daahsha"دهشة" daahsha"دهشة"
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الثامن

 

  حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الثامن

 


الفصل الثامن – "قلبان على الحافة"


رجعت ليان البيت بعد الليلة اللي قضّتها مع أدهم في الكلام...
ما كانتش فاهمة إزاي قدرت تقول له "أنا حاسّة"...
ولا إزاي ما حاولتش تنكر.

ولأول مرة من فترة طويلة...
كانت حاسة إنها مش لوحدها.

وقفت قدام المراية وهي بتفك الحجاب...
بصّت لوشّها كويس:
ليه اللمعة دي في عينها؟
ليه خدودها محمرة؟
ليه شكلها... مش هي، بس عاجبها؟

اتسندت بإيدها على التسريحة وهي بتتنفس بعمق:
"أنا داخلة في حاجة كبيرة... وأخاف أتعلق."

تاني يوم...
دخلت الشركة وهي متوقعة أدهم يتصرف بطريقة مختلفة... أقرب شوية... أو أبعد.

لكن المفاجأة؟
كان طبيعي جدًا.

بيتكلم في الشغل...
بيدي تعليمات...
صوته ثابت...
نظراته متزنة...

بس كل ما يعينيها تيجي عليه، تلاقي في عينيه حاجة:
اهتمام... وسيطرة... ودفء مكتوم.

وفي وسط اليوم، جالها إشعار على الإيميل:

"اجتماع سريع – مكتب أدهم – دلوقتي"

قلبها وقع.
وقفت قدام بابه ثواني قبل ما تخبط.

— ادخلي يا ليان.

صوته كان هادي... لكنه دايمًا بيأثر فيها.

دخلت، وهو كان واقف عند الشباك، مدي ضهره لها...
كأنه بيجهز نفسه لكلام مهم.

لما لفّ ناحيتها، حسّت بنبض قلبها يعلى.

— إحنا محتاجين نحط حدود...
قالها وهو بيقرب بخطوات محسوبة.

هي اتفاجئت:
— حدود؟

قرب أكتر... بس لسه محافظ على المسافة.

— أيوه.
لأن اللي بيننا... لو فضل ماشي من غير تنظيم، ممكن يبوّظ كل حاجة.
الشغل... التفاهم... وإنتي.

هي بلعت ريقها:
— وإنت عايز الحدود دي تبقى إيه؟

قرب خطوة...
الهواء بينهما سخن فجأة.

— عايز إن الشغل يفضل شغل...
وإن اللي بينّا يبقى بينّا... من غير ما يلمس سمعتك... ولا مظهرك في الشغل... ولا يخلي حد يتدخل.

كلامه كان فيه خوف حقيقي...
خوف عليها قبل ما يكون خوف على نفسه.

سألته بارتباك:
— وأنت... شايف إن "فيه حاجة بينّا"؟

أدهم ضحك بخفوت... ضحكة صغيرة لكنها كسرت حاجة جواها.

— لو ما كانش فيه... كنتي هنا دلوقتي ليه؟
وليه أنا من امبارح مش عارف أركز غير عليكي؟

قامت تبعد نظرها...
بس أدهم اتقدم خطوة تانية—لحد ما المسافة بقت ضيقة، لكن مش لدرجة لمس.

قال بصوت منخفض جدًا:

— بس لازم نكون عقلانيين...
مش كل حاجة إحساس.

هي رفعت عينيها بعناد خفيف:
— وأنا مش بطلب حاجة...

قاطعها بنعومة:
— بس أنا بطلب.
عايزك تبقي موجودة... من غير خوف.
عايز أفهمك... وتفهميني.
وكل خطوة ناخدها... تكون بقرار مننا احنا الاتنين.

الهواء كان تقيل...
والقلبين كانوا في حالة صراع:
قرب... وبعد... قرب... وبعد.

وفجأة...
دقّ الباب.

فتحته السكرتيرة بسرعة:
— أستاذ أدهم، الاجتماع مع الإدارة بدأ.

رجع أدهم خطوتين للخلف فورًا...
رجع المدير.
مش الراجل اللي لسه بيحارب إحساسه.

— جاي حالًا.

بصلها آخر نظرة قبل ما يخرج...
نظرة قالت كل اللي ما اتقالش:

"لسّه مخلصناش."

وسابها واقفة في مكتبه...
وقلبها ثابتش من مكانه.

كانت متأكدة من حاجة واحدة بس:

ده كان بداية...
مش نهاية.

 

عن الكاتب

nana ahmed

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

daahsha"دهشة"