(19)
في صباح يوم جديد
تجمعت افراد الاسره على مائدة الافطار والتي اعدتها زهره بكل حب لأفراد عائلتها.... يجلسون سويا يتحدثون بود
يونس بجديه: اي رأيك في ارض عم اسماعيل يا حج... بفكر نضمها لأرضنا ونشتريها عارضها بسعر مقبول
مهران بثقه: اللي انت شايفه صح يا يونس اعمله.... انت واخوك اتفقوا سوا انا خلاص راحت عليا
مصطفى بمرح: متقلش كده يا مهور دا انت لسه شباب.... طب دا اللي بيشوفك معايا بيقول عليك ابني
نواره بضحك: بطل تنكش في ابوك يا واد انت
مهران بغيظ: والله ما حد هيجيب اجلي غيرك.... انا قايم اشوف حالي بلا كلام عيال
يونس بضحك: مع السلامه يا ابوي.... ثم نظر لأخيه: ابقى خف على ابوك شويه انت عارف مش بيجب هزارك دا
مصطفى ببرود: براحتي انا حر.... مش انتو اللي مش عاوزين تجوزوني البت ومقعدني جمبكوا كده
يونس بضحك: يا بني هتتجوز ازاي وانت متخرشم كده على الاقل تفك الجبس افهم بقا
نواره بإنزعاج: سيبك منه يا يونس وكمل اكلك... مهما كبر هيفضل عيل برضه
زهره بضحك: طب والله عامل للبيت حس وجو كده
مصطفي بغمزه: حبيبي اللي في صفي
يونس بغيظ: اتلم يلا... بدل ما اك-سر الرجل التانيه كمان
مصطفي بخوف: قاسي وتعملها... انا هاكل من سكات
يونس: انا رايح شغلي... عاوزه حاجه يا امي اجبها معايا
نواره بحب: سلامتك بالدنيا يا حبيبي
يونس بإبتسامه وهو يقبل يدها: ربنا يخليكي ليا يا امي..... ثم نظر لزهره بهدوء: تعالي عاوزك
امأت له وهبت من مكانها ذاهبه ورائه.... وقفوا امام باب المنزل ينظر لها بتمعن وهي لا تفهم سبب ذلك فقط ينظر لها يتفحصها كمن كان غائب عن حبيبته عمرًا كاملا... وضع يده على خديه يتلمسهم برقه وحب وعيونه تركز في عينها وهي تلمع ببريق الحب
يونس بهيام: يا بختي بصراحه.... انا اتحسد عليكي
زهره بخجل: في اي يا يونس.... انت بتتحول ولا اي
يونس بضحك: انا غلطان االي عاوز ارفع من معنوياتك يا ستي.... على العموم انا كلمت حد معرفه بيظبتلك ورق الجامعه
زهره بسعاده: بجد يا يونس.... ثم فاجئته بإحتضانها له: ربنا يخليك ليا انا فرحانه اوي شكرا
يونس بإبتسامه: مفيش ما بنا شكر يا هبله... انا جوزك ولا ناسيه.... انا لازم امشي علشان عندي شغل كتير لما ارجع هقلك كلام مهم اوي
زهره بأبتسامه: هستناك يا يونس
يونس بمرح: انا لازم امشي علشان يونس دي بتضعفني والعمال هياكلوا وشي.... مع السلامه يا وزه
ضحكت بخجل وهي تلوح له بكريقه طفوليه وابتسامتها تزين وجهها ذو الملامح الرقيقه.... ظلت تراقبه حتى اختفت سيارته بعيدا كانت شارده به وهائمه للغايه... ولكن قاطعاها صوت تلك الشمطاء
صبا بإستفزاز: ست زهره... صباح الخير يا ستي
زهره بغيظ: صباح الخير لأهل الخير يختي.... اي الخطوه اللي مش عزيزه دي
صبا بمكر: قلت اجي اساعد في البيت
زهره بحنق: لا مش محتاجين خلاص اللي كانت مشغلاكي راحت بيت ابوها.. عاوزه تخدمي روحي ليها هناك انا موجوده هنا اهو
صبا بتمثيل البرائه: ودي تيجي يا ستي اسيبك لوحدك.... دا ورده قالت لا متروحيش قلتلها ابدا اسيب ستي زهره كده تتعب حرام
زهره برفعة حاجب: والله البت عندها ذوق مش زي ناس
صبا بعدم اكتراث: يلا نفسك في اي قليلي... اعمله على طول
نظرت لها زهره وهي تضر-ب كف على كف من كثرة الحنق من هذه الفتاه التي باتت تكرهها بشده من كثرة افعالها الخاطئه... وتركتها ودلفت للداخل فدلفت ورائها صبا بسرعه
**********************************
داخل المنزل
كان يجلس مصطفى امام التلفاز ومعه والدته والذي كان يلح عليها ان تجد له حل في موضوع زواجه من سميه وهي تنظر له بحده طفيفه تاره وتضحك تاره اخرى ولكن قاطعهم رؤيتهم لزهره وجهها محتقن من الغضب
نواره بتعجب: في اي يا بنتي... يونس زعلك في حاجه
زهره بهمس: ست ناهد مشت... بس يابت زيلها هنا
نظرت نواره خلفها فوجدت صبا تقف بملابسها التي لا تليق ابدا فكانت ترتدي جلباب بيتي ضيق للغايه وتقف بطريقه غريبه وهي تمضغ اللبانه خاصتها
نواره بنفور: ملكيش دعوه بيها يا بنتي... لما يجي يونس يمشيها هو متحر-قيش د-مك يا حبيبتي
زهره بضيق بصوت عالي: لما بشوفها كأني شفن عفريت مش طيقاها....
مصطفى بضحك: متخافيش لو يونس هتجوز تاني مش هتبقى دي... اطمني
زهره بشهقه: هو ممكن يتجوز عليا يا ماما.... صح ما اللي يتجوز التانيه يتجوز تالت ورابع كمان.... ثم اكملت بغضب: يومك مش فايت معايا يا يونس
نواره بضحك: بقا الاهبل دا يضحك عليكي... انت ماليه عين ابني بزياده متفكريش.... ثم اكملت بمرح: وبعدين معاكي بقا عمك الحج واخد على اكلك انت وهيجي جعان مفيش غداء النهارده
زهره بإبتسامه: عنيا ليكوا.... ثم نظرت لمصطفي وهي تمثل الغضب: وانت حسابك معايا بعدين... يا عانس
ضحكت نواره عليهم بشده فمزاحهم يفرح قلبها... حيث انها ترى ان زوجات الاخين بفرض سميه الزوجه المستقبليه لمصطفي بالطبع هم الافضل وسوف يحمون بعضهم بحبهم وودهم لأزوجاهم ولهذه العائله.... اما مصطفى قد نظر لوالدته بكريقه غريبه وهو يمثل البكاء
نواره بتعجب: فيك اي يا واد... حاجه بتوجعك
مصطفي بإندماج: عجبك كده يما... حتى زهره بتقول عليا عانس مين هيبص في وشي دلوقتي
أطلقت نواره ضحكه صاخبه من اعماق قلبها فلا احد يستطيع اسعادها بتلك الطريقه سوى مصطفي فقط....
**********************************
في منزل اهل سميه
كانت سميه تصنع الغداء مع والدتها بتناغم وهي تلح عليها في زيارة مصطفى
سميه بإلحاح: يما فيها اي نفسي اعرف... منا طول عكري بروح عندهم البيت
ام سميه بحزم: بتروحي تساعدي الناس اللي خيرهم مغرقنا من اول ما جينا البلد.... ولو اني كنت عامله نفسي مش عارفه انك رايحه علشانه بس انا عارفه ان بنتي راجل ومحدش يعرف يضحك عليها
سميه بملل: واي اللي جد يما دلوقتي يعني... اي الفرق
ام سميه: لا فرقت دلوقتي بقت علني عاوز يتجوزك وانت عاوزه تتجوزيه يبقى متدخليش بيته الا وانت على زمته او للضروره
سميه بإلحاح: مهي دي ضروره اهي... عاوزه اطمن عليه والنبي
زفرت ام سميه بحنق: بت انت... اسمعي الكلام وإلا بلاها جوازه خالص سامعه
سميه بتأفف: يوه...
**********************************
في منزل اهل ناهد
كانت تتحدث عبر الهاتف بغضب وهي تمسك بعض رزم المال حيث كانت تقوم بعدها
ناهد بغضب: يعني اي مش لاقي واحده حامل في ولد... كلهم بنات مفيش ولا واحده حامل في ولد اتصرف مليش دعوه ان شاء الله تجيبه من دار ايتام اي حاجه انت فاهم اهم حاجه يكون ولد وصحته عفيه
ومن ثم اغلقت الهاتف ورمته بإهمال واخذت تعد باقي المال ببرود
فاديه بتعجب: يا جبروتك يا شيخه... اي البرود ده ولا كأن جوزك طاردك من بيته وكان هيرمي عليكي اليمين
ناهد بسخريه: عوزاني اقعد جمبك واعيط.....هو انا لو قعدت جمبك اندب حظي واللطم مين هيأكلنا يما
فاديه بغضب: انت اتجننتي يا بت ولا اي... بتكلمي امك كده
ناهد بضحكه سخريه: منا تربيتك... عاوزاني اطلع مش بقوم من على سجادة الصلاه ولا اي...
نظرت لها امها بغضب ومن ثم تركتها ودلفت لغرفة نومها اما ناهد كانت تبتسم بخبث وهي تكمل عد المال خاصتها....
**********************************
في المطبخ
كانت تطهو الطعام بجد وهي تقلب بالمعلقه هنا وتضع المنكهات هناك وتكشف غطاء للوعاء وتغطي اخر وكل هذا وصبا تقف تقطع بعد الفواكه ببرود وهي لازالت تمضغ علكتها بطريقه اثارت استفزاز زهره كثيرا
زهره بغيظ: ولما انت واقفه عماله تاكلي لبان وتتلكعي هنا وهناك كان اي اللي جابك ولا هي غتاته وخلاص
صبا ببرود: يوه... مش بعمل العصير يا ستي طب دا انا عملتلك كوباية عصير هتحلفي بيها
زهره بغيظ: لي كنتي اخترعتيها ولا اي.... مش خلصتيها يلا امشي ومتجيش تاني يلا وإلا هنده الغفر
صبا بسرعه: لا وعلى اي انا ماشيه... انتو كده ربنا مديكوا فلوس وجاه فا بتيجوا على الغلابه اللي زيي
حملت اغراضها وذهبت وهي تمثل الحزن تحت انظار زهره التي كانت تقف فاتحه فهما من هول الصدمه... ولكنها اكملت صنع الطعام بعدم اكتراث حتى انهته بعد وقت طويل فقد ارهقت للغايه... جلبت احدى كراسي المطبخ وجلست عليها ونظرت نحو العصير التي صنعته صبا
زهره بسخريه: اهو الواحد يستفيد منها بحاجه...
وتناولت كأس العصير في يدها ويدأت تتجرع منه حتى انهته وهي تتنهد بتعب فقد اروى عطشها تماما....
**********************************
في اراضي العائله
كان يونس يعمل بجد في بعض الاوراق الذي جهزها من اجل بيع بعض الاراضي وشراء الاخرى وسجل المحصول فهناك الكثير من العمل الذي عليه انجازه... ولكن قاطعه صوت عويل عالي للغايه وحركه سريعه فهب من مكانه يركض خلف الصوت وما ان فتح باب مكتبه حتى وجد النيران تأكل ارضه ومحصوله... تسللت الصدمه الي وجهه ولكنه افاق سريعا وأخذ يساعد العمال في تطفئة هذه النيران وبعد مده طويله اخمدوها اخيرا.... ولكن قد فات الاوان فقد تأكل المحصول كله تقريبا واصبخت ارضه الخضراء اليافعه... رماد مظلم
احد العمال بعويل: يا خرب بيتنا... بيوتنا هتتقفل من بعد الارض دي
الاخر: هنعمل اي يا يونس بيه... دا المحصول راح كله مفيش حبايه سليمه
كان في حاله لا يرثى لها... لا يستطيع التفكير ولا يستطيع التصديق من الأساس هو فقط ينظر امامه وعيونه مليئه بالحزن والصدمه وما كان ينقصه سوى هذا الاتصال.... دق هاتفه برقم والدته فاغلق الاتصال ولكنها كررته كثيرا مما جعله يرد عليها
يونس:....
نواره ببكاء: الحقنا يا يونس.... زهره مرميه في الارض وقاطعه النفس.. الحقنا يا بني
**********************************
(20)
في المستشفى
كان يركض باحثًا عن مكان تواجدها... كان كالجسد بلا روح لا يستطيع سماع اي صوت غير دقات قلبه الذي وكأنه سيخرج من مكانه هاربا نحوها... بعد مده من اابخث وصل امام غرفة يراها من خلال الدائره الزجاجيه الصغيره تنام لا حول لها ولا قوه مغمضة الاعين شاحبة الوجه... جهاز التنفس على انفها وفمها وحولها الطاقم الطبي يبدو للبعض مشهد غير مؤثر ولكن بالنسبه له قد سمع صوت قلبه وكأنه تم تحطيمه بكتله حديده فلم يبقى منه الا الفُتات فقط... بدأ يمر امامه ذكرياتهم معا منذ اول يوم رأى وجهها الملائكي كما كان يوصفه دائما صبرها وحبها الواضح لها.... ترقد امامه دون حتى ان يعترف له بحبها اغمض عينيه بألم وبجواره والده ووالدته التي تبكي بصمت خوفا على الفااه التي تعتبرها من اعماق قلبها ابنتها الروحيه.... قاطعهم فتح الباب وخروج الطبيب منه ويبدو عليه الارهاق الشديد
الطبيب: خير يا جماعه ان شاء الله.... هي بس زودت جرعة الدواء المره دي الحمد لله نفدت بأعجوبه
يونس بإستدراك: دواء اي... ياريت توضح معلش
الطبيب بعمليه: دواء منع الحمل.... المفروض المدام تتابع مع دكتور بيساعدها ازاي تاخده بشكل صحيح لان الافراط منه بيعمل تهتك في الرحم وكمان ممكن ندخل في ازمه قلبيه او جلطه... وللأسف دا اللي كان هيحصل لو كنتو اتأخرتوا كويس جدا انكم جبتوها المستشفى على طول
يونس بتوهان: يعني مراتي هنا بسبب جرعه من حبوب منع الحمل!
الطبيب بإيماء: بالطبظ كده يا فندم.... انا هكتب ليها محاليل وادويه لازم تنتظم عليها حمد الله على السلامة بعد اذنكم
رحل الطبيب وترك يونس الذي وكأن الدنيا لا تقدر على حمله فكانت قدماه لا تقدر على حَمله.... جلس على اقرب كرسي امام باب الغرفه ووضع يديه على رأسه بألم لا يستطيع التصديق وخصوصا انه في كثير من المتاعب الان فبدأ شيطانه يصور له انها تكرهه وتنفر منه ولا تريد انجاب الاطفال منه لدرجة تعاطي هذه الكميه الكبيره في مره واحده.... اقتربت منه والديه ينظرون نحوه بحزن على حاله
نواره بدموع: متزعلش نفسك يا يونس... اكيد في حاجه غلط يا بني زهره متعملش كده ابدا دي بتحبك اوي
مهران بهدوء: المهم انها قامت بالسلامه... واي حاجه تانيه نبقى نتكلم فيها بعدين... ثم اكمل بثقه: بنت اخويا زينة البنات يا يونس اوعى تشك فيها اللي بيكرهونا كتير يا بني بلاش تشمتهم فينا
يونس بجمود: انا رايح الارض وهبعد ليكم حد من الرجاله وورده علشان ترحوا بيها لما الدكتور يكلع اذن الخروج
نواره بسرعه: وتسيبها في وقت زي دا يا بني
يونس بضيق: الارض اتحر-قت يما ... هروح اشوف حالنا اللي اتدهور ولا اقعد جمبها اولول زي الحريم
نواره بشهقه: انت بتقول اي
مهران بصدمه: استنى انا جاي معاك.... خليكي انت هنا يا ام يونس...
رحل يونس ولديه الكثير من المشاعر المختلطه الخوف على زهره والغضب منها... حَمل هم الاراضي والاموال والتساؤل من لديه الجرأه ليفعل هذه وهم في منتصف النهار.... ورائه ابيه الذي لا يعلم ما الذي عليه فعله وسط كل تلك المصائب..
**********************************
في المنزل
كان يجلس مصطفي وهو على احر من الجمر بالطبع لم يستطيع الذهاب معهم بسبب عجز قدميه... كان شارد الذهن حتى جائه الاتصال اخيرا
مصطفى بسرعه: طمنيني يما... خير
نواره بحزن: اسكت يا مصطفي اللي حصلنا محصلش لحد......
وبدأت تقص عليه كل ما حصل مع زهره وبالطبع ما قاله يونس عن حر-ق الارض
مصطفى بغضب: مين االي اتجرأ وعمل كده.... كل دا يحصل وانا قاعد في البيت زي الولايا ومش عارف حتى اعاون اخويا
نواره بطيبه: اهم حاجه انكم بخير يا بني... الباقي مش مهم وانت بإيدك اي يا حبيبتي متحملش نفسك فوق طاقتك.... الدكتور قال شويه ومرات اخوك تفوق وهجيبها واجي حسين جاي هو وورده
مصطفى بضيق: طيب يما ترجعوا بالسلامه... سلام
ما ان انهى المكالمه حتى رمى الهاتف بإهمال وغضب وظل يفكر حتى المه رأسه... فهو يحب اخيه كثيرا ويعلم ما به من ضيق الان وهو لا يستطيع حتى معاونته بالحديث او ان يكون بجواره وهذا جعله غاضب بشده
**********************************
في منزل اهل ناهد
كانت تجلس وابتسامة الانتصار على وجهها وتضحك بسعاده حتى ادمعت عينيها من كثرة الفرحه لديها.... سمعت والدتها صوت ضحكاتها العاليه فأتت اليها ونظرت لها بتعجب منذ متى وهي تضحك من قلبها هكذا
فاديه بتعجب: خير يارب... مين ما-ت!
ناهد بضحك: خلصت منها اخيرا.... البت دي كانت هم على قلبي كده
فاديه بعدم فهم: مين زهره؟
ناهد بتأكيد: هي ست زفته... طارد في الهوا
فاديه بسخريه: وفكرك يونس هيسيبها كده بالساهل دا دايب فيها وغير كده دي بنت عمه ولا ناسيه
ناهد بغل: لا مش ناسيه.... بس اللي عملته دا حتى لو مش هيطلقها زمانه مش طايق يسمع اسمها حتى... دا يونس وانا خفظاه كله عنده الا انك تعملي حاجه من وراه وخصوصا لو حاجه كبيره زي دي... لو مش هيطلقها دلوقتي يبقى هيطلقها بعدين
فاديه بفرحه: والطريق يبقى ليكي لوحدك زي زمان... لأحسن من ساعة ما المحروسه دي شرفت وخيره عليكي قل اوي
ناهد بكره: على رأيك يما....انا كنت اول مره احس انه هيطير من ايدي دا حتى منع الخلفه طول السنين دي مكنس بيتكلم معايا فيها ابدا ولا عمره قلي نكشغ ولا عاوز اتجوز علشان اخلف.. تيجي في الاخر حتة بت مفعوصه زي دي تاخده من ايدي و....
قاطعم حديثها مع والدتها رنين الهاتف فردت والابتسامه على وجهها: ايوه يا صبا... مش ناسيه حلاوتك متقلقيش وهزودها اوي كمان
صبا: عندي ليكي خبر مش عارفه يفرحك ولا يزعلك
ناهد بتساؤل: خبر اي دا؟
صبا: الارض الكبيره اللي نص البلد بتاعة يونس بيه اتحرقت النهارده كلها مش باقي فيها حبايه محصول واحده سليمه
ناهد بصدمه: ازاي دا حصل... ومين اللي عمل كده
صبا: محدش عارف... بس واضح انها مقصوده ومن ناس واصله اللي يح-رق ارض كبيره زي دي وفي نص البلد في النهار دا حد قلبه مي-ت
اغلقت الهاتف وهي تحركه في يدها بتفكير ومن ثم هبت من مكانها وجلبت عبائتها وحجابها وارتدتهم سريعا وهمت بالذهاب
فاديه بتعجب: على فين العزم ان شاء الله
ناهد بسخريه: هروح اواسي جوزي يما... واجب برضه مهو ابو ابني في الاخر سلام
**********************************
في المستشفى
واخيرا وبعد الكثير من الوقت وقد اقترب مغيب الشمس افاقت زهره وهي تمسك رأسها بألم وجسدها بالكامل يؤلمها بشده تشعر وكأن احدهم كان يُبرحها ضر-با
زهره بألم: اااه انا فين
نواره بسرعه: حمد الله على السلامة يا بنتي... وقعتي قلبي عليكي
زهره بعدم فهم: هو اي اللي حصل يماما... في اي
نواره بتوتر: هقلك..... وحكت لها كل ما حدث وزهره تفتح عينيها بصدمه لا تستطيع تذكر او تصديق هذا
الكلام
زهره بصدمه: انا معملتش حاجه والله... انا عمري ما خدت حاجه انا كنت لسه بفكر ازاي محصلش حمل
نواره بحزن: عارفه يا بنتي انت متعمليش كده... اكيد في حاجه غلط
زهره ببكاء: ويونس صدق يا ماما.... سابني ومشى وانا كنت بم-وت
نواره وهي تحضنها بحب: معلش يا بنتي اللي هو فيه مش سهل... الله يكون في عونه دي بضاعه بألوفات وفاتحه بيوت ناس
زهره بغضب: انا مراته يا ماما وكنت بم-وت اكيد الفلوس اللي راحت مش اهم مني الفلوس تتعوض.... ثم اكلمت بحزن: وواضح ان انا كمان اتعوض عادي
نواره بسرعه: متقوليش كده يا حبيبتي... انت مشفتيهوش كان عامل ازاي اهدي بس وكل حاجه ليها حل... يلا خلينا نساعدك تلبسي بت يا ورده تعالي يلا
دلفت للغرفة ورده والتي كان بظهر على وجهها الحزن والقلق والغضب ايضا... ولكنها احتضنت زهره بحنان فهي تحبها بشده وبالطبع حزينه من اجلها وقلقه عليها....ساعدوها في ارتداء ملابسها كامله واستندت على ورده وكانت تشعر بالألم الشديد في جميع انحاء جسدها... بدأت في السير بطئ بجوار ورده ومن خلفهم نواره التي كانت تنظر لحالها بحزن... وما ان وصلوا للسياره تبادلت نظرات الغضب بين ورده وحسين والتي كانت واضحه بشده... ساعدت وردة زهره في الجلوس وجلست بجواره تحضنها بصدق وبجوارهم نواره التي كانت تربت عليها بحنان.....
**********************************
في اراضي يونس
كان يقف وامامه الكثير من العمال الذي بعضهم الغاضب والفرح والحزين وحامل الهم.... ينظر لهم بترقب بالطبع احدهم من فعل هذا وهو سوف يجده بالتأكييد
يونس ببرود عكس ما في داخله: اللي حصل دا محدش فيكم ليه زنب فيه ومحدش فيكم عيقدر يتحمل يوم من غير ما ياكل هو وولاده وانتو اكيد عارفين الخساير كتير.....فا اللي عاوز يفضل معايا نعمر الارض من جديد ويصبر عليا في اليوميه بتاعه اهلا بيه واشيله فوق راسي العمر كلو... واللي عاوز ياخد فلوسه ويمشي يا مرحب برضه بس مشوفش وشه تاني.... علشان اللي ميشلنيش في وقت الازمه ميبقاش معايا في وقت العز والفرح ولا انا غلطان يا رجاله االي عاوز يمشي يقول
ساد الصمت بين الرجال وهم ينظرون لبعضهم البعض بثبات ولكنه لاحظ احدهم يهم بالذهاب فنظر له ببرود يحفر ملامح وجهه جيدا في رأسه
الرجال في صوت واحد: احنا معاك يا يونس بيه....
يونس بإبتسامه: اصرف اليوميه للرجاله من فلوسي يا عم محمد وخليهم يرحوا ويرحوا بكره كمان...
مهران بهمس: شايفك شاكك في حد
يونس بثبات: معلوم... هيبقى تحت رجلك النهارده بس سيبه ياخد الامان الاول
مهران بفخر: ابن ابوك صحيح وهنعدي الازمه دي زي ما كتير عديناها سوا..... ثم سأله بترقب: انت هتعمل اي مع زهره
يونس ببرود: الخاين ملهوش عيش معايا...
**********************************
في منزل عائلة يونس
كانت زهره تمدد جسدها في غرفتها وعيونها لم تكف عن البكاء ابدا وبجوارها نواره وورده
ورده بحزن: كفايا يا ست زهره.... عيونك تعبوا من العياط الله يرضى عنك كفايا
نواره بود: يا بنتي صبري نفسك....هو حد كان لامك على حاجه فيكي اي بس
زهره بغضب: ولما ابنك يسيبني كده ويمشي دا معناه اي يا ماما هااا
نواره بحزن: يا بنتي اللي هو فيه و....
كانت ستحاول تهدأتها ولكن قاطعهم هذا الصوت الذي صدم البعض من وجوده
وفاء بثبات: انا هاخد بنتي وهمشي... بنتي ملهاش عيش في البيت دا تاني...
**********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق