اخذت كل الوقت وهي تجلس امامه تفكر في ردا يناسب ما قاله و الاهم ان يقتنع
به.....و لكنها و لاول مره تعجز عن ايجاد حيله ما تخرجها من ذلك المأذق.....فقالت
اول شىء جاء في بالها : فاكر لما بوستني في دماغي و قولتلي ان معناها احترام و تقدير و يمكن يجي الوقت و تعرفي ليه قولتلك كده.....
هز راسه علامه الموافقه و الحيره تاكله لاول مره فاكملت : وقت ما هتقولي معني كلامك ده انا كمان هقولك معني كلامي.....
و فقط قامت من مقعدها و بدات تحمل اطباق الطعام و هي تقول : هعملك كوبايه شاي تحبس بيها زي ما بتحب علي ما تغسل ايدك
انهت ضب السفره و صنعت كوبان من الشاي احدهما ثقيل كما يفضل و دلفت له في غرفه المعيشه وجدته يدخن السجائر بشراهه ....
وضعت ما بيدها فوق المنضده الصغيره ثم جلست قبالته و قالت بهدوء : حسن ...رفع راسه و نظر لها فاكملت : يعني ....
حابه اقولك يا ريت نتعامل مع بعض عادي بلاش الحزازيه دي
حسن : مش فاهم تقصدي ايه
ابتسمت له و قالت : انت انهارده فهمك تقيل اووووي زي الشاي الي بتشربه ده في ايه يا باشا دانت دماغك الماظ اتحسدت و لا ايه
ضحك بهدوء و قال : يمكن بس عشان بقالي يومين منمتش فمش مركز قولي عايزه ايه يا ندي علي طول
اخرجت نفسا عميقا و قالت : احنا متعودين علي بعض من زمان و بنتعامل كصحاب
خلينا نفضل كده الفتره الي هنقضيها مع بعض عشان اعرف اتعامل بحريه في بيتك محسش اني ضيفه و غير مرحب بيا كمان
حسن : انتي هبله يا بت ده بيتك سواء بالاتفاق الي بينا او من غيره دانتي كنتي بتقعدي هنا اكتر من بيتكم ...اتصرفي براحتك يا ندي الوقت لسه طويل دي سنه بحالها
عادت لمزاحها و قالت و هي تستعد للجري : حيث كده بقي يبقي انا الي هنام فالاوضه الكبيره ...اعقبت قولها بالهروله تجاه الغرفه و ما كان منه الا ان يلحقها جريا و هو يقول : لاااا يا روح امك و الله ما يحصل ...قبل ان تنجح في غلق الباب كان يضع قدمه بداخله و بدفعه بسيطه كان يفتحه علي مسراعيه و هي هربت تجاه الفراش و قفزت فوقه و هي تضحك بصخب ...وقف قبالتها و قال : ندي بلاش شغل العيال ده سرير الاطفال ده نص رجلي هتطلع منه ده لو استحمل وزني اصلا
ضحكت و قالت و هي تجلس متربعه : و الله ما يحصل انا عملت الحمام هنا عشان اخد راحتي
وضع يده علي خصره و زفر بحنق : طب و الحل يعني شقه طويله عريضه مفيهاش مكان ننام فيه
نظرت له بخبث و قالت : خلاص متزعلش تعالي نام جنبي هنا و نحط مخده فالنص السرير كبير و يساع اربعه
نظر لها بصدمه و قال : انتي هبله ازاي يعني مينفعش طبعا
ردت بمكر : ليه مش انا زي اختك زي خديجه بالظبط و لا عمرك ما نمت جنبها
تلك الماكره الصغيره تتلاعب به ...
حسنا يا جلابه المصائب سأريكي منه هو حسن
الباشا و انه من المستحيل ان يتأثر بطفله سليطه اللسان مثلك....
هكذا كان يفكر و بعدها تقدم ناحيه الفراش وهو يخلع عنه القطعه العلويه فجحظت
عيناها و قالت : انت بتعمل ايه متتهورش يا حسن
وضع جسده فوق الفراش و قال ببرائه لا تمت له بصله : انا مش بعرف انام غير كدة
...
مش انتي زي خديجه عادي بقي يلا اطفي النور خلينا ننام
ارادت ان تلطم خديها من القهر و الوضع الذي اقحمت نفسها به فهي لا تستطع
مقاومته وهو بكامل ثيابه فكيف لها ان تتحمل وجوده بجانبها و جسده الرجولي المهلك
لقلبها الصغير يدعوها للانقضاض عليه اغمضت عيناه و نسيت ان تضع وساده بينهم
و اخذ صدرها يعلو و يهبط اثر تنفسها السريع من توترها وهي تقول داخلها : لو اغتصبته دلوقت مش هيبقي حرام صح شكلي هقول كده كتير الايام الي جايه ...
اتخمدي يا زفته علي راي المثل جيت تصيده صادك
في تلك الاثناء جن جنون عزه و هي تستمع الي خطواتهم و هم يركضون فقالت لايناس
بقهر : سامعه الجري فوقينا يا نوسه فاكر نفسه نوغه و بيجري وراها كماااان
ايناس : ااااه يا ناري ياما نفسي اطلع اجيبها من شعرها الحربايه خطافه الرجاله دي
عزه : اسمعي ياختي لازم نحط ادينا في ايد بعض عشان نخلص منها قبل ما تحبل و
يبقي خلاص بقت امر واقع في حياتنا
نظرت لها باهتمام و قالت ؛ طب نعملها عمل يخليه ميطقهاش و لا ايه
عزه : لا هنعمل الي انقح من كده ...
نظرت لها بتساؤل فقصت عليها كل ما حدث بينها و بين وليد و ما اتفقا عليه سويا حتي يخرجها الباشا من حياته و وقتها يستطع وليد ان يتقرب منها الي ان تصير زوجته كما يتمني
ايناس بصدمه : يخربيتك دانتي الشيطان يضربلك تعظيم سلام .....
بقي وليد اخويا كان رافض الجواز كل ده عشان الصفرا دي اتاريه من يوم ما عرف.
وهو تقريبا مش بيقعد فالبيت حتي سافر اسيوط بحجه الشغل و محضرش الفرح
عزه : عايزاه يتقهر وهو شايف حببته بتتزف علي واحد غيره ازاي
ايناس : طب وهو وافق علي الخطه المنيله دي
عزه : وافق و بصم بالعشره كمان بس انتي خليكي معانه
استيقظ من نومه العميق الذي راح فيه بعد تلك الايام المرهقه ...
و لكن مهلا ما هذا الذي احتضنه بزراعاي ...
تنبهت جميع حواسه و فتح عينه علي وسعها حينما راي تلك القطه الهادئه تنام بمنتهي الهدوء داخل احضانه و كأنها ابدلت وسادتها به ...
اخذ يتطلع لحسنها الخلاب ...
وجد يده تمتد برفق لتزيح بعض الخصلات الي الخلف حتي يري ملامحها الجميله بوضوح ...
سرح بها كثيرا و تذكر قبلته لها فابتسم و الان
فاق من ولهه بها بعد ان شعر بتململها بين زراعيه فاغمض عينه سريعا ممثلا النوم حتي يري رد فعلها حينما تجد نفسها علي تلك الحاله و لا يعرف كيف سحب الغطاء ليداري به نصفه السفلي لكي لا يفتضح امره امامها
اما هي فتحت عيناها و هي تبتسم ظنا منها انها كانت تحلم به مثل كل ليله ....
ولكنها تصنمت بعدما فتحت عيناه و رات وجهه امامها و هي ملتصقه به ....
اغمضت عيناها بقوه لوهله ثم فتحتهم مره اخري و ابتسمت و هي تمد يدها تتحسس
زقنه الناميه برفق حتي لا يفيق و يمسك بها متلبسه بعشقه
طبعت قبله سطحيه فوق وجنته بهدوء ثم قالت بهمس : صباحك بيضحك يا ابو علي
كادت ان تسحب حالها من بين يديه الا انه حاوطها بقوه و قربها له وهو يقول : دي هتبقي بدل الرساله بتاعه كل يوم.....
تحدث وهو مغمض العينين لانه علي يقين اذا فتحهم و راها هكذا سيلتهمها و ليحدث ما
يحدث و ليذهب اتفاقه و كل وعوده الي قاع الجحيم
انتفضت بزعر و قالت : انت بتتكلم و انت نايم ....
وكزته في كتفه حتي تلهيه عما حدث و تداري خجلها الشديد منه و هي تقول : انت
مكلبش فيا كده ليه و فين المخده هنبتديها تحرش من اول يوم يا باشا
ضحك من قلبه و كانه لم يضحك يوما قبل و هي كالعاده سرحت في ضحكته الخلابه و
هي تنظر له ببلاهه و لم تشعر انه تركها و تحرك تجاه المرحاض و هو يقول : احلي صباح صباحك يا ندوش داحنا هنشوف ايام عنب اقسم بالله....
و فقط اغلق الباب خلفه و اخيرا استطاع ان يلتقط انفاسه التي كان يحبسها داخله حتي لا تشعر بما يعانيه بسببها ...
وقف امام المراه و قال بغضب : انت هتتهبل علي كبر يا حسن بتتحرش بعيله ...
نظر لاسفله و ضم شفتيه بغيظ ثم قال : اكيد عشان بقالي شهر بعيد عن مرتاتي بعد ما كنت بنام معاهم كل يوم ...
نظر بتصميم ليقنع حاله و اكمل : ااااه هو كده صح
دلفت هي الي المرحاض الخارجي و اخذت حماما منعش ثم قامت بتجفيف شعرها
بمجفف الشعر و ارتدت بيجامه ذو بنطال قصير يصل الي قبل ركبتيها و القطعه العلويه
تصل الي نهايه بطنها و لكنها بنصف كم .....نظرت لهيئتها و قالت : حلو كده و لا منو
عريان و لا منو مقفول ...ههههه بلاش ادخل عليه بالتقيل من اولها
جهزت افطارا خفيفا لهما و جلست تنتظره حتي ياتي اليها و يا ليته ما اتي ....فبعد ان
راها بتلك الملابس قرر ان يهاجمها حتي لا تنهار حصونه امامها ... و قال بغضب :
ااااايه الي انتي لبساه ده يا بت عالصبح
ندي ببرائه : بيجامه برمودا يا حسن فيه ايه بس ...
انت معلقني زي الارنب كده ليه
حسن بغيظ : دانا هسلخك زي الارنب مش هعلقك بس يا روح امك انتي هتقابلي الناس
الي طالعه كده يا بت و هتقعدي قدامي كده من غير خشي و لا حياااااا
نظرت له بغضب حقيقي و قالت : انا مجهزه عبايه استقبال عشان اقعد بيها مع
الضيوف يا حسن انا مش بجحه للدرجادي و قاعده قدامك كده عشان انا اصلا كان
لبسي كله كده في بيت ابويا و انت شرعا جوزي يعني و لا هو عيب و لا حرام ...و لا
لاقتني قعدالك بقميص نوم يا...باشا
تركها وهو يشعر بالغضب من حاله و قد احس انه قسي عليها قليلا ....
فقال برفق حتي يصلح ما افسده : معلش اصل لقيتك كاويه شعرك افتكرت هتقابليهم كده
و هما مش هيبقو حريم بس اكيد عمي و باقي الرجاله هيطلعو يباركولنا
ارادت الانتقام فقزفت في وجهه كارثه لم يفكر فيها : طب بمناسبه الناس الي جايه
تبارك ...اكيد امي و امك هيدخلو اوضه النوم عشان يباركولي و يطمنو عليا هعمل ايه
انا بقي ...هقولهم ايه...انهت حديثها ووقفت تنظر له بتحدي
و لكنها حقا حمقاء ...لم يخلق بعد الذي يتحدي الباشا علم ما ترمي اليه تلك الشيطانه
الصغيره
اتجه ناحيه الغرفه وهو يقول : ثواني و جاي .....
اختفي من امامها لبضع لحظات ثم عاد اليها ممسكا تلك القماشه البيضاء و التي من المفترض ان تصبح ملطخه بدمائها الذكيه ...
سحب سكين الفاكهه الصغير الموضوع امامه تحت زهولها و حينما رفع الشورت الذي يرتديه بعد ان جلس علي احد المقاعد صرخت به : هتعمل ايه يا مجنووووون
كانت اخر كلمه تنطقها بصراخ بالتزامن مع احداثه جرحا في اعلي فخذه و حينما سالت منه الدماء وضع تلك القطعه فوقه للحظات ثم ازالها و مدها اليها و هو يقول : حطيها قدام المروحه بسرعه عشان تلحق تنشف شويه قبل ما يطلعو ...نظر بمكر و اكمل : لانها المفروض من بليل يعني الدم نشف عليها
دمعت عيناها من خوفها عليه و لم تلقي بالي لما قاله و اسرعت تجاه المرحاض
احضرت علبه الاسعافات الاوليه و عادت اليه مسرعه ثم جلست علي عقبيها و هي
تحاول تطهير الجرح و تقول من بين دموعها التي هبطت رغما عنها : انت مجمووون
بجد اقسم بالله مجنون
رق قلبه لها و خفق ايضا بعدما راي لهفتها و خوفها الحقيقي عليه ...
امسك يدها بيد و الاخري رفع وجهها لتنظر له و قال برفق : متخافيش ده خربوش صغير
لم تستطع الرد عليه من بكائها فرفعها واضعا اياها فوق ساقه ثم ضمها داخل صدره
وقال وهو يملس علي شعرها بحنان بعد ان طبع قبله فوقه : حقك عليا يا ندوش
مقصدش ازعلك ...بس....اااا ...
دماغي وقفت لما شوفتك كده و انا عارف انهم قربو يطلعو ...
و بعدين اقعدي هنا براحتك ادام لواحدك او انا موجود قولتلك ده بيتك يعني يحقلك تعملي الي يعجبك فيه
ضربته بقبضتها الصغيره علي صدره و قالت بعتاب : بقيت تقسي عليا اوي يا حسن و انا عماله اعديلك مره و اعمل مش اخده بالي مره بس بجد انت بتوجعني ...
متحسسنيش اني رخيصه او بفرض نفسي عليك ....
انت مش بتفوت يوم من غير ما تحرق دمي بكلامك او تفكرني بالاتفاق الزفت الي بينا ...ابتعدت عنه و رفعت راسها لتنظر له بقوه و قالت : بتفكرني و لا بتفكر نفسك يا حسن
نظر لها بحيره و لكنه حسم امره و قال بهدوء ينافي صراعه الداخلي : بفكرنا احنا الاتنين يا ندي ...
انتي صغيره و ممكن ارتباطك بيا من صغرك يخليكي تفهمي مشاعرك ناحيتي غلط ..و بفكر نفسي عشان مظلمكيش معايه و انا بكل الاوضاع مش هكون ليكي ...
يعني مش هقدر بين يوم و ليله اعتبرك مراتي بعد ما كنت طول عمري بقول انك اختي ده غير اني منفعكيش انا واحد داخل عالسته و تلاتين سنه و متجوز بدل الواحده اتنين يبقي حرام اضيع شبابك معايه ...
نظر لها برجاء و اكمل : فهماني يا ندي
كعادتها تستطيع بمهاره ان تداري جرحها منه نظرت له بهدوء و قالت : فهماك و عيزاك تطمن انا عمري ما هفهم مشاعري ناحيتك غلط ...
الي جوايا ليك فهماه و حساه و متاكده منه كويس ...
من الناحيه دي اطمن
نظر لها بعدم فهم و كاد ان يسالها الا ان طرق الباب اوقفه ...
زفر بحنق و قال : الجماعه وصلو ادخلي غيري علي ما استقبلهم ..و لينا كلام تاني بعدين
هزت راسها بموافقه و كادت ان تنهض من فوقه الا انه تشبث بها ثم بدون اي مقدمات اهداها قبله ناعمه و قال بعد ان فصلها : متزعليش
ستجن ...
حقا ستجن من ذلك المختل ...كتمت غيظها ...و عشقها بداخلها و تحركت دون ان تتفوه بحرف
اخذ نفسا عميقا و قام ليفتح الباب و ما ان راته امه حتي احتضنته بفرحه و من ورائها باقي العائله و ايضا قد حضرت عائلتها معهم
جلسو جميعا بعد ان رحب بهم فقالت عزه بحقد و هي تتطلع الي جمال المنزل فهي لاول
مره تراه : ما شاء الله الشقه شرحه و برحه يجري فيها الخيل
مني : الله اكبر صح عندك حق يا وزه
فاطمه : امال عروستنا فين يا ولدي
حسن : بتلبس جوه ياما ثواني هشوفها
وقفت سناء هي و فاطمه و قالت الاخيره : خدنا معاك نطمن عليها يا حبيبي
اتجهو ثلاثتهم نحو الداخل و بعدما طرق الباب و سمع صوتها فتح بتمهل و لكنه وقف
مكانه مبهوتا من جمالها بعد ان ارتدت عبائه ورديه اللون لم تكن ضيقه و لكنها تظهر
تقاسيم جسدها المهلك ...اما الامهات فقد دخلن و هن يطلقن الزغاريط و يقومون
باحتضانها بفرحه شديده
فاطمه : الله اكبر يحميكي مالعين يا ندوش
سناء : وحشتيني يا قلب امك البيت ملوش حس من غيرك
ندي بمزاح : عشان تعرفي قيمتي يا سوسو
نظرت له باستغراب بسبب وقفته مكانه لم يدخل معهم و لم يتركهم و يرحل ...
لاحظت ام الباشا تلك النظرات فقالت بخبث : مالك يا باشا لزقت في مكانك ليه متخافش مش هنكلوها هنطمن عليها و نطلع علي طول
لم يضمن تلك البلهاء و خاف ان تخرب الدنيا حينما تسالها احدي الاثنتين علي شىء مما حدث بالامس....
استغل اعتقاد امه بغيرته عليها و تقدم الي الداخل ثم اخذ تلك القطعه و التي اخذتها معها حينما طرق الباب ....
اعطاها لسناء و قال بعد ان ضمها تحت زراعه : بتك اطهر و اشرف خلق الله يا خالتي يا زين ما ربيتي
طار قلب الام فرحا بتلك الكلمات اكثر من رؤيتها لشرف ابنتها فاخذت تهلل و تطلق الزغاريط من قلبها هي و ام الباشا
و بالطبع كل من بالخارج فهم ماحدث فنظرت عزه لايناس بحقد فبادلتها الاخري بنظرات اكثر غيره
تقدمت للامام و هي تشعر حقا بالخجل و كانها عروس. حقيقيه ...وقف الجميع ليسلمو
عليها و يباركو لها ...
و حينما وصلت الي الرجال من تلقاء نفسها بعد ان القت عليه نظره سريعه لم تمد يدها لهم كالمعتاد بل حيتهم بالقول فقط اما يدها فوضعتها فوق صدرها كعلامه ترحيب
احترمها الرجال و طار قلب هذا القاسي ...
سابقا ...اما الان و بعد تلك الفعله و التي تثبت للجميع انها تحترمه و تجله لدرجه انها لن تلمس رجلا حتي و لو من باب السلام و كما لو كانت تقول لهم انا ملكا فقط ...
للباشا لن يمسني غيره اصبح قلبه ارق من اوراق الورود و اراد في تلك اللحظه ان ياخذها حتي تصبح بالفعل ...ملكا له
احتضنها وجيه بفرحه و قال : حبيبت قلب ابوكي يا غاليه مبارك عليكي يا بنتي مع انك قطعتي بينا انا و امك
في لحظه....لحظه فقط كان مكانها تحت زراعه بعد ان سحبها من ابيها و هو يقول :
ونورت بيتها يا عم وجيه ...نظر لها و اكمل : و حياتي كمان
انطلقت التهليلات و الاقوال المازحه بعد تلك الجمله و التي لا يعلم كيف نطقها بل كيف
جائت في خاطره من الاساس
بعد ان قدمت لهم الكثير من الحلوي و المشروبات و قضو وقتا لا بأس به رحل الجميع
و تركوهم بمفردهم مره اخري
لم تعلق علي شيئا مما حدث فهي ما زالت غاضبه منه ....
سحبت حالها الي غرفتها لتبدل ثيابها لاخري اكثر راحه ثم خرجت لتقوم بجمع الاكواب و الاطباق و تنظف المكان
اما هو فدلف الي الشرفه يدخن سيجارته التي لا يتخلي عنها و هو شارد في كل ما
حدث ....يشعر انه مر باحداث كثيره في وقت قصير ....
و ما يشعر به داخله يجعله يقلق
....بل يرتعب علي قلبه الذي ظل مغلقا لم يفتح لاحدا من قبل.....
هل ان الاوان يا باشا
ام تنقذ حالك من نار العشق المحرقه ....
انت لسه عالبر يا حسن الحق حالك يابن الناس قبل ما تنزل فالغويط و تغرق ووقتها هتغرقها معاك ...
البت مش قدك و لا هتستحملك .....
هكذا قال لحاله بعد تفكير عميق استغرق اكثر من ساعه كانت وقتها
انتهت مما تفعله و جلست تتصفح احدي مواقع التواصل الاجتماعي علي هاتفها
دلف لها ثم نظر لها باستغراب و قال : بتعملي ايه يا ندي
لم ترفع عيناها عن الهاتف و ردت بنزق : بقلب فالفيس بدل ما انا هطق مالزهق
جلس بجانبها ...لا يعلم لما و بعدها وقف سريعا متجها الي الداخل دون ان يتفوه بحرف
تحت حيرتها من ذلك التصرف الغير مبرر
مر باقي اليوم بكئابه و ملل عليها بعد ما تركها و حبس حاله داخل الغرفه و هي لم تجد لديها القدره علي المجادله فهي حقا كانت غاضبه منه
مر يومان و عاد وليد من سفره المزعوم و اول شىء فعله هو اجتماعه بعزه و ايناس في شقه الاخيره
قال بحزن : دخل عليها كمان يعني خلاص كده ندي راحت مني
عزه بكل وقاحه : بقولك اي يا وليد هي حتت الجلده دي هتفرق معاك اوي يعني
...نظرت له بمكر و اكملت : لو بتحبها بجد مش هتفرق معاك اذا كانت ست و لا بت
بنوت
ايناس بكذب : دي حتي لما طلعنا نصبح عليها كان شكلها مدايق كده متحسش فيها بفرحه العروسه و الله
عزه : اطلع مع اختك سلم عليه و باركله و شوف بنفسك
و قد خدمت الظروف تلك الكذبه فقد اجتنبا الاثنان بعضهم بعضا خلال اليومان
المنصرمان و قد ظهر الحزن علي ملامحها جليا حتي انها حينما قامت بفتح الباب بعد
ان ارتدت اسدالها وجدت ايناس تقول بخبث : يووووه مالك يا عروسه هو لحق يزعلك
...قبل ان ترد عليها كان هو خلفها يضمها تحت زراعه و يقول : هو في حد يزعل
عروسته بعد يومين بردو يا ايناس
وليد : مبروك يا باشا معلش جات متاخره ...قالها بفرحه بعد ان شعر بحزنها و تاكد ان
حديث تلك الحرباء كان صحيحا
لم يطيلا الجلوس و بعد ان رحلا شلحت عنها الاسدال و كادت ان تتحرك للداخل الا انه
امسكها من زراعها و قال بمزاح : هو النكد ابتدي عندك بدري ليه يا ندوش مالك يا بت
انتي سخنه ...اعقب قوله بوضع كف يده فوق جبينها ليتحسس درجه حراره جسدها
نطرت يده بغضب و قالت : ابعد عني يا حسن
حسن : لا بجد انتي تعبانه اصل مش متعود علي سكوتك ده بقالك يومين و انتي
مكنتيش بتسكتي دقيقه
نظرت له بتحدي و قالت : كنت بشحن طاقتي عشان اعرف اتعايش معاك يا باشا
نظر لها بعدم فهم و قال : لا بجد الجمله دي غريبه و مش فاهمها بتشحني ايه ياختي
...و ايه اتعايش معاك دي يا بت هو انا مرض ملوش علاج
يا ليته لم يتفوه بتلك الجمله الاخيره ...فما راه داخل عيناها اكد له كل ما كان يظنه
مجرد وهم او كان يقنع حاله بذلك ...تلك الصغيره الفاتنه عاشقه لك يا ....باشا
فهل ستصبح ذات يوم .....قلب الباشا ......سنري
*******************
بقلمي. / فريده حلوانى
يتبع....💖💖💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق