Subscribe in a reader السيرة الذاتية لسيدنا مصعب بن عمير أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - daahsha"دهشة"

daahsha"دهشة"

مدونة شبابية لكل أسرة عصرية تعرض كل ما يخص الامور الدينية و كل الوصفات الطبية الطبيعية والمعلومات العامه المفيدة للعنايه بالشعر والبشره وكل وظائف الجسم المختلفة . وكل معلومات عن النباتات والحيوانات. وكل ما يخص الموضة والديكور وفن الطهى والتكولوجيا و فن التصوير والرسم ومعلومات عامة وألغاز...

آخر المواضيع

10/26/2014

السيرة الذاتية لسيدنا مصعب بن عمير أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

السيرة الذاتية لسيدنا مصعب بن عمير أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
 سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين, صحابي اليوم شاب متألق أشد التألق, كان مضرب المثل في شباب قريش، إنه مصعب بن عمير .
كيف أسلم مصعب بن عمير وكيف كانت حياته قبل الإسلام ؟
سيدنا مصعب بن عمير، شاب من شباب مكة الذين يشار إليهم بالبنان، منحه الله وسامة ونجابة، لكن الذي كان يلفت نظر الناس إليه أناقته المتناهية، أثوابه الجميلة، رقة حاشيته، وقد تجد في شباب اليوم من يستهويه الثوب الأنيق، والشعر المرجل, والرائحة العبقة ، والأناقة في الحديث والتعبير والحركة، هذا الصحابي يمثل هذا النموذج .
يصفه كتاب السيرة بأنه كان فتى ريان، مدللاً، منعماً، كان حديث حِسان مكة، لؤلؤة ندواتِها ومجالسها .
هذا الشاب سمع حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكيف أنه جاء بالتوحيد؟ وكيف أنه دعا الناس إلى الإسلام؟ وكيف أنه مع أصحابه القلة الخُلّص؟ كانوا في دار الأرقم بن أبي الأرقم، هذا الصحابي، بدافع حب الحقيقة، بدافع رغبته الجامحة في معرفة شأن هذا النبي، توجه إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، ليلتقي النبي عليه الصلاة والسلام ويبدو أن هذا الشاب ينطوي على حب للحقيقة، وإيثار للحق، فما إن رأى النبي عليه الصلاة والسلام حتى تجاوبت نفسه معه، وهفا قلبه إليه، ومد النبي عليه الصلاة والسلام يده ليصافحه ، وليمسح عن صدره آثار الجاهلية، وكانت لحظة إيمانٍ رائعةٍ سرت في أحناء هذا الصحابي الجليل، وأعلن إسلامه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
التجربة القاسية التي عاشها مصعب مع أمه أثناء إسلامه :
لِهذا الصحابي أم اسمها خناس بنت مالك، تتمتع هذه الأم بقوة في شخصيتها فذة، وقد تجد في كل عصر أما قوية الشخصية, يهابها أبناؤها إلى درجة الخوف، يأتمرون بأمرها بقوة سحرية, يخافون غضبها، يرجون رضاها، أم هذا الصحابي الجليل سيدنا مصعب بن عمير، كانت مهابةً إلى حد الرهبة, قال مصعب حينما أسلم: لم يكن يخاف أحداً، ولا يخشى أحداً, ولا يحسب حساب أحدٍ إلا أمه، كيف سيواجه أمه بإسلامه؟ .
كما هي العادة فكر في كتمان إسلامه، وبالمناسبة, فإن الإنسان أحياناً يمرُّ في ظروف صعبة جداً، وفي حالات استثنائية يجد من المناسب أن يكتم إيمانه، وقد ورد في القرآن الكريم إشارة إلى ذلك:

﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾

( سورة غافر الآية: 28)

في حالات صعبة جداً، وفي ظروف قاهرة، وفي فتن مستعرة, وفي حالات حرجة لا تستطيع أن تظهر، والله عز وجل ما كلف الإنسان فوق طاقته، فهذه الإشارة في القرآن الكريم، تسلية لكل من كتم إيمانه:

﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾

( سورة غافر الآية: 28 )
فسيدنا مصعب رأى من المناسب أن يكتم إيمانه عن أمه، فظل يتردد على دار الأرقم بن أبي الأرقم، ويجلس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام, وهو قرير العين بإيمانه، لكنه تفادى غضب أمه بهذا الكتمان, هناك قاعدة: أنه لا شيء يختفي، مهما حاولت أن تخفي شيئاً لا بد وأن يظهر .
رجل اسمه عثمان بن طلحة، أبصر به وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم، هذا الرجل عثمان بن طلحة حينما رآه يدخل دار الأرقم، سابق الريح إلى أمه ليخبرها أن ابنك يتردد على دار الأرقم مقر النبي عليه الصلاة والسلام، حينما واجهته أمه ما استطاع أن ينكر الحقيقة، بل قرر أن يظهرها، وقف أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المتجمعين حوله يتلو عليهم في يقينٍ وثباتٍ القرآن الذي غسل قلبه, وغذّى فؤاده، وملأ جوانحه سعادة .
همت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت لتلطمه، ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذي زاده وسامة في وجهه, يعني لا أدري ماذا أقول لكم؟ المؤمن أحياناً يهبه الله هيبة, ورقة, ووضاءة، وجمالاً، بحيث إن الذي يريد أن يناله بالأذى يجمد في مكانه .
مصعب حقاً ممن هاجر إلى الله ورسوله هذا ما شهد له رسول الله :
بلغ سيدنا مصعباً أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة ، بطريقة أو بأخرى، فانسل من غرفته القصية التي حبسته أمه بها، ولحق بالقافلة، وهاجر مع من هاجر إلى الحبشة، وبعد أن أقام هناك ردحاً من الزمن، عاد والتحق بالنبي عليه الصلاة والسلام .
فخرج يوماً على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما إن بصروا به، حتى حنوا رؤوسهم, وغضوا أبصارهم، وذرفت بعض عيونهم دمعاً شجياً, ذلك أنهم رأوه يرتدي جلباباً مرقعاً بالياً، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه، حيث كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة وعطرة, تمّلى النبي الكريم به جيداً، تملّى مشهده بنظرات حكيمة شاكرة، محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامة جليلة, وقال:

((لقد رأيت مصعباً هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله))
إذا كان الإنسان ذا دخل محدود، وبإمكانه أن يحصل على أموال طائلة بطريق غير مشروع، فاختار طاعة الله، ودخله المحدود جعله يرتدي ثياباً من الدرجة الخامسة، وبيته متواضع، وأكله خشن، فأنا أرى أن هذا وسام شرف، كله زائل أيها الأخوة، يعني إذا أنت آثرت الحق, آثرت أن تستقيم على أمر الله، آثرت أن ترضي الله عز وجل، آثرت ألا تأكل حراماً، آثرت أن تأكل من كد يدك، وعرق جبينك، آثرت ألا تأكل مالاً ليس لك، هذا الدخل الشرعي الحلال الطيب القليل, لكن هذا الدخل القليل جعلك تسكن بيتاً صغيراً، وأن تأكل طعاماً خشنا,ً وأن ترتدي ثياباً من الدرجة الخامسة، فهل تستحيي مما أنت عليه؟ إن كنت تستحيِ مما أنت فيه، فأنت لا تعرف الله .
سر سيدنا مصعب فى المدينة:
سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام كان في أصحابه من هو أكبر من مصعب سناً، وأعلى شأناً، وأكثر جاهاً، وأقرب إلى النبي نسباً، لكن عليه الصلاة والسلام ندبه ليكون خليفة له في المدينة قبل أن يهاجر إليها .
هناك بالسيرة أمرٌ أقف أمامه محتاراً، أنه حينما هاجر النبي إلى المدينة، كيف أن أهلها خرجوا عن بكرة أبيهم يستقبلونه، ويعظمونه, ويصدقونه، ويحبونه، وهم لم يلتقوا بها من قبل، فهل عرفتم ما السر؟ السر أن هذا الصحابي الجليل الذي أرسله النبي إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها جعل الله هداية كبار أصحابه من الأنصار على يديه .
هذا الشيء نقلني إلى فكرة، فأحياناً ترى الجامع مليء، فهل تعرف الفضل لمن يعود ؟ لبعض الأخوة النشيطين الذين يندفعون لنشر الحق، يُقنع جاره, ويقنع أخاه، يقنع ابنه، يقنع أباه، يقنع زميله في العمل، يعني يدعوه إلى المسجد، يدله على الله، يسمعه بعض الأشرطة، يناقشه، يخدمه، فغص الجامع وامتلأ، هذا الجامع أساسه أخ نشيط بذل كل شيء، حتى أقنع الناس بالحق، وحتى أقنعهم بالهدى، وحتى حملهم على التوبة .
المدينة عن بكرة أبيها تخرج لاستقبال النبي و لم يلتقوا به من قبل، ولم يسمعوا كلامه، من الذي جلس بينهم، ودعاهم إلى الهدى، وقرأ عليهم القرآن، وحدثهم عن النبي عليه الصلاة والسلام، بين لهم شمائله الشريف، عرفهم بربهم، بين كمال الله عز وجل بأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى, من هذا الذي كان يعمل ليلاً ونهاراً؟ سيدنا مصعب .
أسيد بن حضير ممن أسلم على يد مصعب :
 فهذا الصحابي الجليل قال ذات يوم وهو يعظ الناس، وقد فاجأه أسيد بن حضير، سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, وكان يدرس وحوله هؤلاء الذين أحبوا الإسلام، وانشرحت صدورهم له، فاجأه أسيد بن حضير شاهراً حربته يتوهج غضباً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم، وقال له: ما جاء بكما إلى حينا؟ هو وأسعد بن زرارة، وهما أخوان في الإسلام كريمان، تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من المدينة, والإنسان إذا وقف الموقف اللين، والموقف الحكيم، فهو عاقل رشيد، و هذا من نعمة الله عز وجل أن موقفاً ليناً فيه حكمة، فقال له مصعب بلسان طيب: أولا تجلس فتسمع فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره, فقال أسيد بن حضير وكان رجلاً عاقلاً: والله أنصفت، ما أحسن هذا القول وأصدقه، فجلس وكان مصعب يتلو عليه القرآن فاستمع إلى القرآن، ودخل إلى قلبه، وشرح الله صدره، فقال أسيد: ما أحسن هذا القول وأصدقه! كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فأرشدوه إلى ذلك .
سيدنا عمير بن وهب, مرة قال:

((والله لولا أولاد صغار أخاف عليهم العنت، ولولا ديون ركبتني, لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه، فرجل اسمه صفوان كان قاعداً، قال له: ديونك علي بلغت ما بلغت، وأولادك أولادي مهما امتد بهم العمر، اذهب لما أردت, فعمير من فوره سم سيفه وذهب، ولما وصل للمدينة، رآه سيدنا عمر, فقال: هذا عدو الله ساقه إلى رسول الله، هذا عمير بن وهب عدو لدود، ابنه قتل في بدر، قال له سيدنا النبي: ما الذي جاء بك إلينا؟ قال: جئت أفك ابني، قال له: وهذا السيف الذي على عاتقك، قال له: قاتلها الله من سيوف، فقال له النبي: ألم تقل لصفون كذا وكذا وكذا فوقف، وقال: أشهد أنك رسول الله، لأن الذي قلته لصفوان لا يعلمه إلا الله، وأنت رسوله))
فدخل عدواً لدوداً ينوي القتل وخرج مسلماً، يعني الصلحة مع الله تتم بلمحة أحياناً .
أسلم أسيد بن حضير، فلما يسلم الكبار، فالصغار يتبعونهم، فسيدنا مصعب وفقه الله في دعوته، فلانت قلوب كبراء المدينة، فلما لانت قلوبهم وأسلموا معه، ودخلوا في هذا الدين العظيم، كل أتباعهم تبعوهم .
قصة استشهاده :
كلكم يعلم أن هذا الصحابي الجليل خاض معركة أحد, وحمل لواء من ألوية أجنحتها, وكلكم يعلم أنه لما جال المسلمون, واشتبكوا مع عدوهم, ثبت مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول:

﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾

( سورة آل عمران الآية: 144)

وأخذ اللواء بيده اليسرى فضرب يده اليسرى فقطعها، وحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول:

﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾

( سورة آل عمران الآية: 144)

ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه, واندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء، ووقع شهيداً بل كان كوكباً بين الشهداء .
الشيء الذي يدمي القلب أن هذا الصحابي قال عنه بعض أصحاب رسول الله: هاجرنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في سبيل الله نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئاً, إذا إنسان أحب الله عز وجل واختاره إلى جواره, فهل ضاع عليه شيء؟ لا، قال تعالى:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾

( سورة آل عمران الآية: 169)
والإنسان عندما يخلص لله عز وجل، ويتوكل على الله عز وجل فقد ربح ورب الكعبة, فهذا الصحابي الجليل حياته كلها دعوة إلى الله، حياته كلها جهاد، ثم مات شهيداً, فقد فاز ورب البيت

النبي عاش حياة خشنة، لكن عرف المسلمون قيمته وقدره، كل هذا الاعتناء دليل مقامه العظيم عند الله عز وجل، الدنيا تضر، حاول أن تكون على أمر الله، وأن تكون مستقيماً و أن تكون ملتزماً، فهذا الصحابي الجليل قدوة لنا، لا يخفضك عند الله دخلك القليل، ولكن يخفضك معاصيك .
لذلك مصعب هذا قدوة لكل شاب عاش بأسرة مرفهة، ناعمة, فلما أصر على إيمانه وإسلامه، والناس تخلوا عنه, عاش حياة خشنه، ومن كان كذلك فله بهذا الصحابي الجليل، أسوة حسنة .

والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمرحبا، أسمي نانا أحمد وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع المنوعة فى الصحة والحياة الأسرية والتكولوجياوالطبخ والفنون والموضة
المزيد عني →

التصنيفات

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *