حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الاول
الفصل الأول - بداية النهاية... أو بدايتهم
كانت مريم واقفة قدام مبنى "الرفاعي جروب"، ماسكة ملف بسيط وحاسّة قلبها هيوقع من الخوف والترقّب.
أول يوم شغل...
وأول خطوة في طريق جديد هي مش عارفة نهايته فين.
ترتيبها، مشيتها الخفيفة، توترها... كله كان باين عليها.
لكن كل دا اختفى لما حد خبّط فيها بقوة.
الملف وقع.
الأوراق اتبعثرت.
وهي اتفزعت.
رفعت راسها...
وتجمّدت.
راجل طويل، عريض الكتاف، ملامحه حادة بشكل يخوّف ويجذب في نفس اللحظة.
عينين سودة... فيها حاجة مش مفهومة.
نظرة ثابتة... وباردة.
انحنى يلمّ الأوراق، لكن لما وقف... ما سلّمهاش على طول.
قرب منها... قرب قوي لدرجة خلّت نفسها يتلخبط.
قال بصوت منخفض وخطير:
— "أول يوم ليكي هنا...؟"
مريم غمغمت:
— "أيوه... آسفة، مخضوضة شوية."
رفع حاجبه:
— "واضح."
ورجع خطوة...
ثم أضاف:
— "ركّزي... لأن هنا، الغلطة بتتكتب مش بتتنسى."
ومشي.
مريم وقفت مكانها مش فاهمة...
هو مين دا؟
دخلت الشركة...
ولقت صورته الكبيرة على الحائط:
ريان الرفاعي
المدير التنفيذي — الرجل اللي محدش يعرف عنه حاجة... واللي الكل بيخاف يقرب منه.
ومريم وقفت قدام صورته...
مش قادرة تبعد عينيها.
مين الراجل دا؟
وليه قلبها اتخض بالطريقة دي؟
وليه عينه... حسّت إنها شافتها قبل كده؟
وفجأة...
صوت جه من وراها، قريب جدًا من ودنها:
— "انتي وقفتِ تتأملي صورتي ليه؟ أنا واقف وراكي."
التفتت بسرعة...
ولقته واقف.
قريب... قوي.
عينه نازلة عليها، صوت بارد... لكن تحته حرارة غريبة.
ريان:
— "اتأخرتي يا آنسة مريم..."
ابتسامة ساخرة خفيفة لمعت في طرف فمه.
— "... ودي أول غلطة."
مريم حاولت تتكلم...
لكن صوتها اختفى.
وهو؟
هو كان شايف كل حاجة في عينيها...
الخوف...
التوتر...
والحاجة اللي حاولت تخبيها...
واللي كأنها لمست "رحيق" خفيف تحت جلدها من أول نظرة.
لكن...
اللي ولا واحد فيهم كان يعرفه...
إنه بداية نار
هتاكل كل اللي حواليهم
قبل ما تروّض قلوبهم.
قرأة ممتعة