حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الخامس
الفصل الخامس- بداية الانكشاف
بعد ما خرج سيف من المكتب، الدنيا هديت... لكن مريم ماقدرتش تهدى.
كانت واقفة عند باب مكتبها، بتحاول تستوعب اللي حصل...
ليه كانت طريقة كلامهم كده؟
إيه اللي بينهم؟
وليه ريان كان واقف كأنه بيحميها من خطر هي مش شايفاه؟
ريان رجع بخطوات ثابتة... لكن مريم لاحظت حاجة لأول مرة:
عينه مش زي الأول.
مش مجرد هدوء أو غموض...
لا، كان فيها نار مكبوتة.
وقف قدامها، مش قريب... بس قريب كفاية إنها تحس إن نفسها اتلخبط.
قال بصوت منخفض:
— "قلتلك تبقي بعيد عن سيف... ومش بهزر."
مريم أخدت خطوة لورا:
— "طب هو مين؟ وليه عامل كده؟ وليه أنا اللي فجأة بقت وسطكم؟"
ريان اتنهد... وكأنه بيحارب نفسه.
— "في حاجات... ما ينفعش تتقال دلوقتي."
مريم بعناد خفيف:
— "يعني أنا مش من حقي أعرف؟"
ريان رفع عينه لها... النظرة دي بالتحديد...
كانت مزيج بين ضيق... وقلق... واهتمام خفي.
قرب خطوة...
— "من حقك... بس مش دلوقتي. مش قبل ما أتأكد إنك مش هتتأذي."
الجملة دي... دخلت جوّا مريم زي نبضة كهرباء.
واستغربت من نفسها إنها سكتت بدل ما ترد.
لحظة صمت قصيرة...
قبل ما الباب يخبط.
ظهر سامح، متوتر:
— "مدام مريم؟ سيف عايز يشوف حضرتك دقيقة لو تسمحي."
ريان لف فورًا، وصوته اتبدّل:
— "مريم مش هتقابل حد."
سامح اتوتر أكتر:
— "هو... قال إنها دقيقة واحدة بس."
مريم رفعت راسها:
— "لا... هاروح."
ريان اتجمد.
عينيه اتسعوا لحظة...
صوت منخفض لكنه حاد:
— "قلت لأ."
مريم بابتسامة صغيرة متحدّية:
— "ريّان... دي شغلي. وبعدين، أنا مش طفلة."
هي مش فاهمة إن الجملة دي بس، خلت ريان يحس بقلق مضاعف.
هو كان شايف إن وجود سيف معاها خطر... مش شكلاً، لكن مضمونًا.
مريم خرجت رغم نظرة ريان اللي كانت بتقول إوعي.
مشت في الممر لحد ما وصلت للقاعة الصغيرة.
سيف كان واقف، سايب إيده فى جيبه، وبصّ لها بتفاصيل... كأنه بيدرسها.
ابتسم ابتسامة هادية:
— "أخيرًا... مريم."
مريم حسّت إن في حاجة غلط في الطريقة اللي قالها بيها اسمها.
بس سألته مباشرة:
— "حضرتك عايز إيه؟"
قرب شوي...
— "ريّان... قالك إيه عني؟"
— "ولا حاجة."
سيف رفع حاجبه:
— "يبقى ما تغيبيش... أنا هقولك."
مريم ابتلعت ريقها.
سيف بصّ لها بحدة:
— "ريّان... جرّح ناس كتير. وكسر ناس أكتر. وأنا واحد منهم."
مريم اتشدت:
— "ليه؟"
ابتسامة باردة من سيف:
— "علشان ريان دايمًا بياخد الحاجات اللي مش من حقه... وبيبقى فاكر إنها من حقه."
قرب كلمة... كلمة:
— "وانتِ... يا مريم... شكلِك هتبقي الحاجة الجاية اللي ريان فاكر إنها ملكه."
مريم اتوترت، خطوة لورا، ووشها سخن.
مش من الكلام...
من الطريقة اللي قالها بيها.
قبل ما ترد...
سمعت صوت ريان من وراها... هادئ... لكن خطير جدًا:
— "سيف... خطوة واحدة بس منك عليها... وهتبقى آخر خطوة لك."
سيف ضحك ضحكة قصيرة:
— "أهو ده... اللي كنت مستنيه."
مريم وقفت بين الاتنين بدون قصد...
وهنا... لأول مرة...
حست فعليًا إنها جزء من حاجة أكبر منها...
حاجة فيها خطر... وفيها نار...
وفيها توتر بيشدها من ناحيتين.
ريان قرب منها وقال لها من غير ما يبص لسيف:
— "امشي من هنا."
صوته كان أمر...
لكن نبرته كان فيها خوف عليها أكتر من غضب.
مريم بصّت له...
ولقيت في عينه حاجة غريبة...
مش بس قلق... لأ... رغبة إنه يبعدها عنه... وفي نفس الوقت محتاجها قُدّامه.
وده كان أخطر من أي تهديد بينه وبين سيف.
قراة ممتعة
