مشهد مبكى لسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
يقول عنه خباب بن الأرت:
((هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيبل
الله نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى ولم يأكل من أجره
في دنياه شيئاً))
سيدنا عمر, مرة قدم له طعام طيب، فبكى، لماذا
بكى؟ تذكر أصحاب النبي الذين ماتوا قبل أن يفتح الله الدنيا على المسلمين
ثم جاءتهم الدنيا بعد ذلك راغمة, لكن الصحابة الكرام الذين ماتوا قبل أن
تفتح عليهم الدنيا هؤلاء لهم عند الله أجر مضاعف, فالإنسان يستسلم لله عز
وجل، هو الرحمن الرحيم، الآية التي تؤثر بالنفس:
﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾
﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
والإنسان دائماً يبحث عن رزقه، ثم يبلغ درجة من الكفاية والحاجة, ويبقى همه الجمع، لكن الله تعالى يقول:
﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
هذا سيدنا مصعب قتل يوم أحد، ولم يجدوا له
شيئاً ليكفن به إلا نمرة، يعني رداء خشن ، فكنا إذا وضعناها على رأسه،
تعرّت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال عليه الصلاة والسلام:
((اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر, ضعوا قليلاً من حشيش على رجليه, وارفعوا الثوب إلى رأسه))
هذا سيدنا مصعب بن عمير الذي كان من أرفه، ومن
أنعم, ومن أكثر فتيان قريش أناقةً، ونعومةً، ورخاءً، وغنىً، باع دنياه في
سبيل الله عز وجل, وإذا اختار الإنسان عملاً نظيفاً، عملاً شريفاً، وعاش
حياة مع الله وادعة مطمئنة، فهذا وسام شرف له، افرح بالدخل الحلال، إن كان
كثيرا فالحمد لله، هذا من نعم الله عز وجل, لكن إن كان قليلاً وهو حلال،
فهذا أفضل من كثيرٍ لا يرضي الله عز وجل، حتى إن النبي عليه الصلاة
والسلام، قال مرة لثعلبة: يا ثعلبة, قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تؤدي
شكره .
وقف النبي عليه الصلاة والسلام عند مصعب بن عمير، وعيناه تذرفان بالدموع، وقال:
وقف النبي عليه الصلاة والسلام عند مصعب بن عمير، وعيناه تذرفان بالدموع، وقال:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
ومنذ مدة قرأت نعوة ضخمة مكتوب فيها:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
فممكن لكل من أراد أن يضع في النعوة هذه
الآية أن يفعل، ولكن المهم العبرة، وحسن الخاتمة, فهذه الآية تلاها النبي
الكريم عندما وقف على جثمان مصعب:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها, وقال:
((يا مصعب, لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا
أحسن لمة منك، ثم ها أنت شَعِث الرأس في بردة، عندئذ قال عليه الصلاة
والسلام: إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة))
وهناك صحابي لما أسلم ثم خاض مع رسول الله معركة والله نجاه، ووزعت الغنائم، قال:
((ما هذا؟ قالوا: هذه غنيمة لك, قال: والله ما على هذا أسلمت, أنا أسلمت على الذبح))
أنا أسلمت على أساس أن أقدم حياتي في سبيل الله،
((وفي المعركة الثانية، وجد مقتولاً، فالنبي الكريم,
قال: أهو ؟ قالوا: هو هو, فبكى النبي عليه الصلاة والسلام, وقال: اللهم إني
أشهد أن هذا قاتل في سبيلك))
فإذا استقمنا، وقرأنا القرآن، وفهمنا القرآن،
وخدمنا من حولنا, وكنا أبراراً بوالدينا، ونصحنا المسلمين في بيعنا
وشرائنا، وما كذبنا و ما غششنا، إذا فعلت هذا في عصر الفتن، وعصر الضلالات،
وعصر الشبهات، وفي عصرٍ فيه القابض على دينه كالقابض على جمر فلك أجر عظيم
.
النبي الكريم, قال:
((اشتقت لأحبابي، قالوا: أو لسنا أحبابك, قال: لا,
أنتم أصحابي، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان، القابض منهم على دينه
كالقابض على جمر، أجره كأجر سبعين، قالوا: منا أم منهم، قال: بل منكم،
قالوا: ولم؟ قال: لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون))
المسلم المؤمن غريب، يعني أن أقرب الناس إليه
يستنكر استقامته, يُستنكر إذا أراد ألا يختلط مع الناس، ترى إنساناً أهله
يوصفون بأنهم محافظون، فهؤلاء الذين زعموا أنهم محافظون يريدون اختلاط
للجنسين, ويريدون أن يسفر وجه المرأة، ويحتالون ليجدوا إلى التفلت من أمر
الله عز وجل سبيلاً يسلكوه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق