حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت التاسع عشر
المواجهة الأخيرة
الظلام في المصنع بقى شبه خنق…
والهواء تقيل من الدخان والحرارة اللي طالعة من الشرر اللي حصل قبل شوية.
ليلى كانت ماسكة إيد آدم جامد… عينها مش مصدقة اللي شافته ولسه قلبها بيخفق بجنون.
آدم واقف قدام الشخص الغامض، عينيه مركّزة بكل حركة.
آدم:
– "دلوقتي… مش هتهرب. هتواجهنا بالحقيقة كلها."
الشخص وقف ساكت… ابتسامته مرعبة، وهدوئه بيزيد توتر المكان:
– "الحقيقة؟ الحقيقة مستنيّة من زمان… وأنتو لسه مش مستعدين ليها."
سامر شد المسدس أكتر، صوته عالي:
– "لو حاولت أي حاجة… أنا هشيلك في ثانية!"
الشخص ضحك ضحكة قصيرة، فيها سخرية واضحة:
– "تظنوا إنكم تعرفوا اللعبة؟
الليلة دي هتثبت مين الأقوى ومين الضعيف."
فجأة…
تحرك الشخص بسرعة لا تُصدق، وقف على السقالة الحديدية العالية فوق رؤوسهم، وبصّ لليلى بعينين مليانين تحدّي:
– "إنتي… انتِ السبب في كل حاجة حصلت… والليلة دي… هتتعرفي على اللي أنا قادر عليه."
ليلى شعرت بالذعر، جسمها كله اتجمد… لكن آدم شد إيدها بقوة وقال:
– "متتحركيش… أنا معاك."
الشخص نزل بسرعة من السقالة، وقف قدامهم، وبدأ يقفز بين الأعمدة الحديدية، زي ما المكان كله لعبة كبيرة بالنسبة له.
سامر حاول يسيطر على الوضع… لكن كل خطوة محسوبة من الشخص الغامض، وكان دايمًا أسرع منهم.
آدم (بصوت حازم):
– "كفاية لعب! دلوقتي هتدفع تمن كل اللي عملته!"
الشخص ضحك ضحكة قصيرة، كأنها صاعقة:
– "مش النهارده… النهارده بس البداية.
الليلة دي… هتتعلموا معنى الخوف الحقيقي."
وفجأة، انفجار صغير وقع عند الأعمدة الحديدية، والدخان زاد…
الضوء اختلط بالظلال، وكل خطوة حسّتها ليلى وكأنها تمشي على سكة موت.
آدم سحب ليلى ورايه، وصوته منخفض لكنه مليان قوة:
– "ابقِ ورايا… أي حركة غلط هتكلفنا حياتنا."
الشخص وقف على بعد خطوات قليلة، ابتسامته واثقة… لكن في عينيه كان في شيء… شعور إنه كمان متوتر.
الشخص:
– "استعدوا… الحقيقة كلها هتطلع، وكل الأسرار هتتكشف.
وإنتو… هتختاروا إزاي تعيشوا بعد اللي هتشوفوه."
ليلى شعرت إن قلبها خلاص هيقف…
بس أحمد ماسكها، وشه ثابت، وعيونه مركّزة على الشخص الغامض:
– "مش هتهرب… ومش هسيبك… الليلة دي… النهاية بتاعتك."
