(13)
مروا وكأنهم قرون عليهم فمان الجميع في حاله لا يرثى لها... مصطفي والذي ادرك متأخرا انه عاشق لسميه بشده فمنذ اليوم المشؤوم وهو يشعر بحياته فارغه... بارده وليس لها اي قيمه يومه روتيني للغايه ودائما ما يشعر بشعور من النقص الم تكن تلك الفتاه التي تتمنى عدم رؤيتها وانها عائق في حياتك انها سخرية القدر فلأنسان لا يشعر بقيمة الشيء الا عندما يضيع من يديه فها هو الان يركض خلفها في كل مكان دون اي فائده.......
اما زهره فقد زاد تعلقها بيونس كثيرا وهو ايضا لقد احبته بشده بل عشقته لا يمر يومها ابدا الا اذا رأته وتحدثت معه حتى لو لم يكن هذا اليوم يومها فأنه يسترق الكثير من الوقت من اجلها وايضا يتحدث اليها من خلال الهاتف وهو خارج المنزل ولكن مع الاسف مع وجود تلك العزول يزيد الامر صعوبه فمنذ موعد الطبيب ومعرفة الطبيب ان الطفل القادم ولد وقد ظهر تفرعنها وتمردها بشده فهي ام الوريث الان زادت طمعا وغلا على الجميع فكانت تستعمل حملها سلاحًا حتى تنفذ كل ما تريده وتطلب الكثير والكثير من الاشياء غالية الثمن وتحصل الكثير من الذهب ثقيل الوزن فهذه هي صفاتها من الاساس ولكنها اظهرتها بحريه الان...
اما نواره ومهران فكانوا يراقبون اولادهم بقلة حيله يريدون سعادتهم ولكن ما العمل....
**********************************
في منزل العائله وفي المطبخ تحديدا
كانت تقف زهره ومعها اثنين الخدم والتس اصرت ناهد على وجودهم بحجه ان الطفل قادم ويجب يكون هناك من يساعد وعمل المنزل كثير على زهره وجدها مما اثار حنق زهره ونواره بشده ولكن ما العمل ما هذه الحيه
صبا (الخادمه الاولى) بخبث: اطلع القهوه لسي يونس يا ستي
زهره بإبستامه صفراء: لا يا ختي... خليكي انت في الطبيخ الصايص بتاعك وملكيش دعوه بسي يونس خالص
ورده (الخادمه الثانيه) بضحك: والله معاكي حق يا ستي
زهره بإبتسامه: اعملي انت طاجن العكاوي لسيدك مهران يا ورده اكلك عجبوا
ابتسمت لها ورده بطيبه فهي فتاه لكيفه للغايه عكس صبا تماما والتي تحاول جاهده لإيقاع اي من يونس ومصطفى بأي طريقه طمعا في المال وهي تعمل تحت يد ناهد بالمناسبه..... حملت زهره القهوه واتجهت نحو مجلس يونس
**********************************
في حديقة المنزل الخارجيه
كان يجلس يونس ومصطفى يتحدثون بأخويه مع بعضهم... فكان مصطفى يشكي همه لأخيه فخلال الشهور الماضيه وهو يحاول جاهدا ارضاء سميه دون اي فائده حتى انه ذهب وطلب الزواج منها من اهلها ولكنها رفضت قطعا معلله بجمله " لو كان قلبي عاشقك ومش بيحسب كرامه يا ولد الناس فا انا ليا كرامتي اللي فوق حبي ليك وانت مخلتش ليا كرامه قدام اللي يسوى واالي ميسواش ربنا يكرمك باللي احسن مني"..... كان حزين للغايه يريدها ولا يجد اي طريقه حتى انه كسب عطف وحزن اهله عليه فكانت محاولاته ظاهره
يونس بمواساه: فيك اي بس يا مصطفي.... صبر نفسك شويه يا اخوي ان شاء الله بكره تروق وتهدى وتيجيلك زي زمان
مصطفى بيأس: مفتكرش يا اخوي.... انا اللي غلط واستاهل اي حاجه هي هتعملها فيا بس انا بقالي شهور على الحال دا تعبت يا اخوي والله
في نفس الوقت اقتربت منهم زهره وهي تحمل القهوه وعلى وجهها غضب واضح.
زهره بغضب: اسمع يا يونس... انت تشفلك حل مع البت المسهوكه دي
مصطفى بمرح: طب اسيبك انا يا اخوي.... شكلك يومك مش معدي
بالفعل ذهب كما اعتاد كل يوم لمكان محدد وتركهم وحدهم..... نظر لها يونس من اعلاها لأسفلها بخبث بحبيبته تشعر بالغيره وهو يعشق تعابير وجهها في وقت غيرتها بشده فاراد ان يثير غضبها اكثر.... اخذ منها القهوه وبدأ ان يرتشفها ببرود دون الرد عليها فتقدمت منه وجلست بجواره تنظر اليه بغضب
زهره بغضب: انت ساكت لي... مش انا بكلمك
يونس بإبتسامه: نعم يا روحي... بتقولي حاجه
زهره بغيظ: لا خالص اقول اي بس.... ثم اكملت بغيره: منتى لقيت الستات حواليك كتير هتديني اهتمام لي.... بس اسمع بقا يا يونس البت اللي اسمها صبا تشوف فيها حل يا اما تمشيها خالص هو انا كنت اشتكيت من شغل البيت علشان تجبلي اللي يخدمني
يونس بأستفزاز: لي بس يا حبيبتي دي بنت ممتازه
زهره برفعة حاجب: من انهي ناحيه بالظبط معلش... دا حتى اكلها كلو بايظ وشايط انا مش عارفه ناهد دي بتفكر من اي ناحيه بالظبط
يونس بضحك مفرط حتى ادمعت عيناه: يعني انت عاوزه اي دلوقتي
زهره بغضب: يا لهوي على برودك اي تلاجه.... انا مش عاوزه حاجه انا رايحه انام كلو الاكل الشايط بتاع ست صبا الممتازه بتاعتك
امسكها يونس قبل ذهابها واجلسها امامه مره اخرى ونظر لها مطولا ومن ثم ضحك مره اخرى ولكنه حاول التمالك
يونس بضحك: اعمل اي بس... بحب اشوف حبيبتي غيرانه عليا بتبقي زي القمر
زهره بخجل: ايوه اضحك عليا بكلمتين زي كل مره.... ثم اكملت بجديه: يونس انا بتكلم جد البنت ديه فعلا انا مش بحبها ولا برتاح ليها وحقيقي تصرفاتها ولبسها قليل الادب جدا اوعا تقلي انك مش ملاخظ اللي بتعمله معاك انت ومصطفى
يونس بهدوء: ملاحظ يا حبيبتي.... بس كده كده انا ناوي شويه كده وامشيها هو والبنت التانيه دي ورده باين احنا مش محتاجين وكمان انا مش بحب اكل من ايد اي حد غيرك انت وامي بس قلت اريحك شويه ولما تبقى ناهد تولد هبقى اجيبلها ولحده تساعدها هي وخلاص
زهره بحزن: تقوم بالسلامه ان شاء الله..... ثم اكملت بتوتر: يونس هو انا ممكن اسألك سؤال
يونس بإبتسامه: عارف يا حبيبتي..... متخافيش ابدا انا عمري ما هسيبك حتى لو بقى عندي بدل العيل عشره من ناهد انت مراتي وان شاء الله يبقى ليا منك بنوته شبهك كده
زهره بإبتسامه: انت ازاي عرفت اني بفكر في كده.... واشمعما بنت لي مش ولد انتو هنا بتحبوا الولاد اكتر
يونس بنبره حنونه: مين قال كده.... البنات دي نعمه من عند ربنا ودلوقتي في بنات اجدع من اجدع راجل كمان دا كفايا حبهم وحنيتهم وبعدين هو انا طول يبقى عندي حاجه صغيره كده شبهك دا يوم المنى.... ثم اكمل بهيام وهو يقترب منها: وحشتيني
هبت واقفه وهربت من امامه بخجل فعلى الرغم من قربهم الزائد في الأيام الماضية الا انها لا تزال تخجل منه بشده وهو يعشق هذا بالطبع فهو يحبها كما هي بكل شيء
**********************************
في احدى الاسواق
كانت سميه تنتقي من الخضار ما تريده لطلبات المنزل... كانت عيونها حزينه بشده حتى لي انها ترفض من اجل كرامتها فقلبها يريده والقلب لا احد يستطيع التحكم به مهما حصل.... أقترب من المكان التي هي به واصطنع انه يسأل عن ثمن البضاعه
مصطفي: بكام الطماطم النهارده يا عم ياسر
ياسر (البائع): بخمسه وعشرين جنيه يا مصطفي يا بني
مصطفى بمرح: لي لما أكلها هخش الجنه... ولا هتديني عمر فوق عمري
ياسر بغيظ: وانا مالي هو انا اللي مسعرها
مصطفي بمرح: يا راجل اختشي على د-مك منتى بتجيبها من ارضك... اتقي الله في الناس يا عم ياسر علشان ربنا يبارك فيك
ياسر بحنق: انت جاي تشتري ولا جاي تناكف فيا
مصطفى بإبتسامه: اناكف فيك
ياسر بغيظ: اللهم ما طولك يا روح... كأنك لسه منت عيل صغير من يومك وانت دمك تقيل
(سوري يا جماعه بس انا سعر الطماطم غايظني اوي😡)
ابتسمت عليه بخفه فقد اشتاقت لمرحه كثيرا ولكن لا يكفي هذا سنوات من عمري قد ضاعت من اجلك دون فائده.... اخذت ما تريد وذهبت فأنهى مصطفى حديثه مع البائع سريعا وسار خلفها حتى دخلت غي احدى الشوارع الداخليه التي ليس بها احد... تقدم منها ووقف امامها بأعين مشتاقه لها يتفحص ملامحها وكأنه يحفرها بداخل ذاكرته
سميه بحنق: جرا اي يا ولد الكبير... مفيش وراك غيري ولا اي كل يوم هتجي ورايا شبه اللي مفيش وراه شغلانه
مصطفى بهيام: بتوحشيني
سميه بسخريه: زي زمان كده صح... ابعد من طريقي الله لا يسيئك انا مش عاوزه اتأخر على امي
مصطفى برجاء: فرصه واحده بس يا سميه علشان خاطري.... انت بتحبيني متعانديش نفسك وتعانديني معاكي
سميه بحزن: مبقاش ينفع خلاص....
تركته وذهبت بخطوه سريعه نحو منزلها اما هو فنظر في طيفها بحزن ويأس.... ولكنه لن يستسلم...
**********************************
في غرفة ناهد
كانت تعدل من مظهر البطن الصناعيه التي بدأت في ارتدائها مؤخرا حتى يظهر على بطنها بروز الحمل ولا يشك احد في شيء
فاديه بسخريه: يعني زاهد فيكي يا بنت بطني ولا بيطل عليكي كأنها هي الحامل مش انت لازق فيها زي العيل ما بيمسك في امه
ناهد بضيق: المهم عندي ان كل طلباتي مجابه واديكي شفتي اهو مغرقني فلوس ودهب وخدم وكل اللي بطلبه مجاب.... ثم اكملت بخبث: ثم اني بنظره واحده اجيبه عندي وانت عارفه انا بس الي سيباه براحته علشان ميلاحظش بطني دي
فاديه بتوتر: يا خوفي لو حد خد باله هتبقى جرصه ونرجع للفقر تاني
ناهد بمكر: متاخفيش يما اطمني على الاخر.... وخدي اقفلي لازقه البتاعه التهمه اللي انا لابساها دي
**********************************
في صالة المنزل
كانت تجلس نواره مع مهران يحتسون الشاي... ومعهم زهره التي كانت تتابع مسلسل ذئاب الجبل بأهتمام
نواره بضحك: اباه عليكي يا زهره... كأنك اول مره تسمعيه
زهره بتركيز: اه والله يا ماما اول مره عاجبني اوي
مهران بإبتسامه: سيبيها على راحتها يا ام يونس..
نواره بنبره حنونه: من الصبح شغاله في البيت مش بتعرف تريح نفسها ابدا
زهره وهي تحتضنها بحب: تعبكم راحه يا نونو يا عسل انت
ضحكوا على مزاحها اللطيف تلك الفتاه الحنونه.. ولكن قاطعهم صوت بات بغيض بالنسبه الليها
صبا بدلع: ست زهره.... الاكل خلص انادي لسي يونس وست ناهد
زهره بغيظ: لا يا حلوه انا عوزاكي ترتاحي في ركن في المطبخ كده ومتطلعيش منه خالص... انا اللي هروح انادي ليهم
ضحك مهران ونواره عليها بشده فهم يعلمون انها تغير على يونس بشده من هذه الفتاه فقررت ان تصعد اولا لناهد... صعدت السلم واتجهت نحو غرفتها ولكن كان الباب مفتوح فتحه صغيره فوجدت ما لم تكون تتوقعه ابدا........
**********************************
(14)
تسير زهره في طريقها لغرفة ناهد فيلفت انتباهها صوت ناهد تتحدث في الهاتف مع احدهم ويبدو صوتها غاضب بشده... فكانت توبخه وتهدده بقوه
ناهد بغضب: انت نسيت نفسك ولا اي.... انت بتعمل كل دا بفلوسي ولا انت هتعيش دور الدكتور عليا...انا بديك اللي طلبته بزياده كمان يبقى تكتم خالص فاهم.... يلا غور
كانت ستذهب ولكنها شكت في امرها بشده فمن هذا التي تعطيه المال وتقول انه طبيب أيضا عزمت امرها ودقت دقات خفيفه على الباب فتوترت ناهد مثيرا من ان يكون أحد سمع حديثها مع الطبيب... فتحت الباب ليزداد خوفها وارتباكها بشده
ناهد بتوتر: عاوزه اي يا ضرتي
زهره بإبتسامه مصطنعه: الاكل جاهز.... يلا علشان تغذي النونه
ومن ثم تركتها وذهبت وهي تقسم في داخلها ان هذه الملعونه تخطط لشيء غير محمود.... بالطبع تسلسل الخوف بداخلها فإبتسامة زهره وحديثها عم الطفل جعلها تشك انها تعلم شيء
فاديه بخوف: تفتكري سمعتك يا بتي.... دي تبقى مصيبه
ناهد بتمثيل القوه: لو كانت سمعة حاجه كانت هتجري تقول ليونس بس شكلها مسمعتش حاجه
فاديه بقلق: البت دي مش سهله وانا بقلك اهو... اخرتنا على ايديها
ناهد بتوتر: طب يلا... علشان ناكل
**********************************
في الاسفل
كانت زهره ومعها الفتيات قد اعدو طاولة الطعام بشكل خرافي فكان عليها من اشهى المأكولات تقريبا ومن كل الاصناف التي يحبها الجميع..... تجمع الكل حول الطاوله لبيدئوا طعامهم وكانت ورده وصبا بسكبون لهم الطعام في اطباقهم
نواره: امال فين ناهد يا زهره
زهره: نازله دلوقتي يا ماما.... يلا كلي انت
مهران بإبتسامه: تسلم يدك يا ورده.... نفسك زين ما شاء الله
ورده بخجل: الله يخليك يا سيدي
ومن ثم ذهبت نحو المطبخ وظلت صبا التي كانت لا زالت تسكب الطعام ببطئ وبالطبع تتعمد الالتصاق والتقرب من يونس تاره ومصطفي تاره اخرى... وفي تلك الاثناء جائت ناهد والتي كانت والدتها فاديه تساندها في سيرها وكأنها مرهقه من الالام الحمل
زهره بسخريه: على مهلك يا ضرتي.... واحده واحده كده وانت ماشيه دا انت لسه في الرابع لسه بدري على التعب دا
نواره بضحك مكتوم فهي تعرف ما تحاول ناهد الوصول اليه: مالك يا ناهد.... خير يا بنتي اي اللي تعبك كده
ساعدتها والدتها بالجلوس بجوار يونس وزهره بالمقابل امامهم حتى لا يختل ترتيب الجلوس ومن ثم قوست حاجيبها بضيق وهي تنظر نحو الطعام
ناهد بتمثيل: مش طايقه ريحة الاكل يا خاله.... مش طايقه
نواره بتعجب: ماله الاكل يا بنتي... ما الاكل نضيف وزي الفل وريحته تفتح النفس
يونس بهدوء: عاوزه تاكلي اي
ناهد بدلال: نفسي في طاجن لحمه بالبصل بس اللحمه تبقى ضاني
زهره بغيظ: وهي اللحمه الضاني ريحتها مش هضايقك يا ام الواد
ناهد بخبث: لا مهي من يدك يا ضرتي هتبقى كيف العسل
زهره بإبتسامه مصطنعه: لا وانا لازمتي اي والشيف صبا موجوده.... اهو بدل التلزيق دا يا صبا لقيتي ليكي شغلانه مش سمعتي ناهد قالت اي يلا روحي المطبخ اعملي
يونس بضحك: طب كلي اي حاجه لحد ما الطاجن يتعمل
مصطفى بإبتسامه: اقعدي يا زهره يلا علشان تاكلي... تسلم ايدك الاكل حلو اوي
زهره بسعاده: ان شاء الله يخليك ليا يا اخو جوزي يا سكر.... بالهنا على قلبك
يونس بحمحمه: اقعدي يلا يا زهره....
علمت انه غار عليها ولكنها لم تعطيه اهتمام فهو يصب اهتمامه الكامل على ناهد وطعامها وغمرها بالهدايا الثمينه ولا يريد زهره الا لتخفيف ضيقه ونسيان حياته داخل احضانها فقط باتت تشعر وكأنها مجرد عشيقه له وليست زوجته وهذا يشعرها بالضيق بالطبع ولكنها تحبه بشده وتريد قربه هي الاخرى شردت قليلا ولكنها فاقت على مصطفي الذي لزكها في ذراعها وهو يحاول كبح ضحكاته
زهره بتعجب: مالك يا مصطفي وشك احمر من الضخك في اي
مصطفى بضحك: بصي قدامك كده
نظرت امامها فوجدت ناهد تضع تقريبا السفره كامله امامها وتأكل منها بنهم كبير حتى انها انهت اغلب الاصناف
زهره بذهول: براحه يا ام الواد.... الواد هيعوم وسط الاكل كده
سعلت ناهد بشده فظنت انهم منشغلين ولم ينتبه احد لها: اباه يا ضرتي... مش حامل ولازم اتغذى
مصطفى بضحك: دا انت اتغذيتي وغذيتي الجيران
يونس بضيق وهو يضع يده على كتفها: كلي براحتك... حد بيسمع كلام العيال
لقد تفوه بهذه الكلمات ارضائا لها فهس في النهايه زوجته وام ولده ولم يكن في حسابه ابدا ان يغضب زهره منه ولكن يا ويلك يا يونس..... هبت زهره من مكانها بضيق وقد فاص بها الكيل
زهره: بعد اذنكوا انا شبعت... هطلع انام
صعدت والغيره كادت ان تفتك بقلبها... نظر في طيفها يونس حتى اختفت وما ان جاء نظره على باقي العائله وخصوصا مصطفى وجد في وجوههم الغضب الشديد منهم فهب من مكانه صاعدا خلفها
فاديه بضيق: رايح فين يا جوز بنتي... دا انت مكلتش لقمه
يونس ببرود: طالع لمرتي يا خاله عندك مانع
ناهد بمكر: منتى عندها على طول يا يونس... وفايتني لوحدي وانا مليت دا ظلم يرضيك كده يا عمي يبقى النهارده ليلتي وهو من اول النهار سارح وراها في كل مكان
يونس بغضب: اي اللي انت بتقوليه دا... اي سارح وراها دي انت مفكراني عيل صغير انت حقك بديهولك تالت ومتلت وزيك زيها واكتر كمان وانت عارفه دا كويس فا مفيش منه عازه شغل الحريم دا
مهران بهدوء: بالهداوه يا يونس.... ناهد حامل واعصابها تعبانه
فاديه بسرعه: متقصدش يا ولدي.... من غيرتها اتحملها
يونس بغضب: ادينا متحملين
تركهم وصعد نحو غرفة زهره وترك ناهد تغلي مكانها فعلى الرغم من محاولاتها الكثيره في ابعاد زهره عنه ولكن دون فائده وكأنها كانت تحاول تقريبهم وليس ابعادهم... ترى في عيون يونس العشق لزهره ولكنها دائنا ما تكذب نفسها وانه لها ولكن للقدر رأي اخر
نواره بضيق: خليكي في حالك شويه يا ناهد.... علشان انت زودتيها اوي
ناهد بتمثيل البرائه: وانا كنت عملت اي يا خاله... مش كفايا رضيت يتجوز عليا
نواره بحده: انت اللي رضيتي ومكنش فارق معاكي لو ناسيه.....ودي مش واحده جبناها من الشارع دي بنت الغالي فا خلي بالك لا تخربي على نفسك.... اما قايمه اعمل الشاي
ومن ثم انسحبت ومن خلفها مهران الذي خرج لأداء الفرض في بيت الله.... اما مصطفى كان ينظر لها نظرات مريبه حتى انه اثار التوتر بها كثيرا
ناهد بتوتر: في اي يا مصطفي عينك حرقتني
مصطفى بغموض: انا مش مرتحلك وافتكري دي
ومن ثم صعد الي الحديقه لينكب في همه كما اعتاد اما ناهد فكادت ان تصاب بالاغماء من كثرة التوتر فشعرت وكأن نهايتها قد اقتربت.......
**********************************
في غرفة زهره
كانت تجلس تأكل بطريقه مبالغ بها من المنتجات الصناعيه (الشيبسي) حتى انها كانت تملئ فمها وهي تأكل بغضب وجهها مكفهر من كثرة الغضب.... عندما رأها هكذا علم انها غاضبه بشده منه اشفق عليها كثيرا فهو اذا اقترب حتى اخيه منها يشعر في قلبه بنار لا يستطيع اخمادها فماذا تصنع هذه المسكينه اذا كان لديها ما تشاكرها بحبيبها... اقترب منها وجلس امامها ومد يده ليأخذ منها الكيس الذي بيدها
زهره بضيق: اوعا يا يونس... هات كيس الشيبسي
يونس بنبره حنونه: كفايا انت كلتي كتير
زهره بغضب: انت مالك بيا.... روح لمراتك
يونس بهدوء: زهره يا حبيبتي.... احنا اتفقنا على اي هو انا قصرت معاكي في حاجه
زهره بضيق: مش لازم تكون قصرت يا يونس مش لازم كفايا انك قريب منها....ثم اكملت بمراره: وقدامي
يونس وقد المه قلبه: انا بحاول اراضيكوا انتو الاتنين... مش عارف اعمل اي والله بحاول انت شايفه بنفسك
زهره بدموع: شايفه يا يونس... بس انت مكنتش قد الجواز مني من الاول اتجوزتني لي حتى لو كان عمي اصر عليك كنت تعارض تقله انا مش هقدر انا كده هخرب بيتي.... انا قلبي وجعني اوي يا يونس مش قادره اتحمل شهور وانا بحاول ومش قادره.... ثم اكملت بسخريه: دا انا لو هزرت شويه مع مصطفي بتعمل معايا مشكله ما بالك بقا وانا قاعده شايفه جوزي بيحضن ضرتي قدامي.... كفايا بقا
اقترب منها واحتضنها بحب وظلت هي تبكي وتصرخ بقهر وغضب ممذوج بالغيره وهي تدفن وجهها بين احضانه... يربت عليها بحب يحاول تهدأتها يحاول التخفيف عنها ولكن ما التخفيف ايها الغبي تلك عاشقه قد اهين قلبها وليس اليون فقط بل كل يوم... بعد كده طويله طلعت من احضانه ووجهها ملئته الحمره من كثرة البكاء
زهره وهي تمسح وجهها: يلا قوم... روح ليها
يونس بإبتسامه: مش هسيبك وانت زعلانه كده
زهره بإبتسامه منكسره: متخفش عليا.... انا هعمل اندومي وهسمع المسلسل
وضع يده على خديها بحنان واحتضنها بقوه وكأنه يودعها ومن ثم ذهب ليؤدي واجبه عند الاخري ايضا (ان لم تكن عادل لا تقحم نفسك في مسؤوليه مثل هذه عزيزي القارء)
نظرت في طيفه بحزن وقلبها يعتصر من الغيره ولكنها ارتدت ملابسها وقررت ان تستنشق الهواء التقي قليلا فلعله يهدئها......
**********************************
في الحديقه
كان مصطفى يجلس وهو يعد الشاي على نيران الحطب شارد الذهن... اقتربت منه زهره تنظر له بحزن فحاله اصبح مثير للشفقه بالفعل شهور وهو يجلس تلك الجلسه حتى الصباح لا يزوره النوم الا قليلا وكثير التفكير حتى ان صحته النفسيه والبدنيه أصبحت متدهوره
زهره بإبتسامه: ينفع ادايقك واقعد معاك
مصطفى بمرح: هو انا أطول... الشاي والخضره والوجه الحسن
زهره بضحك: حتى وانت في عز همك... د-مك خفيف.....ثم اكملت بتنهيده: اي مفيش جديد
ناولها مصطفى كوب من الشاي وهو يهز رأسه بيأس: مفيش يا مرت اخوي.... زي ما انا وكأني سبتها امبارح مش قابلاني خالص مع انس حاولت كتير
زهره بحزن: انا عارفه.... ثم اكملت بمكر: واللي يحللك الموضوع دا
مصطفى بإبتسامه: دا انا اديله عمري لو عاوز
زهره بضحك: طب انا هقلك..............
مصطفى بذهول: اي الدماغ دي.... الله اكبر عليكي.
زهره بضحك: فكرتني بفيلم اللمبي تمانيه جيجا لم كان بيقله الله اكبر عليك... ايه الحلاوه دي
مصطفي بضحك: ربنا بس يوفقنا....انا هروح على القهوه شويه عايزه حاجه
زهره بإبتسامه: سلامتك..... مصطفي
مصطفى: نعم
زهره بأمتنان: شكرا على كل حاجه.... انت اخ حقيقي
ابتسم لها بخفه وذهب اما هي فجلست شارده... غافله عن تلك العيون التي تراقبها بخبث..
**********************************
في صباح اليوم التالي
كانت سميه تسير بين العامه في السوق كالعاده ولكن جذب اهتمامها حديث احدى النساء
المرأه: اسكتي يا ام محفوظ... مش بيقولوا مصطفى ابن مهران كبير البلد انصاب النهارده في الفجر
ام محفوظ بحزن: ايوه يا نضري قال اي طلعوا عليه بلطجيه وهو راجل متأخر وضخوه بالنار ورموه في الترعه قلبي عليه زينة الشباب
سميه بصدمه وبدأت الدموع تتجمع في عينيها: لا مستحيل....
**********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق