daahsha"دهشة" daahsha"دهشة"
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الحادي عشر

  حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الحادي عشر

 

ليلى قضت باقي الليل من غير نوم.
مش لأنّها خايفة...
لكن لأن أول مرة تحس إن حياتها مش ملكها لوحدها.
إن فيه حدّ بقى جزء من قلبها... حتى لو حاولت تنكر.

أما آدم؟
كان قاعد قدام الشباك، سايب الضلمة تلفّه، وصوابع إيده بتخبط بخفة على رجلِه.
علامة واضحة إن دماغه شغّالة بألف فكرة وقلق.

أول ما الشمس طلعت، ليلى نزلت من فوق بصوت خفيف.
مشيها لسه هادي، بس جواها قلق مش سايبها.

ليلى:
"هنعمل إيه؟ بيقولك تسلّم نفسك... يعني عارف طريقك."

آدم لفّ عليها ببطء، وبصوته العميق اللي مهزوز شوية:
"هو مش بيهدد... هو بينفّذ. ووجودك جنبي بيخليه أقوى عليّ."

شعرت بسكين داخلي وهي تقول:
"طب تبعدني. سيبني أروح... مش لازم أبقى في الصورة."

اتقدّم خطوة... خطوة بس،
إلا إنها كانت كفاية ترجع أنفاسها تتلخبط.

آدم:
"مش هسيبك. ده أولاً.
وثانياً... لو بُعدك هيحل حاجة، كنت عملته من زمان."

سكت لحظة،
قرب منه أكتر، صوته واطي بس ثابت:

"أنا مش خايف على نفسي... أنا خايف عليك إنتي."

الجملة كسرت حاجة جوا قلبها...
وهي نفسها كانت بتحاول تبني حواجز من أول ما قابلته.

وقبل ما يكمّل كلامه،
الموبايل رن للمرة الثالثة.

لكن المرة دي...
ظهر فيديو.

آدم فتحه، وعينيه اتسّعت.
رجل واقف في مكان مظلم... ماسك حاجة مش باينة في الظل.

وبعد ثانيتين...
الحاجة اتضحت:

إسورة ليلى اللي ضاعت من أسبوعين.

ليلى شهقت:
"ده... ده كان في البيت! إزاي وصلّها؟!"

آدم زمّ شفايفه...
"معنى كده إن حدّ دخل هنا. وإنه أقرب لنا من اللي كنا فاكرينه."

في نفس اللحظة، اتفتح باب الشقة بصوت خفيف...
ليلى تجمّدت.
آدم وقف قدّامها فورًا، إيده في جيبه ماسك سلاحه الصغير.

لكن اللي دخل...
ما كانش الشخص اللي متوقعينه.

كان سامر...
صاحب آدم القديم، الراجل اللي اختفى من حياته فجأة قبل سنين.

آدم بصوت مش مصدّق:
"إنت؟! بتعمل إيه هنا؟"

سامر رفع إيده بهدوء...
"جاي أساعد. لأن اللي بيدوّر عليك... مش جاي لوحده. وجاي النهارده."

ليلى بصوت مرتبك:
"تقصد مين؟ وليه آدم؟"

سامر بصّ ليها، وبعدين لآدم، وقال الجملة اللي هزّت الأرض تحتهم:

"الراجل ده... مش عايز يؤذيك بس.
ده جاي يصفّي حساب عمره."

آدم عضّ على أسنانه،
والغضب رجع لعينيه القديمة اللي بتحمل أسرار تقيلة.

"خلاص... يبقى نقفل الحساب."

سامر:
"لا يا آدم. الحساب ده... أكبر من إنك تواجهه لوحدك. وبصراحة... دخول ليلى في الصورة زوّد خطر الموضوع خمس أضعاف."

ليلى:
"أنا مش هكون عبء... ولو فيه حاجة لازم أعرفها، قولها."

سامر اتنهّد...
"اللي جاي... مش بس تهديد.
اللي جاي... حرب شخصية."

آدم بصّ لليلى...
نظرة آخيرة قبل ما القرارات الكبيرة تبدأ:

"من النهارده... حياتنا مش هترجع زي ما كانت.
جاهزة تدخلي معايا للنهاية؟"

ارتعشت...
لكنها رفعت راسها وقالت:

"جاهزة."

الفصل الجاي...
المواجهة الأُولى.
وتصدّقي؟... هتبقى نار.



عن الكاتب

nana ahmed

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

daahsha"دهشة"