حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الرابع
الفصل الرابع -أشباح الماضي والشرارة الأولى
بعد ما خرجت مريم من مكتب ريان، رجعت للمكتب الصغير اللي سامح جهزه لها.
كل خطوة كانت ثقيلة... وكل ورقة كانت بتلمسها بتحس بنوع من الضغط اللي مافيش سبب ظاهر له.
قعدت، وحاولت تركز على شغلها...
لكن عقلها كان راجع للمكالمة.
"سيف؟ مين سيف؟ وليه ريان اتوتر كده؟"
أول ما حاولت تكتب أي حاجة، الباب اتفتح فجأة.
كان ريان واقف... مش ببوابته المعتادة، لكن واقف كده... ساكت، وبدون تحريك شفاهه.
مريم اتجمّدت... مش من الخوف... لكن من الإحساس اللي بيملأ المكان.
ريان قرب منها... خطوة وحدة بس... وكأن المكان كله اتقلّ فجأة.
— "مين سيف؟"
صوت ريان كان منخفض... لكن كل كلمة فيه كانت حادة زي سكين.
مريم ابتلعت ريقها...
— "آ... ده... ماضي... شخص ما... ما يهمش دلوقتي..."
ريان شدّ كتفه شوي...
— "ماضي؟ مين؟ ... مفيش حاجة بتمر من قدام عينيا بدون ما أشوفها. إنتي فاهمة؟"
مريم حسّت بالضغط... لكنه مش خوف...
ده إحساس إن حد شايلها بعينه... وفي نفس الوقت... بينظر لقلبها.
فجأة، مكتب سامح انفتح، وظهر شخص... سيف.
مريم اتجمدت...
هو دخل بدون سابق إنذار... نظرة قصيرة لريان...
ابتسامة باردة على وشه:
— "آه... أخيرًا لقيتك يا ريان."
ريان وقف... صام للحظة...
عينه على سيف... والهواء اتقلّ حواليهم.
مريم:
— "مين دا؟"
ريان ببطء، بصّ لها:
— "ماضي... اللي أنا حاولت أنساه... ولسه بيرجع."
سيف ابتسم ابتسامة فيها تحدّي:
— "ماتظنش إن كل حاجة ممكن تنسى، ريان. اللي حصل... أنا عارفه كله. وحسابه لسه ما خلصش."
ريان شدّ قبضته... لكنه ما تحركش...
كل شيء حواليه اتجمّد... حتى قلب مريم بدأ يدق بسرعة مش طبيعية.
مريم حسّت إن حياتها بدأت تتشابك مع ماضي ريان الغامض...
ومع وجود سيف، الشرارة الأولى بين ريان ومريم بدأت تتحول لخطر وجاذبية في نفس الوقت.
ريان قال بصوت بارد... لكن فيه نبرة حزم:
— "انتي... خليكي بعيد عن كل حاجة هتظهر بيني وبين الشخص ده."
مريم همّت بالكلام...
لكن سيف رفع حاجبه وابتسم ابتسامة فيها تهديد:
— "مش هقدر... كل شيء بيظهر دلوقتي، ريان... وكل شيء قدامك لازم يتحاسب."
ريان نظر لها...
والهواء حولهم اشتعل.
مريم عرفت في لحظة...
إن حياتها مش بس هتشتعل بمشاعر ريان...
لكن كمان بأسرار الماضي اللي بيرجع يسيطر على كل شيء.