ماهوحكم صيام رمضان بدون نية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. .
سمعت أحد المشايخ يقول إن صوم رمضان من غير نية في الليلة السابقة يفسد الصوم، وأنا في أحد أيام رمضان لم أنو الصيام في الليل، وأصبحت صائمة دون نية، فهل صيامي جائز، وهل علي قضاء هذا اليوم؟
ما ذكره الشيخ يسمى في الفقه " تَبييت النية " في صيام رمضان خاصة، وليس صيام التطوع، أي أن الإنسان ينوي الصوم ليلا في رمضان، اي يبيت ناويا الصيام، ثم يصبح صائما، وتبييت النية شرط لصحة الصوم في رمضان عند فقهاء الحنابلة والمالكية والشافعية، وعلى أقوال هؤلاء الفقهاء، فصيامك من غير النية ليلا باطل، وعليك قضاء هذا اليوم.
أما فقهاء المذهب الحنفي فقد أفتوا بأن من الممكن للإنسان أن ينوي الصيام بعد الفجر، وحتى الضحى، فإذا كنت قد نويت الصيام في الصباح وقبل الضحى، يمكنك الأخذ بالمذهب الحنفي، أما إذا لم تكوني قد نويت إلا بعد الضحى فليس أمامك إلا قضاء هذا اليوم، ومن الأفضل قضاء اليوم احتياطا.
وذهب الجمهور إلى أنه لا بد لكل يوم من نية مستقلة.
وراجع في ذلك فتوانا رقم: 14300: بعنوان: هل تكفي نية واحدة من أول الشهر؟
وفي خصوص قولك: "وقد كنت أصوم بدون النية..." فهذا قد يكون مجرد تصور منك، أو وسوسة ونحو ذلك...؛ إذ ليس من المتصور أن يتكرر من الشخص فعل الصوم من غير نية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: فإن النية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله، نواه بغير اختياره، وأما إذا لم يعلم الشيء، فيمتنع أن يقصده..... انتهى.
وقال أيضا: ومعلوم في العادة أن من كبر في الصلاة لا بد أن يقصد الصلاة، وإذا علم أنه يصلي الظهر، نوى الظهر، فمتى علم ما يريد فعله، نواه ضرورة. انتهى.
وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح الأربعين النووية: فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. أنه ما من عمل إلا وله نية؛ لأن كل إنسان عاقل، مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية حتى قال بعض العلماء: لو كلفنا الله عملا بلا نية، لكان من تكليف ما لا يطاق. ويتفرع من هذه الفائدة الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات، ثم يقول لهم الشيطان: إنكم لم تنووا، فإننا نقول لهم: لا، لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا بنية، فخففوا على أنفسكم، ودعوا هذه الوساوس.
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق