هل تعلم ماهى أنواع الطلاق وماهى الاحكام الشريعية فى ذلك؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
والطلاق لا ينبغي أن يكون إلا لحالاتٍ قاهرة، كأن تشك في سلوكها، كأن
تشك أن أولادك ليس منك، هذه حالة الارتياب بسلوك الزوجة، كما ورد في الحديث
الشريف:
(( لا تطلق النساء إلا من ريبة ))
أو لا تستطيع الزوجة أن تكون مُحصنة لك، هذه
حالة ثانية، وما سوى ذلك فالطلاق مكروه كراهة تحريم، لأن فيه إتلاف للمال،
وفيه إيذاء للمرأة، وفيه ضياع للأولاد، وأتمنى على كل أخ كريم قبل أن يفكر
في الطلاق أن يتصور أولاده عند امرأة غريبة لا تحبهم ولا ترعى شأنهم، وتفعل
كل شيءٍ بحيث تؤذيهم، أو تبعدهم عن أبيهم.
أنواع الطلاق :
1 ـ طلاق المكره :
أكثر شيء ورد في الموضوع طلاق المكره، وطلاق السكران، وطلاق الغضبان وطلاق الهازل والمخطئ، وطلاق المدهوش.
طلاق المكره لا يقع، لماذا ؟ قال: لأن المُكره ليس له إرادة، ليس له حرية، والإرادة أساس التكليف، ما لم تكن حراً فلست مكلفاً، فإذا انتفت عنك حرية الإرادة إذاً كل شيءٍ يترتب على إكراهك باطل، أنت مسلوب الإرادة، فقد ورد في سنن ابن ماجة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال:
طلاق المكره لا يقع، لماذا ؟ قال: لأن المُكره ليس له إرادة، ليس له حرية، والإرادة أساس التكليف، ما لم تكن حراً فلست مكلفاً، فإذا انتفت عنك حرية الإرادة إذاً كل شيءٍ يترتب على إكراهك باطل، أنت مسلوب الإرادة، فقد ورد في سنن ابن ماجة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال:
(( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ))
لو أن أحداً أجبرك على كلمة الكفر، لا تكفر، لقوله تعالى:
﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾
إذاً انتبه الآن إلى حكم دقيق، هو أن كل عملٍ
يقع منك اختياراً، بمحض اختيارك، بإرادتك، برضاك، دون ضغط، أو دون إكراه،
هذا العمل مسؤول عنه مسؤوليةٌ تامة، أما إذا نُفيت الإرادة، فصار هناك
إكراه، وأصبح هناك ضغط، عندئذٍ سُلبت إرادتك، وبالتالي لا يقع منك نتائج
هذا التصرُّف، لكن الإمام أبا حنيفة وحده قال: طلاق المكره واقع ، ويبدو
أن الأئمة الثلاث حجتهم أقوى، عند الأحناف طلاق المُكره واقع.
أي لا يستغرب أحدكم لو سأل أول شيخ، وثاني شيخ، وثالث شيخ، ورابع شيخ دون أن يعلم خلفيات هؤلاء المشايخ، ومذاهبهم الفقهية، وطريقتهم في معالجة هذه الأسئلة، إذا لم يعلم الخلفيات يُصعق من اختلافهم في الفتوى، أي لو سألت مُفتياً حنفياً متشدداً في حنفيته، أو متعصباً لها، لأعطاك فتوى في الطلاق تختلف عن مفتٍ آخر ليس متعصباً لحنفيته، أو أفتى لك على مذهبٍ آخر، فالأحناف وحدهم يرون أن طلاق المُكره يقع، ويقول بعض العلماء: ولا حجة لهم فيما ذهبوا إليه، فضلاً عن أنهم خالفوا جمهور الصحابة .
المُكره لو كفر، لا يكفر لو نطق بالكفر لا يكفر، الكفر أهم من الطلاق أليس كذلك؟ وفي آية كريمة:
أي لا يستغرب أحدكم لو سأل أول شيخ، وثاني شيخ، وثالث شيخ، ورابع شيخ دون أن يعلم خلفيات هؤلاء المشايخ، ومذاهبهم الفقهية، وطريقتهم في معالجة هذه الأسئلة، إذا لم يعلم الخلفيات يُصعق من اختلافهم في الفتوى، أي لو سألت مُفتياً حنفياً متشدداً في حنفيته، أو متعصباً لها، لأعطاك فتوى في الطلاق تختلف عن مفتٍ آخر ليس متعصباً لحنفيته، أو أفتى لك على مذهبٍ آخر، فالأحناف وحدهم يرون أن طلاق المُكره يقع، ويقول بعض العلماء: ولا حجة لهم فيما ذهبوا إليه، فضلاً عن أنهم خالفوا جمهور الصحابة .
المُكره لو كفر، لا يكفر لو نطق بالكفر لا يكفر، الكفر أهم من الطلاق أليس كذلك؟ وفي آية كريمة:
﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾
النبيّ الكريم قال له :
(( وإن عادوا فعد ولا شيء عليك ))
أنساب الأشراف للبلاذري عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ]
إذا كان المكره لا يؤاخذ بكلمة الكفر، فلأن يؤاخذ بيمين الطلاق من باب
أولى، هذا موضوع طلاق المكره، ورفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه.
2 ـ طلاق السكران :
أما طلاق السكران، الآن اختلف الأمر، ذهب
جمهور الفقهاء إلى أن طلاق السكران يقع فلماذا ؟ نريد الدليل؟ العقل مغذ
يغذي الإنسان. مرة أخ قال لي كلمة، روى لي حديثاً شريفاً، والحديث معروف
وصحيح أنه:
((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ))
أي لو قال الإنسان: لو أن الله عزَّ وجل تكرم
علينا و تركهم موثقين طوال السنة ألا يريحنا بذلك؟ كنا سندخل جميعاً إلى
الجنة، ونرتاح من الوساوس، ومن المعاصي والذنوب والآثام، فلماذا فك قيدهم
في شوال ؟ هؤلاء الشياطين قد أهلكونا !! في شوال أفلتهم علينا، إحدى عشر
شهراً و هم غير مقيدين وربطهم في شهر واحد والحديث صحيح؟ هناك فرق كبير بين
أن تفسر حديثاً تفسيراً غير معقول، وبين أن تفسر حديثاً تفسيراً معقولاً،
ما معنى : إذا جاء رمضان صفدت الشياطين أي قيدت ؟ وقد ضربت مثالاً لذلك:
إذ كان هناك محل لبيع الخمور، ضمن حي فيه مئة شاب وهؤلاء المئة شاب تابوا
كلهم، هذا المحل ألا يغلق؟ فأنت حينما تتوب إلى الله، وحينما تغض البصر،
وحينما تؤدي زكاة مالك، وحينما تقرأ القرآن، وحينما ترضي الله الشيطان
ألغيت له عمله، وكأنك قيدته، فيمكن أن يفسر الحديث تفسيراً غير معقول، معنى
الحديث أن الإنسان إذا تاب إلي الله عزَّ وجل قيَّد الشيطان حكماً.
3 ـ طلاق الغضبان :
طبعاً طلاق السكران قلما يأتيني هذا الموضوع،
والمُكره هذه حالة نادرة الآن، أن يجيئوا بشخص، ويكتفوه ويأمروه: طلق
زوجتك، والله لم أسمعها، هذه قليلة، لكن أكثر سؤال كان يجيء لي، أكثر سؤال
يكاد يكون بالمئة مئة، طلاق الغضبان، والغضبان مثل المطاطة، لم أسمع أحداً
طلق امرأته إلا وقال: كنت غضبان، أرجوك أي غضب هذا ؟ طلاق الغضبان موضوع
دقيق جداً، وله تفصيلات كثيرة جداً قد لا يتسع هذا الدرس لها وحدها.
أولاً الغضبان الذي لا يقع طلاقه هو إنسان لا يدري ما يقول، ولا يدري ما يصدر عنه، مثل هذا الغضبان لا يقع طلاقه لأنه مسلوب الإرادة، وقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
أولاً الغضبان الذي لا يقع طلاقه هو إنسان لا يدري ما يقول، ولا يدري ما يصدر عنه، مثل هذا الغضبان لا يقع طلاقه لأنه مسلوب الإرادة، وقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
((لا طَلاقَ وَلا عَتَاقَ فِي إِغْلاقٍ ))
كأن الغضب يُغلق على الإنسان فكره، لم أعرف
ماذا تكلمت ؟ لم أر بعيوني ، هذه كلمات العوام، العلماء زخرفوها، قالوا :
الغضبان الذي لا يقع طلاقه هو لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض
، تقول له: أين السماء ؟ يقول لك: هذه السماء، لكن يوجد إنسان حزين وواع
يقول: هذه السماء. حتى يقع طلاقه، أما هو فعلاً يعرف أين السماء، الذي لا
يعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض هذا هو الغضبان الذي لا يقع
طلاقه، بل إن كل عملٍ يفعله الغضبان إذا كان القانون يحاسبه عليه فطلاقه
يقع.
قال : وحقيقة الإغلاق أن يُغلق على الرجل قلبه، فلا يقصد الكلام ولا يعلم به، كأنه انغلق عليه قصده وإرادته ، هذا الإنسان بهذه الظروف، نقول له: أنت غضبان، وغضبك لا يقع، وقد انطبق عليك قول النبي عليه الصلاة والسلام:
قال : وحقيقة الإغلاق أن يُغلق على الرجل قلبه، فلا يقصد الكلام ولا يعلم به، كأنه انغلق عليه قصده وإرادته ، هذا الإنسان بهذه الظروف، نقول له: أنت غضبان، وغضبك لا يقع، وقد انطبق عليك قول النبي عليه الصلاة والسلام:
((لا طَلاقَ وَلا عَتَاقَ فِي إِغْلاقٍ ))
الآن إذا كان الغضب سبباً في أن يزول العقل
كليةً فلا يشعر صاحبه بما قال، هذا لا يقع طلاقه بإجماع العلماء، ليس فيه
خلاف، أما إذا كان في أوائل الغضب، قال: هذا يعرف في أوائل الغضب ماذا
يقول، ويعرف مؤدَّى كلامه، قال: هذا يقع طلاقه بلا نزاع أيضاً ، أين
الخِلاف إذاً ؟ أين العلماء اختلفوا ؟ قال: هو الذي يغضب، ويستحكم به الغضب
ويشتد به الغضب، لكن لا يزول عقله كليةً، لكن يحول بينه وبين نيته، بحيث
يندم على ما فرَّط، إذا زاد فهذا محل نظر ، في البدايات وأنت واع، العلماء
اتفقوا على أن الطلاق يقع وفي النهايات العلماء اتفقوا على أن الطلاق لا
يقع، لكن إذا اشتد بك الغضب، وندمت على ما فعلت، وفي أثناء الغضب ما نويت
على الذي وقع منك، فهذه الحالة الوسطى هذه محل نزاعٍ وخلافٍ بين العلماء.
الأفضل من هذا كله ألا تغضب، وألا تُطلِّق، والله من أعماقي أقول لإخواننا
كلهم المؤمنين الطيبين موضوع الطلاق يجب ألا يرِد إطلاقاً ما دام هناك ثقة
في الزوجة، وما دام الزوجة جملةً مقبولة، فكل شيء مقبول جملةً لا تفصيلاً،
فلا يوجد امرأة كاملة، ولا يوجد زوج كامل، والنبيّ الكريم قال:
(( لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إِن كَرِه منها خُلُقاً رضي منها آخَرَ ))
لكن حينما تكون المرأة مقبولةً جملةً لا تفصيلاً، انتهى الأمر، يجب أن تنزع من نفسك موضوع الطلاق كلياً.
4 ـ طلاق الهازل :
الآن طلاق الهازل والمُخطئ، قال: يرى جمهور الفقهاء أن طلاق الهازل يقع
كما أن نِكاحه يصح ، فقد روى الإمام أحمد وابن ماجة والترمذي والحاكم عن
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم يقول:
(( ثَلاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلاقُ وَالرَّجْعَةُ ))
فالبعض أحياناً يمزح ويقول: والله أنا ناوي
أن أتزوج فلانة، جالس إنسان فحكى إلى أُخته، الأخت حكت إلى أُمها، الأُم
حكت للجارة، الجارة حكت لبيت عمتها، عمتها حكت لها بعد أسبوع، فقالت لها:
فلان يريد أن يأخذك، وهي أجابت قائلة " والله على سلامته هذا الشاب والله
معقول أن يأخذني؟ أنا أقبل فيه والله، لم يجيئها نوم أول ليلة من فرحها،
حكت إلى أُمها فقالت لها الأم: والله جيد يا ابنتي، والله نحن نتمنى، والأم
حكت إلى أبيها، فقال الأب: عنده بيت ؟ والرجل كان يمزح، النبي الكريم نهى
عن أن يكون المِزاح في موضوع الزواج، لأن فيه كسر خاطر، فيه إساءة، فيه
إحباط شديد جداً، والذي نبَّه عليه النبي عليه الصلاة والسلام " أن أخفوا
الخِطبة "، لعل هذه الخِطبة لم تتم، " اخفوا الخِطبة، وأعلنوا النكاح "
النكاح معلن، لكن الشيء الواقع الآن تجد كلمة نحكت، لم يبق إنسان إلا وعرف
أن فلاناً خاطب فلانة، الآن إذا كان الخِطبة لم تتم لماذا ؟ ماذا سمع عنها
يا ترى؟ لماذا لم تعجبه ؟ يا ترى أخلاقها ليست جيدة؟ والناس يريدون أن
يتسلوا، ناقصهم معلومات، الآن يعتبوا لماذا لم تبلغونا أنكم خطبتم فلانة ؟
أنتم عرفتم دون أن نبلغكم، كيف إذا بلغناكم ؟ فالسنة أن تُخفى الخِطبة، وأن
يُعلن النِكاح:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم ولولا الحبة السوداء لم نأت نناديكم
الرجعة، إذا راجعها زوجها المُطلق، وتوجد رواية: والعِتاق أي عتق العبد.
أنا أنصح أخواننا الكرام، إذا كان هناك شيء يترتب عليه نتائج خطيرة، لا يمزح فيه أبداً، مثلاً عنده صانع يقول له: أريد أن أُشاركك في المستقبل، يظن أنه بذلك يطيب له خاطره فهذا الصانع ذكر ذلك إلى والده، فالأب قال له: والله معقول يا بني، هذا الرجل آدمي، إذا سمح لك أن تكون شريكه فهذا ممتاز، الأب مشى في هذا الاتجاه، وتكلم إلى زوجته وفرحوا، ابننا الحمد لله فلان سوف يشاركه، لكن يا ترى بالجهد فقط أم بالمال؟ يا ترى هل يريد مالاً؟ نسأله أي شيء يحب ؟ المعلم فكر أن يمزح مع هذا الصانع بأن قال له: أريد أن أعملك شريكاً بالمستقبل، فكل أمر خطير ممنوع أن تمزح فيه إطلاقاً، إذا لم يكن عندك استعداد أن تنفذ، أصبح وعداً عليك له، ووعد الحر دين، وإن لم تنفذ عملت له إحباطاً، عملت له صدمة، الآن كثير من الأمراض النفسية أساسها صدمة شديدة، لم يتحمل، يصبح الإنسان معه انفصام في الشخصية، الآن أكثر مرض شائع هو انفصام الشخصية، قال إنسان لطبيب نفسي: أريد أن تعمل لي انفصام شخصية، قال له: لماذا ؟ قال له: والله ضائق خلقي لوحدي، انفصام الشخصية أساسه صدمة، أي منِّيته بشيء ولم يتحقق، جعلته يطمع بشركة ولم تتحقق، أو بشراء بيت ولم تؤمنه له.
الآن بعضهم قال: وذهب بعض أهل العلم إلى عدم وقوع طلاق الهازل ، وهؤلاء بالطبع قلة، لقوله:
أنا أنصح أخواننا الكرام، إذا كان هناك شيء يترتب عليه نتائج خطيرة، لا يمزح فيه أبداً، مثلاً عنده صانع يقول له: أريد أن أُشاركك في المستقبل، يظن أنه بذلك يطيب له خاطره فهذا الصانع ذكر ذلك إلى والده، فالأب قال له: والله معقول يا بني، هذا الرجل آدمي، إذا سمح لك أن تكون شريكه فهذا ممتاز، الأب مشى في هذا الاتجاه، وتكلم إلى زوجته وفرحوا، ابننا الحمد لله فلان سوف يشاركه، لكن يا ترى بالجهد فقط أم بالمال؟ يا ترى هل يريد مالاً؟ نسأله أي شيء يحب ؟ المعلم فكر أن يمزح مع هذا الصانع بأن قال له: أريد أن أعملك شريكاً بالمستقبل، فكل أمر خطير ممنوع أن تمزح فيه إطلاقاً، إذا لم يكن عندك استعداد أن تنفذ، أصبح وعداً عليك له، ووعد الحر دين، وإن لم تنفذ عملت له إحباطاً، عملت له صدمة، الآن كثير من الأمراض النفسية أساسها صدمة شديدة، لم يتحمل، يصبح الإنسان معه انفصام في الشخصية، الآن أكثر مرض شائع هو انفصام الشخصية، قال إنسان لطبيب نفسي: أريد أن تعمل لي انفصام شخصية، قال له: لماذا ؟ قال له: والله ضائق خلقي لوحدي، انفصام الشخصية أساسه صدمة، أي منِّيته بشيء ولم يتحقق، جعلته يطمع بشركة ولم تتحقق، أو بشراء بيت ولم تؤمنه له.
الآن بعضهم قال: وذهب بعض أهل العلم إلى عدم وقوع طلاق الهازل ، وهؤلاء بالطبع قلة، لقوله:
﴿ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
فعزم الطلاق أي فكر، وجمع، وطرح، وقسَّم،
وقال: يجب أن أطلقها لم أعد أتحملها، وما هو متأخرها؟ أدِّبر نفسي، أي كله
دخل في نفسه، فكر بمتأخِرها، وفكر بالنتائج، والمضاعفات، وأخذ قراراً
بالطلاق قال:
﴿ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
يوجد أحاديث لطيفة جداً، روى ابن عباس فيما رواه البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((... الطَّلاقُ عَنْ وَطَرٍ... ))
إذاً طلاق الهازل يقع، لأنه ينطبق عليه قول النبيّ:
(( ثَلاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلاقُ وَالرَّجْعَةُ ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق