البارت 61
في صباح يوم جديد
تلك الفتاه التي أصبحت الأن تشعر وكأنها تملك كنوز الدنيا بأسرها فمن اسر قلبها ينام بجوارها بعدما تم زواجهم بعد كل المده متيقنه تماما من داخلها ان الله من عليها بفضله بالرجل الصحيح تتذكر كيف كان هادئا مراعيا وحنونا ومقدرا لكل ما مرت به اخذها فقيره باليه ومشو-هه نفسيا وجسديا من كثرة ما تعرضت اليه في حياتها ولكنه لم ينظر او يفكر بكا يظهر عليها بل دقق في جوهرها الداخلي كان مختلفا وحتى ما حدث بينهم ليلة امس كان مختلف تتذكر كلماته الحنونه لها حتى يزيل تلك الرهبه والتوتر الذي حل بها عندما طالبها بأن يتمم زواجهم امام الله سبحانه وانه يريد ذلك وبشده..... نظرت له بتعمق وهي تأخذ نفسا عميقا وتلك الابتسامه الهادئه على وجهها البشوش.. تتأمل ملامحه الرجوليه الهادئه الواثقه تقسم بداخلها انه لا بد ان يكون طبيب للأطفال من فرط الطبع الحنون الذي يملكه... قاطع شرودها هذا رنين هاتف حسام مما جعله يفتح عينيه ببطئ فوجدها امامه... ابتسم ثغره لاإراديا وهو يُملي عليها تحية الصباح
_صباح الخير يا هبه.... ثم مال في اتجاهها قليلا يطبع على جبينها قُبله هادئه مما جعلها تبتسم في سعاده وخجل
_ صباح النور... موبايلك بيرن من بدري اكيد في حاجه مهمه
_الحاجات المهمه كترت اوي اليومين دول.... مال بجزعه لجواره وجذب الهاتف ليرى الكثير من الرسائل والتي بعثها سيد وبعض الرجال الذي يعمل معهم في الشرطه قرأها بتركيز ومن ثم ردد بعض الادعيه ليبث الله في قلبه الطمأنينه ومن ثم نظر لتلك التي كانت تتابع ملامح وجهه بإهتمام وابتسم بهدوء وهو يداعب ارنبة انفها بخاصته قائلا بنبره هادئه ولكنها غريبه بعض الشيء
_ قومي غيري هدومك علشان هنروح لعم مدني
_اشمعنا يعني... دا حتى امبارح تعبنا اوي في الفرح خلينا نريح النهارده في البيت
_معلش يا هبه... بس وحشني اوي مش انت حبيتيهم ولا اي
_ايوه طبعا... دول طيبين اوي بس انا كنت بقول نرتاح مش اكتر
نظر لها بحب وعيونه يملئها الكثير من الهم لاحظتها بقوه ولكنها حاولت ان تُكذب احساسها هذا وخصوصا وانهم كانوا يقضون سويا افضل الاوقات ولم يمر الكثير حتى تحدث المصائب... قاطع تفكيرها عندما قال بهدوء
_انا هقوم اجهز وياريت انت كمان تجهزي.... صحيح قليلي زهره كويسه ؟
_اه كويسه انا رحتلها امبارح هي هرموناتها متلغبطه شويه بس... ثم اكملت بإبتسامه فَرحه: شكلها كده ان شاء الله هتكون حامل ونفرح شويه بقا
نظر لها بإبتسامه قائلا بنبرة تمنى: يارب يا هبه.... ثم قال وتلك الغُصه متشكله في حلقه: نفسي نرتاح شويه ونفرح بقا
تحدثت برضا وايمان كبير: انا واثقه في ربنا يا حسام... ربنا عالم بنيتنا واللي مرينا بيه وكمان مش هيرضى بالظلم اطمن
نظر بفخر لزوجته وارتاح قلبه قليلا بعد هذا الحديث المعسول: ان شاء الله يلا اجهزي بسرعه
تابعته وهو يرحل من الغرفه وابتسامتها لن تفارقها لحظه واحده قلبها يشعر بالسعاده بشكل كبير.... فلأول مره في حياتها تشعر بهذا الشعور الذي يغمر قلبها ويملئ بدنها حتى اظافرها تشعر بالراحه اليوم فلعل هذا يدوم......
**********************************
لم يزر النوم عينيها طوال الليل فبعدما اخبرتها زينب بما سمعته وظل عقلها يفكر ولم تغفل لحظه لا تعلم من فعل هذا او ماذا سيحدث بعد تلم الواقعه الشنيعة التي وحتما سوق تَقلب كل الموازين عليها فكانت تخطط ان تجعل من ضاحي فأر لمصيدتها وهو يأكل سُ-م تلك المصيده على مهل ومن دون اي شعور منه ولكن مع ذلك الحادث التي وقعت به ناهد لا تعلم الي اين سوف يأخذها ويأخذهم جميعا فناهد تعتبر اقوى شاهد لتلك القضيه وان حاول ق-تلها او اجبارها على ان تتحدث بغير حق سوف يضيع املا كبيرا لها....... تذكرت كيف قصت زينب عليها ما حدث
Flash Back:
عندما اخبرتها زينب بما حدث تعجبت سميه كثيرا فناهد الان تعيش تحت حماية اخيها والذي له الكثير والكثير من علية القوم والذين يعملون على حمايته هو ومن حلوه من كل سوء...
_اي اللي بتقوليه دا يا زينب حصل امتى وعرفتي ازاي
تحدثت الفتاه وهي تحاول جاهده في اخذ انفاسها: اصل يا هانم... تحدثت بحرج وتقزز واغرورقت عينيها بالدموع: البيه ضاحي نداني علشان كان عاوزني وقبل ما يحصل حاجه بينا موبيله رن ولما رد كان صوت راجل من رجالته بيقوله ان الست ناهد وقفها ظابط في كمين وكشف على البطاقه المزوره اللي معاها وكمان فتش العربيه ولقى فيها مخدرات بكمية كبيره وقبضوا عليها وقله كمان انها في الغالب هتبقى قضية تجاره في المخدرات مش مجرد تعاطي لان اللي معاها كانت كمية كبيره... وقتها هو لبس بسرعه ومشى معرفش راح انا من فرحتي جيت عليكي جري يا هانم اقلك ربنا قادر على كل شيء
Back:
فاقت من شروها على يد زينب والتي قد امتدت لها بالطعام... نظرت نحوها سميه بهدوء عكس براكين التفكير والفضول التي بداخلها اخذت منها قطعة الطعام وربتت على يدها بإمتنان وهو تتحدث بخفوت
_بتقرفي منه اوي كده يا زينب.... نظرت لها الفتاه بعدم فهم فتحدثت سميه موضحه لها: اقصد ضاحي... فرحة عينك امبارح وانت بتقولي موبايله رن قبل ما يحصل حاجه بينا كانت باينه اوي... بتقرفي منه اوي كده؟
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تنظر لها وعلى وجهها ابتسامه منك-سره: لا يا هانم... انا بس بقرف من نفسي مع ان ربنا وحده عالم اني مليش زنب ابدا في اللي انا فيه دا اهلي هما السبب منهم لله باعوني علشان شوية فلوس.... تحدتث بقهر واضح مما جعل قلب سميه يحزن بشده من أجلها: والله يا هانم ساعات كتير وانا بصلي اتكسف من نفسي... اللي هو ازاي اركع لربنا طالبه رضاه وستره عليا وانا عارفه انه ضاحي هينادي عليا علشان اغضب ربنا معاه.... والله يا هانم انا اول ما جابني كنت بدافع عن نفسي بس مكنتش بقدر حاولت كتير اوي انت-حر بس برضو مكنتش بقدر.... تحدث وبدأت دموعها في الهطول بشكل غزير: بشوف نظرات الحرس ليا وعيونهم اللي بتاكل في جسمي وهما شايفني رخيصه.... بتصعب عليا نفسي اوي لاني مش كده لي اتحط في مكان مش مكاني
نظرت لها سميه بحزن واشفاق كبير فتلك الفتاه الصغيره تحمل كل هذا الهم والغم في قلبها الرقيق ولا احد يعلم به... نهرت نفسها بشده فحتى هي عندما رأتها اول مره ظنتها احدى فتايات الليل التي كان يجلبهم اخيها اللعين... فتحت ذراعيها لترتمي زينب بينهم تبكي بقوه وقهر على حالها وسميه تغمض عينيها بألم وارهاق وهي تربت على ظهرها محاوله بث الأمان بها
_ان شاء الله يا زينب نخرج من السجن دا احنا الاتنين ووقتها اوعدك هخليكي تدرسي وربنا هيعوض عليكي براجل يخليكي اسعد واحده في الدنيا وانا هكون اختك واكتر وعندي اهل مفيش احن من قلبهم هيعاملوكي اكتر من بنتهم
تحدثت من بين دموعها بقهر ونبره من السخريه على حالها: اديكي قلتيها يا سميه هانم راجل.... هو في راجل هيقبل على نفسه ياخد واحده زيي
ابتسمت سميه بثقه: هتشوفي بكره هيحصل اي... ربنا شايلك حاجه كبيره اوي لبكره انت بس قولي يارب
جففت دموعها وهي تنظر لها بأمتنان: يارب يا هانم يارب
قاطع تحدثهم اصوات عاليه في الخارج مما جعل زينب تفزع من مكانه واقفه تحاول ان تفهم ما يجري ولكن قبل ان تعرف اي شيء فُتح باب تلك الغرفه بقوه وظهر منه تلك الهاله القويه وهو يتحدث بنبره فظه غليظه مثل الافعى: اي يا سميه هانم مالك اتخضيتي كده... دا انا النهارده عاملك مفاجأه جميله اوي تعالي يلا علشان وصلت وهتحتاج تشوفك..
**********************************
صدحت اصوات الماره ووسائل الموصلات من حوله وهو يرتب اداواته الخاصه بعمله ويبتسم بمكر على غير العاده مما جعل مصطفي يتعجب بشده لأمر اخيه ولكنه كان يصب تركيزه تجاه هذا العاشق الصغير المراهق الذي يأتي وعلى وجهه ابتسامه واسعه بلهاء يتقدم منهم وهو يحمل بعض الشطائر الذي احضرها من اجل طعام الافطار... قال بهيام وهو يضع الشطائر على تلك الطاوله الصغيره
_صباح الخير يا معلم مصطفي.... يسعد صباحك يا يونس باشا احلى ميكانيكي في مصر كلها
تعجبوا كثيرا لتلك الحال التي هو بها مما جعل مصطفي يجذبه سريعا ليجلس بجواره وهو ينظر في عينيه بطريقه غريبه: انطق يلا في اي... اوعى تكون كلمت بنت المعلم حسن دي تاني احنا مش ناقصين انطق
ابتسم يونس وهو يحرك رأسه بيأس من ذلك الثنائي فأخيرا وجد مصطفي من يشبهه في ذلك المخ اللعين وطريقة التفكير تحدث بضحكه طفيفه: خلاص يا مصطفى سيبه... احمد راجل وهو كان واعدنا مش هيقرب ليها الا في الحلال اطمن انا واثق فيه
زفر احمد بإرتياح وهو يقول بسرعه: اه والله يا معلم انا عند وعدي.... ثم تحدث بحرج: انا بس شفتها من شويه كانت وحشاني اوي يا معلم زي القمر دايما امتى بقا العمر يعدي بسرعه علشان اكون معاها
اشفق مصطفي على حاله وخصيصا انه يعتبره اخيه الصغير... ربت على كتفه بحنان: طالما نيتك خير ان شاء الله ربنا يجعلها من نصيبك...
قاطعهم يونس وهو يمثل الصرامه: اي يا اخويا انت وهو هنقضيها كلام مش نقوم بقا نشوف شغلنا
امأوا له وهو يضحكون كالعاده وبدأوا في تماول فطروهم وهو يعملون بجد......
**********************************
تملمت بطلتنا في نومها بعدما شعرت بفراغ السرير من حولها فعلمت عندما فتحت عينيها ان يوتس قد رحل للعمل... نعم تعجبت من ذلك وغضبت ايضا فتلك تقريبا اول مره يرحل من المنزل دون ان يتناول طعام الفطور معها او يودعها على الاقل فقد ايقنت الان انه بالفعل غاضب بشده منها.... بدأت تعيد ذاكرتها لكل ما فعلته معه في الاونه الاخيره واعترفت لنفسها انها وبالفعل اخطأت كثيرا وانه حقا تحمل الكثير.... وبدأت تتذكر حديث هبه لها وانه من المحتمل ان يكون كل هذا بفعل اضطرابات هرموناتها بفعل الحمل فهبت سريعا تفتح احدى الادراج وتَخرج منه هذا الجهاز الصغير والمدعو بإختبار الحمل وبدأت تقرأ كيف يتم استعماله لجهلها التام بتلك الامور ولكنها في النهايه فهمت ودلفت للمرحاض وبدأت في عمل الاختبار ولكنها لم تفهم نتيجته لعدم خبرتها فقررت الاتصال على هبه
_الو... ايوه يا هبه بقلك انا عملت اختبار الحمل دا بس مش عارفه انا كده حامل ولا لا
تحدثت هبه عبر الهاتف: طب قليلي ظهرلك اي او ابعتيلي صوره
_حاضر.... هبعتلك صوره دلوقتي
اغلقت المكالمه والتقطت صوره لنتيجة الجهاز وارسلتها لهبه عبر تطبيق واتس اب وما ان ارسلتها حتى سمعت صوت رنين جرس الباب... فذهبت سريعا وارتدت اسدال الصلاه الخاص بها وهمت بفتح الباب ولكن اعتلت الصدمه وكست الرهبه وجهها عندما رأت الطارق... ولكن قبل ان تُظهر اي ردت فعل كانت تقع ارضا معشيا عليها............
**********************************
البارت 62
كانوا يجلسون في أُلفةً واضحه بينهم وهم يحتسون اكواب الشاي الدافئه التي تشبه قلوب افراد هذه العائله كانوا يتحدثون ويمرحون وتغمرهم طيبة قلب هذا العم مدني وزوجته واثناء هذه الجلسه قفزت هبه فرحا وهي تصرخ ضاحكه من قلبها حيث تلقت رساله عبر برنامج واتس اب تحمل الصوره التي التقطتها زهره لأختبار الحمل الخاص بها... تعجب حسام كثيرا منها وخصيصا ان لديه بعض الخفايا التي جعلته متوتر ومضغوط قليلا تحدث اليها وهو يحاول اخفاء توتره
_خير يا هبه في اي؟
نظرت له وهي ترفع الهاتف امامه بإبتسامه واسعه وصادقه: زهره حامل يا حسام... ربنا بيحن علينا علشان نفرح شويه عقبال لما الحق يرجع لأصحابه يارب
نظر لها وقد سعد بشده من اجل صديقه واخيه الروحي ومن اجل زهره ايضا فهو يَعدها بمثابة اخته... تحدث مدني بحب صادق: الف مبروك يا بني ربنا يكملها على خير وعقبالكم يا ولاد
تحدثت زوجته بوجهها البشوش: دا انا يومها هفرق شَربات على الحاره كلها دا يبقى يوم المنى لما يجيلنا حتة عيل يملى علينا حياتنا ويبقى ابنك يا حسام
نظر لهم بحب كبير فهم مثال للعائله الطيبه لو كان الامر بيده لكان ظل معهم دائما فهم دائما ما يشعروه بأنهم عائلته الثانيه.... قاطع فرحتهم دق هاتف حسام ليتعجب من رقم المتصل وتمنى ان يكون ما يدور في رأسه ليس صحيح فأجاب بتردد
_ايوه يا بني خير
_الحق يا حسام باشا.... ضاحي خد سميه هانم ومش عارفين رايح بيها فين
_يعني اي خدها مش فاهم.... وازاي مش عارف راح بيها فين وانت لازمتك اي بوقفتك عندك دي
_والله يا باشا انا بعمل اللي عليا وانت عارف رقبتي فداكوا... بس احنا لاقيناه فجأه شايلها وركب بيها عربيته ومحدش اي حد مننا معاه انا لحم كتافي من خيركم يا باشا عمري ما اخون ابدا
زفر حسام بضيق وهو يحاول تمالك اعصابه حيث انه يعلم حق العلم ان الرجال الذين زرعهم وسط رجال ضاحي على قدر عالي من الثقه ودائما ما كان يونس يقف جوارهم وكانوا يعملون لديه ودائما ما كان يغمرهم بالعطايا والمال تحدث اليه وهو يضغط على اسنانه من الغضب: طيب اقفل دلوقتي... د ولو عرفت اي حاجه تعرفني على طول
اثناء تحدثه في الهاتف كانت هبه تحاول لأكثر من مره الاتصال بزهره ولكن لا رد مما زرع القلق في قلبها فهي منذ دقائق فقط كانت تهاتفها
_حسام... زهره مش بترد ما تكلم يونس كده تشوفها معاه ولا اي بقالي كتير برن قلقت عليها
_انا كده كده رايحه دلوقتي
_طب يلا... استنى هاخد حاجتي
ازدرق ريقه بصعوبه وهو يقول لها بصوت متخشرج: انت هتفضلي هنا مش هتيجي معايا يا هبه.... المشوار اللي انا رايحه مينفعش تكوني فيه معايا
امتلك الرعب قلبها فنبرته كانت لا توحي بالخير ابدا: يعني اي يا حسام مش انت رايح ليونس انا كمان هاجي معاك اطمن على زهره..... هو في اي انا مش فاهمه حاجه
امسك يدها بلطف يربت عليها بحنان ومن ثم جذبها بين احضانه يبث فيها الطمأنينه قائلا: معنديش وقت اشرحلك بس كل اللي عاوزه منك تدعيلنا يا هبه.... وعلشان خاطري لو بتحبيني اوعي تسيبي بيت عم مدني حتى لو غبت عنك شهور
اظلمت عينيها بتيه وهي لا تفهم اي شيء مما يقوله.. وضعت يدها على وجهه وبدأت عينيها تتجمع بها الدموع: انت بتقول اي يا حسام... يعني اي هتغيب عني وادعي لمين انا مش فاهمه حاجه يا حسام علشان خاطري فهمني في اي
اغمض عينيه بقوه فبدأت الامور تزداد سوء ويجب عليه الرحيل قبل ايذاء سميه او اي من البقيه... قربها اكثر اليه يحتضنها بقوه وهو يأخذ انفاسه بقوه: ثقي فيا يا هبه ارجوكي ثقي فيا وبس تمام
امأت برأسها من بين دموعها الغزيره وهي تقول: واثقه فيك يا حسام..... انت اول شحض يحسسني بالأمان في حياتي ربنا يردك ليا بالسلامه يا حبيبي
مد يده يمسح دموعها وقلبه يعتصر الما فهو يعلم ان ذلك اليوم سيكون صعبا للغايه على الجميع قبل مقدمة رأسها وهو يزفر انفاسه بضيق ومن ثم مد يده يخرج ورقه مطويه من جيبه ويعطيها لها
_دي علشانك يا هبه... افتحيها بعدين بلاش دلوقتي فيها كلام مهم اوي اكيد هيفرحك جدا... انهى حديثه وهو ينظر للعم مدني وزوجته بإبتسامته المعتاده: مراتي امانه عندك يا عم مدني وزي ما وصيتك يا راجل يا طيب اشوفكم بخير
ودعه الجميع بحراره وهم يدعون له ويرجون الله ان يعود لهم سالما.... اما هبه كانت تلوح بيدها له وعيونها تزرف الدمع وما ان اُغلق الباب حتى أرتمت بين احضان زوجة مدني تبكي بحرقه من شدة الخوفه على زوجها وهول الصدمه التي تعرضت اليها..........
**********************************
في الحاره
كان يونس ومصطفى واحمد يعملون بجد فقد كان ليديهم الكثير من الاعمال المتراكمه اثناء يوم عُرس المعلم حسن..... كان يونس شارد الذهن بما فعله وخطط له وفي نفس الوقت يشعر بشعور عدم الراحه لا يعلم ما سببه واذ فجأة وجد هاتفه يصدح بالرنين فأمسكه بتكاسل من ضغط الافكار لديه ووجده رقم غير مسجل بالهاتف زفر بحنق وهو يجيب فأتاه صوتٌ لم يود ابدا ان يستمع اليه وكان صوت هذا البغيض ضاحي قائلا بإنتصار
_ازيك يا ابن مهران.... وحشتني اوي قلت اسمع صوتك كده واطمن عليك اخر اخبار سمعتها عنك انك بقيت ميكانيكي مش لاقي تاكل
زفر وهو يسبه بأبشع الالفاظ والاخر يقهقه وعلى نفس حالة البرود الذي يملكها: اي يا بس يا عم يونس... انت لي تعرف اللي ليك معايا دلوقتي مش هتتكلم كده خالص دا انت هتقلي يا ابيه
زاد غضبه بشده وهو يكور قبضة يده ضاغطا عليهت بقوه: عايز اي .... لخص
اجابه الاخر بمكر ونبره بغيضه يملؤها الشهوه: تعرف طلعت تستحق كل اللي بتعمله علشانها دا... انا طول عمري بقول عليك حظك حلو اي الجمال دا حتى في الفقر والطنك اللي انتو فيه زي القمر سبحان اللي خلقها ملكة جمال
أُصفر لون يونس وهو فهم ما يرمي عليه ذلك اللعين داعيا في نفسه ان يكون ظنه خاطئا اظهر البرود والتماسك امامه قائلا: انت بتقول اي يا جدع انت ما تتكلم زي الناس
ضحك ضاحي بشر وهو يقول: طب بقلك اي هرن عليك فيديو كده اوريك حاجه هتعجبك اوي... افتح كده
بالفعل لم تمر إلا ثواني قليله وصدح صوت الهاتف من جديد معلنا عن هذه المكالمه فضغط يونس على زر الاجابه فإذا بهذا المدعو ضاحي يجلس ارضا وهو يرجع رأسه للوراء براحه كبيره ويبتسم بمكر وعينيه على ما بجانبه بلذه وشهوه ظاهره على ملامح وجهه ومن ثم نظر ليونس والذي بدأ القلق الحقيقي يظهر جَليا على وجهه قائلا بإبتسامه لزجه
_ها يا يونس جاهز... واحد... اتنين... ثلاثه
ومع نطقه لأخر رقم وجه كاميرا الهاتف المحمول على وجه زهره والتي كانت نائمه بملابس الصلاه الخاصه بها لا حول لها ولا قوه ولا تشعر بأي شيء من حولها.... وما ان رأى يونس ذلك حتى اسودت عينياه من القلق والغضب وبدأت عروق وجهه ويديه ان تبرز بطريقه غريبه ومخيفه وبدأ يصرخ بأسمها لدقائق ولكن دون جدوى فأتاه صوت الضاحك اللعين هذا
_اي يا يونس.... يا راجل الحب بهدله برضو بس تصدق انا عندي استعداد اتهبدل عمري كلو بس اصحى على الوش دا كل يوم... اهدي كده ليطقلك عرق ولا حاجه.... انا قلت اطمنك عليها اطمنوا خالص زهره معايا وسميه معايا اه صحيح قول لمصطفي سميه كده شكلها هتمو-ت ولا اي بقالها ساعه عماله تقول بطني بطني دي في السابع لسه مش شهر ولاده يعني.... مع السلامه يا يويو
ومن ثم اغلق المكالمه في وجه هذا الذي وبالمعنى الحرفي هربت الد-ماء من عروقه ثانيه واثنان وثلاث ووقع الهاتف من يده التي شُلت حركتها فجأه ونظر امامه بضياع.... كان يتابع كل هذا مصطفي والصبي احمد اللذان كان حالهم لم يختلف كثيرا عنه فهوا تلك الصدمه عليهم ليس بالقليل ابدا ولكنهم افاقوا على صوت ذلك الك-سر فقد ركل يونس احدى الالات الحديديه على اللوح الزجاجي الكبير بقوه فوقع ارضا متحولا لفُتات صغير اصبح مظهره حقا يُرعب اي حد.... اخذ مفاتيح سيارته والتقط هاتفه من الارض وذهب راكضا نحو المنزل فهم مصطفي سريعا باللحاق به والغضب يكسو وجهه هو الاخر فعلى الرغم من موقفه من سميه الا انها زوجته وحبيبته وام طفله القادم وزهره ابنة عمه وزوجة اخيه واخته الروحيه فكيف لذلك الدنيء ذا الايد الملوثه بأن يفعل ذلك بهم
_اقفل الورشه يا احمد وخلي المفاتيح معاك....
نفذ احمد ما طُلب منه بجسد مرتجف من الخوف على تلك العائله التي اوته ومدت له يد العون والمسانده.... ومن ثم قرر ان يعاونهم الاخر فخطر في باله الذهاب للمعلم حسن فهو يعلم بأمر الصداقه القديمه بينه وبين والدهم المرحوم مهران
**********************************
دلف للبيت بطريقه همجيه وهو يدفع الباب بقوه ومن ثم دلف لغرفته ومصطفى يحاول تهدأته ولكن دون جدوى... فتح احدى الادراج وأخرج منها سلاحه الناري وبدأ في ملؤه بالطلقات بهوجائيه وغضب وسار متوجها نحو الباب فوقف مصطفي امامه كحائل حتى لا يذهب
_ انت رايح فين.... ممكن تهدى بقا علشان نعرف نتصرف
ضغط على اسنانه بغيظ وهو يزيح مصطفي من امامه بقوه
_ابعد من وشي يا مصطفى احسن ليك... سيبني في حالي وملكش دعوه خالص انت فاهم
لم يهتم مصطفي لحديثه فهو يعرف مدى جماحة غضب اخيه وانه بالفعل ممكن ان يق-تل احدهم وهو بهذه الحال.... زفر بحنق وهو يحاول المرور من جوار مصطفي ولكن دون جدوى مما جعله يصرخ في وجهه بقوه ومعالم الا وعي تظهر على وجهه
_هو انا بكلم نفسي... بقلك ابعد من وشي السعادي غور
_مش هبعد... لازم تهدى انت كده هتضيع نفسك وتضيعهم معاك اهدي يا يونس
امسكه يونس من تلابيب ملابسه بعيونه تكسوها الحمره القانيه وبدأ في الضغط عليه وكلما ضغط كلما زاد وجهه حمره وبرزت عروقه اكثر واكثر حتى بدأ مصطفي في الاختناق ومن كثرة غضب يونس لم يلاحظ فكل ما يراه الان هو ان زهره بيد هذا المعتوه..... ولكن مع ارادة الله جاء حسام في اخر لحظه وعندما وجد هذا المنظر امامه حتى تدهل سريعا وحاول جاهدا ابعاد يونس عن مصطفي هادرا به بعضب
_انت اتجننت يا يونس... اي اللي انت بتعمله دا
طفح به الكيل فهولاء يتسائلون ويتحاكون وهو قلبه تغلي الدماء خوفا على حبيبتة روحه فهم بالذهاب مره ولكن صده حسام بقوه ليرجع خطوات للوراء وهو ينظر له بغيظ ليتحدث حسام موضحا الموقف
_ انا مستنى مكالمه علشان اعرف مكان سميه وزهره فين.... لان حتى سميه نفسها ضاحي نقلها من القصر النهارده من كام ساعه والعيون اللي ليا ميعرفوش حاجه
تحدث مصطفي وقد ظهرت على وجهه علامات الضياع: العيون اللي ليك!.... هو في اي بالظبط
تنفس حسام بقوه: في كتير اوي... ولازم نتكلم علشان نعرف هنتصرف ازاي وكمان جه الوقت اللي تعرفوا تطورات القضيه الحقيقه علشان خلاص النهايه قربت.... نظر ليونس برجاء وهو يقول: يونس ارجوك اتوسل ليك لازم تقعد وتسمعني يا صاحبي ارجوك......
**********************************
ايه رايكم الاحداث يارب تكون عجبتكم وهستنى رايكم وتفاعلكم عليها
توقعاتكم
يتبع💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق