هذا ما يحمله أسبوع الموضة في باريس من رسائل خفية وتصريحات جريئة
تعتبر الموضة من القطاعات الأكثر ربحاً في فرنسا، وتعد مرآةً اجتماعية جديرة بالثقة، فهي تعكس المشهد السياسي للبلاد وأولياتها. إذاً، ما هي القضايا التي سُلط الضوء عليها فيأسبوع الموضة في باريس؟
قدم هذا الموسم الخليط المعتاد من الملابس الأنيقة، والرسائل السياسية الخفية، والتصريحات الجريئة، وكان الاستحواذ الثقافي من إحدى المواضيع الرئيسية في عروض ربيع وصيف 2019.
ويتخلل تاريخ الموضة في فرنسا آثار ماضيها الاستعماري، إذ لا تزال كلمة "nègre"، التي تعتبر لفظاً عنصرياً ضد السود، يستخدم لوصف درجة معينة من اللون الرمادي.
كما يستمر المصممون في إطلاق مجموعات مستوحاة من مفاهيم شرقية وأفريقية نمطية، ولكن يقدم جيلٌ جديد من المصممين تعريفاً متعدد الثقافات وأكثر احتراماً، مثل المديرة الإبداعية لـ"ليونارد باريس"، كريستين فونغ، التي وجدت إلهامها خلال قبائل "ماساي" في كينيا وتنزانيا.
ولإضافة المصداقية إلى مجموعتها، تعاونت فونغ مع حرفيين من قبيلة "ماساي" لإطلاق مجموعة من الأقراط والقلائد التقليدية.
كما شكل مشي عارضة الأزياء المحجبة، فيرييل مولاي على مدرج العلامة التجارية "Koché" حركة جريئة في بلدٍ مرر قانوناً يحظر من تغطية النساء لوجوههن بالنقاب في الأماكن العامة.
وأما أوليفيير روستينغ من "بالمان"، الذي يعد أحد المصممين السود القلائل الذين يقودون دار أزياء رئيسية، فقام بالاحتفاء بالتأثير المرئي لمصر على العاصمة الفرنسية في تصاميمه، ما يوحي أن الجماليات الباريسية مدينةٌ للثقافات الأخرى بشكلٍ أكبر مما نظن.
ورداً على الآراء الرأسمالية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تتضارب مع الآراء الاشتراكية التقليدية في البلاد، قامت مجموعة من العلامات التجارية الصغيرة على العمل من أجل عالم موضة أقل تنافساً.
وقامت مدرسة الأزياء "Casa93" بالتعاون مع "Manifeste011" بتقديم مجموعة مصممة من قبل طلابٍ استخدموا منسوجات أعيد تدويرها.
وفي مقابلةٍ عبر الهاتف، عبرت مؤسسة الجامعة، نادين غونساليس، عن أهمية العمل من أجل "مقاومة الثقافة الرأسمالية العديمة المسؤولية التي أصبحت معياراً".
وفي ظل دعم حركة "Balance ton Porc" في فرنسا، التي تُعتبر نظيرةً لحركة "Me Too"، قام كايسي كادوالادر بإعادة تفسير مفهوم الأنوثة الجريئة لمؤسس "Mugler"، ثييري موغلر، وذلك خلال تصميم سترات ذات أكتاف عريضة توحي بـ"الحماية، والتمكين، والتعبير عن الذات"، وفقاً لما قاله خلال مقابلةٍ عبر الهاتف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق