daahsha"دهشة" daahsha"دهشة"
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الرابع عشر



حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الرابع عشر








الفصل الرابع عشر — القناع يسقط

الصمت جوّه المخزن كان تقيل لدرجة إن أنفاسهم كانوا سامعينها.
الطلق اللي خد كتف آدم لسه صدى صوته راجع في ودان ليلى، وكل ثانية بتعدي كان قلبها يضرب أسرع.

آدم حاول يقف، مسك الحيطة بيده السليمة، وغمّض عينه لحظة من الألم… لكن في نظرته كان في غضب مش بيهدى.

سامر بصوت واطي:
ــ «متتحركوش. الشخص ده مش بيهزر… ده بيلعب بعقولنا قبل ما يلعب بالرصاص.»

فجأة…
خطوات حذاء تمشي على الخشب فوق السقف.
خطوات بطيئة… محسوبة… كأن اللي فوق مش مستعجل، بالعكس—مستمتع.

ليلى بصوت متقطع:
ــ «مين ده يا آدم؟ قولّي… أنا لازم أعرف.»

آدم ما بصّش لها، لكن صوته اتغير:
ــ «ده… الشخص الوحيد اللي عمري ما توقعت يرجع.»
وقبل ما يكمل، الصوت فوق قاطعه:

ــ «ليه يا آدم؟ كنت فاكر إني انتهيت؟
ولا كنت فاكر إنك تقدر تكمل حياتك… من غير ما أرجع آخد اللي ليا؟»

ليلى اتجمدت.
الكلام موجه لآدم… بس بطريقة فيها غيرة… فيها حساب قديم.
مش مجرد عدو.
مش مجرد مجرم.

سامر تمتم:
ــ «ده مش بيكلمك كخصم… ده بيكلمك كحد… كان قريب.»

آدم انفعل:
ــ «اسكت يا سامر… مش دلوقت.»

الصوت فوق ضحك ضحكة قصيرة:
ــ «لسه عصبي زي زمان… لسه بتخاف حد يقرب منك…»

ثم فجأة:
ــ «ولسه… مش قادر تحمي اللي بتحبها.»

القنبلة وقعت هنا.
ليلى بصت لآدم بسرعة، عينيها توسّعت.
وآدم لمحها، وبصوت واطي قال:

ــ «ما تصدّقيهوش… مش أي كلمة يقولها صح.»

لكن ليلى أهمست:
ــ «إنت… كنت بتحب حد قبلي؟ حد هو يعرفه؟ حد… يرجّعه ينتقم؟»

آدم اتوتر:
ــ «ده مش وقته!»

سامر دخل بينهم بسرعة:
ــ «اسمعوا… لو فضلتوا تتكلموا كده، هنكون سهل نضرب تاني. لازم نخرّج الشخص ده للنور. فين الدرجة اللي بتطلع فوق؟»

آدم أشار على سلم حديد في آخر المخزن.
سامر رح ناحية السلم وهو شايل مسدسه، وإيده بتترعش شوية.

ليلى وقفت قدام آدم، وصوتها رغم الخوف كان ثابت:
ــ «قبل ما نطلع فوق… أنا عايزة الحقيقة يا آدم.
أنا داخلة خطر كبير… ومش هدخله وأنا مش فاهمة.»

آدم اتنهد… تنفّس جامد… وبص لها أخيرًا.

ــ «كان في واحدة زمان.
مش حب… كانت لعبة… وكانت سبب في مصيبة كبيرة.
الشخص اللي فوق… كان شايف إني أخدت منه حاجة.
والنهارده… رجع ياخد… أي حاجة تخصّني.»

ليلى شهقت:
ــ «يعني… أنا؟»

آدم بصوت غاضب:
ــ «هو عايز يوجعني… مش عايزك إنتي.»

الصوت فوق صرخ فجأة:
ــ «غلط يا آدم!!
أنا عايزها هي!
لأنها… شبهها.»

الصدمة نزلت محلّ البرد في عروقهم.

سامر وقف مكانه، بصوت خافت:
ــ «يا نهار أبيض…»

ليلى لمست وشها من الخضة:
ــ «شبه مين؟!»

آدم صرخ:
ــ «انزل! واجهني بدل ما تتكلم من فوق زي الجبان!»

الصوت ضحك ضحكة مرعبة…
وبعدين —
زجججججج الجنسلة اتحركت!
السلم الحديد بدأ ينزل لوحده… كأن اللي فوق بيرحب بيهم.

سامر اتجه ناحية السلم، وقال:
ــ «أنا هطلع الأول.»

بس آدم مسكه من دراعه:
ــ «لأ.
الموضوع بيني وبينه…
وأنا اللي هواجهه.»

ليلى مسكت يد آدم:
ــ «متسِبّنيش ورا.»

آدم لمس خدّها بإيده السليمة…
نظرة وحدة كانت كافية تقول كل حاجة مش قادر ينطقها.

ــ «عمري ما هسيبك.»

ودخل أول خطوة على السلم.

سامر وراه… وليلى آخرهم.
⏳ فوق السقف — وجه الحقيقة

المكان فوق كان شبه علّية مهجورة… ضلمة إلا من لمبة صفراء بتتهزّ، والضوء رايح جاي زي نبض.

وفي النص…
واقِف.
شخص طويل، لابس أسود، ووشه مغطّى نصه بقناع.

لما آدم طلع… وقف الشخص قدامه، ومال راسه شوية:
ــ «كبرت يا آدم… بس لسه عندك نفس الغرور.»

آدم اتقدم خطوة:
ــ «إشيل القناع… وواجهني خلّينا نخلص.»

الشخص ضحك…
ورفع إيده ببطء…
ومسك طرف القناع…
وسحبه.

القناع وقع.

وليلة…
شهقت بعلو صوتها:
ــ «مستحيــــل…!!!»

آدم اتصلّب.
سامر اتصدم بالمعنى الحرفي.

الشخص اللي واقف قدامهم…

كان حد آدم دافن اسمه من سنين.
حد كان فاكره مات.
حد… كان أقرب من الأخ.

وكان بيبصّ لآدم بعيون كلها نار وانتقام.

عن الكاتب

nana ahmed

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

daahsha"دهشة"