حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت العاشر
الليل كان ملبّد وساكن، بس جوا بيت ليلى... الهوا نفسه كان مكهرب.
بعد ما آدم قال الجملة اللي وقفت قلبها، وقف قدّامها للحظة طويلة...
ولا هي عارفة تسأله، ولا هو قادر يبتدي.
ليلى، بصوت واطي:
"قول... إيه اللي اتكشف؟"
آدم مسح على وشه بإيده، الحركة اللي بيعملها بس لما يبقى مضغوط بشكل خطير.
آدم:
"الشخص اللي كنت بتابع خطواته... اللي سبب كل المشاكل اللي حصلت قبل كده... عرف إني مش لوحدي. عرف إن فيه حد مهم في حياتي."
قرب منها خطوة واحدة، نظرته كانت ثابتة جدًا.
"وعرف إن الحد ده... هو إنتي."
اتسمرت مكانها.
الإحساس اللي كان بين الخوف والصدمة لفّ جسمها من فوق لتحت.
ليلى:
"طب... إنت كنت بتخبي عني إيه؟"
طلعت الكلمة من قلبها مش من لسانها.
آدم اتنفس بعمق... وقرر خلاص.
آدم:
"الرجل ده... مش مجرد واحد بيدور على مشاكل. ده حد من الماضي اللي كنت بظن إن انتهى. ووجودك جنبي... خلاه يشوف نقطة ضعفي الوحيدة."
عنّفت نفسها وهي تقول:
"وأنا إيه ذنبي؟! ليه ما قلتليش؟"
قرب منها أكتر، ومسك إيديها لأول مرة من فترة طويلة.
الإيدين اللي ارتاحت بينهم من غير ما تفكّر.
آدم:
"عشان لو كنت قلتلك... كنتي هتبعدي. وإنتي أكتر حاجة في حياتي ما قدرتش أفرّط فيها."
سكت لحظة...
بصّ جوا عينيها وقال الكلام اللي قلبها اتشل عند سماعه:
"أنا بحبك يا ليلى... يمكن أكتر من اللي المفروض."
الدنيا وقفت.
مفيش حركة... مفيش صوت... بس نبض.
قبل ما تلحق ترد، الموبايل رن تاني.
آدم بصّ...
الجملة اللي ظهرت على الشاشة كانت كافية تسقط الدم من وشه.
"لو مش عايز أخليها تدفع التمن... سلّم نفسك بكرة."
ليلى قربت منه، صوتها مرتجف:
"يقصدني؟"
آدم هزّ راسه ببطء...
"آه. وإحنا دلوقتي قدام اختيارين... ولا واحد فيهم سهل."
مسك وشها بين إيديه وقال بجدية أول مرة تشوفها بالشكل ده:
"يا ننجو سوا... يا نواجهه سوا. الهروب مبقاش خيار."
وهي بصّة في عينه...
عرفت إن اللي جاي مش مجرد خطر.
ده فصل جديد في حياتهم... هيغيّر كل حاجة.
الفصل الجاي... هيبدأ المواجهة.
