هل تعلم لماذا سمية زوجات النبي بأمهات المؤمنين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
سمية زوجات النبى بأمهات المؤمنين من حيث وجوب البر، والاحترام, والتوقير, وحرمة الزواج، لا من حيث حل النظر إليهن, أو الخلوة بهن, ونحو ذلك, فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب؛ جاء في تفسير ابن كثير عند قول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ {الأحزاب:6}: "أَيْ: فِي الْحُرْمَةِ, وَالِاحْتِرَامِ, وَالتَّوْقِيرِ، وَالْإِكْرَامِ, وَالْإِعْظَامِ، وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ الْخَلْوَةُ بِهِنَّ، وَلَا يَنْتَشِرُ التَّحْرِيمُ إِلَى بَنَاتِهِنَّ وَأَخَوَاتِهِنَّ بِالْإِجْمَاعِ" اهـ
وقال القرطبي: "شَرَّفَ اللَّهُ تَعَالَى أَزْوَاجَ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنْ جَعَلَهُنَّ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ: فِي وُجُوبِ التَّعْظِيمِ, وَالْمَبَرَّةِ, وَالْإِجْلَالِ, وَحُرْمَةِ النِّكَاحِ عَلَى الرِّجَالِ، وَحَجْبِهِنَّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُنَّ- بِخِلَافِ الْأُمَّهَاتِ. وَقِيلَ: لَمَّا كَانَتْ شَفَقَتُهُنَّ عَلَيْهِمْ كَشَفَقَةِ الْأُمَّهَاتِ أُنْزِلْنَ مَنْزِلَةَ الْأُمَّهَاتِ"اهـ
وجاء في نفس الآية من سورة الأحزاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53}. وعليه؛ فإنهن -رضي الله عنهن- لسن محارم لجميع المؤمنين، ويجب عليهن أن يحتجبن عمن ليسوا محارم لهن.
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق