daahsha"دهشة" daahsha"دهشة"
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الثالث عشر


حصريا: رواية رحيق تحت الجلد بقلم نانا أحمد البارت الثالث عشر

 


الفصل الثالث عشر — ظلال الحقيقة

الليل نزل على المدينة بجناحات تقيلة، والهدوء اللي كان حوالين البيت الجديد اللي نقلوا ليه كان هدوء “موحش”… هدوء يسبق العاصفة.

آدم كان واقف جنب الشباك، إيده متشبكة في بعض، ودماغه شغّالة بسرعة أكبر من قلبه.

سامر فوق السرير، بيحاول يفوق من الصدمة، وليلى قاعدة على الكنبة قدّامه… شايلة الإسوارة اللي اتبعتتلها في الرسالة، وعنيها مش بترمش من التفكير.

ــ «الإسوارة دي… كانت ضايعة من أسبوعين. مين يلاقيها؟ ومين يعرف إنها تخصّني؟»

قالتها ليلى بنبرة خوف ما حاولتش تخبّيه.

آدم اتجه ناحيتها بخطوات ثابتة:

ــ «في حد قريب… قريب قوي. حد شايف كل حركة في حياتك قبل ما تقابليني أساسًا.»

سامر رفع راسه فجأة:

ــ «مش بعيد يكون…»

وسكت، كأنه خايف يقول الاسم.

ليلى قربت:

ــ «تكون مين؟»

سامر مسح على وشه وقال بصوت منخفض:

ــ «اللي بلغ عن آدم من 3 سنين… نفس الأسلوب. نفس التهديد الصامت. نفس اللعب على التفاصيل الشخصية.»

آدم ضحكة قصيرة، مش طرافة… ضحكة غِلّ:

ــ «كنت عارف… لازم الشخص ده يطلع تاني. كان مستني اللحظة دي.»

ليلى قلبها وقع.

ــ «يعني… الخطر مش له علاقة بيا بس؟ ده كمان ليك إنت؟»

آدم قرب منها وقعد قصادها:

ــ «إحنا بقى فريق دلوقتي. محدش فينا في الموضوع لوحده.»

سامر وقف رغم وجعه:

ــ «أنا عندي اقتراح. لازم نرجع للمكان اللي بدأ منه كل ده… المخزن القديم. الشخص ده، مهما كان شاطر… بيحب يسيب أثر. وكل أثر ليه بداية.»

⏳ بعد ساعة — عند بوابة المخزن المهجور

المكان كان مهجور من سنين… سور صدئ، وباب نصه واقع. الريح عاملة صوت صفير يخوّف الواحد حتى من نفسه.

آدم دخل الأول، مسك الكشاف، وبدأ يتحرك بخفة.

ليلى وراه، سامر وراهم.

في الضلمة، كان فيه ريحة غبار وأثر قديم لحياة اتفرمت هنا.

فجأة، ليلى وقفت مكانها:

ــ «استنى… فيه حاجة بتلمع.»

انحنت، وشالت ورقة صغيرة تحت حجر…

كانت مطبوعة، مش مكتوبة… متعمدة.

«كل خطوة بتاخدوها… محسوبة.

السر مش هنا.

السر جوا واحدة منكم.»

ليلى جمدت.

سامر اتجمد.

آدم اتنفس ببطء وبحذر كأن كلمة غلط هتفجّر المكان.

ــ «واحدة منكم؟ يعني… أنا؟»

قالتها ليلى وصوتها بيرتجف.

سامر:

ــ «مستحيل… دي محاولة للتفريق بينا.»

آدم مد إيده وخد الورقة:

ــ «لأ… دي مش محاولة تفريق.

دي رسالة واضحة… إن الخطر مش برا.

الخطر كان موجود حوالينا من زمان.»

💥 فجأة… صوت باب حديدي اتقفل وراهم!

التلاتة اتلفتوا في نفس اللحظة.

الباب اللي دخلوا منه… اتقفل من برا بصوت عنيف، كأن حد قفله بإصدارة واحدة.

سامر:

ــ «إحنا مش لوحدنا… في حد جوّه.»

آدم رفع المسدس، وليلى رجعت وراه بخطوتين.

من آخر المخزن… ظهر ضوء أحمر صغير.

نقطة ليزر… بتتحرك ببطء على الحيطة.

ليلى همست:

ــ «ده… كاميرا؟»

آدم شدّها ناحيته:

ــ «لا… ده تصويب.»

النقطة اتحركت من الحيطة… للجسم… لقرب أكتر…

وبعدين وقفت على كتف آدم لمدة ثواني، كأن في حد بيلعب بيه، بيستفزه.

سامر صرخ:

ــ «غطّوا نفسكم!»

وقبل ما حد يتحرك —

طلقــــة دوّت في المكان!

الرصاص خد طرف كتف آدم ووقع على الأرض.

ليلى صرخت:

ــ «آدم!!!»

آدم وقع على ركبته، أنينه مكتوم، والدم بدأ ينزل من كتفه.

سامر شدّ ليلى بسرعة وجرها ورا عمود خرسانة:

ــ «ابعدي! في قنّاص فوق!»

آدم، رغم الوجع، حاول يقف، مسك المسدس وحاول يشوف الاتجاه.

صوت خطوات فوق السقف الخشبي…

ليلى بصوت مخنوق:

ــ «لازم نخرّجه! سامر… ساعده!»

سامر نظر لها:

ــ «لو خرجنا دلوقت، هنكون كلنا أهداف. لازم نعرف الأول… مين اللي فوق؟!»

صوت خفيف جه من فوق…

ضحكة.

ضحكة قصيرة… هادية… وواثقة.

آدم رفع وشه، وقال بين أسنانه:

ــ «أنا عارف الصوت ده…»

ليلى قربت منه:

ــ «مين؟!»

آدم زفر بنَفَس غاضب:

ــ «اللي بدأ كل ده…

واللي ناوي يخلصه.

ما افتكرتش إنه هيقدر يوصل… بس وصل.»

الصوت من فوق نزل بكلمات باردة:

ــ «اتأخرت يا آدم…

إنت واللي معاكي.»

ليلى اتجمدت.

اسمها ما اتذكرش… بس "اللي معاكي" فيها رسالة.

آدم شدّها ناحيته، وقال لها بهمس خطير:

ــ «هنخرج من هنا…

بس من اللحظة دي، لازم نعرف الحقيقة كلها.

مفيش سر يتخبّى تاني.»




عن الكاتب

nana ahmed

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

daahsha"دهشة"