اقتراب بالدلال والغنج الذى يلائمها حقاً.
اذهبت عقله... ان كان فيما قبل مريض بها قراط فهو الآن مريض24.
تقترب
وفى نفس الوقت بعيده كنجوم السماء. أجسادهم لا تتقارب ابدا. تتدلل عليه
وهى بعيده. تهتف باسمة بنعومه تذهب عقله وهى أيضا بعيده.
جسده يشتغل لا
لقد احترق وقضى الأمر. أصبح اسيرها.. صريع هواها. تخطى مرحلة المرض والجنون
. وكم يجاهد نفسه على الا يفتك بها على فراشه وبين ذراعيه ويأخذها عنوه
ولكنه ابدا ورغم هوسه المفزع بها الا انه ليس ذلك الرجل الذى سيفرض نفسه
على امرأه. خصوصا وانه حاول مسبقاً ولم يجدى نفعاً. لكن فى نفس الوقت سيظل
ويظل يفرض سيطرته وتملكه المهووس بها. غيره غريبه ورهيبها تجتاحه. غيره لم
تخطر على بال احد ولا يستطيع تصورها.. اصبح يمقت سعد. يحقد على ابنته..
يحاول حقاً الا يكون ذلك الرجل السئ. وإن كان يحقد على أخيه فربما من وجهة
نظره المريضه طبعا لديه الحق فهو قد لمسها... امتلكها... رأها... شاركها
نفس الفراش... نفس الهواء. ولكن تلك الصغيره اليتيمه ما ذنبها... ولما
الحقد عليها. إنها انجبتها من ذلك السعد وليس منه هو.. كيف حملت بها ها؟ هل
حدث و.... تباً تبا لايريد التخيل.. يرفض الفكرة... ولكن مهلاً عندما
يراها امامه يلين الحديد... طفله بريئه وجميله من دمه. ومن دم حبببته..
إنها أيضاً معشوقة ابنه الوحيد.
عند هذه الفكرة واعتصر الما... لايريد
لفلذة كبده ان يعيش ما يحياه هو... عذاب الحب صعب ولتلك الام وابنتها سحر
خاص يحرق بلهيبه من يقع لهم. يجب عليه ان يخمد شعور ابنه ناحيتها لا يريد
يونس وشهد آخرين. ولكن ترى هل سيستطيع ام ماذا.
كل تلك الفترة ورغم انشغاله فى خوض معركة الانتخابات البرلمانية الا انه لم يستطيع الانشغال عنها... ترى الاهتمام فى عينيه. نعم أصبحت تراه وترى لهفته التى اتضحت رؤيتها ما ان اقتربت قليلاً منه لاحراق زوجته. ولكن يظل مافعله بها وعشقها لسعد سدا منيعا امام اى شئ.
تتذكر جيدا يوم فوزه فى الانتخابات كيف ترك الجميع يهتف به وباسمه حاملين الشعارات على اكتافهم.. كيف تجاهل نداء الجميع حتى امه وابيه الفرحين جدا وتخطى الجميع ووقف امامها هى يريد أن يتلقى من حديثها وعيونها الفرحه والفخر به وانها زوجة هذا البرلمانى الثرى. فى هذه اللحظه فقط صعقت هل هى مهمه لديه حيث يتخطى حتى ابواه ويأتى لها ناظرا الى عينيها بشغق.
بدأت بعدها بمراجعة نفسها عنه وعن نظرتها له. ولكن لم تشأ الاقتراب او التوضيح له كى لا يعتقد أنها بدأت فعل ذلك بعدما أصبح عضواً في مجلس الشعب لا تريد لاى شخص اى ان كان من هو ان يأخذ عنها هذه الفكرة السيئة جدا. هى لم تكن يوما تلك المرأة المسلطه ولم تتباهى يوماً برتبة زوجها على احد كما تفعل الأخريات من هم مثلها.
فى مساء احد الليالى الشتوية جدا تجلس هى بغرفتها مع اختها الكبرى
ملك والتى جاءت بعد فتره للمبيت معهم هى وابنها كريم (على اسم خاله) بعد
مده من الإبتعاد بسبب مدرسه ابنها.
جلست معها وهى تلقى بكل ما حدث معها
خلال هذه الفترة فلا احد لها غيرها وغير صديقتها رنا والتى اقتربا من بعضهم
جدا هذه الفتره واصبحت كل منهما محل ثقة للاخرى.
استمعت لها ملك بانصات واهتمام لكل ما حدث حتى قالت بحاجب مرفوع بانبهار:يعني انتى ماشيه بمبدأ شوق ولا تدوق.
اخرجت
شهد تنهيده حاره قائله:حاجة زى كده... غصب عنى بس اللى اتعمل فيا ماكنش
شويه ومنهم كلهم.. الكل وقف يتفرج عليا.. ماحدش فيهم صعبان عليا كلهم
يستحقوا... انا كنت بعتبرهم امى وابويا وريهام اختى.
ملك:على أساس انى مش عرفاكى.. صبرك بس حد فيهم يتعب او يجراله حاجة هتروحى تجرى عليه وتنسى كل اللى حصل.
انكرت شهد بقوه تعاند نفسها :لا طبعا.
ملك بسخرية :والله لا تنسى وتسامحى مانا عارفاكى هو انا تايهه عنك.
عبثت
شهد بطفوله فابتسمت ملك قائله:ماتتقمصيش كده بس هو انتى اتخلقتى كده عشان
تبقى حلوه من جوا قبل برا... مش هيهون عليكى تشوفى حد فيهم تعبان ولا فى
مشكله وتقفى تتفرجى وتشمتى فيه... مش هتعرفى تبقى وحشه ياشهد لا ببساطة
انتى مش كده.
شهد بحزن:بس الظلم وحش ياملك وانا اتظلمت واتذليت.. ماحدش
فيهم نطق ماحدش فيهم افتكرلى حاجة حلوه... حسنين البواب هو اللى يتكلم
ياملك وهما لا انتى متخيله... ممكن احن وقلبى مايعرفش يشمت فيهم بس عمرى
ماهرجع تانى زى ماكنت... بكلمهم واتعامل معاهم بس مش زى الاول ابدا... مش
بنفس الإخلاص والاجتهاد في انى اكون جنبهم واساعدهم... ماحدش وقف جنبى فى
عز زنقتى... ودى كانت زنقة العمر بالنسبه لي. ساعات بقول كويس ات ده حصل
عشان أعرف مين حبيبى ومين عامل حبيبي.
رمقتها ملك بتفحص ونظره ماكره عابثه جدا وقالت بتلاعب:ومين بقى طلع حبيبك؟
نطرت لها شهد باستفهام لتلك النظرة اللعوب من اختها التى تعلمها جيدا وقالت:ق. قصدك ايه.
ملك بمكر:ماقصدش.... بس عايزه اعرف مين طلعوا حبايبك.. بستفسر بس.
شهد بتحذير:ملللللك.. تقصدى ايه من الاخر.
اقتربت
منها ملك حد الالتصاق بحماس قائله :اقصد واحد طول بعرض بيمشى يهد الارض..
دكتور وبيزنس مان كبير.. ملياردير... هو كبير شويه بس مش مهم ده حتى المثل
بيقولك خدى الكبير يدلعك ولا تاخديش الصغير يلوعك.
صاحت شهد بانفعال به بعض التلعثم قائله:ايه اللي بتقوليه ده يا ملك انتى اتهبلتى.
ملك بحده مصطنعة كى تجلسها من جديد بعدما هبت واقفه:بت.. لمى لسانك انا اكبر منك.. اقعدى.
جلست شهد بعناد من جديد فتمهلت ملك فى التفكير ثم قالت :طب بذمتك لما قربتى شويه لاقتيه بنى آدم وحش.
شهد :بصراحه لأ.
ابتسمت ملك وأكملت للهدف الثاني :حنين ولا لأ.
شهد :يعني.. شويه.
ثم اكملت بقوة وغضب :مع الكل الا انا
قطبت ملك حاجبيها قائله:ازاى يعنى.. هو انتى كنتى عملتيله ايه.
شهد:انا
عارفه...ماهو ده اللى هيجننى يا ملك... النفس محسوب عليا... كل حاجه ممنوع
ممنوع ممنوع... ساعات بيبقى عايز يبعد كمان بنتى عنى انتى متخيله... ده
اول مانقلنا هنا كان عايزها تنام فى اوضه لوحدها وهى لسه صغيره وفى مكان
جديد عليها.
ملك:هو بغض النظر عن موضوع جورى وان هى بدأت تكبر ولازم
تتعود من السن ده تنام لوحدها... بس ايه حكاية ممنوع كل حاجه دى... مش
غريبه... اصلى مش اول مره اشوفوا أو اتعامل معاه واللى شوفته وعرفته عنه ان
تقريباً ده مش طبعه.
شهد:اوووف مش عارفة مش عارفة... تقريبا جنانه طالع عليا انا لوحدي.
ملك :جنان ايه بس ده انتى اللى شكلك غبيه.
شهد :بلاش طوله لسان انا اللى فيا مكفينى.
ملك:استنى بس وواحدة واحدة عليا كده واحكيلى بيعمل ايه بالظبط.
أخذت شهيقا بقوه وزفرته على مهل ثم بدأت تقص عليها كل افعاله
الجنونيه وأيضا كلماته اللاذعة في حق سعد.. كيف تراه وهو اصبح يحقد عليه
بوضوح.. كيف منع وضع اى صوره له بالفيلا ولا تعلم كيف مر الأمر هكذا. ولكن
من الواضح أنه تحجج بأنه لا يريد تنبيش اوجاعهم عليه.
كيف أنه منعها من ارتداء اى شئ قد ابتاعه سعد او اشترته لنفسها او لابنتها من اموال زوجها المتوفى.
منعها
من الاختلاط او التعرف على أشخاص جديده... كيف تركها تصادق رنا بصعوبة
بالغة. تنقلب الدنيا ولا تهدأ لو ظهرت امام والده بدون نقاب وأحيانا أيضاً
من والدته وشقيقته والخدم حتى ابنه الذى حاول جاهداً كى بجعله يناديها بأى
لقب(طنط او ابله) ولكن لا جدوى فكل مره يخبره ان فرق العمر بينهم ليس بهذه
الدرجه.
وغيرها وغيرها الكثير من التفاصيل خلال تلك الفترة.
كانت أعين ملك متسعه بزهول رهيب... ايعقل هل يوجد مثل ذلك.
صمتت شهد بعدما تحدثت بكل شئ وانتبهت على اختها المصدومه :مللللك... انتى معايا.
ملك
ببهوت وزهول:معقول.... هو فى كده... فى غيره كده.... ده مش طبيعي والله ما
طبيعي... ثم نظرت إليها قائله بقوه:وانتى يا متخلفه يا غبيه... ازاى كل ده
مش فاهمة انه بيحبك لا بيحبك ايه ده بيعشقك ولا حتى عشق ده مرض اه اه هو
مرض اه.
شهد باستنكار:لا طبعا مش معقول ده... فاطعتها مللك بقوه:لا انتى
غبيه فعلآ بجد... حطى كده الكلام جنب بعضه هتفهمى... ركبى تصرفاته كلها
فوق بعض هتوضح الصوره يا غبيه... بيغير عليكى... ملهوف عليكى.. طب بذمتك مش
وسط تمثليتك دى التلات شهور اللى فاتت شوفتى لهفته واهتمامه... باكلك..
ونومك..اكلتى ولا لأ مرتاحه ولا لأ... عايزه حاجه ولا لأ... مرواحك للجامعة
هو اللى بيوديكى وهو اللي بيجيبك مع انه راجل مسؤل وبقا عضو مجلس شعب
وملياردير يعني اكيد مش فاضى يبص وراه ومع ذلك مصر هو اللى يوصلك..ده..ده
بيغير عليكى من ابوه انتى متخيله... لا ومن امه اللى هى ست زيك وابنه الى
يعتبر طفل لسه.... كل ده مش عارفة تشوفيه ازاى.... ده أنا صعب عليا مع ان
انتى اللى اختى مش هو.
كانت تسمع لها مزهوله وهى تستعيد كل افعاله وكل كلماته وعصبيته
وغيرته الظاهرة... كيف لم تنتبه... كيف ولكن ربما ما بدر منه قد اعماها.
شهد
:يا ملك اللي عمله معايا كان مضايقنى جدا.. يعنى يعرف ان مراته ذلتنى
وشغلتنى خدامه ليها وللعماره كلها يقوم ياخدنى انا يحبسنى فى فندق بالأيام
وكمان ممنوع بنتى تبقى معايا وكأن انا الغلطانه وماسمحليش حتى ارجع بيتى
اقفله انا لا وكمان اجى هنا الاقيه مرجع الهانم لعصمته تانى ولا كأنها عملت
حاجة... تفتكرى هشوف اللي هو بيعمله ده ازاى... اكيد هشوفوا ذل وتحكم
خصوصا انه عمرى ماشوفته بيعمل كده مع مروه
ملك:ماهو ده الفرق هو بيحبك انتى بيغير عليكى انتى هى مش فارقه معاه فهمتى... شهد.... عيشى سنك وايامك.. سعد خلاص الله يرحمه هو دلوقتي اكيد في حته احسن واكيد زعلان منك عشان حارمه نفسك من متع الدنيا... ويونس مش وحش ويمكن بيعمل كل ده والطريقة المرعبه دى عشان انتى بعيده وهو حاسك بعيده يمكن لو قربتى وطمنتيه يهدا شوية عن كده. لكن هو طول الوقت حاسس إنك بعيده فابيفرض عليكى سيطرته وقيوده عشان يقيدك ويضمنك جنبه يمكن لو اطمن إنك معاه وليه يتعدل شويه معاكى ومع بنتك ومع الكل.
كانت شهد تستمع لها بتشوش طاره ترى أن معها كل الحق وطاره أخرى ترى أن هذا غير صحيح وغير منطقى ابدا
تحدثت بعد فتره :لأ لا يا ملك... مافيش حاجة اسمها كده... انا مرات اخوه هيحب مرات اخوه معقول.. لأ لأ طبعا.
ملك باستنكار وحده طفيفة :يابنتى كنتى... كنتى مرات اخوه الله يرحمه... لكن انتى دلوقتي مراته هو وحلاله... على فكرة انتى مش بتعملى حاجة غلط. ومش اول مره واحد يتجوز مرات اخوه اللى مات ويحبها انا شوفت وسمعت عن حاجات كتير زي كده... لو فاكره ان بقربك من يونس خيانه فلا... اللى بتعمليه هو اللى خيانه وهو مستحمل. اخلاصك وزعلك على سعد مش هنقدر نلومك عليه ولا نزعل منك. لكن إنك تكونى وافقتى وبرضاكى على جوازك من يونس وتفضلى بعد الجواز معتبره إنك مش مراته وان جوزك حد تانى غيره حتى لو كان اخوه. دى حاجة مافيش اى راجل يستحملها على نفسه... لو يونس بدأ يتكلم عن اخوه بطريقة وحشه فده انتى السبب فيه من اللى انتى عملاه.
تحدثت شهد بعد فتره قائله:ايوه بس انتى عارفه وشاهده انا وافقت على الجوازه دى ليه... وكمان ماتنسيش انى حطيت شرط وهما وافقول عيله يبقى انا خلصت ضميرى.
ملك :ايوه عارفة بس الواضح كده ان ماحدش قالوا على شرطك غير بعد الجواز والا ماكنتش دى هتبقى تصرفاته... وحتى لو.... برضه احنا بنى ادمين نفسنا وقلوبنا هى اللى بتتحكم فينا.
صمتت شهد نهائيا عن الحديث فقالت ملك من جديد :ياريت تفكرى فى كلامى وتعيدى حساباتك من جديد خصوصاً أنه فعلا راجل كويس... واهو ياستى كمان تاخدى حقك من الزفته مروه دى.. مافيش حاجة هتكسرها اكتر من كده.
زفرت شهد بقوه ونظرت للإمام بشرود تعيد ترتيب افكارها.
يدخل بكل شموخ وبخطوات فاخمه تليق به جداً ولكن يستمع لصوت صياح ابنه العالى.
اغمض عينيه وهز رأسه بيأس يعلم تمام العلم من هى السبب فى هذا الصياح والواضح انه نابع عن غيره جحيميه.
دلف للداخل وجد مروه تقف باستياء وغضب تؤنب ابنها قائله:واحنا مالنا ترقص ولا ماترقصش مالكش فيه.
مالك وهو قابض على يد جورى بغضب:ازاى انا مالى... دى جورى... ماما ماتعصبنيش.
تقدم يونس وهو مازل لا يعلم لما يصرخ هكذا فقال باستفهام:ايه فى ايه... بتزعق كده... ومالك ماسك البنت كده.
مالك بغضب :اسأل الهانم.
يونس:عملتى ايه ياجورى.
جورى بخوف وبراءه:والله ياعمو يونث ماعملتث حاكه.
نظر لها بغضب وقال:يانهار اسود.. يانهار اسود... انتى عايزانى اتجنن صح.
يونس بهدوء:وطى صوتك وانت واقف قدامى... قول عملت ايه.
مالك بغضب ولكن بصوت حاول التحكم به:الهانم لاقيتها فوق وعماله ترقص قدام ابن خالتها ده.
كما توقع.. الغيره ونيرانها هى السبب.
حاول تهدات ابنه بالحديث ولكن تحدثت مروه من جديد وقالت:ماتسيبها ترقص واحنا مالنا اووف دى بقت حاجة تخنق.
تجاهل الحديث ومن تحدثت وكأنها هواء وقال لتهدئة ابنه :يامالك وفيها ايه... حاول تتحكم في نفسك وفى اعصابك شويه... البنت كانت بترقص شويه مافيهاش حاجة.
رفع مالك حاجبه وقال:مافيهاش حاجة... والله... ترقص قدام الواد ده
واما اكلمها تقول انا وماما كنا بنرقص عشان نتدفى مع خالت..... قاطعه بغضب
وصراخ وقال موجها حديثه لجورى:انتى ومين؟
جورى ببراءه:انا وماما وخالتو.
هب من مكانه وذهب بغضب وكأنه عاصفه وهو يصرخ باسمها.
خرجت سريعاً مع اختها على صوت الصراخ القادم من اسفل وذهبت لترى اى مصيبه حدثت تجعله يصرخ هكذا
تحدثت ملك بفزع :ايه فى ايه... أكيد حد مات ولا زلزال او حريقه.
نعم زلزال فهو سيزلزل الارض من تحت قدميهم.. صدقتى حريقه فهو يحترق الآن غضبا وسيحرقكم معه.
هبطت الدرج سريعا وقالت :فى ايه ايه اللي حصل.
اشعلت غضبه اكثر واكثر لما ترتديه وهو يراها ترتدى ترنج(منامه) شتوى من اللون الأبيض ملتصق بانحناءات جسدها يبزها ببراعه مهللكه للاعصاب. وهى بكل غباء تسير بسرعة هكذا ويهتز جسدها الغض الطرى معها... الا يكفى.
تقدم منها وقبض على رسغها قائلاً :ايه اللي انتى لابساااه ده.. انتى اتجننتى اكيد... مش كفاية المصيبه اللى انتى عملاها.
ملك بخوف على شقيقتها:مصيبه ايه بس كفا الله الشر.
تجمع جميع من بالمنزل واستيقظ والداه على صوت صراخه فقال كامل :فى ايه.. فى ايه يا يونس.
نظر يونس بغضب أكبر وهو يرى والده ايضا قد رآها هكذا فتحرك بها لأعلى كى يخبئها منهم ثم بعد ذلك يعاقبها لكن ليخبئها عن جميع الأعين اولا. فسحبها حوله ولكنها اعترضت ووقفت بكل قوتها قائله بغضب :سيب أيدى انت ساحبنى وراك زى البقره كدا ليه..
التفت لها بغضب :قدامي على فوق قبل ما اعمل جنايه هنا.
ردت بقوه
اكبر عليه :مش هطلع قبل ما اعرف فى ايه بتزعقلى كده ليه انا ماعملتش حاجة
وابنك بيزعق لبنتى ليه هو كل شويه يا انت يا ابنك تزعقولنا... احنا بنى
ادمين برضه وبنحس... ايه ده.
ناظرها بغضب فيما نطق مالك وقال :يعنى مش عارفة... ازاى تسيبى جورى ترقص قدام الواد ده.
جاء كريم على صوت الصراخ وقال:ايه واد دى.... اسمى كريم.. اتكلم عنى كويس ياض انت... سيب ايدها انت ماسكها كده ليه.
غاضب بشده ولكن حديث الطفل جذبه فنظر نحوه وجد صبى يافع بجسد عريض وشعر مرفوع بعناية يبدو فى نفس عمره ابنه بعيون زرقاء مثل خالته وابنتها رغم وسامة مالك إلا أنه يتفوق عليه.. اشفق على ابنه من هذه المقارنه وشعر بالغضب من هذا الطفل الذى جعل طفله يشعر بالغيره التى يعلم كيف تكون نيرانها تماما.. اغمض عينيه محاولة التحكم في اعصابه فهم ضيوف حبيبته ومعشوقته يجب الا يفقد اعصابه معهم.
تحدث مالك بغصب فأخرجه من دوامة أفكاره :ده انا امسكها وامسكها وامسكها... دى جورى مالك.. فاهم يعني ايه.
كريم :لا مش فاهم واسمها جورى سعد.
مالك بغضب:انت اتهبل.... قاطعه يونس:بسسس.
صمت قليلا ثم قال:كل واحد يتفضل على اوضته... اتفضلى يا مدام مللك.
تدخلت شهد بغضب قائله:تتفضل فين... ملك هتنام معايا.
_على جثتى
قالها يونس ومالك بغضب معا.
نظر له الجميع وأولهم شهد وملك تللك الضيفه فقال هو محاولة اصلاح خطئه:لا طبعا مدام مللك لازم تنام فى اوضه لوحدها براحتها دى ضيفتك وضيفوك لازم يتعملوا معامله اسبيشيال وبعدين اوضتك بسرير واحد وانتى اللى اصريتى على كدة ولا ايه يا مدام ملك.
ملك بابتسامة عابثه ماكره وقد علمت ما يدور بخلده:عندك حق يا يونس بيه... ممكن بس حد ييجى يورينى اوضتى انا وكريم.
قالت شهد :تعالى انا هاجى اوصلك.
قبض على يدها بلهفه التقطتها
اعين الجميع وخصوصاً ملك والصقها به مما سبب القشعريره لها وقال:لأ انتى
هتيجى معايا.. ثم نادى على إحدى الخادمات وطلب منها توصيل مللك وابنها
لاحسن غرفه من غرف الضيوف.
ثم سحب يدها وصعد بها تاركاً الجميع ينظر له بذهول.
نظرت ملك التى مازالت واقفه ناحية مروه قائله بخبث:بييييمووت فيها... بيغير عليها منى مش معقول.
ثم نظرت بمكر ناحية مروه وقالت وهى تلوح يدها في الهواء كأنها تبعد رائحة ما عن انفها قائله:ايه الريحه دى... شامه ريحة شياط.
فلتت ضحكه من ريهام وكذلك الخدم فنظرت لهم بحقد شديد ثم صعدت لأعلى. تقدمت ريهام بحرج ناحية ملك ولكن ملك نظرت لها بعتاب وذهبت مع الخادمة هى وكريم تاركه ريهام تلعن نفسها وخوفها من مواجهة اخيها ذلك اليوم.
فى الأعلى تقدم للداخل واغلق الباب بغضب
تقدم منها قائلاً بغضب:ايه اللي هببتيه ده ها... ازاى ترقصى قدام حد ازااى.
شهد بعضب:دى اختى وابنها فيها ايه.
يونس بغيره :ولا حتى اختك... ولا ابنها.. ولا بنتك ولا الهوا... انا.. انا بس الى ترقصيلوا... ترقصى قدامى انا بس.
شهقت هى بخجل وتفاجئ من حديثه فقال بغضب:ايه... متافجئه... مش الواحدة بترقص لجوزها برضه... لكن ازاى وانتى اصلا مش معتبرانى جوزك... مع ان انا جوزك والكل عارف كده إلا انتى.. وبعدين مالك مانتى عملتيها قبل كده.... مش كنتى بترقصيلوا... كنتى معاه وبتعملى كده وانتى مبسوطه... هو ياخد كل حاجه بهدوء وبراحه وبرضا... وانا.... انا اتذل ويطلع عين اهلى...مش نافع معاكى اى حاجة بعملها عشانك... مش عايزه تاخدى بالك من اهتمامى اللى مش طبيعي مع ان الكل حتى الخدم والجنيانيه اخدوا بالهم.
تحدثت ببهوت مما يقول فقالت :انت... انت بتقول ايه... وبتعمل معايا كده ليه.
صرخ بها بقوه وغضب وقد نفذت قوته وصبره :عشان بحبببببك.......
*****************************
الرواية كاملة متوفرة على موقعنا بشكل حصري اضغط هنا
بقلم....سوما العربى
ايه رايكم فى الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
توقعاتكم 😉
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق